|
|
 سيناريوهات : بس ظروووف
|
صحيفة الرأى العام
الجمعه الموافق 28 مارس 2008
موقغ الكاتب www.alfatihgabra.com
(هيثم) و(هبة) مهندسان معماريان تخرج (هيثم) قبل (هبة) بثلاثة سنوات لكنه لا يزال يبحث عن فرصة عمل كما هبة التى تخرجت يا دوبك ... قبل ان تجمعهم الدراسة فى نفس الجامعه فقد كانا أقارب وبالتحديد أبناء (عم) .. كانا مخطوبان منذ الطفولة على طريقة (هيثم لى هبة وهبة لى هيثم) إلا أنه قد تمت خطبتهما (رسمياً) فور تخرج (هيثم) أى قبل ثلاث سنوات ..
منذ أن تخرج (هيثم) فهو فى عملية بحث دائم عن عمل فى مجال تخصصه كمهندس معمارى .. وعندما أصابه اليأس والإحباط حاول العمل فى أى (شغلانه) , وبالفعل قد مارس كثيرا من المهن والاعمال التى ليست لها علاقه من بعيد أو قريب بما درسه فى الجامعه وعندما سئم هذه المسالة قرر أن يجلس فى البيت ويراقب الإعلانات على صفحات الصحف عل وعسى أن يجد له وظيفه كمهندس . ثم إنضمت إليه خطيبته (هبة) فى رحلة البحث هذه عن وظيفة فهما يأملان ان يقوما ببناء عش زوجيه يضمهما على الرغم من أنهما يحسا صعوبة ذلك.
حضر (هيثم) فى ذلك الصباح كعادته إلى منزل (ناس هبة) جلس فى الصالون يحمل عددا من (جرائد الإعلانات) التى تفرد حيزا لبعض الذين يبحثون عن وظائف نظر إلى حيث يستلقى والد (هبة) :
- (عمى) نائم لسه ولا شنو؟
- عمك مما شالوهو من الشغل بس يساهر فى التلفزيون وينوم بالنهار !!
قالتها والده (هبة) وهى تضع صينية الشاى امام خطيب إبنتها الذى التى إنهمكت فى قراءة باب (مطلوب وظائف) بإحدى الصحف الإعلانية
- (وهى تصب الشاى على الكبابى) : إنتو لسه عندكم أمل تلقو ليكم شغل ؟
- والله يا خالتى أهو قاعدين لينا سنين نفتش نعمل شنو؟
- المفتشين ليها شنو والله عمك قال ليا ميزانيت السنه دى (الحكومة) ما ختت فيها ولا وظيفه
واااحده !! أها طيب يعنى الجامعات البقت كتيرة ومسيخه دى البتخرجهم يمشو وين؟
- (وهو يضحك) : يمشو وين كيف يمشو زينا ولا أقول ليكى يا خاله (يطيرو زينا)
فى هذه الأثناء تمد (هبة) بالصحيفة التى كانت تقرأ فيها إلى (هيثم) قائلة :
- شفت الإعلان ده يا (هيثم) ... مطلوب مهندس معماري لشركة كبرى
- (وهو يعيد لها الصحيفة) : لأ... لأ ... الإعلان ده قريتو .. عايزين ليهم خبره طويلة
- (تنظر للإعلان من جديد) : آآى والله كلامك صاح ديل قالو عاوزين ليهم خبرة خمس سنين ... انت (حافظ) الإعلانات دى وإلا شنو؟
- كيف ما أحفظا ؟ ما انا عندي خبرة تلاته سنين فى (البحث عن وظيفة) مع مرتبة الشرف في (التشرد)
- طيب خلاص بطل الفصاحه يا فالح وأقرأ باقى الإعلانات دى إحتمال تطلع لينا بى حاجه
- (وهو يضع الجريدة على الكرسى ويقول منفعلا):
- هو فضل فيها فصاحه ما خلاااس قلبنا مات وشبع موت
هنا تنهض والدة (هبة) خارجه من الصالون وهى تعقب على ما قاله هيثم قائلة :
- الما بكتل قلبكم شنو ؟ كان ناس الحكومة خالنكم ذى (اليتما) وما سائلين فيكم ولا فى توظيفكم وكل شويه يقولو ليك (الشباب نص الحاضر وكل المستقبل) مستقبل شنو الأولادو (طايرين) ما لاقين ليهم شغل !! والحاجه البتجنن قالوا عاوزين يعملو ليكم مشروع إسكان وتعمير بى (مليار) دولار يعنى يسكنو ليهم (عطالة) !! كان عملو بيها ليكم مشاريع مش كان أحسن؟ عليكم الله ده جنسو كلام ؟
(هبة) تمد نفس الجريده من جديد إلى (هيثم) قائلة :
- كدى شوف الإعلان ده قالوا مطلوب (سكرتيره) لشركة (مقاولات هندسية) في الصفحة التالتة أهي
- مش أعلانات (السكرتيرات) دى كلها إعلانات (بيشركو بيها) للبنات .. شوفى كدى الإعلان ده بيقول شنو .. مطلوب سكرتيرة لشركة على أن تكون جميله وحسنة المظهر وممشوقه القوام !! هم أصلو عاوزين سكرتيرة ولا (عارضة أزياء) !!
- نحنا مالنا يا هيثم كدى خلينا نحاولهم (تمسك بالموبايل وتتصل بالشركه )
- آلو شركة (إس إم إخص إخص) المحدودة ... أيوة ... أنا باتكلم بخصوص الوظيفة ... يعني ممكن أسجل اسمي ... أيوة أنا المؤهل بتاعى بكالوريوس هندسة مدنية ... السن 25 سنة ... الإسم هبة فضل المولى ..و
ينقطع الكلام ويقفل الخط فجأة فتطرق (هبة) وهي حزينة
- الخط قفل يا (هيثم) قبل ما ياخدو البيانات ، يكون قفلوهو ليه ؟
- (يضحك هيثم ويقهقه) : تكون (الجدية) بتاعتك دى ما عجبتهم ، ديل عاوزين أصوات مدلعه يعنى (ناااعمة) وكده !!
- (هبة تترك الصحيفه جانبا وتخاطب هيثم) : تعرف يا (هيثم) حقو أنحنا نكون عمليين شويه؟
- عمليين أكتر من كده كيف نمشى الشركات والمؤسسات ونشحد نقول وظيفه لله يا محسنين ؟
- لا أنا بقصد حتى لو لقينا شغلانه ما فى مجال تخصصنا نشتغلا يعنى؟
- (فى إنفعال) : وأنا ما إشتغلت ميت شغلانه ما تخصصى .. مش إشتغلت (مشرف) فى (محل الإنترنت) القدام بيتكم ده وكمان إشتغلت فى (محل الإتصالات) بتاع قريبنا الجا من السعوديه ده غير شغلى (كاشير) فى الكفتريا بتاعت (المحطة) وسواق فى الركشه بتاعت (عم سيد) جارنا
- لا أنا ما بقصدك إنتا يا (هيثم) ما تفهمنى غلط؟
- مال بتقصدى منو يعنى؟
- يعنى أنا بقول كده يعنى أنت عارف إنى كنت بجيب فى الكليه أكبر نمرة فى ماده (الرسم الهندسى) و...
- (مقاطعا) : يعنى مهندسة قدر الدنيا ذيك وبى تقدير جيد جدا كمان عاوزة تشتغلى ليا (رسيمة) بتاعت خرط !! – مواصلا- ثم تانيا (الرسم الهندسى) ده ذى ما عارفا فى برامج كمبيوتر بتعملو وكل يوم يظهر برنامج جديد شئ (أوتوكاد) وشئ (فيرساكاد) وشئ (ثرى دى) وشئ ..
- (مقاطعه) : لا أنا ما بقصد رسم هندسى يعنى رسم هندسى أنا بقصد رسم (نقش) يعنى ..
- (مقاطعا فى إندهاش) : شنو كمان عاوزة تشتغلى (نقاشة) وبوماستيك وسلالم و...
- لا يا هيثم أنا أصلو .. يعنى .. بقصد نقش بتاع (حنه) وكده
- (فى حزم وإستغراب) : حا (أيه) والله كمان ده الفضل كمان؟ مهندسه قدر الدنيا زيك كده وعاوزة كمان تشتغلى ليا (حنانه) ؟
- والحنانات مالهم قالو ليك والله (حنان نشادر) جارتنا دى قالو دخلها فى اليوم أكتر من دخل (طبيب أخصائى)
- (والد هبة الذى إستيقظ من النوم ويتابع) : نحنا نشيل ونربى ونعلم وفى الأخير عاوزه رجال الحلة يقولو ليا يا أبو(الحنانه) وأنا ما صدقت يقولو ليا أبو الباشمهندسة !!
- لكن يا يا بوى لو ..
