|
بقرة جميس وانى ايقا
|
الزيارة التى قام بها وفد الحركة الشعبية بقيادة نائب رئيس الحركة الشعبية و رئيس المجلس التشريعى بحكومة الجنوب الاسبوع الماضى لمدنى، سنار، سنجة القضارف، و بورتسودان كانت بلا ادنى شك زيارة مهمة ليس من حيث الاعداد التى كانت فى استقبال وفد الحركة ولكن تنبع اهميتها باعطاء اشارات جديدة بامكانية وحدة السودان. فوانى ايقا شخصية سياسية مرحة و احاديثه السياسية لا يملها الجمهور نسبة لبساطتها و ايغالها فى السودانية، وفى نفس الوقت تحمل رسالته للاعداء قبل الاصدقاء وذلك لانها لا تحتمل التاويل او ( اللولوة ) كما يقول ايقا. وعند مخاطبته لجماهير القضارف قال: يا اخوى اذا كان عندك بقرة انت سوقتوا لحدى محل بتاع موية و البقرة ما داير يشرب دى ما مشكلتك انته سيد البقرة دى مشكلة البقرة ذاتا. وهذا تعبير يعكس مقدرة وانى ايقا على مخاطبة الجماهير باسلوب سلس وبسيط وهو ترجمة وسودنة للمثل الانجليزى المعروف (You can take a horse to the water, but you can not make him drink) وهذه اللغة و السلاسة جعلته اقرب للجماهير وبل حتى الساسة اشادوا بخطابه عندما خاطب المؤتمر التحضيرى للحركة الشعبية فى المقرن الشهر الماضى. فعلى الحركة ان لا تعمل على استقطاب الناس عند حوجتها اليهم فى الانتخابات بل عليها ان تقدم برنامج و خدمات تلامس هموم الناس من معيشة و صحة و تعليم لان هذا ما ينفع الناس وما ينفعها هى ايضاً فى مسيرتها لكسب الجماهير فى الولايات الشمالية و الوسط. فالسياسة فى السودان ولسنين طويلة لم تلامس هموم المواطن البسيط ولا يخرج القادة السياسين للاطراف للجلوس للمواطنين وحلحلة المشاكل التى تواجههم الا فى اوقات الانتخابات، ويجذلون فى الوعود الزائفة التى عادة ما تتبخر عندما يسدل الليل استاره. فالسياسة التى تساهم فى حل قضايا الناس المعيشية و التعليمية و التوعية الصحية خصوصاً بعد اكتشاف اعداد كبيرة من المرضى بالسرطان و الايدز وغيرها من الامراض الفتاكة هى التى تنفع العباد و البلاد. فعلى قادة الحركة الشعبية تصميم برامج تخاطب هذه القضايا وتخفيف المعاناة عن المواطنين ويجب ان لا تكون لكسب ود المواطن للتصويت لها فى الانتخابات ولتكن من اجل الانسانية فهى مقدمة على السياسة و الجوعى كثر و كذلك المرضى الذين لا يمتلكون حق الفحوصات الطبية او العلاج. وعلى قادة الحركة زيارة بقية الولايات الشمالية و التعرف على مشاكل المواطنين و المساهمة فى حلها بقدر المستطاع، وهذه الزيارات سوف تمتن العلائق مابين الجنوب و الشمال لان سنين الحرب الطويلة اضعفت خطوط الاتصال مابين ابناء الوطن الواحد وخلفت بعض المرارات، فهذه الزيارات سوف تبدد الاوهام و الشكوك وسوف تسهل عملية المصالحة الوطنية، وسوف تساعد كذلك قادة الحركة الشعبية بالتعرف على مهمشين من نوع اخر غير الذى عهدوه. وعلى الاحزاب الاخرى ان تذهب جنوباً لان السودان ليس العاصمة بمدنها الثلاث وتوغلها جنوباً يعكس اهتمامها بالمواطن السودانى و مشاكله ويعطى اشارات للمواطن الجنوبى بانه جزء من هذا السودان و امره يهم الجميع. فلا يمكن لاحزاب العاصمة المثلثة الحديث عن هموم المواطن وهى قابعة فى الخرطوم. فاذا كانت هذه الاحزاب تهتم بوحدة هذا البلد فعليها ان تضع الجنوب فى خططها وبرامجها اليوم قبل الغد.
|
|
|
|
|
|