|
الحركة الشعبية لتحرير السودان: الرقابة تهدد الانتخابات
|
الخرطوم (رويترز)
قال الشريك الاصغر في الائتلاف الحاكم يوم السبت إن سيطرة حزب المؤتمر الوطني على وسائل الاعلام في السودان "يسمم" الامال في ان تكون هناك عملية سياسية حرة قبل اول انتخابات ديمقراطية في أكثر من 20 عاما.
وانضمت الحركة الشعبية لتحرير السودان الى الحكومة الائتلافية الوطنية التي تم تشكيلها بعد اتفاق سلام تم التوصل اليه في عام 2005 بين الشمال والجنوب وأنهى أطول حرب أهلية في افريقيا ومهد الطريق لتحولات ديمقراطية باجراء انتخابات مقررة في العام القادم.
لكن ياسر عرمان نائب الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان قال لرويترز انه بعد مرور ثلاث سنوات منذ توقيع الاتفاق قام حزب المؤتمر الوطني بتطبيق قوانين جديدة للسيطرة على وسائل الاعلام ومازال يفرض رقابة على الصحافة المطبوعة وله سيطرة تامة على الاذاعة والتلفزيون الحكوميين اللذين يتم الانفاق عليهما من اموال الضرائب.
وقال عرمان انه في ضوء هذه الظروف سيكون من الصعب اجراء انتخابات نزيهة بالفعل.
وقال كيف يمكن خوض انتخابات بينما وسائل الاعلام تسيطر عليها الدولة. واضاف انه لن تكون هناك فرص متساوية.
ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في حزب المؤتمر الوطني للتعقيب.
وبينما تتمتع الصحافة المطبوعة في السودان بقدر أكبر من الحرية عن دول اخرى في الشرق الاوسط حيث تخضع من وقت لاخر لرقابة فان التلفزيون والاذاعة مازالا يخضعان للقبضة الصارمة لحزب المؤتمر الوطني.
وغالبا ما يشكو النقاد من وجود صلة بين اعلانات الشركات الحكومية في وسائل الاعلام المطبوعة وبين المحتوى التحريري.
وقال عرمان انه اذا لم يكن المعلن مؤيدا لحزب المؤتمر الوطني فانه لن يسمح له بنشر الاعلان الذي يعد المصدر الرئيسي لتمويل وسائل الاعلام المطبوعة. واضاف ان حزب المؤتمر الوطني يسمم بيئة التحول الديمقراطي.
وقال عرمان ان بعض الصحف التي يسيطر عليها حزب المؤتمر الوطني لعبت "دورا هداما" من خلال نشر روايات مزيفة تحرض على الكراهية الدينية والعرقية.
وقال ان هذه القضايا تمس قلب التحول الديمقراطي.
وأضاف عرمان انه يعتقد انه توجد اوساط معينة في حزب المؤتمر الوطني تود ابقاء الوضع القائم بالامس على ما هو عليه وليس لديها الاستعداد لقبول الحقائق الجديدة وبناء مجتمع جديد يستند اليها.
وقال عرمان ان الحركة الشعبية لتحرير السودان تتحمل اللوم ايضا لانها لم تعط اولوية لتطوير هياكلها الاعلامية القوية.
وقال انه سيكون عاملا اساسيا نحو الديمقراطية ان تقوم الحركة الشعبية لتحرير السودان بدور رئيسي في بناء مؤسسات اعلامية موازية تحترم الحرفية ومتاحة للجميع للتعبير عن ارائهم.
وكانت الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب في السودان قد وضعت الحكومة الاسلامية في الخرطوم ضد متمردي الجنوب الذي يغلب المسيحيون علي سكانه. وقتل في الصراع نحو مليوني شخص.
|
|
|
|
|
|