|
(إعدام) ....(عن فتية أحبوا الموت) ..!!
|
(*)
وطفلة تحسو التراب على رأسها , ..
جلست على الأرض أمام (سجن كوبر العتيق) , ..
تكيل بيديها من تراب الأرض مقدار ما يملأ كفيها الصغيرين , ..
وتنثره على شعرها المجدول , وتتنهد وتبكي وتنوح , ..
تطلق عقيرتها بالبكاء , وعلى مقربة منها (جمهرة) من عشيرة , ..
لا يستطيعون فعل شئ , ..
وقفوا هنالك , في إنتظار إستلام (جثماني) شقيقيها , ..
شقيقاها اللذان , سينفذ بهما حكم الإعدام , بعد أن أدينا بمقتل عمها , ..
(الإعدام) الذي ربما كان نفذ بالفعل حينها , ..
وحينها هذه إشارة إلى ساعة (كيلها) للتراب , ..
ووضعها على رأسها (الصغير) , الذي لم يستوعب بعد , ..
وحشية الحياة التي قادت أخويها إلى قتل عمهما , ..
وقادت أبناء الأخير وأمهم إلى عدم العفو ..
وبالطبع قادت القضاء إلى الحكم بإعدامها ..
وماهي إلى لحظات حتى بدا النواح يعلو , ..
ويداها الصغيرتان , تتسعان لكم أكبر من التراب , ..
ورأسها يعفر , وأدمعها تختلط بتراب الأرض , ..
هستيريا أصابت ذات (الإثني عشر عاماً) , ..
حين رأت (جثماني) شقيقيها , ..
والأهل يتسلمونهما بعد التنفيذ ..!!
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 06-03-2008, 12:45 PM)
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: (إعدام) ....(عن فتية أحبوا الموت) ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
Quote: وحشية الحياة التي قادت أخويها إلى قتل عمهما , .. |
Quote: تكيل بيديها من تراب الأرض مقدار ما يملأ كفيها الصغيرين , ..
وتنثره على شعرها المجدول , وتتنهد وتبكي وتنوح , .. |
حسبنا الله ونعم الوكيل لا أستطيع ان اتخيل هذا المشهد يا كمال يأخي مالك علينا نحنا ناقصين هموم
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: (إعدام) ....(عن فتية أحبوا الموت) ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
الذي أقسى من الموت , ..
(إنتظاره ) ..
والذي أقسى من الموت وإنتظاره , ..
أن تكون طفلاً , فقد (عمه) و(شقيقيه) , ..
في لحظة لم تتخللها (الرحمة) , ..
كابوس تمنت هذه الطفلة أن تصحو منه , ..
وهي تراقب بوابة (السجن) , ..
تراقبها وأعينها تلمع أملاً , ..
أمل يخرج من بين أدمعها ورأسها المعفر , ..
تتوقع , تتمنى , أن تفتح بوابة السجن , ..
لتسمع من خلف صريرها صوت أخويها , ..
وهما يخرجان من خلفهما على أقدامهما , ..
لتركض وتعانقهما , ويزول عن رأسها هذا الكابوس , ..
وتنزل عن جدائلها أكواماً من تراب , ..
تعانقهما وتعود بهما إلى بيتهم , ..
ليبكوا جميعهاً عمهم الذي أضاعوه , ..
لكن (أبواب) السجن فتحت ..
وبدا من خلفها شقيقيها ..!!
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 06-03-2008, 01:19 PM)
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: (إعدام) ....(عن فتية أحبوا الموت) ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
أغمضت أعينها , ..
ومعها أغمضت عيناي , ..
علي حين أفتحهما من جديد , ..
أرى أخويها يخرجان , ..
على أرجلهما , وقد هزمت الرحمة العدل , ..
وهزمت ضفائرها تراب الفاجعة , ..
صريرها كان عال ومخيف , ..
عيناي مغمضتان , وساد المكان صمت رهيب , ..
المئات من أهالي القاتل الذين هم أيضاً أهل القتيل , ..
حبسوا أنفاسهم , وكأني بهم قد تحجروا لثوان , ..
لا تستطيع حتى أن تسمع صوت الزفير , حين يخرج الهواء من صدور الحالمون بغلبة الرحمة , ..
لكنهم فجأة بدأؤا بالنواح والصياح والعويل , ..
فقد أشار إليهم (الشرطي) , بأن قضى الأمر , ..
وأخرج لهم (فتيانهم) , ..
على نعش سجيا , ..!!
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 06-03-2008, 01:32 PM)
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: (إعدام) ....(عن فتية أحبوا الموت) ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
لم يكد (الشرطي) يومئ للقوم إيماءته تلك , ..
حتى ركض زمرة من الرجال , لإستلام الجثمانين , ووضعهما على (البوكس) , ..
الذي كان في إنتظارهما على مقربة من (بوابة السجن) , ..
ركضوا نحو البوابة , ..
يسابقونها , ..
يسابقون (أم الفاجعة ) في هذا المشهد , ..
ذات الضفائر المعفرة , والقلب الذي لم يستوعب غيبة الرحمة , ..
كادت تسبقهم رغم صغر خطواتها , ..
كانت تركض نحو الجثمانين , ..
في مشهد يفطر القلب , ..
سبقوها وتلقفوا الجثمانين قبل أن تمتد لهما أيديها الصغيرة , ..
فوجهتها نحو وجهها , لطماً , ونحو ضفائرها تقطيعاً ..!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: (إعدام) ....(عن فتية أحبوا الموت) ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
تمنيت يومها أن نحزو حزو (الغرب) في إيقاف تنفيذ عقوبة (الإعدام) , ..
لكنني تذكرت أيضاً , أن القتل في وطني لم يتوقف يوماً , ..
موت الفجاءة , ربما وقعه أخف وطأة عن الموت المنتظر , ..
تظل هذه الحادثة ظلاً ثقيلاً , ..
يجثم على صدر ذاكرتي , ..
وتلك (الطفلة) لا تفارق خيالي , ..!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: (إعدام) ....(عن فتية أحبوا الموت) ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
Quote:
وطفلة تحسو التراب على رأسها , ..
جلست على الأرض أمام (سجن كوبر العتيق) , ..
تكيل بيديها من تراب الأرض مقدار ما يملأ كفيها الصغيرين , ..
وتنثره على شعرها المجدول , وتتنهد وتبكي وتنوح , ..
تطلق عقيرتها بالبكاء , وعلى مقربة منها (جمهرة) من عشيرة , ..
لا يستطيعون فعل شئ , ..
وقفوا هنالك , في إنتظار إستلام (جثماني) شقيقيها , ..
شقيقاها اللذان , سينفذ بهما حكم الإعدام , بعد أن أدينا بمقتل عمها , ..
(الإعدام) الذي ربما كان نفذ بالفعل حينها , ..
وحينها هذه إشارة إلى ساعة (كيلها) للتراب , ..
ووضعها على رأسها (الصغير) , الذي لم يستوعب بعد , ..
وحشية الحياة التي قادت أخويها إلى قتل عمهما , ..
وقادت أبناء الأخير وأمهم إلى عدم العفو ..
وبالطبع قادت القضاء إلى الحكم بإعدامها ..
وماهي إلى لحظات حتى بدا النواح يعلو , ..
ويداها الصغيرتان , تتسعان لكم أكبر من التراب , ..
ورأسها يعفر , وأدمعها تختلط بتراب الأرض , ..
هستيريا أصابت ذات (الإثني عشر عاماً) , ..
|
استاذي الجليل (الزين).. اراني متبتلا في محراب ما تكتب.. الا انك.. الان اصبت نهاري الخرطومي.. في مقتل.. مررت (بسجن كوبر العتيق ) قبل قليل.. عاد المشهد الان الي عقلي.. اظنها كانت هنالك.. تحت تلك الشجره.. (تخربش) باصابعها علي التراب.. ... تخربشي.... في صباحاتك.. غباش... تنكشي... في عويناتك.. طشاش.. تلبشي.. في دميعاتك.. طناش.. هذا العويل... يا منتهي حزنك.. هديل.. يا مبتداء غبنك.. شليل.. يوم طشا راح
حزني الاكيد
| |
  
|
|
|
|
|
|
Re: (إعدام) ....(عن فتية أحبوا الموت) ..!! (Re: naeem ali)
|
Quote: استاذي الجليل (الزين).. اراني متبتلا في محراب ما تكتب.. الا انك.. الان اصبت نهاري الخرطومي.. في مقتل.. مررت (بسجن كوبر العتيق ) قبل قليل.. عاد المشهد الان الي عقلي.. اظنها كانت هنالك.. تحت تلك الشجره.. (تخربش) باصابعها علي التراب.. ... تخربشي.... في صباحاتك.. غباش... تنكشي... في عويناتك.. طشاش.. تلبشي.. في دميعاتك.. طناش.. هذا العويل... يا منتهي حزنك.. هديل.. يا مبتداء غبنك.. شليل.. يوم طشا راح
حزني الاكيد |
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: (إعدام) ....(عن فتية أحبوا الموت) ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
للموت في وطني , لون واحد , ..
وللفتية الذين يحبونه طرائق عدداً , ..
لكنها جميعها تشبه (الإنتحار) , ..
جميعها تبدأ بإنسداد الدرب أمامهم , ..
درب الغد , الأمل , المستقبل , العدل , ..
بعدها لا يتبقى لهم سوى هذا الآخير , ..
العدل , سيفه دائماً مشهر , بوجههم , ..
مع أنهم لم يحظون به يوماً , ..
لم يتمتعوا بنعمة العدل , ..
لكنهم يحصلون عليها مقابل الرحمة , ..
عندما نسوقهم إلى مقاصل تتعد أشكالها , ..!!
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 06-03-2008, 06:13 PM)
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: (إعدام) ....(عن فتية أحبوا الموت) ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
ثلاثة فتيان , ..
نشأؤا أيتاماً , طالما راودت أحلامهم , ..
قسمة أرض ورثوها عن أبيهم مع عمهم , ..
طالما ناوشت أمهم أحلامهم , ..
كلما حرضتهم على أخذ حقوقهم من عمهم , ..
كانوا يبحثون عن العدل , ..
توجهوا نحو أرضهم , ..
وجدوه هناك , عمهم الذي يبحثون عن العدل من جنابه , ..
لكنه أنتهرهم , وزجرهم كعادته , ..
وسد الطريق أمامهم , ..
أمهم زينت لهم هذا الطريق وجعلته أوحداً , ..
إحتدوا معه , ضرب أكبرهم , ثاروا عليه ثلاثتهم , ..
ضربوه , ..
فمات ..!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: (إعدام) ....(عن فتية أحبوا الموت) ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
واجهوا بعد موت عمهم , محنة الميزان , ..
ميزان طالما رجحت كفته لصالح العدل دون الرحمة , ..
لكنهم إختاروا لأصغرهم ورجحوا ميزان الرحمة , ..
حين أبعدوه عن كفتي الميزان , ..
وأدعوا أنهما فقط من فعلها , ..
نجا أصغرهم , حين سابقوا ميزان القضاء , ..
وأختاروا له (الرحمة) دون (العدل) , ..
ومضوا هم في طريق القضاء , والغبن الذي صار , ..
عند أبناء عمهم وأمهم أكبر من غبن الأرض المغتصبة , ..
إلى غبن الأب المغدور , ..!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: (إعدام) ....(عن فتية أحبوا الموت) ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
(شارون ستون) , ..
جسدت دور (الآنسة ليغيت) في رواية( الرقصة الأخيرة) , ..
وعشنا معها لحظات إنتظارها الموت , ..
وذلك الشد والجزب بين (العدل) و(الرحمة) , ..
وتعرية النظام , وتعريفه , ..
(القانون) و(النظام) و(العدالة) , ..
ننسى دائماً أننا نحن (النظام) , ..
ونحن من يضع القانون , ونحن من يطبق العدالة , ..
حتى من يتذرعون بشرائع السماء , ..
ينسون أن (الرب .. هو الرحمن) ..!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: (إعدام) ....(عن فتية أحبوا الموت) ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
(الشجاع هو من يفضل الموت وفق شروطه هو)
(الرحمة) الإنتقائية , ..
هي من صنع الإنسان , ..
(العدل) أنشوطتها التي نلفها حول , ..
رقاب (الفتية الذين نسوقهم نحو الموت) , ..
لكنا دائماً ما ننسى أنهم , ..
يحبون الموت على طريقتهم , ..
وطريقتهم تقود إلى موت دون توسل , ..
دون التمسك بخيار الرحمة المتاح , ..
لكنهم يعلمون أنه خيار شحيح , ..
تتجلى رحمة (الرقصة الأخيرة) , ..
حين نبدو ظرفاء , ورحيمون , ومثاليون , ..
فنعتقد أن تلبية طلب أحدهم (الأخير) قبل إعدامه , ..
هو عين الرحمة ..!!
| |
 
|
|
|
|
|
|