|
هل أُغفَلَ السؤالُ عن اللغة ِ في الإحصاءِ السُّكانيِّ -الراهن- عمداً ؟
|
مدخـــل :
"بدأ أول احصاء سكاني في السودان منذ اتفاق السلام الذي وقعه شمال وجنوب البلاد عام 2005 يوم الثلاثاء بعد شهور من الخلاف في منتصف الليل.وساد الهدوء شوارع العاصمة الخرطوم يوم الثلاثاء الذي أعلن عطلة قومية بعد أن طلبت الشرطة من الناس البقاء في ديارهم من أجل الاحصاء. وسيساعد الاحصاء في تحديد توزيع الثروات والسلطة وتحديد الدوائر الانتخابية قبل أول انتخابات ديمقراطية تجرى في السودان منذ 23 عاما والمقررة العام المقبل.ولكن جنوب السودان احتفظ بحقه في عدم اعتبار نتائج الاحصاء ملزمة قائلا ان الملايين من سكان الجنوب نزحوا الى الشمال خلال الحرب ويجب أن يعودوا الى ديارهم أولا كما طالبوا بضرورة اضافة أسئلة بشأن العرق والديانة في الاحصاء. ورفض مئات الالاف من ضحايا الصراع المنفصل المستمر منذ خمس سنوات في دارفور بغرب السودان الاحصاء وقالوا انهم لا يثقون في الحكومة". المصدر صفحة الأخبار ، سودانيزاونلاين 22 مايو 2008) من هذا المدخل تتولّدُ أسئلةٌ ملحّةٌ وبائنةٌ عن أمور عديدة منها :
1. أيهما صحيحٌ وفصيحٌ لغويّاً ، التِّعدادُ السُّكاني ( بكسر التاء ) ، أم التَّعدادِ ( بفتح التاء ) السكاني ؟ 2- هل إذا طُرحَ سؤالٌ عن اللغات السودانية على "الجمهور المُحْصَى / المَعْدُود " أمر ٌ مفيد وله نتائجه الإيجابية على الشأن اللغوي المعقد بالسودان؟
وهنا نتطوع بالإجابة عن السؤال الأول :
"العَدُّ: إِحْصاءُ الشيءِ، عَدَّه يَعُدُّه عَدّاً وتَعْداداً وعَدَّةً وعَدَّدَه. والعَدَدُ في قوله تعالى: وأَحْصَى كلَّ شيءٍ عَدَداً؛ له معنيان: يكون أَحصى كل شيء معدوداً فيكون نصبه على الحال، يقال: عددت الدراهم عدّاً وما عُدَّ فهو مَعْدود وعَدَد، كما يقال: نفضت ثمر الشجر نَفْضاً، والمَنْفُوضُ نَفَضٌ، ويكون معنى قوله: أَحصى كل شيء عدداً؛ أَي إِحصاء فأَقام عدداً مقام الإِحصاء لأَنه بمعناه، والاسم العدد والعديد. وفي حديث لقمان: ولا نَعُدُّ فَضْلَه علينا أَي لا نُحْصِيه لكثرته، وقيل: لا نعتده علينا مِنَّةً له. وفي الحديث: أَن رجلاً سئل عن القيامة متى تكون، فقال: إِذا تكاملت العِدَّتان؛ قيل: هما عِدّةُ أَهل الجنة وعِدَّةُ أَهلِ النار أَي إِذا تكاملت عند الله برجوعهم إِليه قامت القيامة." وكذلك: والإحْصاءُ العَدُّ والحِفْظ. وأَحْصَى الشيءَ: أَحاطَ به. وفي التنزيل: وأَحْصَى كلَّ شيءٍ عدداً؛ الأَزهري: أي أَحاط علمه سبحانه باستيفاء عدد كلِّ شيء. وأَحْصَيْت الشيءَ: عَدَدت (المصدر معجم لسان العرب لابن منظور) .
* من خلال الاستقراء السابق ، يتضح الخطأ في استخدام كلمة تِعْدَاد ( بكسر التاء )، والصحيح تَعْداد ( بفتح التاء ) . فإحصاءُ و تَعدادُ كلاهما - بهذا المعنى - صحيح فصيح في اللغةِ العربية الفصحى. أمّا مقابل كلمة (Census ) الإنجليزية في اللغة العربية فهو : إحصاء السكان، إحصاء للسكان ، إحصاء سكاني ، تَعداد. كما ورد في قاموس المورد ( صفحة 50 ، مادة أحصى). وعليه ، فهذا خوضنا في تصويب المصطلح المستخدم على نطاق واسع هذه الأيام بالسودان .
* ونأتي لمربط الفرس وهو السؤال الثاني الخاص بتضمين سؤال عن اللغات السودانية " و ليس اللهجات السودانية " : تأتي أهمية هذا الأمر من خلال التعقيد الكائن في واقع الخارطة اللغوية السودانية ، والتي يفوق عدد لغاتها ال(100 ) لغةٍ. وتنبع كذلك أهمية التضمين من أن التخطيط لا ينحصر في الشأن الاقتصادي أو العمراني فقط ، فهذه اللغات السودانية أصبحت الآن مجالاً للمفاوضات والسجال ، وقد دخلت في المعترك السياسي بحسبانها أوعيةً لثقافات مجموعات عرقية أصيلة ذات حق أصيل في الاهتمام بلغاتها المعبرة عنها ، أو ربما ذهب آخرون أشواطاً بعيدة في المناداة باتخاذها لغة للتعليم ( Medium Of Instruction ). كل هذا مقروناً بالمناداة والاهتمام العالمي بأمر اللغات ، والذي صار يُولي لغات المجموعات العرقية اهتماماً فائقا وذلك لأن بعض هذه اللغات بدأ في طور الانحسار والفناء ( لغة نجلقلقلي في منطقة التونج ، و لغة يولو ) ، وبعضاً آخر انقرض فعليّاً ( لغة البِرقِد و قُلي و حرازه ، غرب السودان) . فما الضير إذا وُضع سؤال عن اللغات التي يتحدثها الناس في سودان يوم الناس هذا ؟ إذا ما تمت عملية تضمين الشأن اللغوي وإحصائه ، فيساعد ذلك كثيرا في أمر وضع السياسات اللغوية والتخطيط لها ،ومحاولة المحافظة على المنحسر والمتضعضع منها وحماية المنقرض . وليس ببعيد عن أذهاننا أن الشعوب إذا ما اهتمت بموروثها اللغوي تنهض وتصبح ذات شأن و الدليل المادي المعاصرعلى ذلك ، هو اللغة العبرية ( لغة اليهود ) التي تمّ إحياؤها بعد موات و بعد أن كانت لغة تعبد ديني بعيد عن حراك المجتمع وتناميه الفاعل ، فأصبحت لغة كيان له ما له وعليه ما عليه . وليس ببعيد كذلك الهّم العالمي والسوداني الخالص في محاولة البحث عن أصول اللغة (المروية) باعتبارها وعاءً لثقافة عالمية انزوت بغموض لغتها والتي تنادي مَن يفك مغاليقها العصية لمعرفة ماضي هذه الحضارة المجيدة التليدة . نخلص من كل هذا إلى أن أمر اللغات ليس ببعيد عن ( الإحصاء السكاني ّ) وما كان يضير تضمين هذا السؤال من أجل الأجيال الناهضة و القادمة التي بدأت تعي دورها وإرثها الثقافي اللغوي وتلحُّ في طلبه .
* نأمل أن نكون قد أضأنا بعض جوانب القصور في محتوى اِستمارة الإحصاء السكاني الراهن 2008 ، نرجو شاكرين إضاءةَ بعض الجوانب الأخرى في هذه الاستمارة ، كما نتمنى تزويدنا ببعض ما سُكتَ عنه وأغفل .
و الله من وراء القصد عليم .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل أُغفَلَ السؤالُ عن اللغة ِ في الإحصاءِ السُّكانيِّ -الراهن- عمداً ؟ (Re: Baha Elhadi)
|
بهاء الدين الهادي ، لك الشكر أكمله أيها الصديق اللّساني المهجوس باللغاتِ السودانية ومآلاتها. مفيدٌ - جدّاً - ، بل أكثرُ مهنيّةً واسهاماً أن يخوض الواحدُ منّا في الشأن العامِ وهو مدفوعٌ بالرغبة ، والاهتمام ، مسلّحٌ بالدراية والدربة والمعرفة . فشأنُ التَّعدادِ/ الإحصاءِ السكاني للمقيمين - حاليّاً - بالسودان ( سوداني الداخل ) ، شأنٌ عامٌ يتداخل فيه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي واللغوي كذلك ( كما أشرت أنت ) .
" 2- هل إذا طُرحَ سؤالٌ عن اللغات السودانية على "الجمهور المُحْصَى / المَعْدُود " أمر ٌ مفيد وله نتائجه الإيجابية على الشأن اللغوي المعقد بالسودان؟ ... " . بالتأكيد ، سيكون الأمر مفيداً إذا استصحب القائمون بأمر الإحصاء السكاني كل العناصر المكونة للاجتماع البشري القابلة للإحصاء . واللغة - كما تعلم وأعلم - هي الوعاء الحاوي للثقافة. فحصر وإحصاء اللغاتِ - بالضرورةِ - هو حصرٌ وإحصاءٌ للأوعية الثقافية التي تنتظم السودان . و دعني أعيدُ سؤالك الأساس ( ثيمة البوست ) : هل أُغفَلَ السؤالُ عن اللغة ِ في الإحصاءِ السُّكانيِّ -الراهن- عمداً ؟ أم على عيونٍ غشاوتها ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل أُغفَلَ السؤالُ عن اللغة ِ في الإحصاءِ السُّكانيِّ -الراهن- عمداً ؟ (Re: Baha Elhadi)
|
ولازال السؤال قائما على ساقيه، هل أُغفَلَ السؤالُ عن اللغة ِ في الإحصاءِ السُّكانيِّ -الراهن- عمداً ؟
كثيراً ما نتباهى بموروثنا القولي والمحكي ونحمله للعالم الخارجي ونحصد به الجوائز فقط : هل اهتمننا باللغة التي تحمل هذا الموروث الغني والمتعدد؟ نشارك في فاعليات ثقافية ( أفلام - مشاهد - غناء - مسرح) وكلها فيها مضامين لثقافات هذا البلد القارة في ثرائه وفي الداخل نهمل أوعية هذا الإرث الغني والجاذب للآخرين قليل من الإهتمام قمين بتحريك هذه الكوامن لمزيد من الحراك والتفاعل والمثقافة الداخلية لبناء جسور بين اخوة الوطن الواحد والموروث المشترك بهاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل أُغفَلَ السؤالُ عن اللغة ِ في الإحصاءِ السُّكانيِّ -الراهن- عمداً ؟ (Re: Baha Elhadi)
|
و التعداد (بفتح التاء) هو عملية (احصائية) (فنية) تستعملها دول العالم لتجميع (حقائق) (دقيقة) عن السكان و (توزيعهم الاثنى) و (الجغرافى) و (النوعى) و(العمرى) و(الحِرفى) وغيرها من المعلومات التى تساعد على (التخطيط السليم) و (رسم السياسات) و (تقديم الخدمات) و... (تحقيق العدالة).. وتلك واجبات اى دولة راشدة تعمل من ولاجل (مواطنيها)..
وعشرات الاسئلة (ليست للاجابة) هل تم نقاش استمارة التعداد مع جميع القوى الوطنية؟؟ من هم الذين يقومون بعملية العد؟؟ وما هى اسس اختيارهم؟؟ مؤهلاتهم؟؟ تدريبهم؟؟ اجورهم؟؟ ووووو؟؟ والسؤال المهم .. لماذا خلت الاستمارة من سؤالى الاثنية والدين؟؟ نحن نسأل فقط... وهنالك مفردة يكثر تعاطيها دون ان تنسحب على كل الافعال التى يقوم بها من يتولون امورنا Transparency
لنترك كل ذلك يا بهاء: دعنى احكى لك اطرف ما سمعته مما كشف ستره التعداد.. يحكى والعهدة على الراوى: (دخلت العدادة بيتاً فى احد الاحياء..قيدت بينات الزوجة (الجميلة).. وعندما قيدت طفليها لاحظت تطابق اسم والد الطفلين مع اسم زوجها حتى الجد الثالث.. استغربت الامر.. وقبل ان تقول للزوجة (الجميلة) ان اسم زوجها يطابق اسم والد طفليها.. الجمتها المفاجئة عندما ظهر سيد البيت بعراقيه الخفيف حاملاً جريدته بيد ونظارة القراء باليد الاخرى..ولم يكن سيد البيت الا زوجها فى بيته الآخر الذى كشفه التعداد.. تم نقل العدادة وهى الزوجة الاولى الى المستشفى..)
هذه القصة الـ.. احد مظاهر هذه الحقبة التى وسمت الناس بالتخفى والاخفاء.. واصبح كثير من اشيائنا يتم فى عالم خفى...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل أُغفَلَ السؤالُ عن اللغة ِ في الإحصاءِ السُّكانيِّ -الراهن- عمداً ؟ (Re: Baha Elhadi)
|
الأخ : حسن : لك ودي المطمور دوما في جوف نقي
مثل هذه الأسئلة هي التي تفجر الأشياء تغافل الأمور هو ما يزيدها ركاما غير نافع
حسن : لكن صديقك دا بالغ عديل على الأقل كان يوريها أصلها ماش تدقوا؟ قربت أعرف الزول دا منو لكن لقيت اسمو مطابق لاسمها فأصبح ليس هو
سعد الحبوب : وينك يا راجل الدنيا أخبارها إيه معاكم بهناك؟
شوقي لك دائما يتنامى أنا بدأت بما أجيده وأعرفه وكان لي لقاء مع أحد العارفين بشأن اللغات السودانية وهو مشرفي الآن واخبرني أنهم طلبوا منه وآخر متبحر في هذا الشأن أن يعدا سؤالين عن اللغة ففؤجئت بعدم تضمين هذا السؤال المهم . شكرا لكما حسن سعد أرجو ممن لديه نسخة من استمارة الإحصاء رفدنا بها حتى نتناقش على بينة ودي العاطر بهاء
| |
|
|
|
|
|
|
|