|
الأستاذ زهير السراج يشيد بنهى ابوراس و د. أحمد القرشي ودورهم في التوثيق للغناء السوداني
|
زهير السراج كُتب في: 2008-05-02 [email protected]
* قد لايعي الكثيرون من المقيمين في السودان، ولم يجربوا الاغتراب خاصة وراء البحار شمالاً أو غرباً، الدور الكبير الذي تلعبه الأغنية السودانية في ترقية وتأجيج مشاعر السودانيين تجاه الوطن، ورفع حسهم الوطني، وتقوية الروابط الاجتماعية بينهم بشكل لامثيل له، عندما يلتقون في المناسبات القليلة جداً والمتباعدة التي يشدو فيها مطرب زائر أو مقيم ، فيلتف حوله الجميع، وتتحول الصالة إلى بيت عرس سوداني بكل تفاصيله، برغم انه لايجمع بينهم في معظم الأحوال سوى العلم السوداني والدم السوداني، ولايوجد عريس وعروس غير الأغنية السودانية في ذلك اليوم!! * ويرتحل البعض مسافات طويلة، يحتاج قطعها إلى ساعات طويلة، ومصاريف باهظة، ومشقة كبيرة.. ولكن من أجل الطرب الأصيل والغناء الجميل.. والأغنية السودانية يهون كل شيء..لأنها في الحقيقة رحلة إلى الوطن، أو هجرة إلى الوطن، أو عودة إلى الوطن..الذي تمثله في هذه الحالة الأغنية السودانية، وما أحلاها من عودة!! * كثيرون لم يروا السودان منذ سنوات طويلة طويلة،وبعض أبنائهم وبناتهم لم يروه أبداً، ولكنهم يحملون وجداناً سودانياً كامل الدسم بسبب الأغنية السودانية التي يكنون لها أصدق وأنبل المشاعر، ويحفظون عن ظهر قلب كل ما أنتج منها،ويحتفظون بإلبومات ضخمة لها في منازلهم، وقد ساعدت على ذلك المواقع الالكترونية العديدة التي تحتضن الأغاني السودانية، وتتيح الاستماع إليها، وتسجيلها، ولا أريد أن أذكر إحداها ، حتى لا أنسى أخرى، فأدخل في حرج النسيان ولها جميعاً كل الشكر والمحبة والتقدير.. * ولكنني أجد نفسي مدفوعاً للإشادة بالمجهودات التي تبذلها الأستاذة ( نهى محسن أبو راس) لتوثيق بعض أغاني التراث على موقع (سودانيز أونلاين) على لسان كل مطرب تغنى بها، وأذكر كمثال لذلك رائعة شاعرنا الكبير رحمه الله، سيد عبدالعزيز ..(قائد الأسطول) ..التي وثقتها (نهى) بلسان اكثر من عشرين مطرباً بدءاً بعملاق الحقيبة سرور، مروراً بالمبدع الراحل بادي محمد الطيب، وانتهاءاً بصاحبة الصوت الرخيم أسرار بابكر، ولن يتوقف بالطبع (التغني) بها على أحد، ولايفوتني أن أشيد بمشاركات الدكتور أحمد قرشي التي تثري النقاش في المنبر العام للموقع في هذا المجال. * لا أستطيع ان اصف لكم، مهما كنت حاذقاً لمهنة الكتابة، مشاعر المغتربين ، والشوق الذي يتملكهم ويشدهم إلى الوطن، بسبب الأغنية السودانية وقد أتيحت لي قبل بضعة أيام فرصة حضور حفل غنائي بمدينة تورنتو بكندا، أحياه الشاب المبدع عاصم البنا، وهي المرة الأولى في حياتي، التي أحضر فيها حفلاً غنائياً سودانياً بالخارج، وقد ذهلت لأثر هذا الحفل على الناس من هم على أعتاب الحياة، ومن هم في أعلى درجات السلم!! * تحياتي لكل شاعر وملحن وعازف ومطرب ومبدع أثرى وجداننا ، وأعطانا هذا الفن الجميل.. * وأبقى شعلة الوطن مضيئة في قلوبنا
|
|
|
|
|
|