|
Re: أنا السودانى الوحيد المهمش (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
بابتسامة فاترة و باهتة تدل على الاحباط و التشاؤم بادرنى صديقى بقوله
( أنا اكثر الناس تهميشا فى السودان و هذه تفاصيل اكثر ما يؤلمنى : ان اضطهد و اسلب كل حقوقى من بنى جلدى الذين انتمى اليهم , و انا ضطهد و لم انل حظا مثل بنى وطنى اؤلئك الذى ولدت و ترعرت بينهم و اكلت و شربت مما يأكلون و يشربون , و بما ان الانسان ابن بيئته قاذن أن منهم , أنتمى اليهم قلبا و قالبا , فالكبير فيهم عما لى و الصغير بينهم اخا او صديقا , فى حقيقة الامر هم اهلى و عشيرتى اسرتى , حبى لهم من القلب الى القلب و لاننا تشاركنا الحياة كلها الحلو منها و المر و لم يضع الزمان حواجرا بيننا لسبب او اخر لم ينظرعلى الاطلاق فى يوم من الايام للاختلاف الظاهرى , او القبلى او الدينى او الفكرى )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا السودانى الوحيد المهمش (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
وواصل صديقى كلامه و لا زالت تلك الابتسامه مرتسمه على وجهه و لكن هذه المرة اختار الجلوس
( أنا لا أتحدث عن نفسى و لكن انوب عن شريحة كبيرة من هذا المجتمع الذى يعانى من الظلم ومن التهميش الذى مرس فى عهود سابقة و لا زال يمارس عليه و نحن اكثر شعوب السودان تهميشها لكن لا يحس بنا حد , و فى كل صباح جديد تزداد قتامة الرؤى المستقبلية و ندرى ما المخرج )
و ظل صديقى شاخصا الى الارض و بيده كباية شاى ساخنة وواصل حديثه
( لا رغبة لى فى ان اشرب ما تبقى فى هذا الكوب من شاى لكن دعنى احدثك عمن اكون , با أخى أنا سودانى بملامح كل اهل السودان من طيبة و كرم و قلب ابيض و متفانى فى حب وطنى و اهلى و احب السودان باحساس الوطنى الغيورعلى بلده اكثر من كثر ممن يدعون الوطنية , تعلم يا عزيزى انه ليست للانسان خيار فى أختيار والديه او مكان و تاريخ ميلاده او حتى اسمه بالرغم من انه عاد من الممكن للفرد ان يغير اسمه اذما اراد ذلك و سؤالى هو : هل يحاسب الانسان على هذه الاشياء التى لا خيار له فيها؟ الوالدين , مكان و تارخ الميلادأضافة للاسم؟)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا السودانى الوحيد المهمش (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
لا زال صديقى فى جلسته لكنى اراه و قد تنحح و لعله يريد مواصلة حديثه
( تعرف يا عزيزى أنا اعلم جيدا ان الانسان لا خيار له فى الاسئلة سالفة الذكر, لكن اردت ان اسمع اجابات من على الاقل واحد من القراء الذين دخلوا الى البوست. بكل اسف لم يكلف واحدا منهم الاجابة على سؤال من اسئلتى التى هى جديرة بالاجابة بالرغم من بداهتها. قد تكون المشكلة هى اختيارى لك بالتحديد ان تكتب عن مشكلتى هذا, اعتقد ان لم اوفق فى هذا الاخيار و ذلك لاسباب عدة: اهمها على الاطلاق انك جديد على مجتمع سودانييز اون لاين و بالتالى فاستجابتهم لما تكتب لم يكن بالقدر الكبير بل لم تكن لهم استجابة على الاطلاق . صدقنى يا استاذى لو كان اخيارى وقع على كاتب قديم لكان عدد المتداخلين وصل الالف و يزيد لكن المهم عندى هو ان تصل رسالتى حتى و لو لعدد محدود جدا فى هذه المساحة)
طيب يا صديقى هذا ليست صلب الموضوع , قل لى ماذا بك؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا السودانى الوحيد المهمش (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
بعد ان تنعنش صاحبى عاد الى جلسته و بكل صبر سرد لى الاتى :
(نحن الوحيدون المهمشون فى السودان وذلك لاننا سودانييون بلا هوية , نحن الرابط الاساسى بين الشمال و الجنوب , و لا نعرف او نعترف بالحدود الجغرافية المصنوعة بين ما يسمى بالولايات السودانية و الوقت نفسه لم تجد العنصرية او غيرها من الامراض و البلاوى اللاخرى سبيلا الينا . يا أستاذى الفاضل نحن في كثير من الأحيان نجد انفسنا في حيرة من أمرنا فحن لا إلى هؤلاء " اهل الجنوب" و لا إلى أولئك "أهل الشمال" و بالتالي فحن نواجه صعاب جمة و مريرة و منها على سبيل المثال لا الحصر:
عندما نريد قضاء مهام لنا في مكاتب الدولة على المستوى المركزي أو الولائى لا نحصل على شئ مما نريد أيا كان , فعند ذهابنا الى الاولى " المستوى المركزى" ينظر على اننا جنوبيون لكن من الدرجة الثانية و بالتالى لا نحصل على مرادنا من خدمات او توظيف و عند ذهابنا الى الاخرى " الولائية" فنعتبر الى حد كبير اننا دخلاء على الجنوب فلا نحصل على مرادنا الا شزرا .
لكم عانينا و كثير مثلى من ابناء التى تماثل منطقتى فى ان نقنع الناس اننا جنوبيون ونحن حقيقة جنوبيون لان هذا الذى نحس به فى دواخلنا و ينطق به لسان حالنا اهل المركز يفضلون الجنوبيون من الدرجة الاولى " شلكاوى بطابور" للتوظيف فى المناصب المهنية او السياسية و أهل الجنوب يستاثرون بما لديهم !!!!
و نحن صرنا ناس قريعتى راحت نحن المهمشون حقا لاننا فى الهامش ما بين الجنوب و الشمال
فاصبحنا لا الى الشمال ننتمى و لا الى الجنوب فاصبحنا فى المنطقة الوسطى ما بين الجنة و النار
لا الشمال لديه الرغبة فينا و لا الجنوب من ناحية اخرى "جهجه"
ولكم فقدنا كثير من الحقوق التى ينالها أهل الشمال او اهل الجنوب!!!!!! )
طيب و الحل يا صديقى ؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا السودانى الوحيد المهمش (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
وقف , ثم تمطى و عاد الى جلسته وواصل قائلا:
أعتقد ان الحل يكمن فى الاتى
اولا : اعتقد انه لا ينبغى على الاطلاق أن ينظر إلى مكان الميلاد فلو كنت مولود فى "الدرفونة" او " خور طقت" فالامر واحد , فلا ينبغى ان ينظر الى مكان ميلادى باعتباره منقصة او ميزة . ثانيا : القبيلة , ينبغى ان ننصهر فى بوتقة واحدة ان تكون جعلى او شلكاوى او لا قبيلة لك على الاطلاق , كحال كثير من اهل هذه المناطق فلا قبيلة لهم فالقبيلة يبنغى ان تكون امر شخصى بالدرجة الاولى و الا تدخل فى الحياة العامة الرسمية و بالتالى يتعالى قوم على اخرين. ثالثا الدين : فى الواقع مسألة الدين هذه سهلة جدا , كن مسلما , مسيحيا او كجوريا و لا دين لك لكن فى الاخير لا تؤذى الناس او تجرح مشاعرهم و كن سودانيا بالدرجة الاولى , فكم من اسرة سودانية تضم كل الون الطيف الذى ذكرت الذى ذكرت دون ان يكون هناك مشكل او خلاف فى تلك الاسرة.
رابعا الولاء : الولاء الدينى او القبلى , فينبغى ان يكون الولاء أولا و اخيرا يكون للسودان الوطن الكبير.
فى سودان اليوم تسخدم هذه العناصر لابعاد اناس و تقريب و تمكين اناس اخرين و هذا هو عين الظلم لذلك ان كنت اول المهمشين و المصيبة الاكبر انه لم يسمع لى صوت حتى الان و ذلك لاننى مهمش من اهل المركز و اهل الهامش فى نفس الوقت.
هذا بشكل عام لكن يمكن استغلال هذ العناصر و توظف و تستغل ايجابيا , كيف؟
في بلد مثل السودان يمكن اعتبار عناصر مثل " مكان الميلاد, اللون, القبيلة و الدين" عناصر ايجابية و أسسا للتوظيف و الاختيار للخدمة العامة و المناصب السياسية على المستوى المحلى , الاقليمى او المركزى و ليست للاستبعاد و الاستقصاء فبعد توفر الشروط الرئيسية للوظيفة او المنصب السياسى المعني توزيع الفرص بالعدل للمتقدمين على كافة المرافق و الوزارات حتى لا يكون هناك مرفق او وزارة حكرة لفئة بعينها .
أعتقد ان هذه الطريقة يمكن تعالج الخلل الموجود أصلا في الاختيار, و على مكتب الاستخدام متابعة التنفيذ بحزم و حسم , اذا غاب ابوشنب لعب ابو ذنب . و تلزم الدولة أصاحب العمل فى القطاع الخاص أن يضع نسب الاخيار في الاعتبار عند التوظيف و لا يسمح لاحد بتخديم مجموعات و اثنيات بعينها و ابعاد اخرى .
اعتقد انه لا ضير أن نضع في الاعتبار أو أن نستفيد و نتبنى تجارب الآخرين في حل مشكلاتنا الداخلية بعد التعديل الذى يناسب وضعنا فى السودان .
حتى ينعم الجميع بالأمن و الاستقرار و بالتالي الرفاهية و التقدم يجب توزيع فرص العمل و الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن بالعدل دون محاباة , السودان هذا البلد القارة فيه نعم و خيرات كثيرة لا حصر لها و يمكن أن تغنى الجميع عن السفر للخارج بحثا عن كسب لقمة العيش , نريد لهذا الوطن الأمن و المحبة و السلام و كفى تهميشا و قبلية و جهوية.)
و غادرنى صاحبى كان لم يكن
| |
|
|
|
|
|
|
|