البابو جنب بابنا :قصة صغنتوتة

Quote: البابو جنب بابنا و الجيرتو مرعية الناس بتشهد ليهو و القصة محكية اها عجبتك اتمها و لا لا ؟ عدل على جلسته و ظل صامتا لبعض الوقت ثم قال (ادينى الورقة انا بقراها و بعدين بديك خبر ) عم على من النوع قليل الكلام حبيب درجة اولى .الفرق فى العمر بيننا حوالى ستة سنوات و لكنا كنا كالاتراب كان دورى دوما ان اغطى عليه حبث ان جدى كان صارما و ما بعجبو الحال المايل اما جدتى فقد افرطت فى تدليل (الحتالة ود المصارين البيض) كما كانت تتذمر عمتى امال. المقابل لهذه الخدمة كان دوما يأخذنى معه لتدخين الشيشة عند صديقه الجمرى و طبعا لا ننسى ان نتعطر حتى نزيل رائحة المعسل القوية قبل ان نرجع للمنزل. امس عرف عمى بأن عندى محاولات لكتابة الشعر فبعد ان سمع منى بعض الابيات التى قلتها فى حبيبتى ........ طلب منى تأليف قصيدة تليق بمن ستكون خطيبته ست الحسن و الجمال (زوبة ) جارتنا و بت حارتنا . مر بعض الوقت انشغلت فيها بامتحانات الجامعة ثم سافرت بعد ذلك لاهلى و عدت قبل العيد بيومين حيث كانت الاستعدادات على قدم و ساق بمناسبة خطوبة الوجيه على محمد البشير على اللايدى زوبة عبد الحفيظ و طبعا كنت فى قلب الاحداث مع عمى ذهبنا للحلاق و الساونا (و طبعا هو اللى دفع الحساب ) و اتفقنا مع المطرب الجديد وقتها جمال صرصور و قمنا الاستعدادات المطلوبة فى ثالث ايام العيد (يوم الخطوبة ) تذكرنا باننا لم نستخرج تصريح الحفلة (و طبعا الكلام دة ايام المشروع الحضارى) و لكن صديق عمى الجمرى تطوع بالذهاب الى (نقطة بسط الامن الشامل ) الموجودة فى الحى و اتفق مع العساكر و(اداهم الفيها النصيب ) مع وعد منه بالا يمتد الحفل الى منتصف الليل. جلست انا و ابن عمتى ياسر و مجموعة من ابناء الاسرة خلف الصيوان نتسامر حيث ان الحفل كان نسائيا لم يتواجد داخل الصيوان النساء وعمى على و طبعا المطرب صرصور و فرقته (كأنهم غير معتبرين فى زمرة الرجال) الحفل كان غير مختلط لاصرار جدى على ذلك و طبعا هو الممول الاول و صاحب الكلمتين الاولى و الاخيرة .لم يمنعنا جلوسنا خلف الصيوان من الاستمتاع بغناء المطرب الا ابن عمتى هذا الذى كان يضع رجله فى اول الطريق نحو الالتزام حيث اطلق لحيته الا انها ليست بالكثافة الكافية لتوحى بأنه وهابى .المهم و ابن عمتى يتلمظ غيظا نسمع ان احدى بنات الاسرة تتناول الميكرفون من المطرب و تعلن انها بصدد القاء قصيدة الفها عمى فى خطيبته الحسناء. كنت قد نسيت امر القصيدة التى اخذها عمى منى قبل بضع شهور فجلست انصت ساخرا انا و ابناء الاسرة و نمزح حول الموهبة التى طرأت فجأة على عمى. ابتدأ الالقاء البابو جنب بابنا و الجيرتو مرعية الناس بتشهد ليهو و القصة محكية لو بالذهب تنقاس كانت عيار مية زهرة جناين فايحة ووردة مروي افقت على احساس الدهشة و الصدمة اذا فعمى انتحل قصيدتى و نسبها لنفسه هذه الخيانة لم اكن انتظرها منه خصوصا (واحنا دافننو سوا ) تواصل الحفل بعد ذلك و انتهى الفاصل الاول . ماذا افعل لانتقم ؟؟ التفت لابن عمتى ياسر وقد خلى المكان الا منى و منه و قلت له (احنا شايفين منكر قدامنا و ما عملنا حاجة ) دهش ابن عمتى من كلامى الا ان نزق الشباب حفزه ليقول لى ما العمل اذا؟ قررت ان استثمر هيئته فيما عزمت عليه. انسللنا بخفة و ذهبنا الى (نقطة بسط الامن الشامل ) و اثناء الطريق قلت له كل المطلوب منك ان تصطنع العبوس و انا سأقوم بالباقى . دخلنا على العساكر بكل جراءة فى زمن يخاف فيه العسكر من ارباب اللحى و من دون اى مقدمات قلنا لهم ان هنالك حفل لا يحمل منظموه تصريحا فعليكم ان تتحركوا و تلغونه الهيئة الصارمة و اللحية الخفيفة لياسر و الجراءة التى تحليت بها اوحى للعسكر باننا (من الجماعة اياهم ) فوعدونا بسرعة التحرك. انسللنا الى الحفل بدون ان يحس بنا احد و نحن فى انتظار ان تلغى الحفل يحضر عمى باسما و هو يقول (يظهر العساكر ديل كانوا عاوزين ليهم غمتة تاينة حسة جو و قالوا عاوزين يلغوا الحفلة بس اتفاهمنا معاهم واديناهم الفيها النصيب ) التفت الى ياسر بعد ان ذهب عمى( و طبعا لم يشك فى شىء ) و بدون ان نقول شيئا تحركنا نحو النقطة و قد تملكنا الغضب ذهبنا الى العساكر و قلت باللهجة العسكرية مين المسؤؤل هنا ؟ رد احدهم انا سعادتك سألته ان يعطينى اسمه و رقمه العسكرى و بعد ذلك خرجت و تركته يرتعد. قبل ان اخطو بضع خطوات لحقنى و ترجانى الا اؤذيه و انه سيوقف الحفل . طبعا هذا ما كنت اريده و رغم ان الحفل كان يشارف على نهايته الا ان الغاؤه بهذا الشكل ازاح بعض الغيظ من صدرى. فى اليوم التالى و بكل بجاحة دعوة عمى و خطيبته على العشاء فى احد الفنادق . كان الحديث كما جرى بالامس لكنهم حتى اليوم لا يعلموا انى كنت وراء ذلك. الست زوبة اخرجت صندوق مغلف بورق الهدايا و اعطته لعمى هدية لاجل القصيدة التى قيلت امس تتغزل فيها .وانا لم اخرج بعد من غيظ الامس ,فألتفت الى عمى وقلت ( انت ما قلت ليها منو صاحب القصيدة ) لم ينبس عمى بكلمة وفى طريق الرجعة التفت الى زوبة و قلت : كنت دايرك تشكرينا ولو شوية تعبرينا كتبت ليك احلى القصايد والخطوبة ليها جينا والمعانى الماها ليك دستها و طلعت دينا احنا لو كسنا الحقيقة كنا طلعناك طينة و طبعا هذا كان اخر بيت شعر اكتبه فى حياتى.