|
|
 ركب التونسية ثم نزل منها!
|
ركب التونسية ثم نزل منها!
سمعنا عن رؤوس كثيرة من الأعيان والعوام، ركبت أو أركبوها في (التونسية).. لكن ما سمعنا أبداً بحكاية زول ركب التونسية ثم نزل منها.. اللهم إلا (نقطة نظام)..
الكلام يفتح بعضه بعضاً.. ومن نافلة القول دعونا نترحم قليلاً، على الذين ركبوا التونسية من العوام بأفاعيل الملابعة المعروفة، وخسروا رؤوس أموالهم فقط.. ولم يخسروا رؤوسهم!.. هم على الأقل عادول من الغنيمة بالاياب.. ولذلك، هم أحياء يسيرون بيننا وينتقلون (خُفي حنين)..
أما الأموات.. يرحمهم الله..
والكلام يفتح بعضه بعضاً.. ومن نافلة القول كذلك، لابد من التقرير بايجاز، فأنا لا أصدق البتة ان هناك مفاصلة، انما هي مفاضلة فرضتها الظروف.. والظروف مثل الأيام تجيب وتودّي!.. فلا تهتموا بها..
واذا ركن احدكم الى قصص أن القوم قد تقاتلوا في وغى المفاصلة وازهقوا أرواحاً من أنفسهم أو سجنوها، أو جردوها، أو بهدلوها.. فهذا ليس مسوغاً للتصديق بأن المفاصلة ليست مبادلة للأدوار.. واسمحوا لنا هنا ان نسوق مبرراً واحداً مفعول الغربة تماماً،.. يكمن التبرير في الاجابة على السؤال التالي: منذ متى كان ازهاق الروح او سجنها، أو تجريدها من منافع التمكين الظاهرة علامة فارقة تقاس عليها حالات الصدق في القول والفعل؟.. أليس من شيم الليالي العجيبة ان اخراج الروح يكون فيها مثل شراب الموية البادرة؟..
أما حكاية الزول الذي ركب التونسية.. فقد نزل منها بالبراشوت أو بغيره.. المهم انه نزل في سارية البرلمان واحتل موقعه بين الأعيان، الى يمينه فاروق أبوعيسى, وعلى يساره أتيم قرنق.. ثم دارت طاحونة الكلام الناعم!.. وطقطقة الأصابع! والحركات إياها، التي تنبئ بأن جلسات مناديب الهامش والمركز ما هي الا حفل مخملي!..
ان الذي يمكنه ان ينزل من التونسية يستطيع ان يفعل أي شيء بعد ذلك، لأن النزول من التونسية معجزة من عجائب الدنيا السبع.. هذا صحيح.. والنزل أيضاً ما هو الا حالة تفوق على أرقام موسوعة جنيس القياسية كلها.. هذا، حتى لا نقول ان النزول من التونسية هو أحد علامات يوم القيامة!..
كل ما في الأمر، ان السودانيين ابدعوا القول، هم الذي اطلقوا على من وقع في (الطراوة) لفظ ووصف راكب التونسية.. ولعلم السادة المشاهدين ان تونس ما هي إلا بلد للسياحة وتزجية أوقات الفراغ، والاستمتاع بالبحر والخضرة.. وما أكثر الوجوه الحسنة التي ركبت على التونسية ولن تنزل منها أبداً..
كيف استطاع هذا ان يركب وينزل؟.. وكيف ولماذا ركب؟.. وهل ركب أم أركبوه؟.. بل لماذا نزل؟.. وهكذ دواليك.. أقرأ قصة المفاضلة مرة أخرى سترى. وليس من رأى كمن سمع.. سترى ان ليالي الحلمية أهم ما فيها السيناريو، وأهم من السيناريو موسيقاها التصويرية و(من وين نجيب الزمن .. من اختلاق المحن)..
.. لكن في المقابل، كما يقول فيصل القاسم.. ما شأننا نحن بالتونسية وركابها؟.. وما دخلنا نحن بمن ركبوا ومن نزلوا؟.. الحق الحق أقول لكم.. لا يعنيني ركاب التونسية .. ولكني فقط من المعجبين بالسيناريو وبالموسيقى التصويرية المصاحبة لهذا (الفيلم).. والله والله.. لقد أبدع القون عديل كده!.
|
|
 
|
|
|
|
عبد الله الشيخ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست