|
فضائح عبد الرحيم:الرباط..غسيل الأموال..غزوة خليل
|
مرةً ثانيةً يعود الوزير عبد الرحيم محمد حسين ليتصدر مجادلات وسائل الإعلام , ومرةً أخرى يقع تحت رحمة نيرانها (العدوة) و(الصديقة) على السواء في حالة فريدة تتكرر معه, فبجانب قذائق الحاج وراق جاءت قنابل الطيب مصطفى في الإنتباهة وغيرهما كثير,والسبب الوجيه اقتحام حركة العدل والمساواة لأمدرمان عصراً و(العين تشوف). والوصمة هذه المرة :التقصير العسكري الواضح الذي كشفته محاولة خليل وقواته ,مما أذهب سمعة الكفاءة العسكرية التي اشتهرت بها قواتنا المسلحة, وأراق هيبةً أمنيةً للمؤتمر الوطني لطالما افتخر بها,واكتسب تكرار نفس الأسئلة عندما تم تعيين عبد الرحيم وزيراً للدفاع شرعيةً كاملةً : هل لديه الكفاءة اللازمة لإدارة المؤسسة العسكرية الضخمة والغنية بكوادر متمرسة وخبيرة؟ هل لديه القدرة في التحكم بقوات مسلحة (مختلطة) وفق اتفاقية سلام تحكم تحركها وسكنها؟ هل كان لعلاقته بالرئيس البشير دور في تكليفه بهذا المنصب بعد (فضيحة) بنايات (الرباط) المنهارة؟؟؟ ألا يملك المؤتمر الوطني غيره؟؟؟ ومما زاد الطين بلةً أن الرجل عندما تحدث مدافعاً عن نفسه في المجلس الوطني أو في تصريحات إعلامية ضيق الخناق على رقبته وكأنه ينتحر طوعاً,فكل كلمة يطلقها كانت بمثابة رصاصة يسددها على صدره المكشوف فلا غرو أن طالب الطيب مصطفى بإقالته رفعاً للحرج عنه, حتى إعلام الحكومة لم يجد بداً من انتقاد الرجل, فقد كانت الورطة بينةً فشلت معها كل محاولات (التذويق) التي قام بها عبد الرحيم والتي تشبه لحد بعيد عملية تجميل على وجه (عجوز) يجريها طبيب( فاشل) في عيادة( متواضعة) والظلام دامس. والخيارات الآن مفتوحة والاحتمالات بنسب متساوية,ربما يذهب عبد الرحيم كما حدث بعد فضيحة الرباط, وربما يبقى تحت حماية الرئيس (القريب) وينتظر انجلاء الأزمة وانقشاع السحب, والثابت في كلا الأمرين هو إفلات عبد الرحيم من العقاب في دولة ميزتها الفريدة النسيان و(عفا الله عما سلف) مع الساسة مهما فعلوا,فهم في حرز وحصن من القانون والمحاكمة. في انهيار عمارات الرباط كان هدر مال الدولة وأرواح مواطنين,وبدلاً من المحاسبة والمحاكمة اعتبر عبد الرحيم (محارباً) في سبيل الله يحتاج إلى (استراحة) ليعود إلى ساحات الوغى,ونفس المسرحية تكررت, هياج وهياج ثم صمت كصمت القبور ثم قبول وترحيب بتولي الرجل لمنصب سيادي حساس هو منصب وزير الدفاع, فلا الحركة الشعبية اعترضت, ولا المؤتمر الوطني خاف من تأثير تنصيب رجل بهذه السمعة على كسبه وتأييده, ولا صحافتنا الباسلة تصدت واللوم ليس عليها بالتأكيد في ظل ممحاة (قوش) التي لا تبقي على سطر لا يوافق هواه. ومن أخطر ما لحق بعبد الرحيم محمد حسين في (أحاديث المدينة الهامسة) هو تورطه في عمليات غسيل الأموال التي انتشرت في الخرطوم بشكل مخيف,حيث تردد أنه يقوم بحماية تاجر من غرب السودان ينشط في غسيل الأموال على مسمع ومرأى الحكومة,حيث كان يساعده في مطار الخرطوم ويفتح له صالة كبار الزوار حتى يتفادى الجمارك حاملاً شنطه الممتلئة بفلوس المخدرات وتجارة الرقيق الأبيض والدعارة. وهذا الملف (الخفي) يقال أنه كان سبباً في اغتيال الصحفي محمد طه محمد أحمد,حيث عثر على ملفات تثبت التهمة على التاجر والوزير وأطراف أخرى ,وظل –كما قيل- يستغلها في تحصيل بعض المنافع حتى ضاقوا به فأسكتوه إلى الأبد مستخدمين قتلةً مأجورين. أفلت عبد الرحيم من كل ذلك كشعرة استلت من قالب عجين بمعاونة –صديق- حتى جاءته غزوة خليل,وأعجب كيف يتسنى لهذا الرجل جذب كل هذه الفضائح والأزمات كالمغناطيس؟؟ شخصياً أعتقد أن عبد الرحيم ليس أهلاً لمنصبه الحالي ,ولكن بجانب ذلك فقد كانت ثمة ظروف أثرت في أداء القوات المسلحة في تلك الأحداث ربما جعلت موقف الرجل هزيلاً للغاية,فقد بدا واضحاً أن الحكومة لم تكن تثق كفايةً في ولاء الجيش لذلك قلصت دوره للحد البعيد و اعتمدت على قوات الأمن والشرطة والكتائب الخاصة كما فعلت في الأحداث التي أعقبت مقتل قرنق,مما يضمن لها أن تفعل ما تريد في التصفية والاعتقال والتهديد حيث أن القوات المذكورة تكاد تكون كاملة الولاء للمؤتمر الوطني. ما أرجوه فعلاً هذه المرة أن نقدم نموذجاً في المسؤولية واحترام المؤسسات,وذلك عبر تقديم المقصرين لمحاكمة عادلة مكتملة الأركان بدلاً من ذهاب كل هذه الدماء هدراً,وحتى بالحسابات السياسية فربما يكسب المؤتمر الوطني من ذلك أكثر مما يخسر, هذا إن كان له استعداد للتضحية بعبد الرحيم (القريب).
|
|
 
|
|
|
|