|
|
 هجرة إلى المريخ العظيم
|
خط الاستواء
عبدالله الشيخ
كلها ثلاثة شهور, ويكتشف الطاغية الأمريكان المياه الجوفية الباردة في المريخ.. كلها شهور ونشد الرحال إلى ذلك الكوكب, ونستبدل محاولات اللوتري بشراء فدادين المريخ.. الفدان في المريخ بأربعين دولاراً.. الفدان الواحد في كوكب!.. يساوي ثُلث المبلغ الذي تدفعه بالتقسيط لبيوت الإسكان.. التي تكون جاهزة للسكن بعد عشر سنوات.. أما المريخ فيمكنك أن تسافر بعد شهور بالتقسيط المريح.. الفدان عندكم بي كم؟
والقاعدين ليها شنو؟.. سافروا إلى أحضان الكوكب الآخر, حيث لا رقيب ولا حسيب, ولا هجومات ولا كشة.. ولا قانون للصحافة والمطبوعات!..
هجرة مضمونة.. تدخل فيها كوكباً جديداً دون طبنجات أو مطاوي, تسمع من فوق أخبار ابن لادن, وابن لابع..مدارس الكوكب بدون أقلام رصاص!.. تكتب مباشرة على الشاشة.. الركشة جازا من شعاع الشمس المجاني.. فردة فردتين مع موظفي ناسا وتجي تنوم!..
لا يأبق الإنسان من ملك ربه.. ولكن ممكن يشوف طريقة يلج فيها من بعيد لأخباركم وقضاياكم الداخلية.. بسهولة يمكنك ـ إذا هاجرت إلى المريخ ـ أن تطل من علٍ على خيالات الظل السودانية.. وتتابع أبعاد الاتفاق الثلاثي بين الأمة والاتحادي و(الحزب الكبير).. وتشوف طوالي أدائيات القوات الهجين.. وخضرة مشروع سندس, وكهرباء السد!..
يمكنك في المريخ أن تبادر وتنشئ حزباً اسمه التجمع الوطني الديمقراطي لإنقاذ الوطن.. وما بعيد تلقى الحزب الكبير قاعد هناك.. فيكون حزبك الذي أنشأته بيديك انشاقاقاً على الأصول المرعية.. ويمكنك بعد أن تتوهط في المريخ بعد أن تسافر إليه بالتقسيط.. يمكنك أن تفاجئ الطاغية الأمريكان بأنك ترغب في تسجيل حزب باسم المؤتمر الوطني!.. ويعني ح يعملوا ليك شنو؟.. بالكتير ح يرجعوك الواطة.. وإذا رجعوك الواطة تملأ إيدك من المطار في مانشيتات الصحف "القومية" وتملأ شاشات قنوات المؤتمر الوطني لتحدث الناس عن ديمقراطية أمريكا المزعومة.. بعد تقديمات المذيع المعروفة التي يدحض فيها ادعاءات الطاغية الأمريكان في حقوق الإنسان.
عودتك من الكوكب البعيد تفتح لك فرصة كاملة للردحي, وبقاؤك هناك يهيئ لك تنفيذ برنامج الإستراتيجية الربع قرنية.. وهو برنامج جاهز.. ما داير منك أي تعب.. ولن يفوتك شيء من حراكهم الداخلي ومشاكلهم الداخلية، يمكنك التصويت في انتخاباتهم من هناك.. ويمكنك متابعة تفاصيل ملف أبيي من هناك.. وكذلك أزمة دارفور.... الخ.. ما في شيء يفوتك أصلاً.. لكن إذا رجّعوك.. وجيت الواطة وما ركبت في سفينة نوح!.. يكون حالك كيف؟..
عرفنا بقصة سفينة نوح.. لم نعرف من هو نوح الآن, ولكن عرفنا أن الطوفان ـ بشهادتهم ـ قادم لا محالة!..
|
|
 
|
|
|
|
عبد الله الشيخ
كمال علي الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست