|
|
 يا بلاداً ضاعت مروءتها !!!
|
في يوم الأربعاء الماضي اتصل بي أخ عزيز واخبرني بأن أبناءه في مستشفى ..... ببحري ، وبعد أن كفرت له قلت له إنني سأكون معك بعد فترة بسيطة ، وقد حدث أن استلفت عربة أحد الزملاء بالعمل ويقودها سائق ، فبعد أن وصلنا زميلي وقمنا بالواجب وتحركنا صوب الخرطوم ونحن في اتجاه الجنوب فإذا بسائق حافلة فجأة يتوقف ليصطدم السائق بالحافلة ويحدث ضرراً بليغاً بالعربة الصغيرة .. فأتينا برجل المرور الذي قام بإجراء اللازم وطلب منا التحرك نحو قسم مرور بحري .. وبعد الإجراءات تقرر حبس سائق عربتنا لحين عودة وكيل النيابة وكان حينها الوقت حوالي الساعة الثالثة ظهراً ، وباءت كل محاولاتنا لفك السائق بأي شكل من اشكال الضمان ..
قال لي رجال المرور علي أن أحضر بعد صلاة المغرب لأن وكيل النيابة سيحضر بعد صلاة المغرب ، وفعلاً جئت ومعي صاحب العربة وزميلنا وصلينا المغرب وبعدها تحرك زميلاي وبقيت أنا لإتمام عملية إجراء الضمان الشخصي ، فظللت ماكثاً في انتظار وكيل النيابة وبينما نحن في حالة الانتظار تلك .. إذ جيء بطفل لم يتعد الثامنة بأي حال من الأحوال وعلى ما اعتقد أن يكون في السابعة وزج به في حراسة المرور وهو في حالة بكاء شديد ، في دهشة واستغراب الكل ، وحينها كل مشغولاً ببعض الأشياء وبعد الفراغ منها ، وبعد أن هدأ القسم قليلاً سألت رجل المرور الذي بجانبي : ما ذنب هذا الطفل ؟؟!! فقال لي أنه يقود عربة كارو وفي أثناء السير ودون أن يدري قامت عربة الكارو بسحب (صدام) عربة هيونداي (جيتس) .. واصر صاحب العربة أن يأخذ حقه من هذا الطفل !!!!!! فقلت له في استغراب ومن اي يأتي هذا الطفل بمبلغ إصلاح (الصدام) فوافقني الرأي بأنهم رجال قانون ينفذون فقط ... حينها تعجبت فأتى ذوو الطفل وازدادوا اندهاشاً لأنهم لم يكونوا يعلمون أن الطفل يعمل من أساسه .. وإنما تخيلوه في مكان لعب ولهو .. في النهاية على ما يبدو قرر صاحب العربة أن يفك أسر الطفل .. وخرجت ورأيت أن (الصدام) قد (انخلع) وقاموا بربطه وتحركت العربة ..
فمبلغ دهشتي أن صاحب العربة له الحق في أن يأخذ حقه ، وتصورت أنها ليست ملكه ، لكن اتضح أنها ملكه ، ولكن ممن ؟؟!! طفل ؟؟!! ويقود عربة كارو ؟؟ حتى لو افترضنا جدلاً ان العربة الكارو ملك له (مع التأكيد أن عمر الطفل لا يتيح له توفير مبلغ لملكية هذه الكارو) فهل كان سيبيعها ليصلح له السيارة .. نعم تضررت السيارة ونعم أن الطفل مخطيء .. ولكن أي المروءة أن الاحتساب لله .. فإن كان شخصاً كبيراً ، فإن لصاحب السيارة الحق في أن يقاضيه حتى وإن كان الشخص الكبير يقود (درداقة) .. لكن أن يحبس طفلاً صغيراً يقود كارو ليعمل بها ليقتات ويقيت أهل بيته فهذا مبلغ دهشتي .. فأين نحن من زمن المروءة والنخوة والاحتساب .. إنه طفل
حقيقة خرجت من القسم وأنا في غاية الاستياء من أن الأمور وصلت بنا أن نسجن طفلاً صغيراً في ضرر بسيط يمكن أن يكلف ما لا يتراوح الـ(300) جنيه سوداني بالجديد .. !!!!!
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: يا بلاداً ضاعت مروءتها !!! (Re: يوسف الطيب)
|
الأخ صلاح أبو دية
لك التحايا
Quote: يا يوسف :
الزول ده فكيتو ول نسيت..؟
ووكيل النيابة جا ول ما جا..؟ |
الحمد لله الزول فكيناهو بالضمان الشخصي .. والسيد وكيل النيابة الساعة العاشرة مساء .. تخيل محابيس منذ الساعة الثانية ظهراً والسيد وكيل النيابة أكمل إجراءاتهم في أقل من ربع ساعة ... وأخرجوا يعني حبسوا أكثر من 6 ساعات وأفرجوا بإجراء لم يتجاوز العشرون في أكثرها !!!!
| |
|
|
|
|
|
|
| |
صلاح أبودية
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست