|
رسالة إلى الأستاذ سامي الحاج
|
عزيزنا سامي ، أود بهذه المناسبة أن أهنئك عن نفسي وعن جميع أفراد أسرتي واصدقائي ومعارفي باستعادتك ورفاقك حرياتكم الغوالي بعد ذلك العدد من سنوات الأسر والعسف والقهر.
تأثرت كثيراً لمرآك وأنت تحتضن طفلك الأول الذي تراه لأول مرة كما علمت . لقد كان بالفعل مشهداً إنسانياً مؤثراً .
عزيزنا ، لقد عشتم ، ولا شك ، تجارب مريرة ، فيها أدركتم ، ولا شك ، معنى السجن ، والشوق إلى الأهل والولد ؛ وادركتم كم هي غالية الحرية ؛ وكم هو قاسٍ ، ومؤلم السجن والإضطهاد ؛ ولكن ، هل فكرتم ، عزيزنا ، في مواطنين لكم عانوا .. وممن ؟؟ من أبناء جلدتهم ، عانوا السجن ، والقهر ، والعسف ، والإضطهاد ، والحرمان من الأهل والولد ، لسنوات ؛ وبعضهم عانى حتى الموت ، وبعضهم اختفى من الوجود دون أن يعرف أحد مصيره ، هل فكرتم في ذلك ؟؟
عزيزنا ، اكاد أجزم إن عائلتكم ، وإن افتقدت شخصكم الكريم ، بكل ما يعني ذلكم الفقد لهم ، لم تعانِِ ضيقاً في عيشها ، ولا اعتقد أن قناة الجزيرة قد توقفت عن دفع مستحقاتكم الشهرية لعائلتكم . ولكن ، هل فكرتم في الآلاف من بني وطنك الذين عانت أسرهم ، إبان اعتقالاتهم ، من انقطاع مصادر الرزق ، ومن ضنك الحياة بسبب فقدان العائل بالإعتقال أو الموت أو الطرد من الخدمة ؟؟
عزيزنا ، لقد تشرفتم بزيارة السيد رئيس الجمهورية لكم وبتهنئته إياكم باسترداد الحرية وسلامة العودة إلى الوطن ، وبالإلتقاء بعائلتكم مجدداً ؛ وتلك ، ولا شكك ، لفتة إنسانية رائعة من رأس الدولة أن يزور مواطناً من مواطنيه استرد حريته من براثن الأجنبي . فهل نقلتم ، عزيزنا ، مشاعركم وما عانيتموه في الإعتقال ، إليه؟ هل أشرتم إليه ، ولو من طرف خفي ، إلى ما ألحقته حكومته ، بالآلاف من مواطنيه ، اعتقالاً ، وتشريدا ً، وقتلاً مجانياً ، وقطعاً لمصادر العيش ، وأذى وعسفاً بالعائلات ؟؟ هل فعلتم اي شيئ من هذا القبيل ؟؟
عزيزنا ، نهنئكم مرة أخرى . والآن ، إن منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني في السودان ، وفي العالم بأسره ، سوف تسعى لأن تسترد لك حقوقك المادية والأدبية من محتجزيك ، ولأن تعوضك التعويض المكافئ عن كل ما عانيت . هل بوسعك أن تطلب منهم العمل على استرداد ماسلبته حكومة بلادهم من حريات ، ومن مصادر رزق ، وعلى تعويضهم وعائلاتهم بما يكافيء ما أحاقته حكومة بلادهم بهم من ضيق في العيش ومن أذى للمشاعر ؟؟ هل بوسعك ذلك ؟
عزيزنا ، إن التجربة المريرة التي عشتها لن تتعدى أية تجربة مريرة أخرى يعيشها الإنسان ولا يخرج منها بأدنى العبر!! إنك أمام تحدٍ جديد ، لإنسان جديد ، بميلاد جديد يقرر، بعد أن عاش الظلم وخبره في نفسه واسرته ، أن يعين وينافح عن كل من حاق به ظلم . فلئن اردت غير ذلك ، فهذاك لك .
ولك التحية ، وحمداً لله على سلامتك . تحياتي
|
|
|
|
|
|