:: البرنس ::

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 01:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-04-2008, 09:37 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
:: البرنس ::

    .
                  

06-04-2008, 09:47 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    Quote: يحدث لي, أثناء قراءة هنا وهناك, أن تصادفني حكمة مكتوبة داخل سياق ما, فيبدو لي الأمر كما لو أنني أرى توهج مجرة وسط سديم تطالعه عينا نفس محبة, فأحب أن أشارك الآخرين ما أسميه "فيوض المتعة".

    وشيخي الصالح أول الغيث هنا.
                  

06-04-2008, 09:56 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    على سبيل التحية..
                  

06-04-2008, 09:58 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    عهدي بكـ تنفذ حرفيا مع أم محمد
    Quote: (لا يهم العالم الذي سنتركه لأولادنا بقدر ما يهم الأولاد الذين سنتركهم لهذا العالم...)
    ..
                  

06-04-2008, 09:58 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    Quote: ثمة أشياء في الحياة ، قد نقترب منها تزجيه لساعة فراغ ، أو لمجرد قتل الدقائق في مدينة لا يحدث فيها أمر ذو بال ، نفعل ذلك في العادة مبتسمين ضاحكين ، يغرينا بريق مرح زائف، يلتف حولها كهالة من الضوء ، حاجباً ما خلفه من عذاب ، قد ننفق العمر كله محاولين الخروج بلا جدوى من أسر ويلاته الحالكة.

    لو علمن ما يتبع ذلك السؤال ، لاعتصمن بحبل الصمت ، لما ألقت السائلة ما ألقت ، بل لتبدلت مصائر إلى غير ما ذهبت إليه أقدام أصحابها طواعية من شقاء ، ولست أدري حقاً يا أصدقائي إن كان ذلك ما يدعونه " الفخ "، أو سعي الضحية إلى حتفها راضية.

    ما زال أمامنا وقت طويل ، لتجف بحيرة الدمع في أعماقنا، لنرى جوانب الصورة الأخرى ، لنتعلم عبر سعير المحبة متى يكون التجاوز بديلاً لانتحار القيم ، ربما أبصرنا آنئذ الجمال داخل ما يبدو ظاهره من الدمامة بمكان ، ربما أدركنا أن في العمر متسع لغير النزاعات الصغيرة، أو لربما أعرضنا حتى عن العميان الخالدين " الذين ما كان ينبغي أن نضع في أيديهم مشعل النور السماوي".

    تلك إذن حكمة السنوات، عصارة التجارب ، وثمن المعرفة العتيق ، ومع ذلك ، لست على يقين من أن كل شيء كان لابد له أن يتم وفق ذلك النحو، الذي زلزل ثوابت مدينتنا الإقليمية الصغيرة الواقعة عند ضفاف النيل الأبيض مرة واحدة و إلى "الأبد"..... قد لا أخالني قلتها هكذا، دون غصة في الحلق، "الأبد!"، تلك الكلمة، ما إن أذكرها ، حتى يتغلغل في داخلي أكثر فأكثر ، جمرُ الأسى ، أو الشعور بزوال الناس والأشياء..... علىَّ الآن أن أدع أفكار الوحدة السوداء جانباً ، و أن أدلف إلى بيت الذكريات دون تردد ، أفتح نوافذه ، أبدد عتمة النسيان ، أكنس بأصابع الحنين ما تراكم من تراب الزمن ، أعيد للوجوه الغائبة رونقها القديم ما أمكن ، ولا أدري من أين أبدأ تفاصيل تلك الحكاية ؟!.
                  

06-04-2008, 09:59 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    Quote: " كما يشاع لم يكن للكلب غرة بيضاء على جبينه " ، هكذا أخذت تستعيد ذات نهار قائظ بعيد تفاصيل فضيحة أحمد حسن ، التي حدثت أيام مراهقته ، و لم يتبق منها شيء ، في أذهان معظم الناس ، سوى ذلك " الاسم " ، الذي رافقه بعد مقاومة قصيرة و محدودة من جانبه إلى يومنا هذا : مُسيلمة الكذاب .

    كانت الشمس تشتعل في منتصف سماء جرداء ، شجرتا النيم تقبعان على جانبي مدخل الدار ، تطلان على الشارع المقفر في هدوء ، لكأنهما سقطتا على حين غرة من لوحة رسّام أراد تصوير الحياة كبستان خال من الهواء ، و ثمة ديك حزين يرتفع صوته من مكان ما، أما أرض الفناء الترابية الكابية فكانت تلتمع بعشرات الشظايا الزجاجية الصغيرة المتناثرة هنا وهناك ، " إنه الصيف " ، علا صوت إحداهن لحظة صمت وهي تتأمّل العالم المحترق خلف النافذتين ، وبينما الحوائط تختزن الصَّهد لتنفثه بعد ساعات رئة المساء المعتمة ، ما كان بوسع أكثر الناس مقدرة على التوقع أن يتنبأ بما آل إليه مجلسهن من حوادث تبدو لي الآن مثل نغمة حزينة من أنين القوافل البشرية السائرة عبر القرون بلا توقف أو عزاء .

    آنذاك كن مجتمعات داخل إحدى الغرف، أمي وأختاي الكبريان وجارتنا فاطمة وعانس على مشارف الخمسين تُدعى " وكالة رويتر المحلية " ،كن صامتات أغلب الوقت ،و الحق كانت هي من النوع الذي يشد إليه انتباه مستمعيه بخيوط محكمة من المتعة والسكون وإثارة الأشواق الدفينة، تعرف جيداً متى تصمت ، كيف تستعين بأصابعها النحيلة أو الرقيقة أثناء الكلام ، بل و أين تلقي بالمغزى الكامن داخل الحكاية ... أية حكاية ! .

    لكأني أراها الآن ......

    كسنابل القمح أواخر الشتاء ، ذاك لونها ، ممشوقة القوام ، ذات شعر ناعم ينسدل إلى أعلى ردفيها بقليل ، لها ابتسامة تثير الذعر والمسَّرة في آن ، فمها يتخذ في مناسبات عديدة هيئات الوَدْع تُلقيه على الرمل يد العرَّافة ،لا تكاد عيناها الواسعتان تستقران طويلاً على حال ، ولا أحد يعلم على وجه الدقة متى وأين وكيف محا ذلك الاسم اسمها القديم .

    مازلت أتذكر توهج السعادة على وجهها حين يحدث في المدينة أمر ذو بال ، فذلك معول وحدتها ك " ابنة " وحيدة تعيش فيما يُشبه القصر ، أتذكر ذلك ، أتذكر حتى ما يُحكى عن موت أبويها الثريين في حادث غرق وقع قبل ولادتي بعام ، كل ذلك وغيره، مازلت أذكره بوضوح شديد ، لكنَّ أكثر ما يشيع الأسى في قلبي من هذه الذكريات ولا أدري لماذا هو علمي أن " وكالة رويتر المحلية " قد ماتت في منتصف العقد السادس من عمرها دون أن ينعم بستان جمالها الذابل لحظة بالماء المتدفق عبر قناة أحد أولئك الرجال ؟!.
                  

06-04-2008, 09:59 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    Quote:
    على غير العادة ، خرج الحاج محمود مبكرا ً، بعد أن رأى في المنام كلباً أسود يضع في فمه غليوناً يتصاعد منه دخان رمادي ، جلس داخل الفرندة على طرف السرير متصالب الساقين واضعاً رأسه بين كفيه ، يُقلب في ذاكرته ما قاله ابن سيرين عن الأحلام و عيناه ترنوان إلى شيء أبعد من العتمة و الفناء و ذكرى زوجته و بناته اللائى تزوجن تباعا و غادرنه مع أزواجهن إلى مدن بعيدة ، أخيراً طفق يتوضأ وقلبه يحدثه أن كارثة ما في طريقها لتقويض سلام المدينة، "اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه"، هكذا تمتم ملقياً بذلك الأمر كله على كاهل الخالق ونهض.

    لم يدم انتظاره طويلاً ، ما إن فتح باب الفناء الخارجي وسار خطوات في طريقه لرفع آذان الفجر ، حتى تجمد الدم في عروقه و توقفت أنفاسه دفعة واحدة ، إذ انشقت الأرض أمامه عن كلب أسود ، وقف على قائمتيه الخلفيتين لحظات ، ثم تلاعب بعينين متقدتين كعاشق قديم لا ينقصه الحياء ، قبل أن يمرق بذيل معقوف إلى أعلى في الاتجاه المعاكس كبرق ، حين التفت لم يكن ثمة شيء سوى السكون المخيم على امتداد الشارع الطويل المترب ، " اللهم اجعله خيراً " ، هكذا بالكاد خرج صوته ، ومع ذلك ، سرعان ما هدأ من روعه وغذى الخطى مواصلاً السير كمؤمن حقيقي .

    كانت تقترب من الثالثة بعد منتصف الليل، ما زال في الوقت مساحة للتأمّل في مخلوقات الله والسير بتؤدة، المصابيح مطفأة داخل المنازل، أعمدة الكهرباء الأسمنتية المتعاقبة أعماها عبث الصبية النهاري " و لم يكن للمحافظ الطيب يد في كل هذا " ، أما البدر فكان يطل من حين لآخر خلل السحب السوداء السارية ببطء صوب الشمال، يختفي فتعتم الأشياء آخذة من جديد أشكالها المخيفة الغامضة، "الناس غافلون عن غايتهم، الآيات واضحة، لكن الحكمة لا يبصرها المبصرون، وتلك لعمري ساعة يذكر فيها اسم الله كثيراً"، هكذا همس الحاج محمود، مبدداً وحشة الطريق و بقايا الرؤيا المشئومة في خشوع، فاركاً بين يديه مسبحة الصندل الحجازية، ومغالباً تلك الدموع الحارقة التي ظلت تملأ عينيه كلما استشعر في أعماقه عظمة الخالق سبحانه وتعالى .

    فجأة انتبه إلى حركة مريبة كانت تتناهى لاهثة من كومة الأوساخ المتراكمة أسفل سور المدرسة الأميرية الحجري القصير، في البداية، لم يخالجه الشك لحظة أن الشياطين تتناسل داخل تلك الخرابة في غفلة من عين الإنسان "الذي يمتلك مفاتيح السر منذ أن حمل الأمانة"، ثم، وبيقين تام و مثلما حدث مع الكلب الأسود توقف غير بعيد من الخرابة و قال : "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم " ، ولكن "أي شيطان لا يفر إذا ما أطلق عليه اسم الجلالة"، تساءل الحاج محمود وبدا القلق يساوره ، إذ لم يتغير شيء ، وأكثر من ذلك ظل اللهاث يتفاقم شيئاً فشيئاً .
                  

06-04-2008, 10:00 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    Quote: شبحان غريبان من خيال العتمة، يلتحمان في وضع أكثر غرابة، لكأن القاذورات تحتهما سجادة حريرية يتمرغ فوق نعومتها جسدا عاشقين التقيا بعد طول غياب لم ينقطع خلاله نداء الشوق والوجد وظمأ رغبة لا رواء له، كان البدر محتجباً لحظتئذٍ وراء سحابة سوداء كثيفة، العرق يتصبب من جبينه وصدغيه مبللاً لحيته البيضاء المستديرة وقلبه يرتجف داخل صدره كأنف فأر حاصره قط في ركن ضيق، كان قد استنفد في تلك الدقيقة كل ما في جُعبته من آيات وأدعية مأثورة، وما إن قرر أخيراً مغادرة المكان بأسرع قدم لديه، وقد أدرك برعب مدى ضعف إيمانه الذي لم يصمد كثيراً إزاء "هذا البلاء الرباني اليسير"، حتى جاءه الغيث من السماء، حيث اندلق نور القمر المنير كاشفاً معالم الفصول الدراسية وتضاريس السور الحجري القصير و..... أدق تفاصيل الشبحين اللذين كادا منذ دقيقة واحدة أن يقلبا نظام العالم القائم في ذهنه رأساً على عقب .

    رويداً رويداً ، تنفس الصعداء ، لقد وضح له الأمر جلياً ، لبث ساكناً مسافة يلفه الغضب و الحنق و الذهول و تخاذل إيمانه في اللحظة الأخيرة ، أخيراً عقد عزمه فتقدم وسط الأوساخ شاقاً طريقه كثعلب يقترب من حظيرة الحملان بحذر وخفة، كان بينه وبين الشبحين خطوة واحدة، حين تبين وجه أحمد حسن على نحو شديد الوضوح، "ذلك الفاجر"، قالت "وكالة رويتر المحلية"، ثم رمت نظرة نافذة متناوبة على وجهي أختيَّ جعلت الكبرى تتأمّل أظافرها المطلية حديثاً بينما تغير وجه أمي قليلاً حالما رأت الأصغر تبادل "وكالة رويتر المحلية" نظرة الند للند بل صعدت إلى حصان جرأتها المعهودة حيث مدت عنقها إلى الأمام وقد خيل لي أنها قد تتحول في أية لحظة إلى أذن فيل ضخمة لا محالة ، أما جارتنا فاطمة فقد كانت لا تزال تبتسم بعينيها الجميلتين دون أن تنفك يداها من تهوية وجهها بكتاب : " ألف طريقة لصناعة الحلوى " !.

    كان نصفه الأسفل عارياً إلا من سرواله الساقط عند كاحليه، جلبابه يتكوم ما بين الصدر والعنق، عيناه شاخصتان في البعيد، بينما ينغرس فكه في الظهر المائل لحمارة أمينة الفراشة التي أغمضت عينيها نصف راقدة وأرخت أذنيها الكبيرتين وراحت تلوك شيئاً ما ببطء وتلذذ غريبين أثارا وزادا من غضب الحاج محمود الذي وطأ أثناء سيره الحذر داخل كومة الأوساخ على جثة فأر متفسخة، وبدا وكأن الحمارة قد تعودت على مثل هذه الممارسة الاستثنائية منذ زمان بعيد.

    كانت المنازل الساجية قبالة سور المدرسة شهود عيان، أوصدت الشماتة والخوف والدهشة آذانها، فبدت غير عابئة بضربات المسبحة المتساقطة على رأس أحمد حسن الذي انتزع نفسه وجذب السروال وأسدل الجلباب في ثانية متقهقراً نحو السور بما تبقى له من عقل، لكأن الحمارة التي لا تزال محافظة على هدوئها ، لم تسمع بدورها كل ذلك النداء الخافت المستغيث الحار: "الستر.. الستر الستر.... يا مولانا..... وربَّ الكعبة الشريفة.... لم أفعل هذا المنكر الشنيع بمزاجي....... كنت في عز نومي.... عندما خطفني الشيطان من سريري خطفا.. ثم........ ثم..... ثم أحضرني إلى هنا محمولاً على قرنه السابع" ، حالما أنهى بشق الأنفس مرافعته الدامعة المنكسرة حدَّ الرثاء ، زفرت الحمارة لأمر ما ، وبدا أن الحاج، الذي أنساه هول ما رأى أن يؤذن لصلاة الفجر، قد وجد داخل كومة الأوساخ متسعاً للحوار، فأخذ يتفكر في وجه المراهق الملتصق بالسور بينما صوت ديك ينطلق من مكان قريب قائلاً: "لماذا يا ابن الناظر نفسه!، لم يكن قرنه الرابع؟، أو حتى الخامس؟، لماذا قرنه السابع تحديداً؟!، وإذا كان للشيطان كما نعلم مائة رأس بالتمام والكمال، فإلى أي الرءوس كان ينتمي القرن الذي حملك إلى حمارة أمينة الفراشة؟!، أيها الفاجر، لماذا تصمت هكذا؟، ها أنت إذن تكذب أيضاً، خذ هذه ، و قسما بالله العظيم ثلاثاً، لأنت سيد الفحش، لا لا، أنت الشيطان نفسه في صورة إنسان ، لا بل ..... أنت مُسيلمة الكذاب ".

    كان في إمكان هذا الحوار أن يستمر بين كر و فر إلى ما بعد بزوغ الشمس، لولا أن فطن ابن الناظر الذي دأب على ركل عجيزة الحمارة بقدمه خفية إلى مراجعة موقفه، فأطلق العنان لساقيه الخفيفتين كساقي جواد، تاركاً الحاج محمود وسط نهيق الحمارة الذي علا على حين غرة ، ثم وبعد أن انغمسن في الصمت لدقائق، أضافت "الوكالة" باعثة نسمة أخرى من الضحك في خلايا ذلك النهار الذي بدا لغيظه بلا نهاية: "يا بنات!... سعيدة.... من تتزوج مُسيلمة الكذاب.....سعيدة حقاً ... فلو طلبني أنا شخصيا للزواج لوضعت ثوبي بين أسناني وركضت نحوه بلا تردد ...... لا تتضاحكن هكذا ... لابد أن مَن يفعل ذلك لديه مثل ما لدى الحمار " !.
                  

06-04-2008, 10:00 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    Quote: كانت ذرات الغبار الدقيقة تمرح سابحة على امتداد شريط الشمس العريض المتساقط عبر إحدى النافذتين، كن يرقبن ذلك دون سابق اتفاق راسمات على وجوههن بدرجات متفاوتة ذلك التعبير الأنثوي الحالم ،الذي ينم عن وجود رغبات دفينة داخل النفس تبحث خفية عن طريق ما للتحقق، وكان ثمة سرب من الذباب يتنقل في كسل بين أكواب الشاي الفارغة أعلى طبلية الخشب و أطرافهن شبه العارية في لهيب ذلك النهار ، وبدا بالفعل أن مثل تلك الحكايات القديمة لم يعد يحمل جديداً، حين بدأن في الاستغفار والتثاؤب تباعاً، عندئذ ، ألقت "وكالة رويتر المحلية" بصوت ناعس لا يثير ريبة ما حرَّك بـِركة الأنس الراكدة منذ فترة قائلة: "يا بنات...بحق الله....مَن هو مطربكن المفضل"؟.



    تحولت الأنظار نحو فاطمة آن استقر شريط الشمس المنسحب عند قاعدة النافذة ، كانت لا تزال تقلب في صفحات ذلك الكتاب الذي ظلت تحمله معها لأمر ما كلما أتت لزيارتنا، كان يرتسم على طرف فمها الأيمن طيف ابتسامة ساخر زاد من ألق عينيها الجميلتين اللتين رفعتهما فجأة نحو السقف قبل أن تمسح وجوههن القلقة بنظرة نصف مروحية بطيئة وامضة وتنكفئ مرة أخرى على كتاب "ألف طريقة لصناعة الحلوى" مؤججة بذلك نار الانتظار بلا طائل،وكن قد فطن إلى صمتها الملغز حين فرغن من إجاباتهن المتدافعة وشرعن في التطلع إليها متوقعات بنفاد صبر أن تُلقي باسم مطرب آخر ، ربما لتكتمل دائرة المقارنة الأنثوية القاتلة ، ربما ليأخذ الحديث مجرى مختلفاً ، وربما ليفتحن باباً يُفضي إلى خارج أتون الحرارة الذي لا يُحتمل .

    كانت أمي تتفرس في جارتها محاولة أن تحذر ما يدور في خلدها وفمها فاغر وعيناها مليئتان بالعجز والخوف والفزع من تحقق هواجس غامضة ، وقد تراقصت في ذاكرتها عفاريت هالة المجد الكاذبة التي أحاطت برفيقة طفولتها في زمان سابق لكم ودت أن يتلاشى من ذاكرتها دون رجعة ، وحين رفعت فاطمة رأسها أخيراً بدا ربما لكثافة صمتها وكأن لا وجود لـ "وكالة رويتر المحلية"..... البتة.

    كانت تلقي خطاب "طلائع المدينة"، وكانت في نحو الثالثة عشرة، حين مال الرئيس السابق برأسه أسفل الخيمة المنصوبة خلال زيارته الأولى و اليتيمة إلى المدينة نحو وزير "الموارد المائية" الجالس آنذاك إلى يمينه كمن يتأهب لدخول الحمّام في أية لحظة،وما إن همس في أذنه حتى رحلت علامات الملل عن وجهه فجأة وشرع ينصت لخطاب الحسناء اليافعة حالماً تارة ومُبدياً إعجابه عبر إيماءات عديدة تارة أخرى وإن بدا في كثير من الأحيان وهو ينظر إلى الصبية وفق ذلك النحو كمزارع يمعن النظر في أرض بكر إذا ما عُهد بها للرعاية ستنبت الكثير من الثمار الطيبة، لتنطلق فور انقضاء مهرجان الخطباء إشاعة قوية في المدينة يقال إن مصدرها المحافظ الأسبق نفسه تفيد أن الرئيس قرر تزويج فاطمة بعد عامين على الأكثر لوزيره "الشاب الأعزب الوسيم"، الجميع يذكرون كيف ازدحم بيت والدها إثر ذلك بأرباب المطالب وأصحاب الالتماسات الخاصة وكيف تقاطرت عليها هدايا ثمينة مجهولة المصدر قال رُسُلها إنها مجرد تعبير بسيط عن حب المدينة وتقديرها الخاص لابنتها "الواعدة "، كان الأمر من الجدية بمكان أن قام المحافظ وقتذاك بتعيين حراسة خاصة ظلت ترافقها أينما حلت ،وكان ذلك يقذف بأترابها من أمثال أمي في هوة سحيقة من ظلام الغيظ أو الغيرة، ذلك ما كان من أمر الأمس ، ولم يدر في ذهن أكثر الناس مقدرة على التخيل بعد ذلك أن ينتهي بها المطاف كزوجة لصلاح" بتاع الدكان "، لقد وُئد حلم فاطمة لحظة الانقلاب العسكري الذي أطاح بعالم الرئيس في ظرف أقل من عام من نهاية ذلك المهرجان ، وإن لم تغادرها حتى الممات نزعة التميز والشعور بالتفوق رغم ضيق ذات اليد والوسائل ، وكانت النتيجة أنها غدت متخمة بتطلعات نساء الطبقة الوسطى خلال الستينيات بدءاً من اقتناء الثلاجة "كولدير" ، مروراً بالنظر إلى عامة الناس من شاهق ، وانتهاء إلى مُناصرة جمعية " رائدات نهضة المرأة الحديثة ".
                  

06-04-2008, 10:01 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    Quote: هناك ، قبالة أمي و " وكالة رويتر المحلية " ، عند طرف السرير الموازي للحائط الخالي من النوافذ ، وبينما فاطمة التي توسطت مجلسهن توشك أن تتكلم ، كانت أختي الأصغر قد تحولت بالفعل إلى أذن فيل ، وهي تعلن بظهرها المشدود وصدرها اليافع المندفع إلى الأمام عن حرصها الشديد على متابعة أمر لا ترغب في أن يفوتها منه شيء، كانت الكبرى القابعة عند الطرف الآخر تجاهد في تلك اللحظة ما أمكن لطرد ذبابة خضراء لم تنفك طوال تلك الدقائق من الطنين حول رأسها والسير على صفحة وجهها كلما سكنت، "مطربي المفضل هو الموسيقار عثمان حسين"، قالت فاطمة بفخامة، وتهللت لسبب ما أسارير "وكالة رويتر المحلية"، في حين هبط على إناث الأسرة صمت ثقيل أمكن خلاله سماع صوت دبيب أقدام نظرات الحسد الخافتة، وما إن عادت أمي إلى رشدها، وأخذت تفكر في كلمة "موسيقار"، ككلمة عصّية على النطق، حتى هوى صوت الجارة، مزعزعاً بقسوة هذه المرة يقين الإجابات السابقة، كاشفاً في الوقت نفسه عن سعة إطلاعها على ما يستجد من أحداث داخل ما كان يحلو لها أن تدعوه في كثير من الأحيان: "عاصمة جمهورية السودان الديمقراطية"، قائلاً: "أحبه لأنه مطرب طلاب جامعة الخرطوم المفضل".

    كان الناس في تلك المدينة ينظرون إلى هؤلاء بوصفهم "ملائكة علوم الدنيا"، على حد تعبير ناظر المدرسة الأميرية، الذي تغيرت معاملته تجاه أمينة الفراشة بعد أن التحق ابن شقيقتها بكلية التربية، متناسياً بذلك وصمة العار التي أدركت ابنه "بسبب حمارتها"، وإن لم يتزحزح قيد أنملة "نكاية في الحاج محمود" كما يروج البعض عن اعتقاده الجازم في أن ما حدث " كان وراءه قرن الشيطان السابع ولابد ".

    تكهرب الجو داخل الحجرة تماماً، إذ كان من العسير على أمي أن تمضي إلى نهاية الشوط وهي تخفي استياءها من اختيار أختيَّ لمطربين "شعبيين" على الرغم من كونهما في "مقام" ابنة فاطمة الوحيدة "أمل" .

    قبل سنوات قليلة، أوصدتْ خلالها الغربة أبوابها أمامي، كنت أفتح صناديق الذاكرة الموصدة، أقلب بتفكر في تلك الأحداث، وشيئاً فشيئاً رسخ لدي وراء ستارة الدموع الضبابية أن اختيار المرء لمطرب ما تستجيب له أحاسيسه ما كان ينبغي له أن يحدث في نفس أحبائه الذين يتطلعون إلى رفعته كل تلك المعاناة! ، كنت أحكم على ما جرى بمقاييس الآن، لكنني بدأت أدرك حالما رأيت ذات مساء طفلاً في نحو الثامنة من عمره عند زاوية أحد الميادين وهو يرقب أقرانه بصمت وهم يتدافعون خلف الكرة أن الكون كله قد يتكاثف في لحظة بخيره وشره بمحيطاته وبحاره وأنهاره وأرضه وسمائه بأفراحه وأحزانه وصراعاته داخل ما يراه البعض شيئاً صغيراً تافهاً ثانوياً مثل أن يعكف ذاك الصغير في ذهنه كما بدا لي على استعادة الفرحة أو ساقه المفقودة بأسى .

    لكأن ذلك حدث في الأمس القريب...

    تثاءبت " وكالة رويتر المحلية "، وبدأت فاطمة تقرأ شيئاً ما من كتاب " ألف طريقة لصناعة الحلوى " ، وكأنها لم تدرك قوة الزلزال التي أحدثتها كلماتها تلك في نفوس " إناث الأسرة " اللائى أخذن ينظرن في اتجاهات الصمت المختلفة كطائر ذبيح ، ثم ما لبث صوت كليهما أن تناهى في وقت واحد إلى آذان أمي التي وضعت رأسها بين كفيها وراحت تنظر في شرود إلى ما فوق طبلية الخشب القصيرة طالبا الإذن بالانصراف ، هنا رمقت أختيَّ بنظرة معاتبة ، ثم نهضت بتلك الابتسامة الشائخة لامرأة في منتصف الثلاثين ، وشيعتهما إلى باب الحوش ، حيث عادت بخطوات أثقلها الصمت وذهنها منصرف إلى مكان بعيد لا يعلم إلا الله متى تعود منه ، ولم تظفر أختاي بكلمة واحدة منها طوال اليومين اللذين أعقبا ذلك المجلس ، وكان الأمر خارج حدود الاحتمال أو التفسير .
                  

06-04-2008, 10:01 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    Quote: قبل مغادرتها المجلس بوجه طافح فيما بدا لعيني أمي بـ "الأسرار والأخبار الطازجة المثيرة"، أثنت "وكالة رويتر المحلية" بدهاء على ما أسمته "ذكاء فاطمة الرهيب"، مؤكدة "في الحقيقة" أن "مطربها المفضل قد خطف بالحق قلوب بنات الخرطوم الراقيات "،و الجارة لم تصدق خبراً، وضعت رِجلاً على رِجل، ورويداً رويداً، شرعت في الانتفاخ مثل قاموس خال من كلمة "تواضع"، زارعة بذلك البذور الأولى لما سيقلب هدوء المدينة الصغيرة رأسا على عقب .

    كانت الأسرة قد استقرت في بيت جَديّ لأمي المغلق منذ ثلاث سنوات على وجه التقريب، آنذاك قرر والداي هذه الخطوة، بعد أن تقدمت أختاي في التعليم وصار لزاماً إلحاقهما بالمدارس الثانوية في المدينة، على أن يبتعث أبي كما ظلت أمي تردد في بعض الأمسيات أمام الجارات ضاحكة "حياة عزوبيته" كمفتش زراعي من الدرجة الثالثة "تضحية لمستقبل الأنجال" .

    ما أحزن أمي، ما أقض مضجعها، ما أحال ليلها إلى نهار وجعلها تختض من الغيظ، بل ودفعها إلى التفكير عميقاً طوال الأيام الثلاثة التي أعقبت ذلك المجلس في وسيلة مثلى للانتقام من جارتها "المدعية زوجة صلاح بتاع الدكان صاحب العينين الضيقتين اللتين تشبهان فرج السحلية"، أن ما اعتبرته " فضيحة حضارية " لا تليق أبداً بسمعة "عائلة كريمة" يُعتبر أحد مؤسسيها أول من بنى بيتاً من "الطوب الأحمر" في المدينة قد وقع تحت سمع وبصر "وكالة رويتر المحلية "، وهذا أمر "لا يُبشّر بخير على الإطلاق بالنسبة لمستقبل زواج البنات في مدينة بها عدد من طلاب جامعة الخرطوم الأذكياء"، أملت ذلك في رسالة عاجلة بعثت بها إلى أبي، معربة خلالها عن "عميق أسفي الشديد جداً لهبوط الذوق الحضاري لأفراد أسرتنا نتيجة النزوح معك يا سيادة المفتش الزراعي الثالث بين النجوع والكفور والقرى النائية طبعاً"، كاشفة بعبارات غامضة وكأنها تخشى من وقوع الرسالة في يد غريبة عن "خططي السرية الدائمة لتدارك ما يمكن إدراكه، لابد أن في أعماقها نزعة شكسبيرية ظلت حبيسة لعقود خلت فأفرج عنها مسار "تلك الفضيحة الحضارية الكبرى" حين ختمت رسالتها بكلمات جدُّ حاسمة وقاطعة مازالت أحرفها تتراقص أمام عينيّ: " لقد أصبحت الحكاية الآن مسألة حياة أو موت في هذه المدينة " .

    في سعيها المحموم لتغيير الصورة العائلية مرة واحدة وإلى الأبد ، لم تكتف أمي بتوبيخ أختيَّ على سوء اختيارهن "بفصاحة" لمطربين شعبيين مثل "القادمات من الريف حديثاً"، بل شرعت هي نفسها في إعلان رأيها "الشخصي الخاص جداً جداً جداً"، زاعمة أن مطربها المفضل لم يكن "في يوم من الأيام" سوى مغني البوب الأمريكي الشهير "الفيس بريسلي"، وكان ذلك وحده كافياً لتدمير سمعة فاطمة كمثقفة إقليمية إلى "الأبد" ، على من أنها ظلت تؤكد في دعاية مضادة ، وهي تقلل من شأن المعارف الجديدة لغريمتها ، أن أمي لا تستطيع التحدث بطلاقة إلا في أوساط جمهور "أغلبه.. من الأميات... اللائى.. وا... أسفاه... لا يعرفن حتى ذلك الفرق الواضح... ما بين البوظة التركية والآيس كريم الألماني" .
                  

06-04-2008, 10:02 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    Quote: بعد طول قطيعة، وصلت خلالها العلاقة بين الجارتين إلى طريق اللاعودة ، قبلت فاطمة ضحى ذلك اليوم دعوة أمي لحضور حفل عيد ميلاد أختي الكبرى التاسع عشر، حيث كانت في انتظارها وهي تفتح باب الحوش الخارجي لبيتها في شرود مفاجأة أن تمحو غريمتها ما جرى هكذا ..... بكل بساطة ! .

    أجلست ْ أمي داخل الفرندة ، إلى يسار الثلاجة " كولدير " ، وعلى ذات المقعد الذي سيشهد المأساة ، ثم وقفت أمامها إلى اليسار قليلاً ، تماماً مثلما ستقف قبالته عند بداية تلك المأساة، قبل أن تحضر مقعداً ، وتجلس غير بعيد متطلعة إليها في برود وترقب ، امتصت أمي كل ذلك ، وهي تستعيد من ذهنها مقاطع من كتاب : " فنون حرب المجتمع " ، وحين لم تحرّك فاطمة ساكناً من آداب الضيافة ، بل ذهبت إلى مدى بعيد في معاودة النظر إليها من أعلى إلى أسفل وبالعكس ، تيقنت لحظتها أن " العدو " ما ينبغي له أن يفرض على المرء مكان و زمان المعركة ونوعية السلاح ، هكذا ابتسمت وهي تكسر حدة الصمت المميت قائلة بلهجة مَن أدركه ولع الخبث على كبر : " و البنت طبعاً قطعت دراستها في الجامعة، جامعة الخرطوم طبعاً، ثم جاءت لتحتفل بيننا، من العيب طبعاً أن ترانا نحن الكبار مرة أخرى هكذا، ويعلم الله وحده كم تدين لك بالمحبة والفضل في قلبها".

    ألان الصوت الذي بدا نابعاً من الأعماق وجه فاطمة الذي أعمى بصيرته وقع الزيارة المباغتة التي حالت دونه وفهم لهجة أمي التي انطوت في ظاهرها المتسامح على ما هو أسوأ والذي ظل محافظاً على قسوته لفترة ، حيث لاح طيف الابتسامة الساخر على طرف فمها الأيمن أولاً، ثم وفي لحظة واحدة نهضتا وتعانقتا وذابتا داخل الفرندة كجارتين جمعت بينهما ذكريات طفولة بعيدة، وقد ألقتا عبء ما حدث على كاهل "الشيطان الذي يفرق حتى بين المرء وزوجه "، عيناي تدمعان الآن ، لقد كان ذلك للأسف العناق الأخير لهما كجارتين قديمتين في هذه الحياة..... "وكالة رويتر المحلية"، أشاعت أن فاطمة أعلنت في نفسها حينذاك عن "قبولي للتحدي" وأنها لا تخشى على الإطلاق من الدخول في ما أسمته "مواجهة فاصلة"، مؤكدة أن جارتها "محدثة النعمة الحضارية" بهذه الدعوة "وا... أسفاه....... تحفر قبرها بيديها" .

    كانت الأقاويل تترى من كل حدب وصوب إلى آذان الحاج محمود، الذي لم يعد يدهشه شيء "في دار الغرور" كما قال "بعد كبيرة مُسيلمة الكذاب" التي اعتبرها بمثابة النذير المبكر لما يحدث في "هذه الأيام"، وعلى الرغم من أن "مصادر خاصة" رفض تسميتها أكدت له أن فاطمة عانقت جارتها فقط من باب "لا ينبح في فراشه إلا كلب"، بل وأضافت ( نفس المصادر) لاحقاً أنها جاءت إلى الحفل مرتدية فستاناً ضيقاً من المخمل وافق اسم الموضة السائدة آنذاك باسم " دموع أم كلثوم "، إلا أن الخبر الذي اتسم ببعض الطرافة كان من نصيب "وكالة رويتر المحلية"، التي أشارت إلى أنها أقبلت خلال ذلك المساء الحار بعينين لم تنفكا قبل بدء فواصل الرقص من القول يمنة ويسرة: "يا أهل المدينة .. انظروا .... ها هي..... فاطمة نفسها .... انظروا إليها.... ما أحلاها.... حضارية جداً.... تخطر في بيت غريمتها هكذا..... هكذا هكذا ".

    "وكالة رويتر المحلية" نفسها أكدت للمحافظ الذي جاء إلى حفل عيد الميلاد متأخرا بعض الشيء و الذي بدا لسبب ما حريصاً على متابعة تطورات العلاقة بين الجارتين منذ أحداث المجلس البعيد الذي شهد وقائع "هزيمة الأسرة الحضارية" أن أمي همست في أذن رئيسة تحرير مجلة " نهضة المرأة " المحلية قائلة بصوت تردد صداه بين جنبات السكون الشامل الذي ران لحظة دخول فاطمة فجأة: "هذا الفستان لا يصلح لرقصة السامبا " !.

    الحق ، "الحق أقول لكم" يا أصدقائي إنها جاءت في ذلك المساء مرتدية "رموش شادية"، لا "دموع أم كلثوم" ، فستان من الساتان الأسود اللامع أبان أدق تفاصيل جسدها اللدن المشدود حتى وهي تعبر عقدها الرابع بنحو العام ، كان بلا أكمام ، تلتف حوله خطوط فضية متباعدة ذات حواف مشرشرة ، وبينما تراءى فوق كتفيها فرو ثعالب أصفر باهت تفوح منه رائحة "النفتالين" ، بدت في ذهن الحاج محمود الغائب كما تخيل عدد من الخبثاء بالنيابة عنه مثل حورية خارجة للتو من كتاب "فضائل الجنة" ، كانت تخطر بخيلاء على أرض الفناء المرصوفة حديثاً بالأسمنت و كسار الآجر فوق حذاء أصفر ذي كعب عال أطلق عليه الحمّالون في الميناء النهري اسم " سفينة الشيطان " ،على الرغم من أنه قد اتخذ لدى الصفوة اسماً أكثر جاذبية : " أتهادى نحو أحلام قلبك الوردية " .
                  

06-04-2008, 10:03 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    Quote: كانت أضواء قوية تتلألأ على هامة الفناء كتاج أميرة ، نسائم واهنة منعشة لها رائحة التربة تراقص فروع شجرتي النيم بنزق، السماء خالية تماماً وراء الهالة الفضية، لابد أنها أمطرت خلف تخوم النهر حيث الأجمة المتناثرة من أشجار السنط تنحدر من جبال العاديات قبل أن يبدأ عشب السهل الأخضر الكثيف ذو الفجوات الحجرية الواسعة ، كان ثمة موسيقى تخللها آذان العشاء تطغى على لغط المدعوين الملتفين حول الموائد الصغيرة المتقاربة ، التي جُلبت نهارا من محلات " كزام للأفراح " ، و التي تراءت فوق مفارشها الزرقاء زجاجات المياه والكولا وأطباق الحلوى وسلال الفاكهة، كانت تنبعث من مكبرات الصوت على جانبي منصة خشبية قصيرة أخفتها سجادتان من الصوف الفارسي ذي التشكيلات الوردية الملونة منصوبة غير بعيد من منضدة طولية لاحت أعلى مفرشها الأبيض النظيف تلال من الأواني الصينية اللامعة، فضلاً عن تورتة المحتفى بها بطوابقها الخمسة الصاعدة في شكل هرمي علت قمته المزدانة بكريمة الشوكولاته السمراء شمعة منتصبة وحيدة، حالما أُشعلت توقفت الموسيقى وعم الظلام و راحت تتشكل على مرأى من عيون السماء النجمية الحلقة باعثة الأمنيات القلبية والهدايا ، قبل أن تُنهي الحناجر أغنية عيد الميلاد في تزامن عكس مدى الإلفة الذي عمّ المكان حينذاك ، "لماذا شمعة واحدة"، هكذا تساءل المحافظ بقامته البارزة وسط الحلقة لحظة أن عاد النور، وبينما تغضن وجه رئيسة التحرير الجاد في نشاز كاد أن يفسد الطابع المرح لسؤال المحافظ ويحول الحفل إلى حلقة نقاش ساخنة حول " الطابع الذكوري للسلطة " حسبما ظل يتردد في سياق الندوات الأسبوعية التي تقيمها في دارها مجلة " نهضة المرأة " ، اندفع في خضم الهمهمة المتصاعدة التي أثارها سؤال المحافظ والوجه الصارم الجاد لريئسة التحرير صوتُ أمين حزب التقدم معيداً الأمور إلى مجراها القديم : " تقول لماذا!... ها ها ها... تكتيكات السيدة السرية..... يا رفيق " .

    هكذا عاد المحتفلون إلى موائدهم، وبدا في ذلك المساء وكأن الكون برمته ضحكة مغناة يعزف لحنها رنين التعليقات المرح السعيد، إلا أن نمل الغيرة أخذ يأكل في قلب فاطمة ببطء وتلذذ متزايد سعيداً بالخفاء الذي ضربه الضجيج من حولها ، كانت ترقب الأنظار تنصرف عنها تباعاً غير عابئة بالمرة بزينتها الفريدة والمكتملة أمام بهجة حفل لم تشهد المدينة مثله قطُّ، ناظرة من مقعدها بين الحين والحين إلى "وكالة رويتر المحلية" التي كانت تتنقل بين الموائد تحت أنظار عيني أمي الفخورتين مثل فراشة قمحية في الربيع، إلى تناهى إلى مسامعها مثل طلقة الرحمة، صوت أختي ذات السبعة عشر عاماً، وهو يعلن من فوق المنصة عن بدء الحفل الراقص، وقد نشبت في أعقابه موجة من الصفير والتصفيق الحاد المتصل فيما بدا بلا حدود لانتهائه .

    مدت ذراعاً من داخل بلوزة بيضاء ذات أكمام قصيرة واسعة، كانت محشورة داخل بنطال من الجينز أزرق اللون ذي مقدمة مثلثة منتفخة قليلاً ومسحوبة إلى أسفل بشدة ، أزاحت الهواء الذي حبس أنفاسه فجأة بحركة نصف دائرية بطيئة متكسرة لامست الحلمة اليسرى النافرة خطفاً، قبل أن تأخذ رأس البنصر وضعاً مستقيماً شق طريقه بين الموائد متخطياً بلا هوادة المحافظ ومدير بنك الوحدة ورئيسة التحرير مشيراً بلطف ومحبة يعلم الجميع مقدار ما فيهما من زيف إلى عيني فاطمة الشاخصتين كعيني غريق بلا أمل في النجاة .

    في هذه اللحظة ، في هذه اللحظة تحديداً، يمكن للمرء وفق رواية "وكالة رويتر المحلية" لاحقاً أن يسمع "رنين إبرة الخياطة" إذا ما أُلقيت في "مكان ما داخل الحفلة"، حتى أن المحافظ نظر إلى عطسة مدير البنك المباغتة نظرته إلى رجل طرق باب بيته "أثناء الجماع"، ثم سرى صوتها الحاد الرفيع ذو المنحنيات المبحوحة عبر مكبرات الصوت أخيراً: "سيداتي آنساتي سادتي.. مشاعل حضارة هذه المدينة الواعدة... مساء الخير وبعد.... وإنه ليسُر الأسرة الكريمة تشريفكم لها بالحضور... بمناسبة حفل عيد ميلاد أختي الكبرى... وبسبب صداقة الأسرة لطيار ماهر يعمل في خطوطنا الجوية الحبيبة... أزفُّ لكم ذلك الخبر الجميل... خبر وصول أخر أغنيات فتى أسبانيا الذهبي "خوليو" وأنشودة الحبّ الفرنسي الساخن "جيلبير"... وأعتقد أمام هذين الرائعين لا مجال لمطرب متواضع آخر مثل عثمان حسين ...

    - "برافو... برافو برافو" .

    هكذا في الوقت الذي اتجهت فيه أنظار الجميع إلى فاطمة التي لم تحتمل أكثر وحمل وجهها من علامات الغيرة ما يكفي لإشعال غابة من أشجار السنط الغضة اقتحمت المشهد صيحة مدير البنك الذي نال درجة الماجستير في " اقتصاد الدجاج " من جامعة "السوربون "، والذي لم يستطع أن يتمالك نفسه فيما بدا أكثر من ذلك فأجهش في البكاء بغتة ، آنئذ ربت المحافظ الجالس إلى جواره على كتفه كمن أراد أن يعتذر بعد أن تسبب في أذى روح طيبة كان ذنبها الوحيد أنها عطست في موقف لا يحتمل سوى الصمت التام ، بينما أمكن للمقربين سماع صوت رئيسة التحرير وهي تهز رأسها كمن يتفهم عذابات الروح الخفية للإنسان .. أي إنسان وهو يقول : " البكاء ليس عاطفة نسائية فحسب "!، مثل تحية صادرة عن قلب ملء نبضه الحبّ والأسى والحنين، مثل نسمة أوروبية تلثم مدارات خطّ الاستواء القائظة، انساب حالماً مترعاً شفيفاً مطعماً بالأمل كيد المطر الخفيف الحانية ، لحنُ رائعة جيلبير: "إيه مينتونان"؟!.

    "وكالة رويتر المحلية " ، التي سبق لها وأن ذهبت إلى البنك ذات نهار قائظ بعد أن تزايد الجدل في المدينة حاملة في يدها مجموعة من " الطيور المريضة " قبل أن تدرك " الفرق " أو " الاختلاف القاطع " ما بين " اقتصاد الدجاج " وذلك المدعو " طبّ الدجاج "، سألته باسمة عن سر "تلك الدموع الغزيرة تفيض من عينيك أثناء الحفلة "، قال إنه تذكر وقتها " ليلة باريسية بعيدة "، و لم يُزد.


    _
    بقية القصة من هنــا
                  

06-04-2008, 10:04 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    نفتقد حروفكـ ايها البرنس الحميد ..












    _
    عساكـ بألف خير ..
                  

06-04-2008, 10:10 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25055

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    تطراك العافية ام ضراع ياقريبي

    بالجد الزول ده مشتاقين ليهو

    عساه واسرته الكريمة بخير
                  

06-04-2008, 10:26 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: حيدر حسن ميرغني)

    يا قريبي ما كان كفاية العافية بلا أم ضراع دي











    _
    مالكـ علينا ياخ !!
                  

06-04-2008, 10:11 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)



                  

06-04-2008, 10:18 AM

عمر الفاروق
<aعمر الفاروق
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 9669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    والله يا نوبي الواحد خجل من رويحتو دي !!!
    يعني أسة لو يوم جيت تفقدني تمشي تجيب كتاباتي تقوم تطلع ليك كلها حليمة بابور وعوضية عذاب ونفيسة مجروس و تغريد جبرة ونانسي عجاج وشروق ابو الناس ؟
    بالجد خجلت لي ..
    انا تاني ما بكتب ايييييييييييييو شي ..
    وكان ما كتبت كمان ما تفقدني يا نوبي ..
    سمح؟
                  

06-04-2008, 10:23 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: عمر الفاروق)

    ابو عمير
    اول شيء متأكد تماماً انكـ جيت طاير جوز في البوست ده و كلكـ قناعه انه البرنس ده هيثم مصطفي
    شفت كيف اخوكـ برضو بيعرف يقراء حركات السودانيين المطرطشين ديكـ
    أما بخصوص فقدكـ اخي الكريم فأجدع تلفونكـ في المسنجر الداخلي عشان الواح ما يفضحكـ أقصد يفقدكـ علانية
    ثم ثالثا ولا رابعا كم ما عارف لكن الجاب نانسي وسط شروق و تغريد شنو !!




    _
    في حالة ما عندكـ تلفون بنسأل منكـ دندونتي حاكم عندها شيطان بيجيب ليها الخبارات

    (عدل بواسطة فيصل نوبي on 06-04-2008, 10:24 AM)

                  

06-04-2008, 10:23 AM

essam&amal
<aessam&amal
تاريخ التسجيل: 11-15-2003
مجموع المشاركات: 2579

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    Quote: Quote: (لا يهم العالم الذي سنتركه لأولادنا بقدر ما يهم الأولاد الذين سنتركهم لهذا العالم...)

    ..


    طبعا جيت جارية جرى قايلاهو هيثم بلسم وهو البداويلنا { هيثم مصطفى }

    لكن ؟؟؟؟؟؟
    شوف العبارة الفوق دى
    يديك العافية
    تحياتى فيصل
    ام وضاح
                  

06-04-2008, 10:27 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: essam&amal)

    أم وضاح
    تصدقي إنهم بيشبهو بعض .. بس كل واحد في مجاله ..










    _
    شكرا للطلة البهية يا عاشقة الازرق..
                  

06-04-2008, 10:40 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25055

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    Quote: يا قريبي ما كان كفاية العافية بلا أم ضراع دي


    لو قلنا ام جضوم فى ناس بتزعل
                  

06-04-2008, 11:00 AM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: حيدر حسن ميرغني)

    ياخي البرنس دا زاتو ما بشبهكم ولا بتشبهوه , انا مقدر ليهو غيابو المبرر . المكان هنا لا يحتمل ابداعه ولا انتم .. من ربنا خلقني ما شفت لي زهرة نرجس قامت في كوشة الجبل .. غير العُشر والحميض مافي حاجة , فالبرنس له كامل الحق في الترفع عن هذه الانحاء , ماممكن المكان مليئ بقطاع الطرق وشرامة المنابر و قبور الاسافير ودايرين تستضيفوا فيهو زي البرنس , والله كتابته البيكتبها هنا دي خسارة في المكان .

    زمان شابكننا سودانيز اون لاين وطن من لا وطن له

    الان اصبحت المقولة

    سودانيز اون لاين مستنقع من لا بلاعة له
                  

06-04-2008, 11:29 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: اساسي)

    Quote: ياخي البرنس دا زاتو ما بشبهكم ولا بتشبهوه
    دي صاح
    البرنس إنسان رقيق و جميل و نحن ناس همج ساي ..
    بس ده ما بيمنع يا أسئس إنه نفتش للجمال عسي و لعل ينصلح حال الجبل










    _
    اساسي انت معانا في الكلام الفوق ده صاح !!
                  

06-04-2008, 11:30 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: حيدر حسن ميرغني)

    برضو أخير من أم ضراع يا قريبي
                  

06-04-2008, 10:58 AM

عمر الفاروق
<aعمر الفاروق
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 9669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    يا نوبي:
    Quote: اول شيء متأكد تماماً انكـ جيت طاير جوز في البوست ده و كلكـ قناعه انه البرنس ده هيثم مصطفي
    شفت كيف اخوكـ برضو بيعرف يقراء حركات السودانيين المطرطشين ديكـ

    تصدق وبما إني كمان عارف طرطشة السودانيين فأول ما قريت البوست عرفتك مليون في المية قاصد عبد الحميد البرنس ..اخوك شفت يا نوبي والله شفت ..ما تشوف حركات اماني بابور دي
                  

06-04-2008, 11:06 AM

عمر الفاروق
<aعمر الفاروق
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 9669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: فيصل نوبي)

    يا نوبي:
    فاتني أن انوه إنو أماني بابور هي الشقيقة الصغرى لحليمة بابور..
                  

06-04-2008, 11:33 AM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: :: البرنس :: (Re: عمر الفاروق)

    يعني يا عمر اخوكـ عرف حليمة لمن تجيب ليو أماني !!
    عمر ياخ إتصلح معانا و خِف إيدكـ شوية .. عارفكـ شِفت و حرامي أعمال سنة ( كده صاح ) !!









    _
    البوست قرب يروح في حق الله مع شفتنتكـ و طرطشتنا البنسوي فيها دي(كده كويس معاكـ)

    (عدل بواسطة فيصل نوبي on 06-04-2008, 11:34 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de