- أنا عارف (عرسكم) إتأخر وعاوزين تكونو روحكم شويه لكن حقو تصبرو .. والله أنا لو القريشات الأدونى ليها (مكافأة) ما بلعا (الغلاء) الضارب السوق ده كان أديتا ليكم إتساعدتو بيها
- (والده هبة التى عادت وأخذت لها مكانا فى الصالون) : والله يا الحاج وكت (الحكومة) قفلت ليهم الأبواب فى وشهم اليشتغلو أى شغلانيه شريفه يدخلو ليهم بيها قرشين يعرسو بعد ما هم قاعدين بالسنين كده !!
- (هبة فرحه) : يعنى يا أمى موافقه !
- والله أنا ما عندى مانع بس شوفى خطيبك ده كان وافق !!
نسبة للحالة النفسية والضغوط التى مرت بهيثم وهبة فلم تستغرق عملية إقناع هبة لهيثم وقتا طويلا خاصه بعد أن أكدت له هبة بان (الشغل) كلو سوف يتم فى المنزل وأن المشروع ربما يتطور ليصبح (مؤسسة تجميل) كتلك المؤسسات التى تعنى بتجهيز (العرائس) من توفير لثياب (العرس) مروراً (بالمكياج) وإنتهاء بالحلاقة و(الكوافير) والتصوير بأنواعه المختلفة .
لم تكن هبة تعلم بأن مسألة أن تكون (حنانه) هى أهون كثيرا من أن تكون (مهندسة) وأنها حتى تصبح (حنانه) يشار إليها بالبنان (المخضب) يجب أن تبذل جهدا كبيرا فى إتقان (الشغلانه) ولذلك كان لابد لها أن تقوم بتسجيل زيارة إلى (حنان نشادر) للتعرف أكثر عن كيفية ولوج هذا المجال ومعرفة إمكانية (التدرب) على يدها !!
مع حنان نشادر :
- أهلا يا باشمهندسة الليلة خطوة عزيزة الجابتك لينا
- أهلا يا حنان كيفك
- اها شنو جايه تتحننى؟ العرس بتاعك قرب وإلا شنو؟
- والله فى الحقيقه أصلو يعنى
- شنو مالك ذى العاوزة تذيعى ليكى نشرة
- لا يعنى بس أصلو أنا جاياكى فى خدمة تانيه وكده
- (فى إندهاش) : إن شاء الله خير
- والله أصلو أنا كنت بس عاوزاكى تعلمينى نقش الحنة ده
- (مستغربه) : ودايرا بيهو شنو؟
- لا بس أصلو أنا بحب الرسم وكده
- طيب ما ترسمى (بالريشه) أو (الباستيل) مالك ومال (الرسم بالأكياس) ؟
- لا يعنى مش الرسم الرسم أنا بقصد رسم الحنة يعنى
- إنتى يا باشمهندسة عاوزا تغيرى (المهنة) وإلا شنو؟
- كيف يعنى ؟
- لا ما قلت تكونى زهجتى من (العطالة) وكده
- واللاهى عاوزة الجد يا (حنان) أنا فعلن قنعت من تعيين الحكومة ومن الشركات وعايزة إشتغل حنانه !!! وعاوزاك تعلمينى الشغلانيه دى
- (وهى تبتسم) : يعنى عاوزة ليكى (دورة تعليمية) فى فنون النقش وكده
- يعنى حاجه ذى دى
- طيب دقيقه – تنده على مديرة اعمالها - : يا عوضيه يا عوضيه كدى ناولينى الدفتر بتاع الدورات (التعليمية) ده !!
- (فى إندهاش) : يعنى إنتى فاتحه مدرسة تعليم !!
- طبعن هو إنتى قالو ليكى يعنى (الخريجه الوحيده) العايزة تبقى حنانه !!
إنتظمت هبه فى الدورة وبعد الإنتهاء من الدراسة النظرية والعملية حسب المقررات التى وضعتها (حنان نشادر) وبعد الجلوس للإمتحان النهائى تم منح (الحنانه) هبة فضل المولى شهادة من مؤسسة (حنان نشادر) للتجميل تفيد إجتيازها للإمتحان النهائى وتخرجها كحنانه (تحت التمرين) !
حنانه تحت التمرين :
-أها وصلتى وين؟ ما خلصتى (الكورس) ده ؟
قالها (هيثم) متهكما وهو ينظر إلى أيادى (هبة) التى تحول لونها إلى اللون الأصفر الفاتح نتيجه لإمساكها بكيس النايلون (الممتلئ) بالحنه وهى تقوم برسم الاشكال والزخارف التى تعلمتها من (حنان نشادر)
- خلاص كملنا الكورس
- يعنى نقدر نقول بقيتى (باش حنانه) !!
