|
|
 دارفور نقطة ساخنة مرة أخرى
|
دارفور نقطة ساخنة مرة أخرى
الشامي الحبر
قبل أيام قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان الوضع في دارفور أكثر سوءاً مما كان عليه قبل أربع سنوات حيث الفوضى لازالت ضاربة أطنابها كما ان عمليات النهب والاغتصاب لازالت مستمرة واليوم يوجد في الخرطوم مبعوثا الامم المتحدة والاتحاد الافريقي يان الياسون وسالم أحمد سالم لبدء جولة جديدة من المباحثات مع الحكومة السودانية بشأن دارفور على وقع اضطرابات جديدة يشهدها الاقليم حالياً تصدق الى حد بعيد ما ذهب اليه بان كي مون في تقريره الأخير.
والياسون وسالم في الأساس معنيان بتسوية سياسية تسبق نشر القوات المختلطة أو الهجين حتى تكون هذه القوات فعلاً قوات لحفظ سلام موجود ومتفق عليه، ولكن التسوية السياسية تزداد بعداً في كل يوم بين الفصائل الدارفورية رغم الجهود الخارقة التي بذلت سواء من أطراف في داخل الحكومة (الحركة الشعبية) او من أطراف اقليمية مهتمة بالشأن السوداني ً.. ومن واقع مواقف هذه الفصائل فإن عملية توحيد مواقفها على قواسم مشتركة يبدو في حكم المستحيل، بالنظر الى ما يعلن عنه عبدالواحد نور، كما ان اتفاق الفصائل مع الحكومة السودانية امر غير وارد إذا كان جناح مني المتحالف مع الحكومة يغرد الآن خارج سرب الحكومة التي ينتمي اليها ويرى ان ما سبق وأن وقع عليه من اتفاق لم يطبق على أرض الواقع.
اذن الحديث عن وحدة الفصائل في مناخ مثل هذا ليس أكثر من وهم يدور في المخيلة، وبالتالي فإن اتفاق هذه الفصائل مع الحكومة أمر غير وارد الآن على الأقل بطريقة جماعية، ولهذا بدأت حركة العدل والمساواة تغازل من جانبها من أجل اتفاق منفرد مع الحكومة، وهذا لن يضمن استقراراً اذا ما تم وسينقل الخلاف بين الفصائل الدارفورية من ساحات القتال الى ساحة الحكم حيث ان خليل يرى نفسه أحق بتمثيل دارفور من مناوي، اذن يمكن ان نخلص من ذلك الى أن الجهود الدولية لن تحقق شيئاً على الصعيد السياسي وبالتالي فإن نشر القوات لن يتم في هذه الأجواء حتى وان توفرت الارادة الحكومية التي يطالب بها المجتمع الدولي.
ولن يكون الوضع بأفضل حالاً من الوضع في العراق الذي تواجه فيه القوات الأمريكية هجمات صاروخية داخل المنطقة الخضراء، ولكن بصفة عامة حل مشكلة دارفور ليس من المستحيلات ويمكن أن يتم بارادة سودانية خالصة إذا أدركنا جميعاً المخاطر المترتبة على نشر قوات دولية لن يقف امر تقويضها في المستقبل البعيد على دارفور فحسب.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
العوض المسلمي
عبد اللطيف السيدح
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست