عندما أرسل لي ود الجيران جواباً غرامياً ،، تصببت عرقاً وأرتجفت يداي!

Quote: مراهقتنا كانت بريئة ولذيذة لكنها أيضاً كانت عويرة إلى الحد الذي لا يمكنك فيه إعلان عواطفك المكبوتة تجاه إحدى بنات الجيران و الحلة إلا سراً عبر خطاب تنتقي له الكلمات إنتقاء حبات المسبحة في تناسقها و ذلك كله ( عشان تقتنع ) . لا أنكر أنني كنت من بين أولئك الذين أخذتهم الهاشمية على حين غره ( دي معناها شنو ؟؟ ) و حينما قررت أن أكتب خطاباً لبنت جيراننا أردته أن يكون أكثر إقناعاً لأني أعرف من أين يؤكل كتف حبها ، بعد جهد جهيد في إنتقاء عبارات مثل ( هانذا أقدم أوراق إعتمادي سفيراً فوق العادة ومفوضاً من مملكة الحب إلى قلبك ) كان أن كتبت خطاباً خترياً و أرفقت معه هدية حتماً سترضي غرور تلك البنت ،، هدية كانت علبة بسكويت ( كرم ) فقد كنت مييقناً أن فارسة أحلامي سوف تحبني كما هي تحب البسكويت بجنون . في الطريق إلى بيت المحبوبة ـ لتسليم الرسالة الأولى ـ تختلج في رأسي الأفكار و أسرح بها إلى حيث عوالم الحب المدهش ،، أستيقظ على صورة أمها تلك الشايقية البيور بلكنتها المميزة و هي تفتح لي الباب و تكاد تزأر مثل لبوة في وجهي ، لكني تفتيحة و عامل حساب لهكذا موقف .. لذا أعلنت لها بلا تردد أن الغرض من زيارتي ( كنت عايز كتاب جغرافيا من هناي ) و ينجلي موقفي آماناً حينما تردني فقط بالقول ( إتا كتاب الجغلافيا الليلك وديتو وين ؟؟ ) حتى أعاود الكرة مرة ثانية بعزم المحب الولهان كان يتعين عليّ إستئجار أحد شفع الحلة و بعد أن برمجته وفق ما أبتغي أرسلته في إثر حبيبتي يحمل رسالتي و صندوق البسكويت الذي وددت لو أنني دغمست منه حبة واحدة .. ما ألذ بسكويت ذلك الزمان .. كان مرسالي يحمل بسكويتي في يديه ، و أنا أمطق وأحمل آمال مراهق ولهاً بين ضلوعي المكشوفة إلا من بعض جلد يغطيها . بعد مدة تتجاوز الساعة و النصف ، و بعد بحث مضن وجدت مرسالي الذي تراءت لي في حواف فمه بقايا من بسكويت حبي .. لكنه تجاوز تحديقي في وجهه بأن أكد لي أن الرسالة قد تم إستلامها من حبيبتي شخصياً و أنها ( قالت ليك كان عندك جواب تاني برضو أديني ليهو أجيبو ليها !! ) يا لحبيبتي الولهى مثلي . عندما عدت إلى بيتنا بعد مدة وجيزة تناهى إلى سمعي صوتاً أعرفه معرفة جوع بطني كانت تلك الشايقية جارتنا و صوتها يشق عنان حوش بيتنا ( نان الولد مرسللو جواب للبنيي مسويلها حبينى و أحبك عاز يبوظ لي بنيتي و تقوليلي معليش ) و صوت آخر يقاطع ( خلاص يا صفية خليهو يصبر لي و لما أبوه يجي أنا بكلمه ليهو ) كم هو حرج موقف أمي إذ تحاول جهدها أن تصلح ما أفسدته انا و هي تعتذر ( ما هم أولاد صغار و بكرة يكبروا يعقلوا ) و لكن صفية تتمسك بموقفها ( ما تقوليللي صغار و الله أن طقاها فرد طقة يحملا ) .. يا لهوي .. لماذا ذهبت أمهابعيداً هكذا ؟؟ تداركت أمي الأمر و إنتهى مشوار حبي الأول مع بنات الجيران بتوبيخ ـ أحسبه ـ جائر نالني ، لكن هذا التوبيخ لم يحرك فيني ساكناً و أنا أتميز من الغيظ حينما أتساءل : أين ذهب البسكويت ؟؟ تأتيني الإجابة حينما يترائى لي طيف حبيبتي بت الجيران و هي من وراء أمها تقضم بسكويتي كفأر مذعور .. و أنا من مخبئي غير المنظور أغمغم ( إن شاء الله ما ينفعك ) !!