|
الشعب السوداني يشيع رمزه الوطني محمد الحسن عبدالله يسن
|
من مسجد ومقبرة السيد عبدالله المحجوب بالخرطوم بحري : بقلم صلاح الباشا وسط حشود ضخمة ضاقت بها ساحة مسجد ومقابر السيد عبدالله المحجوب بحي حلة خوجلي بالخرطوم بحري تم تشييع ودفن المغفور له بإذن الله الأستاذ الجليل والرمز الوطني والمناضل الإتحادي العريق محمد الحسن عبدالله يسن عضو مجلس رأس الدولة السابق إبان فترة الديمقراطية الثالثة التي أعقبت حكم الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري .. حيث كان الفقيد من أوائل السياسيين الذين شغلوا منصب السكرتير العام لحزب الأشقاء الذي تمخض عنه الحزب الإتحادي في أوائل خمسينيات قرننا الماضي . ومنذ التاسعة من صباح أمس السبت تدافعت جموع الشعب السوداني وجماهير الحزب الإتحادي الديمقراطي وخلفاء وأحباب الطريقة الختمية ذات الرسالة المحمدية الخالدة ليشيعوا وليلقوا نظرة الوداع لواحد من أباء هذا الجيل الوطني المتفرد من الذين لم تلن لهم قناة وهو يقاوم كافة أشكال الأنظمة الديكتاتورية التي حكمت البلاد لسنوات طويلة منذ تاريخ إستقلال السودان في عام 1956م وفي باحة مسجد السيد عبدالله المحجوب بالخرطوم بحري كان كل واحد من الحضور يعزي الآخر .. والمآقي تتفجر بدموع الرجال وإنشاد البراق الختمي يصاحب إجراءات الدفن في ذلك الصباح الحزين . وكان السيد أحمد الميرغني النائب الأول لرئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي ورئيس مجلس رأس الدولة الأسبق قد أم المشيعيين في صلاة الجنازة علي جثمان الفقيد الكبير .. كما أوفد السيد رئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح لينوب عنه في مراسم التشييع والدفن .. كما حضر المراسم أيضاً السيد محمد الحسن الميرغني نجل السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي والعديد من قيادات الأحزاب الوطنية وقادة المجتمع والقضاة والمحامون وفي مقدمتهم الأستاذ التجاني الكارب المحامي ..وألأستاذ التجاني الطيب رئيس تحرير صحيفة الميدان كما شيع الفقيد أيضا العديد من رموز الحركة الثقافية والفنية والرياضية والأجهزة الإعلامية ومندوبو الصحف السودانية.. كما كان لحضور أهل بارا والأبيض وولايات كردفان التي شهدت ربوعها ونجوعها أعماله الوطنية منذ ظهور النشاط الوطني في زمن الإستعمار إشارة مضيئة لقيمة الوفاء الخالد تجاه الفقيد الجليل من أهله وأبنائه . وعقب إنتهاء مراسم الدفن تحدث الدكتور الباقر أحمد عبدالله عضو اللجنة المفوضة العليا بالحزب الإتحادي حيث قام بسرد ملامح من حياة الفقيد الباهرة ومواقفه الوطنية في كافة مراحل العمل السياسي .. مشيراً إلي إستقالة الفقيد من عضوية رأس الدولة حين رأي أن العديد من المؤشرات كانت تهدد الديمقراطية في مقتل في ذلك الزمان . ثم أعقبه في الحديث الأستاذ الشيخ حسن أبوسبيب الأمين العام لهيئة الختمية للدعوة والإرشاد والذي ترحم علي روح الفقيد معدداً مناقبه في حركة الكفاح الوطني والجهد الدؤوب الذي ظل يبذله حتي مرضه ثم وفاته .. مثبتاً ومعدداً القيم الوطنية الرفيعة التي كانت تميز مسيرة الراحل الكبير الأستاذ محمد الحسن عبد الله يسن . الأستاذ علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي كان في خاتمة المؤبنين للفقيد العزيز حيث تحدث عن مسيرة كفاحه ونضاله وتوليه سكرتارية حزب الأشقاء في بواكير الحركة الوطنية السودانية .. ثم اشار إلي نضاله الدؤوب مع الشهيد الشريف الحسين الهندي ثم توليه رئاسة التجمع الوطني بالقاهرة إلي أن إستلم الراية منه السيد محمد عثمان الميرغني منذ بداية تسعينات القرن الماضي حيث تمدد نشاط التجمع خارج الوطن وداخله إلي أن وصلت البلاد إلي مرحلة التحول الديمقراطي وتحقيق السلام الشامل . ألا رحم الله المناضل الكبير والقطب الإتحادي الضخم محمد الحسن عبدالله يسن وأسكنه فقيد جناته مع الصديقين والشهداء بقدر ماقدم وبكل تجرد العديد من تراث وأدبيات العمل الوطني الخلاق ... والدوام لله وحده .
|
|
|
|
|
|