- لا لسه ما قادرة (أظبط) موضوع (كيس النايلون) ده لى هسه عاوزة ليا كم يوم تدريب كده
- ومنو الح تديك أيدينا ولا كرعينا تدربى فيهم !!
- هو منو الح يقول ليهم لسه أنا (تحت التمرين) ما طوالى ح (أعلق يافطتى)
- يافطت شنو كمان جابت ليها يفط
- كييييف ؟ يعنى عايز الناس تعرفنى كيف؟ -مواصلة- وكمان عايزة أعمل ليا إسم (شهرة) ذى (حنان نشادر) دى !! أسمى ليك روحى هبة محلبية ... هبة سرتيه .. حاجه ذى دى
فجأة تخاطبه كمن إكتشف شيئا :
- وإنت وين جرائدك وإعلاناتك الليلة
- وإنتى من زمن الجرائد والإعلانات والبحث عن وظيفه؟
- كيف ما فاهمة
- ما خلاص نزلت ليك تدريب
- (فى فرحة) : خلاص لقيت ليك أخيرا شركة ؟
- لا لا ما شركة محل
- محل إستشارات هندسية ؟
- لا محل حلااااقه .. أنا قاعد أتدرب مع الأسطى (عبدو الحلااااق) !!
هبه زخارف :
أتقنت (هبه) نقش الحناء إتقاناً تاما وكان لدراستها (الهندسية) أثرا واضحا فى تطوير (الشغلانه) فقد قامت بتجهيز جزء من (البيت) لإستقبال (الزبونات) زودته بثلاجه للماء البارد ومكيف 400 وحده إضافة إلى جهاز كمبيوتر يحتوى على عدد كبير من (النقشات) التى تختار بينها (الزبونات)
اللواتى يتم (تصوير) اياديهن بواسطة (الكاميرا الوب كام) ليشاهدن النقشة التى تم إختيارهن لها قبل الشروع الفعلى فى مسألة (الحنة) !! مما جعل صيتها يذيع بين الفتيات والنساء
- ما رهييييبه حنتك دى يا إلهام لكن عملتيها وين؟
- (وهى تمسح بيدها على الحنة) : ما ح أكلمك ده إكتشاف خطيييييييييييييير
- عليكى الله يا إلهام بطلى الغتاته أنا ما كلمتك (بالفكى) بتاع الحارة 21
- خلاص يا ستى ما تزعلى بوديك للحنانه !
- لا لا ما تمشينى .. هسه دى تودينى ليها
- (تدخل يدها فى جيب الشنطة النى تحملها) : لا بوديك ولا حاجتين أمشى برااكى أهو ده الكرت بتاعا
- (فى إندهاش) : عاملا ليها مان (كرت) زيارة؟ !
- وكمان (الحنه بتاعتا دى بالكمبيوتر) إنتى ما سمعتى بى (هبه زخارف) ولا شنو؟
الأسطى هيثم :
لم يكن (هيثم) يحتاج إلى كثير تعلم (للحلاقه) فهو قد تعلم منذ مرحلة الثانويه أن يقوم بالحلاقه لزملائه وأقرانه مستخدما المقص والموس ولم تمض أيام قلائل حتى قام الأسطى (عبدة الحلاق) بتعليمة الحلاقة بإستخدام (المكنة) ، بعد أن تأكد الأسطى عبده تماما من إجاده (هيثم) لجميع أنواع الحلاقه وأنه قد برع فى ذلك أصبح يترك له المحل ويجلس فى المنزل فالأسطى عبده يعانى من مرض (الدوالى) الذى أصيب به جراء وقوفه الدائم لساعات طويله وهو يمارس هذه المهنة الشاقه !
كشأن (هبه) قام (هيثم) بوضع لمساته (الهندسية) على محل (الأسطى عبده) حيث أقنعه بضرورة تجديد أثاث المحل وعمل باب (زجاجى) خارجى إضافة إللى حوض غسيل سيراميك وتلفزيون (صغير) ملون ليتابعه الذين ينتظرون دورهم فى الحلاقه ! إضافة إلى إدخال بعض (الخدمات) التى لم تكن موجوده (كصبغة الرأس) وتنظيف الوجه (بالفتلة) وتجهيز (العريس) الخاص !
لم تلبث تلك (التغييرات) التى قام (هيثم) بإجرائها أن أتت أكلها حيث إزداد عدد (الزبائن)
كما تغيرت نوعيتهم الشئ الذلى حدا بالأسطى (عبدو) أن يعرض على (هيثم) أن يكون الدخل بينهما مناصفة !!
الحال من بعضو :
حينما دلف ذلك الشخص (الستينى) الأشيب الرأس إلى داخل المحل بعد أن قام بركن عربته (الأمجاد الأجرة) وجلس على الكرسى وضع (هيثم) الفوطه عليه وقام بسؤاله وهو ينظر إليه عبر (المرآة) :
- راس ولا دقن ياحاج
- لا (راس) يابنى ... خففو معاك شويه
إنتاب هيثم إحساس شديد بأن هذا الشخص (سائق الأمجاد) سبق له التعرف به وبصورة مباشرة فأخذ ينظر إليه عبر المرآة أثناء الحلاقه
- أنا شايفك وين يا استاذ؟
- أستاذ دى قلتها ساااكت ولا قاصدها
- لا والله قلتها سااكت كده ... ليه إنت استاذ وإلا شنو؟
- كنت أستاذ .. لكن بعدما ما وصلنا الستين نزلونا المعاش .. هسع سائق الأمجاد دى
- معليش كنت بتدرس وين؟
ما أن ذكر ذلك الشخص إسم الجامعه التى كان يقوم بالتدريس فيها حتى قام (هيثم) لا شعوريا بتقبيله على رأسه هاتفا :
- ما معقول دكتور (عابدين) بتاع الكونستركشن تكنولوجى (Construction Technology) ... معقوله يا دكتور ؟ أنا طالبك هيثم عبدالباقى ... دفعت 2003 .. فى كلية المعمار .. ما عرفتنى يا بروف ؟
- ................
- أنا كنت الطالب الوحيد القاعد يقفل ليك الماده بتاعتك دى يا بروف !!
- ...............
- أنا كنت تانى الدفعه لمن إتخرجنا !!
سرح دكتور عابدين بعيدا وهو يتذكر تلك الأيام فى ذلك الصرح العلمى الذى أفنى فيها
فيه زهرة عمرة وشبابه .. طفرت من عينه دمعه قام بمسحها ومداراتها بطرف (الفوطة) البيضاء التى تتدلى من عنقه وهو يخاطب (هيثم) :
- معقوله ياأبنى بى شهادتك دى وشغال (حلاق) ؟
- نحنا هينين يا بروف لكن بس الزيكم ده معقول يسوق عربية أجرة !!
ماجستير وكده :
إنتعشت (الحالة الإقتصادية) للأسطى هيثم وللمعلمة (هبة زخارف) التى أصبحت تستقبل فى اليوم عشرات الزبائن بل أصبح الحجز لها يستغرق أياما بل أسابيع .. تزوجت من (هيثم) .. أصبحت لديها (مديرة أعمال) كما قامت بشراء عربة (كوريه) آخر موديل بسائق تستخدمها فى (زيارات العمل الخاصة) لبعض نساء الوزراء والمسئولين وكبار التجار ..
توقف سوق (حنان نشادر) تماما لم تعد النساء يذهبن إاليها فى إحدى مناسبات الحى تقابلت (حنان نشادر) مع (هبه زخارف) التى كانت ترتدى أرقى الملابس وكثير من المشغولات الذهبية التى تزين صدرها ويديها بينما يفوح منها عطر باريسى نافذ ، لاحظت النساء الموجودات توتر الجو إذ كانت (حنان نشادر) ترمق (هبة) بنظرات (نارية ملتهبه) سرعان ما ما أحالتها إلى كلمات وجهتها إلى هبه :
- خلاااس علمناكم الشغلانه بقيتو أسيادا
- (فى ترفع) : إنتى معاااى
- يعنى مع منو آآى معاكى شلتى زباينى كلهم وعملتيها عرس وعربات
- المحتاج لى زباينك منو؟ أنا الناس ديل جبتهم بى (علمى وهندستى) إنتى قايلانى أظنك (حنانه) ؟ أنا مهندسة معماريه قدر الليله وبكرة وعندى بكالريوس
- وإنتى قايلانى خريجت (معهد القرش) – تنده على أبنها هشام- يا هشام يا هشام أمشى الصالون فك الشهادة المعلقه فى الحيطه دى جيبا ليها :
- كان إنتى عندك (بكالريوس) هندسة معمار أنا عندى (ماجستير) هندسة بترول يعنى بالعربى كده Petroleum Engineering Master degree in يا باشمهندسة لكن بس الظروووووووف !!
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
الفاتح يوسف جبرا
Nasr
sumah
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست