|
|
 Re: تقييم هادئ لمآلات الامور بعد ثلاثة اسابيع من غزو امدرمان0000حساب الربح والخسارة (Re: Nasir Ahmed Elmustafa)
|
الأخ الكريم ناصر
تحية طيبة وأشواق
لأسباب موضوعية جدا أجد نفسي في غاية الإستغراب أن تبرز أنت بالذات مدافعا عن الوضع الحالي ، يا أخي العزيز لم يوردنا هذا المورد البيئس جدا إلا أننا دافعنا عن أخطاء قاتلة ما كان لنا أن ندافع عنها إبتداءا ولكننا توهمنا أننا بذلك نحمي إخوتنا وننصرهم على أنفسهم وكنا أكثر وهما حين اعتقدنا اننا قادرين على إدارة امور المحاسبة الداخلية بما كنا نعهد من ادب الحركة في المساءلة والتجريح الذي يصل إلى حد التجريد والعزل، ولم نميز بين أخطاء الحركة كجماعة وأخطاء الأفراد التي جرت الحركة بعيدا عن مسارها.
التقييم الهادئ لمسارات الأمور الأخيرة يقول بأن الحكومة خرج عليها نفر من أعز وأصدق من بروها من قبل ووصل بهم الأمر أن عادوا مقاتلين، ولك أن تتخيل أن بعض ابناءك خرجوا من البيت تمردا على سلطتك ولم يكفهم ذلك بل عادوا لتحرير والدتهم من هذه السلطة التي يرونها معوجة، وتخيل معي انك قد حفرت دفاعاتك على مشارف حلفاية الملوك وعباءت بنادقك وانتظرت في الخندق تتربص بابنائك الدوائر، وحين جاؤك دارت المعركة .... هل تراك كنت ستقف بعد إنجلائها رافعا علامات النصر ؟!!!
الهزيمة الماحقة جدا أخي ناصر أن المعركة وقعت ابتداءا، والهزيمة الصفراء أن العدل والمساواة قادت هجوما معلنا تنتفي فيه عناصر المفاجاءة ، ولو كنت مكان الأخ الرئيس لخرجت إلى مشارف شمال كردفان للقاء خليل دون ان يعلم اب عصاية دع عنك الآخرين من بطانة السوء التي لو انه عجمها لما وجد من بينها من هو أصدق له من احمد آدم بخيت !!!!
اما إن ركنت إلى منهجك في تحليل الربح والخسارة فالواقع يقول بأن أكبر خسارة للحكومة أن الهجوم قد كشف حالها استخباراتيا وعسكريا وشعبيا:
أما استخباراتيا فلم يعد خافيا انها كانت تملك المعلومات من مصادر اجنبية، ومثل هذه المصادر كما تعلم في علم الإستخبارات لا ترقى عن المصادر الظاهرة كثيرا فالذي يعطيك مثل هذه المعلومات هو نفسه غريب على بيئتها ويعتمد في مصادره على تقنيات صامته عاجزة عن تحليلها بما يفي الغرض منها، ولا اعني هنا التحليل المكتبي فذلك يمكن ان يقوم به ضابط الإرتباط الذي يتلقى المعلومة، ولكن التحليل الميداني الواقعي. ومن هذا الباب انكشف ان ما يصرف من مليارات على مصادر جهاز الامن على طول الطريق من الخرطوم حتى دارفور بلا قيمة.
أما عسكريا فمهما حاولت الحكومة ان تظهر الأمر بمظهر الإنتصار فالواقع يقول بأن الحكومة خسرت، واكبر خسارتها انها اضطرت إلى الإعتماد الكامل على قوة خاصة من الامن والبوليس لرد الهجوم بينما ظل الجيش على الحياد، وانا اكاد اتخيل الآن ما يدور في الإجتماعات الداخلية من فئة محددة تحاول تصوير الأمر كأنه إختبار لقوة تم إعدادها خصيصا لهذه المهمة وبالتالي تبشر بنجاحها في التجربة، وكل ما تعرفه انت من ذلك التدليس الذي كنا نسمع من قبل، أما أن الحكومة اضطرت إلى الإستعانة بقوات جوية خارجية فتلك لعمري قاصمة فلقد سمعنا قبل عام من الآن عن تجميع طائرات بدون طيار ولكن لما انجلى الهجوم سمعنا عن طائرات من الحرب العالمية الثانية!!!، وعبدالرحيم مسئول مسئولية مباشرة عن تشريد طاقم من اميز الطيارين لو تذكر.
والذي لا يعرفه اب عصاية انه يوجد في السودان الرجل الأسود الوحيد على مستوى العالم الذي يستطيع تفكيك الطائرة الهيلكوبتر وإعادة تركيبها في محاضرة واحدة!!!!
شعبيا خسرت الحكومة بدليل أن المحرك الوحيد الذي اتخذته لتحريض الناس على العدل والمساواة هو تخويفهم على امنهم!!! وربما يستجيب لها نفر غير قليل من اهل العاصمة لأول الأمر ولكنهم لن يلبثوا ان يثوبوا إلى رشدهم: تخيل انك عينت حارسا شخصيا لك وظللت تدفع له بانتظام تكاليف باهظة جدا عوضا عن مرتبه المستحق ، ولكن هذا الحارس لم يفعل سوى إعطائك قائمة من المحظورات الأمنية بحيث جعل حياتك مستحيلة، ألا توافقني انك ستقف لتسأل نفسك لماذا تدفع له إن كان كل ما يقوم به هو شل حركتك وتعطيل حياتك الطبيعية؟ لعلك توافقني أن الحكومة تفاجأت بتصريح سيلفاكير في اليوم التالي مباشرة عندما قامت باعتقال شيخ حسن وقيادات الشعبي، ثم تصريحه الثاني بشأن حرية الصحافة، بل بلغ الأمر أن يجلس مني اركومناوي مساعد الرئيس وياسر عرمان ممثل الحركة الشعبية على رأس طاولة المؤتمر الصحفي للهيئة الوطنية للدفاع عن المتضررين من احداث 10 مايو، ولعلك قرأت تصريح السيد مني اركو مناوي بأنه كان يتمنى دائما نقل الحرب إلى الخرطوم.
إن اردنا المكايدة فلم يعف عن إدانة الهجوم سوى الشعبي، ولكن ان اردنا الإنصاف فلن تجد من بين بيانات القوى السياسية الرسمية او كتاب الرأي في الصحف - رغم المصادرة الأمنية - ما يثبت أن الشعبي كان نشازا.
لقد لاحت للرئيس فرصة تاريخية في الأحداث الأخيرة، ولكننه كعادته لم ينتبه لها حتى، فهو كان خارج البلاد فكان يفترض فيه انه ينظر إلى الأحداث بعين فاحصة بعيدا انفعال الفعل ورد الفعل الذي انغمست فيه القيادات الأمنية التي استولت بليل على مقاليد القيادة السياسية، وكان المأمول أن يرى بصورة جلية انه بات يدافع عن حدود عاصمته بعد أن كان يزحف نحو نمولي وتوريت وكبويتا، ولو أنه تفقد جنوده لوجدهم ضمن "الغزاة" الذين جاءوا يطلبون رأسه وميراث قصره ، ويكفي القائد هزيمة أن يضطر إلى الدفاع عن نفسه امام بعض جنوده السابقين!!
لابد من وقفة ، فنحن قمنا بليل تحدنا شروط قاسية كادت أن تكون تعجيزية عن ضوابط استخدام السلاح، فانجزنا إنقلابا ابيضا لم تسل فيه غير دماء إخوة أعزاء ، ونحن لم نكن نريد قتل ضباط وجنود 28 رمضان ، ونحن لم نخطط لأغتيال الرئيس مبارك ، ونحن بكينا ليلة قتل بولاد، وها هو خليل يستعرض علينا الآن بعضا من أحب إخواننا إلى أنفسنا وهو يبتسم في سخرية، كأنه يقول لنا اليوم لا مفر .... اقتلوني ومن معي ثم انتحبوا حتى الموت ان عاد لكم رشدكم بعدها، أو فاشربوا على اشلاءنا ومن جماجمنا انخاب النصر حتى الثمالة ليراكم الناس على حقيقتكم!!!، خليل يفضحنا حين يخرج أضغاثنا ويلقيها على قارعة شارع العرضة وسفح كبري النيل الأبيض ويمضي.
لك مودتي مهما عميت عليك حقائق بائنة
| |
 
|
|
|
|
Nasir Ahmed Elmustafa
صديق محمد عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست