من أحب الأسماء السودانية اليّ، ويرتبط الأسم بالحكمة...
أعتقد أن الأدباء والمترجمون السودانيون مقلون ومقصرون تجاه مثل هذه الشخصية الفذة...فبينما نقرأ آلالاف الحكم المترجمة (قال شكسبير وقال برناشدو والخ ...) لا نكاد نجد ترجمات لشخصيات سودانية مثل الشيخ فرح ودتكتوك !
الشفـــــــــــــــــــاهة والموت فيها...
أتمنى أن يعكف المهتمون على ترجمة الشيخ فرح وكل الشخصيات السودانية التي تستحق... أنتهى كلامي/ -----------------------
مقال جميل..... الشيخ "فرح ود تكتوك" واحد من الشخصيات العلمية السودانية التي اختلطت فيها الأسطورة بالواقع في التراث الشفهي الشعبي.. وهذا أمر مرده إلى ضعف النقل للثقافة الوطنية عبر الأجيال.. للطبيعة الصوفية التي انطبعت بها الذهنية الشعبية، حيث تميل إلى حفظ قصص الكرامات والخوارق أكثر من تسجيل الأحداث.
**هل الشيخ فرح ود تكتوك حقيقة أم خيال:
يقول الأستاذ الطيب محمد الطيب في كتابه "الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك" "سمعت اسم الشيخ فرح ود تكتوك لأول مرة من جدتي تلك إذ كنا نتحلق عندها كل أمسية لنسمع الحُجا – الأحاجي – والقصص المشوقة.. التي كانت تقصها بأسلوب درامي جذاب.. ومن ضمن حكاياتها لنا .. "قصة الشيخ فرح وود أب زهانة" .. وكنا نحسب أن الشيخ فرح مثل الغول والسعلوة.. و"فاطمة القصب الأحمر".. ظل هذا الاعتقاد عندي ردحًا من الزمن ثم تأكد لي أن الشيخ فرح شخصية حقيقية".
والواقع أن الشيخ فرح – رغم اختلاط سيرتة بكثير من الأساطير والحكايات بعضها وافد من خارج البلاد – إلا أنه شخصية حقيقية وجدت وعاشت في القرن الحادي عشر والثاني عشر الهجري – السابع عشر الميلادي – بل هو من الفقهاء الذين كان لهم إسهام واضح ودور تاريخي في قمع البدع ومحاربة الانحرافات السلوكية والعقدية في عصره .. حتى عده البعض من الجذور المبكرة للتيار السلفي بالسودان.
من هو الشيخ فرح ود تكتوك:
هو الشيخ فرح بن محمد بن عيسى بن قدور بن عبدل بن عبد الله بن محمد الأبطح – وهو الذي تنسب إليه قبيلة البطاحين – .
أما اللقب "تكتوك" ففيه عدة روايات .. الأولى تقول أنه لقبٌ لأبيه لحق به .. أما الروايتان الأخريتان فتلصقان اللقب به شخصيًا .. فتقول إحداها، "أن أحد أشياخه دعا عليه – لفعلٍٍٍٍٍٍٍ ما صدر منه وهو صبي – فسقط مغشيًا عليه، وصار صدره "يتكتك" – أي يصدر صوتًا. أما الرواية الأخرى فتقول أن سبب اللقب جاء من أن صدره كان يسمع "تكتيكًا" – من كثرة قراءة القرآن.
أما تاريخ ميلاد الشيخ فرح فهو أيضًا محل خلاف فبينما يذهب نعوم شقير – في جغرافية وتاريخ السودان – إلى أن ذلك كان في حوالي عام 1100هـ.. يذهب الأستاذ الطيب محمد الطيب إلى ترجيح القول بأنه مولود في منتصف القرن الحادي عشر الهجري وأنه لم يعاصر بداية تأسيس "دولة سنار" أو "السلطنة الزرقاء" أو "دولة الفونج" بل كانت حياته بعد ما يقارب القرن من قيامها، أي في الثلث الثاني من عمرها .. في عهد الملك بادي أبو دقن.
والشيخ فرح ود تكتوك فقيه درس على يد عدد من أشهر فقهاء زمانه، منهم الشيخ "أرباب العقائد"، و"الخطيب عمار بن عبد الحفيظ"، و"الخطيب عبد اللطيف بن الخطيب عمار" .. وتنقل في بداية حياته في طلب العلم من مكان إلى آخر حتى استقر به المقام في قرية "الحجيرات" قريبًا من سنار.. واجتمع حوله تلاميذ ومريدون شكل بهم مدرسة اجتماعية قوامها العمل والكدح، على خلاف ما كانت عليه عادة المتصوفة والمشايخ في زمانة من التبطل والانقطاع.
البيئة الاجتماعية التي عاش فيها الشيخ فرح:
تميزت الفترة التي عاش فيها الشيخ فرح، بضعف التدين وظهور الإنحرافات والبدع لدى العامة والخاصة .. بل امتد الأمر إلى أن طال السلاطين والحكام، وطال حتى الفقهاء – الذين يطلق عليهم لقب فقراء – ويمكن أن نقول عنها أنها فترة تسيُّد الفكر الصوفي الباطني بما يحوى من بدع وخرافات وضلالة.
ودخول الإسلام – نفسه – تداخلت فيه عوامل أثَّرت في مجموعها في طبيعة التدين لدى الناس في السودان .. ففي البدء كانت القبائل البدوية – من جهينة وغيرها – التي تدفقت إلى البلاد بأعداد هائلة – في القرن الثالث عشر الميلادي – هي التي اسقطت الدويلات النوبية المسيحية التي كانت قائمة .. هذه القبائل لم تكن على علم كبير بالدين، بل عرفت عنها الهمجية والفوضى – سجل ذلك ابن خلدون في تاريخه - .. جاء بعد ذلك العلماء والفقهاء الذين توافدوا من شمال إفريقيا وغربها، قبل وبعد قيام دولة الفونج التي اهتمت بتكريم العلماء وأعلت من شأنهم.. لكن الانتقال من التقاليد النوبية وبقايا الوثنيات القديمة – التي كانت منتشرة – إلى تعاليم الإسلام، كان بطيئًا وشابه كثير من الخلط.. خاصة مع غرابة اللسان العربي على الفونج أهل الدولة في سنار.. اضف إلى ذلك قلة التعليم بين العامة.
يلحق بذلك عامل ثالث هو توافد التيار الصوفي الباطني الغالي، ممثلاً في دعاة من أمثال "تاج الدين البهاري" وأتباعه من بعده وكالشيخ المسمى بـ"الهميم".. وقد نشب الصراع في بادئ الأمر بين الفقهاء والعلماء من جهة وبين المتصوفة من جهة أخرى، بسبب تعدي الأخيرين على حرمات الدين واجترائهم على المنكرات والبدع باسم الولاية والكرامات.. ولكن إنتشار الأمية والجهل لدى الناس واختلاط الخرافة بمعتقداتهم إلى جانب مخالطة المتصوفة لهم أكثر ـ من العلماء ـ أدى إلى ترجيح جانب الصوفية الباطنية والخرافة على العلم والفقه.
كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى نشوء قاعدة عريضة لا تعرف من الدين إلا اسمه، وانتشرت البدع والضلالات والخرافات، وصار العامة والسلاطين والمشايخ أنفسهم يقعون في المحظورات الشرعية من زواج بالنساء من دون عدة، وتعدد في الزوجات فوق الأربع، وجمع بين الأختين – كما فعل الشيخ الهميم – .. ومال بعض الفقهاء إلى جانب السلاطين الذين أغدقوا عليهم الأموال، وأقطعوهم الأراضي حتى صاروا طبقة أرستقراطية تملك الخدم والحشم والرقيق والأموال والأراضي الزراعية، فابتعدوا بسلوكهم عن الدين .. وصاروا يجمعون الأتباع والمريدين حولهم ويروجون لكرامات وخوارق المتصوفة. وتقربوا إلى السلاطين بإصدار الفتاوى التي تبيح لهم المحرمات..
كان هذا حال الغالب عدا فئة قليلة من الفقهاء إتصفت بالوقوف في وجه الباطل والثبات مع الحق؛ منهم الشيخ فرح ود تكتوك .. والشيخ حمد ود أم مريوم والشيخ أرباب العقائد.. والقاضي دشين المعروف بقاضي العدالة..
جهود الشيخ فرح في محاربة البدع والانحرافات:
تميز الشيخ فرح بمدرسة فقهية واجتماعية مناهضة للإنحرافات التي كانت واقعة في عصره بكافة أشكالها.. أول ذلك تأكيد هذه المدرسة على قيمة العمل والكسب ومناهضة التبطل والذي كان يمارسه من يسمون بـ"الفقراء".. فكان يحرص على أن يعمل ويعمل تلاميذه وأتباعه..
كما عبر عن رفضه للأرستقراطية التي يمارسها الفقهاء، والمشايخ وعصره وحرصهم على كنز الأموال وجمع الحشم والخدم وحيازة الأراضي الزراعية، وذلك عندما قام بتوزيع الأراضي التي منحها له السلطان على أتباعه وتلاميذه مقابل زراعتها وفلاحتها.
واجه الشيخ فرح الانحرافات العقائدية التي كانت سائدة في زمانه فدخل في مناظرات عديدة منها مناظرته مع الشيخ "عبد القادر ود هجو" والشيخ "محمد ود عبد الحي" .. كما واجه الفرق الضالة التي حرفت الدين باسم الفقه مثل جماعة "الزبالعة" وزعيمهم "كرين ود عبد الله" ونظم فيهم قوله:
يا أبـَّان طـريقةً مضـللة =يا أبان عملاً ما هو لي الله وقت العنقريب فوقكم انبله =ما بينفعكم كرين ود عبد الله
وتعني: يا أصحاب الطريقة المضللة، يا أصحاب الأعمال التي ليس هي لله، عندما يحين أجلكم لن ينفعكم كرين بن عبد الله"
أما الانحرافات السلوكية فقد وقف بوجهها بشدة وسخرية لاذعة أحيانًا.. ويذكر هنا أن أحد ملوك جبال تقلي – بجنوب كردفان "جبال النوبة" – ويدعى الملك "تيرا" قد أرسل إلية يطلب منه أن يبيح له الزواج بابنته!.. فرد عليه الشيخ فرح بارجوزة وصفه فيها بالبلاهة وشبهه بالبغال والحمير...
قول للملك تيرا =زوجنالك بنتك الكبيرة بي سنة البغال والحميرا
واسلوب السجع واحد من الأساليب التي استخدمها الشيخ فرح ببراعة وطوع فيها العامية ـ التي كانت سائدة بسبب ارتفاع نسبة الأمية وضعف اللغة العربية في مجتمع سنار – لقربها من أفهام الناس.. فهو يهاجم انكباب الفقهاء والمعلمين "الفقرا" على مباهج الدنيا ومغانمها:
دُب الفقـــــير إمـــــــا اتقى = وأقـبــــــل عــــلــى دار البـــــقا دُب الفقير إن طلق الدرب = وشال "عصاتو" ودخل الحرب
وتعني: ما أقبح الفقيه الذي لم يتق الله، ولم يقبل على دار البقاء، ما أقبح الفقيه الذي ترك درب المصطفي، وحمل عصاه وخاض الحروب للدنيا.
ويهاجم المنكرات السلوكية مثل شرب الخمور وغيرها من خلال وصفه لأنواع الرجال :
الرجال فيهم بحور = وفيهم رخم فيهم صقور وفيهم ردى ولد تكور = ضيع عمره في شرب الخمور
كما استخدم اسلوب التمثيل "الدراما" لتوصيل المعاني، ولعل من أشهر القصص المأثورة عنه : أن ابنته عادت إليه مغاضبة لزوجها وعازمة عليه أن يطلقها منه.. فعمد الشيخ إلى إبريق وضوئه فكسره، وجلس يبكي فجاءت ابنته ووجدته وهو يبكي على إبريقه المكسور .. فاستخفت ببكائه على إبريق.. عندئذ قال لها إن الإبريق كان رفيقًا رأى عورتي وسترني أزمان فكيف لا أقدره وأبكيه... في إشارة منه إلى زوجها.. فارعوت البنت وثابت إلى رشدها.
ورغم إكثار الشيخ فرح من استعمال العامية السودانية إلا أنه فصيح اللسان نظم الشعر بالفصحى الرصينة موجهًا خطابه إلى من يفهم معناها مثل الفقهاء والمعلمين .. وفي هذا السياق تأتي قصيدته النونية التي يشجب فيها اندفاع الفقهاء إلى خطب ود السلاطين والأمراء، والتي قال فيها:
يا واقفًا عند أبواب السلاطين = إرفق بنفسك من همٍ وتحزين تأتي بنفسك في ذلٍ ومسكنة = وكسر نفس وتخفيض وتهوين من يطلب الخلق في إنجاز مصلحة = أو دفع ضر فهذا في المجانين وكم يحاكي لمسجون يدوم له =وكم من السجن في أيدي المساجين إن كنت تطلب عزاً لافناء له = فلا تقف عند أبواب الســـــــــــــلاطيـــن إلا الزم العلم والتقوي ومانتجت = من الثمار تفز بالخرَّد العيـــــــــــــــــــــــن خلِّ الملوك بدنياهم وما جمعوا =وقم بدينك من فرض ومســــــــــــنون استغن بالله عن دنيا الملوك كما =أستغنى الملوك بدنياهم عن الدين
وفاة الشيخ فرح ود تكتوك:
يرجح الأستاذ الطيب محمد الطيب أن وفاة الشيخ فرح كانت يوم الأحد العشرين من ربيع الثاني سنة 1147هـ .. وكان قد أصيب بالحُمى التي لازمته خمسة أيام .. توفي عن مائة وبضع سنين، وتم دفنه ظهر يوم الاثنين "بمشرع" – مرسى – الحجيرات. ويقع الآن قرب خزان سنار.
بينما كان الشيخ فرح ودتكتوك يجلس في تبروقته (مصلاية مصنوعة من السعف)؟ جاء رجل يجري بسرعة شديدة وطلب من الشيخ ان يخبئه لان هناك من يطارده ويريد قتله فاومأ اليه : ان ادخل القش !!!!!!!؟ ففعل صاحبنا وهو يرتعد خوفا ومرت دقائق فجاء جمع من الرجال يحملون عصيا (جمع عصا) وسيوفا فسألوا الشيخ هل رأيت رجلا يجري هنا ؟ نحن نبحث عن ذلك الرجل هل رأيته؟؟ فأوما مرة اخرى للقش (أي ماتبحثون عنه في تلك الكومة من القش )؟ فرد الرجال بصوت واحد : اتهزأ منا ياشيخ !!!؟ ورحلوا بعدها خرج الرجل من القش وهو خائف يقول جئتك لتحميني فانت الذي تخبرهم عن مكاني وخرج الشيخ عن صمته رادا عليه بعبارات بليغة : (ان الصدق ما نجاك الكذب مابينجيك) ؟
04-19-2008, 09:14 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
اقيمت وليمة كبيرة في المدينة لكل الناس ومن ضمن الناس كان شيخنا فرح في المأدبة ففي الباب كان هناك عدد من الحراس يمنعون كل من يلبس ملابس قديمة ورثة يبعدونه فقد تم إبعاد الشيخ من ضمن المبعدين فقرر ان يلقن من قام بالوليمة درساً ، رجع الى بيته ولبس احسن الثياب ولم يتصد له الحراس لانه يرتدى ملابس تدل على انه ملك او امير او عمدة او ... (شكله من الاعيان) ؟ وعند تقديم صاحب الوليمة للناس : ان هلموا للاكل !!؟ وقف الشيخ امام احد الموائد الكبيرة التي يقف فيها صاحب الوليمة فسمى الله اولاً وقال : كل ياكمي قبل فمي
(وهنا يذكر الناس بأن الملابس المزركشة والجديدة لاتعني شيئاً إنما الناس بجوهرها لابمظهرها ..)؟
04-19-2008, 09:16 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
الشيخ فرح ود تكتوك (شخصية سودانية ) "يقول البعض انها اسطورية وفيها كثير من المبالغات .. لانها تقدم النصح في قالب سهل لاتوجد فيه عصبية او اي نوع من انواع التجبر والامر" بغض النظر عن الاراء حوله لنستفيد من الذخيرة التي وفرتها لنا تلك القصص -*-*-*-* الحكاية الاولى (الشيخ وبنته)؟ في يوم من الايام جاءت بنت الشيخ فرح الى ابيها وهي تشكو زوجها وقالت لابوها الشيخ انا طالبة الطلاق من راجلي دا معاملتو بقت سيئة وانا ما دايرة اعيش معاهو تاني ؟؟ فلم يكن من الشيخ الا ان يحمل ابريقه (اناء يحمل به الماء للوضوء)المصنوع من الفخار وقد تكسرت بعض اطرافه لكنه مازال صالحا للاستعمال فقال لها : انظري الى هذا الابريق رغم تكسره لكني مازلت محافظا عليه (لا لشئ الا لان هذا الابريق قد كشف عورتي )؟ ففهمت البنت الدرس (ومفاده ان زوجها لاتتركه لمجرد خلاف بسيط والعلاقة بينهم اكبر من الخلافات)؟
يا بكري شاركنا برأينا حول الموضوع، ما خلاص؟
04-19-2008, 09:17 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
قال فيهم حريم وفيهم رميم وفيهم دهب مخزون قديم وفيهم عقارب ساكنات هشيم وفيهم هفوت وفيهم لفوت كان جيت من الخلاء تجيك من البيوت لا تديك مقود ولا تخلى كلمتك تفوت
ويقول عن العفاف وعزة النفس
فى الخريف كتر حشيشك وفى الصيف كتر طشيشك كان ختيت خمارة دريشك المهانة والدنائة ابتعيشك
فى تعاليمه للدين بدون مرتب من الحكومات او المصالح العامة قال:
ياواقفا على ابواب السلاطين ارفق بنفسك من هم وتحزين مالى اذل لمخلوق واسأله فاذا سألت الذى اعطاه يعطينى يامن رزقه بين الكاف والنون
04-19-2008, 09:28 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
الشيخ فرح ودتكتوك عاش فى سنار فى زمن مملكة الفونج فى النصف الثانى من القرن السابع عشر، وهو من قبيلة البطاحين، يحب العلم والعلماء، وقد اشتهر بين قومه بالحكمة، فكان الناس يتناقلون كلماته، ويشعفون بكل ما يأتى به من أقوال وحركات،
يحكى أنه نزل فى مرة فى حلبة الرقص حيث كان يوجد بعض السكارى والصعاليك الذين لعبت الخمرة بعقولهم ، فاخذوا يتصاحون ويرقصون فى صخب جامح، فتمنطق الشيخ فرح بعمامته، وأخذ يرقص معهم ، فاقبل عليه بعض محبيه، يستفسرون عن السبب الذى جعله ينخرط فى سلك هذه الشلة الفاسدة وهو الشيخ المتصوف الورع. فاشار الشيخ فرح بأسلوبه الحكيم، اصغوا أيها الناس إلى موسيقاهم، وضربات نوباتهم كأنها تقول " كم كبت وكم تكب ، وكم كبت وكم تكب." وهكذا أخذ الشيخ فرح يردد هذه الالفاظ، ويرقص على نغماتها، ولعل من هنا أتى المثل الشعبى الذى يردده "يغنى المغنى وكل حد على هواه"
وبمرور الزمن صار الشيخ فرح كأنه شخصية اسطورية، تنسب إليه كل كلمة صائبة وكل كلمة طريفة حتى ملأ صيته الآفاق، ولهجت الالسن فى كل بقعة من بقاع السودان بنوادره الطريفة ومما لا شك فيه أن سبب شهرة الشيخ فرح هو نظراته الواقعية الى الحياة، وفهمهه العميق لنفسية الناس الناس كان يحيطون به فى تلك الفترة، فكان بمثابة فيلسوف القرية، يعالج مشاكل الناس يروح واقعية ويستمد براهينه من الظروف والملابسات الملموسة لدى قومه،
يحكى أن جماعة من التجار العيش أتو إلى الشيخ فرح يطلبون منه أن يبيعهم كمية من محصول السنة فأحسن الشيخ فرح استقبالهم ولكنه استشارهم فى أن يهلوه حتى يأخذ برأى العيش، فذهب إلى مطمورة العيش، وانحنى كمن يخاطب العيش " يقول الخمرى الداخرك لعمرى، اتعشى بيك واصبح مشتهيك"
يشير الدكتور عبد المجيد عابدين بأن هذه النادرة تدل عام المجاعة، لأنه لم يعرف عن الشيخ أنه كان بخيلا، ولكن قلة المحصول جعلته شديد الحرص، فالشيخ فرح يقول مثلا:
بيتك لاتجيه من ليالى الحر.
جاهد الأرض لأجل الملود تنكر.
ليالى تفاه يا خوى لا تنفر.
سيد العيش عزيز الرحال تنجر.
***
الحارت يريده ربنا القدوس.
قدحة فى المواجب تجده متردع مدروس.
فى الدنيا جابو ليه الفى الغيب مدسوس.
فى الآخرة ساقه الرسول على الفردوس.
ولعل فهم الشيخ فرح العميق للحوادث، ونضج تجارية الذاتية، ونظرته الصوفية إلى ظواهر الكون لعل هذه الشياء خلقت منه مفكراً يسبق الحوادث بعقليته الفذة، ويرى ما لا يراه قومه حتى أنه أتى بتنبؤات لم تلبث أن تحقق بعضها، كما أنه يجب أن ندخل فى اعتبارنا ما نسجه العوام فى فترات متفاوتة،
ومما ينسب إلى الشيخ فرح وتكنوك أنه قال فى زمن لم يستعمل فيه التلفون أو السكة الحديد، "قال آخر الزمن السفر يبق بالبيوت والكلام يبقى بالخيوط وبيل نظرة فى النيل، وكأنه يصعب عليه أن يحول هذا النهر عن مجراه الطبيعى مما يترتب عليه من مشارع ومشاق، كغمر النيل للأرض الخصبة، كالجروف التى كانت مصدراً للرزق، فتنبأ الشيخ "بكرة يجوك مقطوعين الطارى، ييسكونوك الضهارى.
ويقول الشيخ فرح ودتكتوك "آخر الزمن شوف البقت. والنوق من الشيل دبرت. المحنة راحت ما قبلت. الجنى للوالدين جفت. العافى ليده ما تلفت. الحرة كالخادم مشت. مرقت برة انكشفت.
ُعرف الشيخ فرح ود تكتوك بالصدق وطيب المعشر وفوق هذا وذاك التوحيد مؤمناً صادقاً بالله تعالى. حضر إليه جماعة من الناس يحملون جنازه. وقالوا له:- إن فلان قد مات وهاهو نحمله إليك لتصلى بنا عليه..وأنت رجل لك كراماتك ودعائك الصالح المستجاب ياشيخنا صلى بنا صلاة الجنازه لتكون خير خاتمه له. قام الشيخ ودتكتوك وأم الجماعه ثم دعا له من خير الدعاء .. وقال لهم احملوا الجنازه إلى المقابر واستروها . قالوا له :- يا شيخنا انت لاتعمل شيئاً لا تعرفه ونحن اليوم جعلناك تعمل ما لا تعرفه. قال لهم :- كيف ذلك؟؟ قالوا:- صليت على فلان دون أن تعرفه ، وهو حى يرزق تعال لتراه راقداً هنيئاً وانت صليت عليه .
قال لهم :- أفو الشيخ ما بصلى على زولاً حى ، قوموا على جنازتكم وأستروها!
يقال أن مجموعة من الشبان حاولت اختبار الشيخ فرح في الصدق و الدقة .، فأمسكت بغنماية و جزت جانبـًا واحد ًامنها ( الجز : هو قص الشعر ) و نهروا الغنماية لتمر من أمام الشيخ فرح وهو جالس أمام خلوته . وبعد مدة وجيزة حضر الشبان و قالوا يا شيخنا ما شفت ليك غنماية مرت عليك من هنا ؟ قال : نعم . طلبوا منه أن يوصفها لهم هل هي مجزوزة أم غير مجزوزة فقال لهم الشيخ فرح والله الجانب البى علي( يعني الذي كان يواجهني )كان مجزوز ًا لكن الجانب الثاني ما بعرفه. استغرب الشبان من دقة الشيخ فرح في الإجابة و طلبوا منه أن يسامحهم. التحية لناس أربجي...محمد عبد الرحمن وعمر علي عمر
04-19-2008, 09:52 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
الشيخ فرح ود تكتوك فقيه درس على يد عدد من أشهر فقهاء زمانه، منهم الشيخ "أرباب العقائد"، و"الخطيب عمار بن عبد الحفيظ"، و"الخطيب عبد اللطيف بن الخطيب عمار" .. وتنقل في بداية حياته في طلب العلم من مكان إلى آخر حتى استقر به المقام في قرية "الحجيرات" قريبًا من سنار.. واجتمع حوله تلاميذ ومريدون شكل بهم مدرسة اجتماعية قوامها العمل والكدح، على خلاف ما كانت عليه عادة المتصوفة والمشايخ في زمانة من التبطل والانقطاع.
نفس المصدر أعلاه
04-19-2008, 09:56 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
الشيخ فرح ود تكتوك قال جملة عجيبة جدا ًقال ( البريدني إنشاء الله يعيش !! والبريدو أنشاء الله يموت !! ) قالو ليهو لي يابا الشيخ ؟؟ قال البريدني انا عارف ومتاكد إنو ما بريد زول غيري !! لكن البريدو ممكن يكون بريد زول تاني !!
تميزت الفترة التي عاش فيها الشيخ فرح، بضعف التدين وظهور الإنحرافات والبدع لدى العامة والخاصة .. بل امتد الأمر إلى أن طال السلاطين والحكام، وطال حتى الفقهاء – الذين يطلق عليهم لقب فقراء – ويمكن أن نقول عنها أنها فترة تسيُّد الفكر الصوفي الباطني بما يحوى من بدع وخرافات وضلالة. . . . يلحق بذلك عامل ثالث هو توافد التيار الصوفي الباطني الغالي، ممثلاً في دعاة من أمثال "تاج الدين البهاري" وأتباعه من بعده وكالشيخ المسمى بـ"الهميم".. وقد نشب الصراع في بادئ الأمر بين الفقهاء والعلماء من جهة وبين المتصوفة من جهة أخرى، بسبب تعدي الأخيرين على حرمات الدين واجترائهم على المنكرات والبدع باسم الولاية والكرامات.. ولكن إنتشار الأمية والجهل لدى الناس واختلاط الخرافة بمعتقداتهم إلى جانب مخالطة المتصوفة لهم أكثر ـ من العلماء ـ أدى إلى ترجيح جانب الصوفية الباطنية والخرافة على العلم والفقه.
الأخ أنور، سلامات..
من نقلت عنه ليس مؤرخـاً، وهو لا يعدو أن يكون مهووسـا وهابيـاً.. فإن أول شـروط المؤرخ هى الحيـاد.. وأين الحيـاد فى قوله أعلاه.. هـو يقحـم رأيه الشخصى فى التصـوف، وهـذا ضـد قواعـد التأريـخ.. بل يفجـر ويتطـرف فى ذلك! أقرأه حيث قال: "وكالشيخ المسمى بـ"الهميم"
04-22-2008, 03:41 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
الأخ : أنور : لك ودي العاطر : وتحياتي على نبشك لتاريخنا ( فهو تاريخنا ) ما لفت نظري هذه المعلومة :
حتى استقر به المقام في قرية "الحجيرات" قريبًا من سنار..
وبحكم نشأتي في منطقة ( كساب الجعليين ) المجاورة للخزان وبالتالي لقبة الشيخ فرح
و نسبة للحراك اليومي لنا - قبل أن نتشتت شذر مذر في المنافي القصيات- كنت أمرُّ يوميا بخزان سنار وبالتالي يوميا أكحِّلُ عينيّ بمرأى القبة ( للعلم رفات الشيخ فرح ليس داخل القبة ) بل في بناء مجاور وهناك كثير من القصص التي تروى في هذا الشأن فالثابت واليقين حتى تاريخ الناس هذا هو
أن الشيخ فرح عاش ومات ودُفن في قرية صغيرة شمالي شرق الخزان مباشرة وتسمى ( حلة الشيخ فرح ودتكتوك) ويقطنها كثير من البطاحيين قبيلة الشيخ نفسه وله يوم للزيارة وقصص تُحكى وروايات وكثير من فتيات هذه القبيلة يسمى ( النتيلة) تيمنا باسم ابنته الوحيدة وهذا يؤكد علاقته بسلطاين مملكة الفونج التي كانت تمتد حتى هذه المناطق
هذه الصورة مأخوذة من داخل الخزان ربما لاتظهر بوضوح بهاء
(عدل بواسطة Baha Elhadi on 04-20-2008, 11:15 AM) (عدل بواسطة Baha Elhadi on 04-20-2008, 11:16 AM)
04-22-2008, 05:12 PM
Ahmed Yousif Abu Harira Ahmed Yousif Abu Harira
تاريخ التسجيل: 10-19-2005
مجموع المشاركات: 2030
عزيزي أبو حريرة، سلامات وتحايا يا حبيب، وحباب البطاحين...
Quote: يا انور كنغ ازيك شكرا لك على تناول سيرة أبونا الشيخ فرح ودتكتوك فقد اهديناكم فيلسوفا وشاعرا وحكيم لكنكم لم تحفظوا له ما كتب فحق عليكم القول
نحاول التوثيق ما أستطعنا مرة مرة...المشكلة هي ان المعلومة المتداولة شفاهياً كثيرة جداً مقارنةً بالمكتوب والموجود على الإنترنت...
وهذه محاولة لجركم وتحريضكم وتحريض كل العارفين بالتوثيق لكل فلاسفتنا وعلماؤنا العظام في سوداننا الحبيب...
Quote: العصا أمان من الكلب والسكين أمان من السلب وفكة الريق مسمار القلب والبختا الاجواد بنغلب
لمقتبس اعلاه من اقوال الحكمة التي تنسب الى الشيخ العبيد ود بدر وهو ايضا من فلاسفة السودان وحكماءه.
الشيخ العبيد ود بدر أيضاً يحتاج لكثير من التوثيق من الجميع...
ومن أقواله المأثورة أيضاً:
الشر لا تبادرو والأبلم لا تعاضرو وما تشهد بال ماك حاضرو والأقوى منك ما تساردو العندو ذرة من رئاسة، ما تكمّل معاه الفراسة والبقوم بي جهلو، واااا شقاوة أهلو
وإستطرد الشيخ ود بدر بعدها ليقول للحيران: انا قلتا ليكم ما تشهد بال ماك حاضروا، لكن في شئ بشهد عليهو حتى لو ما حضرتوا سألوه شنو هو: قال بحكمته المعروفة: سيد البهايم وسيد الخضار، لو لقيتهم متشكلين بشهد على سيد البهايم خاتي (غلطان)، لأنو البهايم بتتحرك، بينما لا يتحرك الخضار!
شاكر لك حسن التداخل وأتمنى ان تقيم معنا هنا
--- بالجمبة: يُنسب للشيخ فرح ود تكتوك، أنه تبرأ من بعض أفعال أهله وقت الشمس تبقا هُنوووك، صحي ولا محض أفتراء
يروى والعهدة على الرواة دائما كما هو الحال في شأن الشيخ فرح ودتكتوك .. أنه شاع ذكر الشيخ وكراماته لدى أحد حكام زمانه المتجبرين الجهلة .. قال ليهم : " شيخكم دا بقدر يحفظ لي بعيري دا القران .. " رد أحد حيران الشيخ متحمساً .. نعم بقدر .. ، فأرسلوا في طلبه ومريديه بين موقن بشيخه وناقم على من ورطه هذه الورطة ... حضر الشيخ فرح فبادره السلطان بطلبه العجيب .. ولدهشة الجميع وافق الشيخ على ذلك وأعلن أن بعير الأمير يحتاج لحولين من القراءة حتى يجود القران ويحفظه ... فأعطاه الأمير البعير ومصاريفه وانصرف الشيخ .. وجاءه حواريوه هلعين .. يا شيخنا .. دا شنو العملتو دا .. قال ليهم مالكم في شنو .. حولين تمام يا يموت البعير .. يا يموت الفقير .. يا يموت الأمير ...
هي أحدى العشرات بل المئات من الروايات التي تروى هكذا دون سند .. ولعل تراث الشيخ في حاجة إلى توثيق دراسة وتمحيص .. وكلنا ثقة بوجود الألاف من أبناء السودان الأكفاء ممن لا يعوزه العلم ولا المال في القيام بذلك ..
ولشيخنا الجليل البرعي رحمه الله وأحسن إليه ونفعنا به ... مدحة رائعة في الشيخ فرح : زايدين فرح بزيارة أبونا الشيخ فرح .. مستبشرين
04-22-2008, 06:10 PM
kh_abboud kh_abboud
تاريخ التسجيل: 01-16-2003
مجموع المشاركات: 508
العزيز أنور كنج من كوريا البعيدة إمتعتنا بهذه السيرة العطرة للعارف بالله ،الحكيم ، فرح ود تكتوك ... امس كنت أعزى المنصوري فى وفاة أخيه وزوجة أخيه ووالدة زوجة أخيه ... الذين توفوا لرحمة الله فى خلال إسبوع واحد ، بترديد قول ود تكتوك ، عندما جزع قليلا ، من موت أحد أهله ، ثم تدارك نفسه بسرعة وقال : ( يافرح ود تكتوك ... وين أمك وين أبوك ... وين أهلك الولدوك ؟ ) شكرا ... ولى عودة
04-22-2008, 06:15 PM
Ahmed Yousif Abu Harira Ahmed Yousif Abu Harira
تاريخ التسجيل: 10-19-2005
مجموع المشاركات: 2030
العزيز فرحات عباس، خالص الشكر والتقدير على هذه الإضافة...
أتفق معك 100% أن العُهدة تظل على الرواة...فتاريخ علماؤنا شفاهي يحتاج منّا لتوثيق كثير... خلال إستماعي لسلسلة أضواء على حضارة السودان للدكتور جعفر ميرغني، سمعت الكثير المنسوب للشيخ فرح ود تكتوك...خذ مثلاً:
قال الشيخ فرح ود تكتوك في وصف الجنّة:
و فيها الكراسي والمنابر بعضها وكلٌ يفوقون الملوك على الككر
الأخ أنور القاضي دشين ورد ذكره في طبقات ود ضيف الله ولعله من أوائل القضاة المؤهلين آنذاك وكان يمثل طائفة الفقهاء ..واشتهر بدشين قاضى العدالة ولد بمدينة اربجى وكان شافعى المذهب وهو احد القضاة الاربعه الذين عينهم الشيخ عجيب بامر الملك دكين وسمى قاضى العدالة لانه فسخ نكاح الشيخ محمد الهميم أحد كبار الشيوخ المتصوفة والذي زاد في نساءه على أربع .. والذي عرض القاضي دكين أمره على كبار الشيوخ آنذاك فأوصوا الشيخ بأن يتركه وربه .. فأبي .. ومضى فاستوقف الشيخ في الطريق وقال له ربعت وخمست وسدست .. لقد فسخت نكاحك .. فغضب منه الشيخ ودعا عليه بقوله " يفسخ جلدك " .. ويذكر صاحب الطبقات تحقق دعاء الشيخ وأن جلد القاضي تفسخ .. والله وأعلم ..
تعرف يا أنور .. يا كنج .. ما عارف ليه هناك وجه شبه عجيب بين سيرة الشيخ ود تكتوك ( أقواله المروية ) وسيرة سلطان الفور العظيم علي دينار ( أفعاله المروية ) .... هما يا عزيز منجمين من الذهب لما تمتد إليها يد بعد. يللا همو كدا وورونا إبداعاتكم .... ولك حبي .. فرحات
04-23-2008, 09:35 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
المنصورى ياأنور هو إسمه فى المنبر ... وهو مهندس كهرباء فى الأمارات ... وكان شغال فى هيلتون السودان زمان وكنا ساكنين الحارة الأولى ...الثورة وهو الآن ، للأسف شغال فى محطة كهرباء فى الخلا ( فى الأمارات) ... وبعيد عن الإنترنت ... رد الله غربته ... رجل جكيم وله مهارات يدوية غير عادية ...
04-24-2008, 09:18 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
Quote: للأسف شغال فى محطة كهرباء فى الخلا ( فى الأمارات)
أها يا عبود يا أخوي ، ده ياهو زاتو البيهرد الفشفاش...
تكون ظريف وقيافة وفايت الناس مسافة في هيلتون "عبد الواحد" وآخر قشرة...وتمشي تختار البُعاد... بالطريقة دي ما عندنا غير ندعو بأن : الله يقلل من أمثالو في وجعة ومحنة بلدنا الآن... والشعور ممتد لكل ساعد سوداني تحتاجه البلد الآن...
Quote: رجل حكيم وله مهارات يدوية غير عادية ...
رد الله غربته وندعو معك: الله يكتّر من أمثالو، في بلد أمثالو...
مع خالص مودتي وتحياتي لك وله وأحسن الله عزائكم مرة أخرى...
أنور
04-24-2008, 09:13 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
الطيب محمد الطيب في ذمة الله (13) بتاريخ 15-2-1428 هـ القسم: عبد المطلب الفحل المبتدا : تجول الاستاذ الطيب محمد الطيب في مناطق البطاحين المختلفة في رحلة دامت حوالي عشر اشهر جمع خلالها معلومات عنهم وكان كلما سال الرواة والمحدثين عن اخبار اسلافهم يرتفع اسم الشيخ فرح ود تكتوك شامخا قويا ،وبعد الفراغ من اعداد كتاب عن التراث الشعبي لقبيلة البطاحين الذي كلفته به شعبة ابحاث السودان وجد لديه شتاتا من المعلومات حول الشيخ فرح حفزته لمواصلة البحث عن سيرته ، يقول ( زرت بعدئذ سنار وما حولها ست مرات وفي كل مرة كنت اجد بعض المعلومات الجديدة عنه ،وبعد ان حصلت علي تلك الروايات الشفهية رحت اسال عن بعد اثاره المحفوظة فلم يخيب اهل الفضل ظني فوجدت بضع مخطوطات تحدثت عن سيرته ودونت اقواله ـ وكان اهمها مخطوط الشريف الهندي المسمي ( تاج الزمان في تاريخ السودان ) باب تراجم الاولياء ،كذلك مخطوط الشيخ الحسن محمد طلحة ...واوراق فرح القاسم وهذا ومن احفاد الشيخ فرح واكثرهم حفظا لماثورات الشيخ وبحوزته وثائق مهمة اطلعني عليها مشكورا ،ثم وجدت بعضا من اخباره فيما كتبه المستر هيلسون ( السودان في رسايل ومدونات ) وما كتبه نعوم شقير في كتابه ( جغرافية وتاريخ السودان ) وكتاب تاريخ الثقافة العربية في السودان للدكتور عبد المجيد عابدين ثم كتيب الاستاذ ابو القاسم محمد بدري عن الشيخ فرح الخبر : للحديث عن مجاهدات الاستاذ الطيب عن الشيخ فرح
وحتى لا يأتينا ُمدافع يكسر رجلو هنا، يجب التوضيح أن التوثيق لأبونا الشيخ فرح ود تكتوك يجب أن يكون كاملاً وليس إنتقائياً وأعتقد أن مسألة الرق وما تحمله من بلاوي (عبيد-خدم والخ...) كانت عادية في ذلك الزمن...ونحن نورد المعلومة في سياقها التاريخي. أنتهى كلامي ./
04-30-2008, 11:39 AM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
يقال والعُهدة على الراوي أن الشيخ فرح ودتكتوك كان حليماً ، لا يأتيه الغضب بسهولة... في أحد الأيام، بينما الشيخ يهم بالصلاة وبعد فراغه من الوضوء، أراد أحد الناس أن يمتحن حلم الشيخ، فرشّاهو بنجاسة (بول على حسب الرواية).. فما كان من الشيخ الا ان قال لذلك الشخص: يا الفقير الله يباركك، من قبيل ماخدني شك في ملابسي دي...أسع انا قطعت الشك فيهن...
04-30-2008, 12:24 PM
مدثر محمد عمر مدثر محمد عمر
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 1434
الشيخ فرح ود تكتوك، عقب إنتهاءه من الصلاة، لم يرى ما كان يراه في صلاته... فسأل زوجته: فتّشي البيت ده...البيت ده دخلوا شئ ردّت زوجته: ما دخلو شئ أصرّ الشيخ عليها بتفتيش البيت..
جاتو وقالت ليهو : البنت بلغت الحُلم...
قال الشيخ : سبحان الله شيتين يسوي كدي؟ ونادى الشيخ: تعالي يا المبروكة، يا من دار حمامة قبل الندامة... وذهب الى السوق يكرر نفس المقولة: يا من دار حمامة قبل الندامة بربع الدينار (12 قرش ونص) أحد المتواجدين في السوق رد على الشيخ: أنا دايرها... رد عليه الشيخ فرح ودتكتوك: أديتك ليها...جيب ال (12 قرش ونص)... جاب ال (12 قرش ونص)... صافحها ليهو (أي عقد قرانه عليها)...
وقال ليهو: بعد ده درعتها لينا في رقبتنا، مكان ما تجي تعال...
ومشى الشيخ يبني في راكوبه... طال بناءها... فأراد شخص آخر أن يمتحن حُلم الشيخ وصبره على المصائب... وذلك بهدم الراكوبة...فبدأ بتهديم الراكوبة، فلما رأه الشيخ فرح، قال ليهو، أصلها الدنيا خربانة خربانة... وأصبح يهدم معه في الراكوبة، فأصبح ذلك الشخص يحوش الشيخ فرح من تهديم الراكوبة (بعد أن فهم حكمة و مقصد الشيخ) "الدنيا خربانة خربانة"
بعدها أنتظر الشيخ فرح نسيبو (زوج بنتو التي عقد عليها)... وجاء نسيبو الجديد ودخل بيت نسيبه الجديد... في تلك الليلة: الحريم جهّزن العروس وجابوها يريدون إدخالها على عريسها...
أوقفهم الشيخ قائلا: ها يا المبروكات ده شنو؟ ردوا عليهو: دي فلانة (العروسة) الشيخ فرح: مودياتنها وين؟ الحريم: مودينها لزوجها الشيخ: لكن شافا بالنهار، موديتنها في الضُلمة دي! يا ربي دي ياها، ولا مي ياها؟! خلو الواطة تصبح...
أصبحت الواطة ، صاحب الشيخ فرح العروس وذهب بها الى العريس... الشيخ فرح: يا فلان، دي فلانة الصافحتها ليك يومتا؟ العريس: آي الشيخ فرح: عرفتها؟ العريس: آي نادى الشيخ العروس: أدخلي يا المبروكة الشيخ للعريس: جاتك إن دنيتها نجستك، وإن خليتها حاسبتك أداهو مرتو وذهب الشيخ...
بعد زمن، جاء العريس للشيخ، وقال: يا سيدنا أنا بقيت راحل...
فنادى الشيخ فرح على بنته (العروس): تعالي يا المبروكة... ال نوصيك ، الله يستر حالك إن غزلتي رققي (أي أجعلي الغزل رقيقاً) إن طحنتي دققي (أي أجعلي الطحين دقيقاً) إن عستي نجضي (أي أجعل العواسة نجيضة) إن جاد أفشريلو (يعني لو بقا كريم ، أمدحيهو) إن بخل أكجريلو (يعني إستنكري بخله) إن جبدك أتكيلو (لو طلبها لفراش الزوجية، لا تتمنع)
أمليلو زفو، وامسحيلو خفو (****)
بعد ده إن أباك، الله يعلم!
قبل أن يذهب العريس، طلب من الشيخ أن يوصيهو...
فقال الشيخ: وصيتك يا ولدي كلمتين...ما بتعرفهن؟ رد العريس: ما بعرفهن أستطرد الشيخ: أملاء ليها مصرانة (أشبعها)، وحُك ليها (/-/-/)... __________
أنتهى النقل، وأنا بنقل من شريط مُسجل يوم الخميس 16-8-1979 الموافق 23 رمضان 1399 هجرية...من جلسة كان فيها جدودي العطاء أحمد عبود وعبد القادر دفع الله...
04-30-2008, 04:16 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
يقال أن الشيخ فرح ود تكتوك مرّ ب مقاة (مزرعة) فيها بطيخ، فحاورته نفسه بأن يأخذ منها بطيخة فقال لنفسه: يا ملعونة أهلها بدقونا وبعد حوار شديد مع نفسه... شال ليهو دُرّابة ورماها في عبو ( شال كومة من التراب المتماسك ووضعها في طرف جلابيتو)...
سيد المقاة (المزرعة) ، جاء مهرولاً ...أقيف أقيف يا زول
وسأل الشيخ فرح : اصلو زرعوه ليك؟
سأله الشيخ فرح صاحب المقاة : هي شنو؟ صاحب المقاة : البطيخ الشيخ فرح: شن سويتلو؟
الرجل: قطعتا منو (أي قطعتا من البطيخ) وشايلها في عُبّك، وتهجم على الشيخ فرح بالضرب
فقال الشيخ فرح لنفسه: يا ملعونة، في الدُرّاب دقونا، كان قطعنا البطيخ كان سوى لينا شنو؟!
___ من شريط مُسجل يوم الخميس 16-8-1979 الموافق 23 رمضان 1399 هجرية...من جلسة كان فيها جدودي العطاء أحمد عبود وعبد القادر دفع الله...
04-30-2008, 04:55 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
وفي نفس الإطار (محاورة الشيخ فرح ود تكتوك لنفسه ) -والنفس إمّارة بالسوء إن لم تكبح جماحها- يقال أن الشيخ فرح مرّ ب رمّة (فطيسة)... أبتها نفسه...فحاور الشيخ فرح ود تكتوك نفسه قائلاً:
قبيل حاولتيني على بطيخ الناس، لماذا تأبين الرمّة الآن؟ فأصبح يشم في الفطيسة ويطرش ، حتى طرش "كديسة"، فقام بتقتلها الشيخ فرح، ومنذ ذلك الحين الى أن توفى الشيخ فرح، ما كان عندو شهية (إي نُزع من نفسه شهوة الأكل)...
قال رسول الله (صلعم): ما ملاء إبن آدم وعاء شرّ من بطنه)
04-30-2008, 05:06 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
ويقال أيضاً ان الشيخ فرح ود تكتوك وحواره مرّوا بطريق... فوجدوا خزنة يظهر منها القليل على ظهر الأرض...فحفر حوار الشيخ وكشفها قائلاً: يا شيخ، دي خزنة... فرد عليه الشيخ فرح: دي فتنة وفتناها ( أي أنها فتنة ويجب إجتنابها)، وبعد تكرار للكلام من قبل الشيخ
سمع الحوار كلام الشيخ فرح...وترك الخزنة...
لاحقاً...مرّ بنفس الطريق 2 أولاد عم ومعهم ثالث غريب... فبدأوا في حفر الخزنة...وعندما أصابهم الرهق جراء الحفر، طلب أولاد العم من الغريب أن يجيب موية للشراب...
فذهب لإستجلاب الموية، حينها فكّر أبناء العم في أن يقتلوا هذا الغريب حالما يصل بالماء... وفكّر الغريب في أن يقتل أولاد العم وذلك بتسميم الماء...
وفعلاً جاء بالماء المُسمم...وقتله أولاد العم، وبعدها شربوا من الماء،
فماتوا جميعهم أمام الخزنة فأصبحت حكاية (فتنة وفتناها نوع من المكاشفة )
___ وفعلاً الخزن فتن...ففوتوها
05-01-2008, 02:55 AM
محمد خليل ساني محمد خليل ساني
تاريخ التسجيل: 03-25-2008
مجموع المشاركات: 5997
الأخ الحبيب جداً محمد خليل ساني، الرجل ذا اليد الطولى، وبورداب الدوحة خصوصاً البورسودانيين منهم... شاكر لك تكلف عناء الإتصال لنا في هذه البلاد البعيدة، وقد أسعدني جداً معرفتك عن قرب وربنا يكمّل ليك على خير بالعديل والزين ان شاء الله
خالص مودتي وسنواصل في هذا البوست بقية ما نستطيع من توثيق
04-30-2008, 07:50 PM
عبدالفتاح أبوشيمة عبدالفتاح أبوشيمة
تاريخ التسجيل: 04-15-2008
مجموع المشاركات: 4163
فى بداية البوست أعدت الشيخ فرح ود تكتوك للحياة بسيرته الذاتية ونشأته والحالة العامة من الصوفية وتردى المعتقدات .. إنشغال الناس عن الدين بإنشغالهم بالكرامات والمعجزات والشيوخ والفقهاء شفيعين .. أبعدهم عن ممارسة العبادة والإعتماد على الشفاعة .. وهذا ما حدث تقريبآ مطابقآ فى العصور الوسطى والفساد الكهنوتى ..
عاد البوست للأمثال والحكاوى الحكمة التى تنسب للشيخ فرح ود تكتوك التى تصوره .. كما يحب الناس فقيه زاهد "سايح" مثل الصوفية يوزع الكرامات والحكم .. خلاف سيرته التى تدل إنه رجل متعلم متدين كان يأخذ الحكام منه الحكمة ومناهض للدجل ..
فى فترة ما عندما بدأت الحضارة نسب للشيخ فرح قوله .. آخر الزمان السفر بالبيوت والكلام بالخيوط .. نسبة للقطارات والتلفونات .. نحن الآن فى الطائرات والصواريخ والإنترنت والـ Wireless ولسة كتير .. والزمان لسة ما إنتهى ..
أهلنا فى الجزيرة كلامهم حكمة وأمثال وأيضآ أهل البادية .. ولقوة الكلام يتداول وينسب للصوفية والشيوخ
عودوا بناالى أرض الواقع
05-01-2008, 06:34 AM
عبدالغني كرم الله بشير عبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082
أحترام لهذا الشيخ الوقور، الحكيم.. إنه لقمان حياتنا، وأبي علاء سنار، وما جاورها، ثاقب النظر، والبصيرة، متهكم عظيم، يرى الغيب كما يرى كفه، تعجب من مآل التاريخ، وخراب سوبا المعاصرة، بإيدي جمال مزور، لم يحفظ كتاب الله، بل جسد آيات منه، جعلته يرى ما لا يرى، صادق، قضى حياته في الزرع والضرع، والعون، وقصته مع الحفظة مشهوره، حين رقص على قصبه فوق خشم البير، وقصته مع الشهوة التي انتابت تلاميذه، حين مر بالجزاره، وقال لهم: خلاص يا المباريك، اشتروا كيلو، لكن عندي شرط.. وبعدالشراء قال لهم: شرطي تدفنوا اللحم لمدة اسبوع في الواضه..
وبالفعل دفن اللحم.. وبعد اسبوع فتحت المريدين الحفرة، ووجدوا الديدان والعفن، ففروا... (كان بعيد النظر، وقال لهم: والله كانت شايف اللحم كدي)، حكيم غريب، ذو خيال خلق من مادة الغد، يرى وقائع الغد، بذهن مؤرخ، وروحي عظيم، يجلس في سدة الحضرة، ليحكم عالم لا يرى....
جسد سوبرمان، ببساطة، وتواضع، سار في الشارع فرآى فتاة جميلة، فقبلها، ويحن هم مريديه بتقليده، أخرج ثعبان، وفي رواية قبل حديدة اللحام، وقال لهم..
البقدر علي دي، بقدر على ديك، كان يرى الجمال القديم، منعكس في الجمال الحادث..
للحق بطل عظيم، يستحق ا لوقفة، والاعتبار..
كان يرى القطارات تجوب الخرطوم، وكان يرى خزان سنار، وكان يتابع هلال مريخ، ويشجع بضرواه، فالروح الإلهي، لا يقيد بسلطان الزمان والمكان، فأنى نفهم، ... ألم يصل فتى قريش بكل الانبياء، السابقين... للحياة أوجه، وغرابة، ..
فرح شيخ عجيب... فجر كوامن النفس البشرية، في التجلي، وخرق المألوف... حل المشبوك.. من عقد النفس، وانبهام الرؤية..
لفرح المحبة.. وله العشق..
ولك صديقي كينج، المحبة الزائدة...
ملحوظة: اخوك يكتب في نص بطله هو فرح ودتكتوك، وأفادني هذا البوست الجميل، حقا.. فأدعو لي... نص طويل، بل رواية، بطلها هذا الشيخ الجليل، العجيب، الذكي...
وين أمك، وأين أبوك... ياله من شيخ درة.. ومفرح.. تجاوز في قراءته للأيام، واستقراءه للغيب، الشهير نوستر داموس، حتى صارت مقولاته عن حاضرنا، وكأنه يعيش في بري أو العيلفون، ويفتح التلفاز، ويرفع الموبايل....
العزيز انور بجيك راجع لهذا البوست الجميل بس فى خطأء اصبح شائع فى الاسم فهو (فرح ود تكتوكه) و ليس (تكتوك) فتكتوكه هى امه و السجعة بتقول(فرح ود تكتوكه ود الخادم المبروكه)فرفعة الشأن (دينيا) رغم وضاعة المنشا تعتبر من ارفع المقامات حسب المعتقد فى ذلك الزمان. ولك منى الود كله
05-03-2008, 07:43 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
أخي العزيز ماضي أبو العزائم، خالص الشكر والتقدير على المرور والتعليق /
كتبت أخي العزيز:
Quote: بس فى خطأء اصبح شائع فى الاسم فهو (فرح ود تكتوكه) و ليس (تكتوك) فتكتوكه هى امه و السجعة بتقول(فرح ود تكتوكه ود الخادم المبروكه)فرفعة الشأن (دينيا) رغم وضاعة المنشا تعتبر من ارفع المقامات حسب المعتقد فى ذلك الزمان.
لم أسمع هذا الأسم الا الآن، فحتى المُحقق الشعبي الطيب محمد الطيب عليه رحمة الله، له كتاب على ما أعتقد-صححوني ان كنت مخطئاً- أسمه الشيخ فرح ودتكتوك...
لم أسمع بود تكتوكه الا منك الآن...الرجاء الإيضاح حول هذه النقطة
مع جزيل شكري مقدماً
أنور
05-03-2008, 07:40 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
أوووووووووووووووو....وفي مقولة أخرى (WAW) كاتبنا المجيد عبد الغني كرم الله بشير مرة واحدة؟ بادئ بالتبادي، يجب أن تعلم أن أسمك يحمل أسماء ثلاثة من جدودي عليهم رحمة الله. كرم الله، وعبد الغني و بشير..لك ولهم المحبة الدائمة...
وثانياً أتمنى من صميم قلبي أن ينفعك الله وينفعنا بكل ما يرد ذكره...وبالتأكيد سيكون نتاجك ممتازاً متماسكاً وانا له مشتاق
Quote: اخوك يكتب في نص بطله هو فرح ودتكتوك، وأفادني هذا البوست الجميل، حقا.. فأدعو لي... نص طويل، بل رواية، بطلها هذا الشيخ الجليل، العجيب، الذكي...
بمعيتي تسجيل صوتي يحتاج تفريغه لوقت وتفرغ...اذا أردت نسخة منها، فأنا على إستعداد...
سأكون منتظراً على أحرّ من الجمر لهذا النص
كن بخير مع جميل مودتي أنور
05-03-2008, 07:35 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
الحبيب رأفت ميلاد، ياخي مشتاقون وكده... أعتقد أن بُعد نظر الشيخ فرح ودتكتوك في زمانه مشهود، غير أن هناك بعض التقويل المنتشر هنا وهناك...ونحن في هذا الصدد، ومطلوب من الجميع التوثيق
بالمناسبة يا رأفت، قريت في خلوة قبل كده؟
لا يستغربن أحداً سؤالي هذا، فالمعروف أن هناك كم كبير من أقباط السودان الذين تخرجوا من المدرسة السودانية التقليدية (الخلوة)...
كامل مودتي وأتمنى أن تواصل معنا هذا السفر الشيّق
يلا أها أرض الواقع...وُضعُت أنور
05-03-2008, 07:30 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
الأخ الحبيب أحمد عليم، خالص الشكر والتقدير على هذه اللفتة البارعة
حقيقة أجد نفسي في أشد الحوجة لأن أسمع عن ود أب زهانة... قلّبت الإنترنت فوق واطة ولم أجد شئ عنه!!!!
ذكره المحقق الشيخ الطيب محمد الطيب عليه رحمة الله... لكن لم أجد الكتاب المعني... و ذكره د.حيدر إبراهيم علي في أحد الندوات عن الخدمة المدنية في السودان ولماذا هي متردية (قال أن جد السودانيين هو ود أب زهانة لذلك فالخدمة المدنية هي الضحية الطبيعية لعقلية ود أب زهانة التي يحتكم اليه السوداني في طبعه العملي داخل السودان!)
أتمنى أن يقوم كل من يعرف ولو النذر اليسير عن شخصية ود أب زهانة أن يقوم بإيرادها...
شخصية عجيبة جداً (على كيفي، أرقّع جٌبتي أو لا أرقعها)!
خالص الشكر والتقدير مجدداًَ وأنتظر إسهامك في هذا البوست برضو...
Quote: فقال الشيخ: وصيتك يا ولدي كلمتين...ما بتعرفهن؟ رد العريس: ما بعرفهن أستطرد الشيخ: أملاء ليها مصرانة (أشبعها)، وحُك ليها (/-/-/)...
الاخ العزيز انور تحيةوسلام وشكرا لك على البوست الرائع عن ابونا الشخ فرح
مالفت انتباهي المفتبس اعلاه وطالما نحن في طور التأريخ والتوثيق فان الامر يخرج من دائرة الحياء و وضع ما سمع شفهاتة كما هو والجملة المنسوبة الى الشيخ فرح كاملة هي
والمقصود هو عدم تجويع الزوجة ماديا وحسيا اي من جانب الانفاق عليها والجانب الحسي المعنوي
كذلك يضاف الى اقواله:
بت (بنت) الحلال وين تتلقي الا لي زولا ما شقي قلبا طهور رحما نقي ان جابت ولد يمرق تقي بت الحرام وجعة كبد من الشرور ما بتنجبد دايما على زول تستبد وان جابت ولد يمرق عبد
الأخ الحبيب عبد الله وداعة الامين، خالص الشكر والتقدير يا حبيب،
Quote: بت (بنت) الحلال وين تتلقي الا لي زولا ما شقي قلبا طهور رحما نقي ان جابت ولد يمرق تقي بت الحرام وجعة كبد من الشرور ما بتنجبد دايما على زول تستبد وان جابت ولد يمرق عبد
الشكر الجزيل على إيراد المقطع كاملاً، وانا معك مليون في المئة في التوثيق الكامل، لكن ما منعني من إيراد النص كاملاً ليس الزوغة ولكن هذا المقطع بالتحديد في الشريط مشوش قليلاً بطريقة لا يمكن إستخلاص النص منها...
Quote: من شريط مُسجل يوم الخميس 16-8-1979 الموافق 23 رمضان 1399 هجرية...من جلسة كان فيها جدودي العطاء أحمد عبود وعبد القادر دفع الله...
أخوك صحراوي بالحيل، بس التتوفر المعلومة... الحمد لله أنك لاحظتا، والحمد لله أنك أوردت النص كاملاً كما لا يفوتني أن أشكرك على إيراد المدحة الجميلة لأبونا البرعي في أبونا الشيخ فرح
مودتي أنور
05-03-2008, 07:51 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
يحكى ان الشيخ فرح أفتى في كتاب( فيه علم الغيب وقد يجلب الإشراك بالله)، فطلب من أحد الناس أن يرميه في البحر فذهب الرجل ورمى الكتاب في البحر، ولما رجع سأله الشيخ فرح: جدعتو؟ رد الرجل: نعم سألوا الشيخ: أها وقت جدعتو شفتا شنو؟ رد الرجل: ما شفتا شي قال الشيخ: ما جدعتو، أمش جيبو رجع الرجل بالكتاب تاني فطلب منه الشيخ أن يرميه مجدداً ذهب الرجل وحال عودته سأله الشيخ فرح: أها جدعتو؟ رد الرجل: نعم جدعتو سأله الشيخ: أها وقت جدعتو شفتا شنو؟ رد الرجل: شفتا البحر أتفجّا وبلع الكتاب وتاني الموية رجعت محلها قال الشيخ: المرة دي جدعتو
Quote: من شريط مُسجل يوم الخميس 16-8-1979 الموافق 23 رمضان 1399 هجرية...من جلسة كان فيها جدودي العطاء أحمد عبود وعبد القادر دفع الله...
05-03-2008, 08:16 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
يُحكى أنو الشيخ فرح كان عندو شجرة في البلاد وكان جالس تحتها وحدث أن مرّ به أحد علية القوم وقد جرت عادةالبعض حينها أن يقيفوا على حيلهم عندما يمر ذلك الرجل بموكبه...فوقف الناس، ولم يقف الشيخ فرح...
فرجع ذلك الشخص وسأل الشيخ فرح بغضب: أنت ما عرفتني؟
رد الشيخ، أيوة عرفتك حق المعرفة!
سأله الشخص المتعظّم: أنا مين؟
رد الشيخ فرح ود تكتوك: أنت أولك مزرة وآخرك جيفة قذرة وبين ذلك تحمل العذرة (يعني إنسان موش أكتر)
Quote: من شريط مُسجل يوم الخميس 16-8-1979 الموافق 23 رمضان 1399 هجرية...من جلسة كان فيها جدودي العطاء أحمد عبود وعبد القادر دفع الله..
05-03-2008, 08:26 PM
AnwarKing AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
الشيخ فرح ودتكتوك عاش فى سنار فى زمن مملكة الفونج فى النصف الثانى من القرن السابع عشر، وهو من قبيلة البطاحين، يحب العلم والعلماء، وقد اشتهر بين قومه بالحكمة، فكان الناس يتناقلون كلماته، ويشعفون بكل ما يأتى به من أقوال وحركات، يحكى أنه نزل فى مرة فى حلبة الرقص حيث كان يوجد بعض السكارى والصعاليك الذين لعبت الخمرة بعقولهم ، فاخذوا يتصاحون ويرقصون فى صخب جامح، فتمنطق الشيخ فرح بعمامته، وأخذ يرقص معهم ، فاقبل عليه بعض محبيه، يستفسرون عن السبب الذى جعله ينخرط فى سلك هذه الشلة الفاسدة وهو الشيخ المتصوف الورع.
فاشار الشيخ فرح بأسلوبه الحكيم، اصغوا أيها الناس إلى موسيقاهم، وضربات نوباتهم كأنها تقول " كم كبت وكم تكب ، وكم كبت وكم تكب." وهكذا أخذ الشيخ فرح يردد هذه الالفاظ، ويرقص على نغماتها، ولعل من هنا أتى المثل الشعبى الذى يردده "يغنى المغنى وكل حد على هواه" وبمرور الزمن صار الشيخ فرح كأنه شخصية اسطورية، تنسب إليه كل كلمة صائبة وكل كلمة طريفة حتى ملأ صيته الآفاق، ولهجت الالسن فى كل بقعة من بقاع السودان بنوادره الطريفة ومما لا شك فيه أن سبب شهرة الشيخ فرح هو نظراته الواقعية الى الحياة، وفهمهه العميق لنفسية الناس الناس كان يحيطون به فى تلك الفترة، فكان بمثابة فيلسوف القرية، يعالج مشاكل الناس يروح واقعية ويستمد براهينه من الظروف والملابسات الملموسة لدى فومه،
يحكى أن جماعة من التجار. العيش أتو إلى الشيخ فرح يطلبون منه أن يبيعهم كمية من محصول السنة فأحسن الشيخ فرح استقبالهم ولكنه استشارهم فى أن يهلوه حتى يأخذ برأى العيش، فذهب إلى مطمورة العيش، وانحنى كمن يخاطب العيش " يقول الخمرى الداخرك لعمرى، اتعشى بيك واصبح مشتهيك" يشير الدكتور عبد المجيد عابدين بأن هذه النادرة تدل عام المجاعة، لأنه لم يعرف عن الشيخ أنه كان بخيلا، ولكن قلة المحصول جعلته شديد الحرص، فالشيخ فرح يقول مثلا.
بيتك لاتجيه من ليالى الحر.
جاهد الأرض لأجل الملود تنكر.
ليالى تفاه يا خوى لا تنفر.
سيد العيش عزيز الرحال تنجر.
***
الحارت يريده ربنا القدوس.
قدحة فى المواجب تجده متردع مدروس.
فى الدنيا جابو ليه الفى الغيب مدسوس.
فى الآخرة ساقه الرسول على الفردوس.
ولعل فهم الشيخ فرح العميق للحو ادث، ونضج تجارية الذاتية، ونظرته الصوفية إلى ظواهر الكون لعل هذه الشياء خلقت منه مفكراً يسبق الحوادث بعقليته الفذة، ويرى ما لا يراه قومه حتى أنه أتى بتنبؤات لم تلبث أن تحقق بعضها، كما أنه يجب أن ندخل فى اعتبارنا ما نسجه العوام فى فترات متفاوتة، ومما ينسب إلى الشيخ فرح وتكنوك أنه قال فى زمن لم يس تعمل فيه التليفون أو السكة الحديد، "قال آخر الزمن السفر يبق بالبيوت والكلام يبقى بالخيوط وبيل نظرة فى النيل، وكأنه يصعب عليه أن يحول هذا النهر عن مجراه الطبيعى مما يترتب عليه من مشارع ومشاق، كغمر النيل للأرض الخصبة، كالجروف التى كانت مصدراً للرزق، فتنبأ الشيخ "بكرة يجوك مقطوعين الطارى، ييسكونوك الضهارى.
ويقول الشيخ فرح ودتكتوك " آخر الزمن شوف البقت. والنوق من الشيل دبرت. المحنة راحت ما قبلت. الجنى للوالدين جفت. العافى ليده ما تلفت. الحرة كالخادم مشت. مرقت برة انكشفت. راحوا لرجال تلت الجتت. والصح دروبه انسدت. كيف يلحقوك فقرا البخت.
من كتاب الأدب الشعبي في السودان تأليف: عز الدين أحمد حسن سليني
كتاب قيّم جداً وجدته مهملاً وممزق الأطراف في أحدى شقق الزملاء أيام الدراسة في مصر... الكتاب كاملاً منشور في صفحتي على الإنترنت منذ العام 2001 http://www.anwarking.com/info/adab.html
قالوا الشيخ فرح ودتكتوك لقى جماعة بيبكوا على جنازة بكاء شديدا فقال ليهم: يا فقرا دي حاجة ربنا وعدنا بيها وكلنا ميتين ، ما في داعي وما بتجي ، فلم ينتهوا عن البكاء...
مرّ عليهم بعد ثلاثة أيام، وجدهم يضحكوا في أمان الله...
فأصبح الشيخ يبكي بكاء مُرّاً...فسأله الناس لماذا تبكي؟ رد عليهم الشيخ: الزول المات قبل 3 أيام ده داير أبكي عليهو، لعلو يرجع لينا تاني! ففهم الناس الحكمة من بكاء الشيخ...
و فيها الكراسي والمنابر بعضها وكلٌ يفوقون الملوك على الككر
وهذه المعلومة منقولة من تسجيل أضواء على الحضارة السودانية، للدكتور جعفر ميرغني والمذيع القدير محمد عبد الكريم
ويجب شرح هذين البيتين لدلالتهم على الحضارة السودانية التي جسدها الشيخ فرح ببساطة شديدة و فيها الكراسي والمنابر بعضها يعني الصالحون في الجنّة
وكلٌ يفوقون الملوك على الككر
والككر هو ما يجلس عليه ملوك السودان...دلالة على الدولة السودانية وعظم شأنها...فتفوق أهل الجنّة بحسب الشيخ فرح ودتكتوك على الملك السوداني، يدلّ ضمنياً على عظم الدولة السودانية حينها...
كلمة تُوجّ الملك على...... تُملاء على العرش، أو على السرير في كل البلاد العربية، بينما يتضح بصورة لا تحتاج الى توضيح أن للدولة السودانية حينها هيبتها وملكها ولغتها التي رغم بساطة مظهرها الا أنها سليمة مية في المية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
AnwarKing
محمد خليل ساني
Ahmed Abdallah
Abureesh
Baha Elhadi
Ahmed Yousif Abu Harira
فرحات عباس
kh_abboud
أحمد طه
عبدالفتاح أبوشيمة
مدثر محمد عمر
رأفت ميلاد
عبدالغني كرم الله بشير
ماضي ابو العزائم
Ahmed Alim
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست