|
المواقف الجديدة ..... وكيف يصنع الوباء؟
|
أنها فوضى حقيقية التي نراها الآن بما وعرفت بما سمي موقف (ميدان جاكسون) فعندما أفرغ الوالي ومعتمد الخرطوم ميدان أبي جنزير وموقف امدرمان غرب الجامع الكبير وموقف مواصلات جبرة وجنوب العاصمة وحولها لتلك المساحة الخالية دون تخطيط كان مبررهم ان وسط الخرطوم كاد يختنق وان الفوضى عمت جميع الأمكنة خاصة –حسب المعتمد- في منطقة السوق العربي. وقد مضوا في قرارهم، رغم معاناة المواطنين البائنة في مسيرهم نحو تلك المواقف والتي اصبحت عصية على كبار السن والعجزة. والذي يراقب حالة الناس وهم في سعيهم لهذه المواقف يشعر بالآسى وتتملكه حالة من الاحباط. المهم وكما اسلفنا فان ذلك القرار كان المقصود منه امتصاص حالة الفوضى كما كان يبرر معتمد الخرطوم ووعد بأن الموقف الجديد سوف يكون موقفاً مثالياً إلى ان ينظم الموقف الذي استقطع من ارض السكة الحديد (الغالية). من تضعه قدماه على الموقف (المؤقت) بالتاكيد سوف يخرج منه اما منشولاً او فاقداً لتوازنه من كثرة الازدحام. وليت الامر توقف عند ذلك ولكن مازاد الطين بله ذلك الاحلال الذي قضى على كل ممرات ومسارات الراجلين والذي تحول إلى سوق (عديل) كل سلعة مفروشة على الأرض ان كانت مواد تجارية ومقتنيات او سلعاً غذائية (اقشي) وفواكه وبائعات للفول وصبية المياه إلى آخر نداءات الباعة ترويجاً لسلع اغلبها مضروبة دع عنك سريحة الصحف ومناديل الورق ..الخ. ضف إلى ذلك فوضى الحافلات نفسها والتي تتزاحم بالاسراع في الدخول لايجاد مكان اكثر سعة خاصة عربات الهايس والتي تزاحم المواطنين حتى في مسارات الراجلين. مبعث تلك الفوضى في تقديري سلطات محلية الخرطوم نفسها والتي نقلت الازمة وانتجتها في مكان آخر من ميدان ابو جنزير بل زادت عليها انتاج سوق ارضي وازدحام هو مرتع طيب لما سيأتي من وباء السحائي الذي حذرت منه وزارة الصحة الاتحادية قبل ايام. كل ذلك الانهيار البيئي ليس له من مرد إلا سعي معتمدية الخرطوم لتحصيل الرسوم وحصد اكبر قدر من الايرادات غاضة الطرف عن ما سوف يلحق بالمواطنين من امراض نتاج تلك الفوضى وذلك الانهيار البيئي. معتمد الخرطوم ومسئولو الولاية هم المسئولون الأول فيما لحق بالمواطنين من ارهاق ومعاناة وهم المسئولين الأول ايضاً عن ما سيلحق بهم من علل أخرى ان لم يتداركوا الوضع المسئ للانسانية ولكرامة المواطنين في ذلك الموقع غرب الخرطوم المسمى (ميدان جاكسون) والذي اصبح ايضاً للاهالي القاطنين حوله يمثل (بركاناً احمر) جراء ما يبعثه من اتربة وتلوث للبيئة من افرازات الحافلات وعوادمها وخلافه. إذا يبقى السؤال عالقاً إلى متى سوف تظل هذه الفوضى ومتى (يصحو) أهل المسئولية لكي يتحول هذا المكان إلى رقعة ايجابية تسخر لخدمة الناس عوضاً عما يحدث فيها اليوم من فوضى واوبئة متفشية واهدار للوقت وغير ذلك كثيراً؟!
|
|
|
|
|
|