|
|
 الذكرى الحادية عشر لرحيل شهيد الديمقراطية والحرية الفريق أول فتحي أحمد علي
|
في الذكرى الحادية عشر لرحيل شهيد الديمقراطية والحرية
الفريق أول فتحي أحمد علي
اليوم 28 أبريل 2008 تمر الذكرى الحادية عشر لاستشهاد ابن السودان البار المرموق الشهيد الفريق أول فتحي أحمد علي وأقول في هذا اليوم للأستاذة سارة عيسى والمتداخلين معها الحريصين على أهمية توثيق حياة الرجال الأبطال الذين قدموا أرواحهم ودماءهم بسخاء من أجل رفعة الوطن وكرامته وعزته.
صادق التقدير والاعزاز والإجلال للدعوة التي تعبر عن العرفان بالمواقف الباقية والثابتة في حياة الشعوب، فالفريق أول الراحل الشهيد فتحي أحمد علي وجه مشرق في سماء السودان، وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر، وبالتأكيد في أعياد الجيوش في كل أنحاء المعمورة يُهتم بأبراز جهود القادة في كافة المستويات، ولكن السودان حالياً يعيش في ظروف حرجة وصعبة ومستعصية جاءت نتيجة لانقلاب الجبهة الإسلامية القومية على سدة الحكم في البلاد، وقد يتفكك هذا الوطن الذي صار مداراً للصراع الجهوي بالبندقية، ولكن مع ذلك عند رحيل الفريق أول فتحي أحمد علي في 28 أبريل 1997 لم يفُت علينا ذلك فقد تقرر حينها في إطار التجمع الوطني بالقاهرة تشكيل لجنة لهذا الجهد وكنت مقرراً لهذه اللجنة، ولكن الظروف لم تتح غير أقامة التأبين الخطابي في أول مايو 1997 وقررتُ أنا أُصدر كتاب عن الفريق أول فتحي أحمد علي، في 1997 ، بمجهود فردي في أعداد ذلك الكتاب وتشاورتُ مع الأستاذ التجاني الطيب بابكر لقناعتي التامة بأنه أقدر من يكتب عن الفريق لكتابة مقدمة لذلك الكتاب، وقد جاءت الكلمة معبرة تعبيراً فريداً ومميزاَ عن حياة البطل الشهيد الفريق أول فتحي أحمد علي، والكتاب يحمل عنوان (الفريق أول فتحي أحمد علي شهيد الديمقراطية والحرية) وموجود حالياً بدار العلوم للنشر والتوزيع –ص.ب. 202 محمد فريد 11518، تلفون وفاكس 5761400 القاهرة ومع ذلك ظللتُ أكتب سنوياً عنه في ذكرى تاريخ استشهاده، إبتداً من الذكرى السادسة 28/4/2003 وأواصل في هذا الإطار، وهذا أقل مايُقدم في ذكراه العطرة، ودعوتكِ هذه موضع ثقة وتقدير، ونأمل أن نكتب بصورة أفضل في المستقبل بجهود المخلصين من أبناء هذا الوطن للتوثيق، وهذا واجب علينا طالما بقينا على قيد الحياة.المجد والخلود لكل الوجوه المشرقة في القوات المسلحة السودانية الذين ضحُّوا وبذلوا العطاء من أجل هذا الوطن.
والأوضاع في السودان حالياُ يتفق أهل السودان كافة بأنها في مفترق الطرق والمستقبل- رغم الإمكانات الهائلة المتوفرة في السودان- لا يبشر بخير، والشهيد الفريق أول فتحي أحمد علي أول من نبه لذلك عند زيارته للحركة الشعبية لتحرير السودان في جنوب البلاد في أسوكي جنوب غرب توريت في الفترة من 21-23 ديسمبر 1990، وقال الآتي: " أننا نعتبر أن الانقلاب هو انتكاسة للسودان لا بد من التغلب عليها بكل السبل ومهما كانت التكاليف. ونعتبره أيضاً الخطوة الأولي في تفتيت السودان المعروف بحدوده الراهنة ومزيجه ومزاجه المعروف في كل أنحاء العالم، لذا نعمل جاهدين أن تكون هذه الخطوة هي الأخيرة بإذن الله. فمبلغ علمنا أن الجبهة الإسلامية القومية قد أنتوت، بل قررت فصل الجنوب ولكن تخشى من تبعات أعلان ذلك"
وفي ذلك اللقاء أكد الفريق أول فتحي أحمد علي:"أن السلام والحرية هما أساس الحياة فكلاهما مقترن لا ينفصم بعملية تنمية الإنسان أولاً، وتنمية البلاد في كل المناحي. لهذا فإن حرية الرأي المتمثلة في إمكانية قيام نظام تعددي كلّ يدلي ويشارك فيه برأيه تحت مظلة وحماية دستورية متفق عليها هي أحدى راياتنا التي نحرص على بقائها عالية وخفاقة." واليوم والحركة الشعبية وهي شريكة في عملية السلام تتعرض مع كافة القوى الأخرى للرقابة على المطبوعات بتوقيف صحيفتها أجراس الحرية، فالراحل الشهيد أمّن على حرية التعبير في لقاء أوسكي فهو يعلم بأن الحرية حق شرعي للجميع لايمكن أن تكون خاضعة لرقابة الدولة أياً كان نوعها.
وفي هذا اليوم أتوقف عند هذا المقطع الوارد في نص حديث أبدون أقاو ممثل الأحزاب الأفريقية السودانية للتجمع الوطني الديمقراطي عند تأبين الشهيد الفريق أول فتحي أحمد علي في مطلع مايو 1997 في القاهرة حيث قال:" الفريق أول فتحي أحمد علي – كما عرفته – كان شخصية بسيطة في أخلاقه، لكنها كبيرة الإيمان بمبادئها، أقول هذا لأنه لو كان شخص آخر في محله عندما كان على رأس القوات المسلحة السودانية، لكان تاريخ السودان تغير لاتجاه لا يعرفه أحد. أقول هذا والفريق فعل شيئين عظيمين في حياته أولاً: في فبراير 1989 قدم المذكرة الشهيرة للقوات المسلحة، وأنا كجنوبي فقدت الكثير من أهلي في الحرب الدائرة بالسودان، قدرت موقف قائد الجيش السوداني، قدرته لأنه يدل علي موقف شجاع يرمي لحقن دماء أبناء الوطن الواحد وكان تقدير الكثيرين من أبناء الجنوب لهذا الموقف النبيل الشجاع، ثانياً: ما حدث بعد ذلك، وكما نعلم كلنا بأن المناخ العام في السودان قبل استيلاء الجبهة الإسلامية على السلطة بانقلابها كان يشجع على الاستيلاء على زمام الأمور، ولكنه رفض ذلك لأنه يؤمن –حتى مماته – بحكم ديمقراطي وسياده القانون، وسلطة الدولة المدنية، فاستغلت الجبهة الإسلامية ذلك الموقف لتطيح بالحكم الديمقراطي فاعتقلته وعندما خرج قرر المشاركة في معركة النضال من أجل الحرية والديمقراطية ضد النظام"
الملاحظ أنه منذ توقيع اتفاق السلام في نفاشا 2003 هناك أزمة ثقة وخلل واضح في العلاقة بين شريكي السلام، فالتوتر وتبادل الاتهامات الغليظة هي سمة العلاقة بين الحركة والمؤتمر الوطني وهذا الوضع يقود حتماً لانفصال الجنوب عن الشمال، في نفس الوقت تتفاقم الأوضاع في دارفور في تدهور مستمر، ويعيش كافة أهل السودان تحت حافة حد الفقر المتقع، ويبدو أن السودان يتجه نحو التفكك، والمستقبل لا يدعو للتفائل، ومع ذلك الخروج من دائرة هذه الأزمات يحتاج لتضافر كافة القوى السياسية تحت مظلة حكومة وحدة الوطنية لانقاذ السفينة الغارقة في خضم المشاكل المزمنة والمتشعبة، ونظل نكرر السودان إلي أين؟ المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية في السودان.
عميد أ.ح (م) عبد الرحمن خوجلي
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
ELTOM
Elbagir Osman
Elmosley
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست