|
الشيخ السويسري ابراهيم بن عبد الله "بوكارت" هل هو مؤرخ أم "صواط"
|
في كتابه "النيل الازرق" ,blue Nile أورد Alan Moorehead جانبا من سيرة المؤرخ السويسري بوكاردت , وتعرض لرحلته الاولى للسودان في العام 1813 وما دونه بوكاردت من مذكرات تعرضت لجوانب من الحياة الاجتماعية والسياسية التي كان يعيشها السودان في تلك الفترة, تلك الرحلة التي كانت اولى محطاتها جنوب مصر, مرورا بأرض النوبة حتى بربر وشندي الى أن وصل سواكن حيث عبر البحر الاحمر في اتجاه الحجاز, وهناك في مكة كان لقاءه بمحمد علي باشا, ذلك القاء الذي كانت له علاقة وثيقة بما أعقبه من أحداث توجت بغزو محمد علي للسودان في الربع الاول من القرن التاسع عشر. وهنا سوف احاول أن اورد ترجمة متواضعة ومختصرة لبعض من سيرة بوكارت ومذكراته عن تلك الرحلة والتي وردت في الكتاب المذكور أعلاه. ولد بوكاردت في أسرة ميسورة الحال بمدينة لوزان السويسرية, ودرس باحدى الجامعات الالمانية المتميزة حيث تفتقت عبقريته في شتى ضروب المعرفة والعلوم من طب وكيمياء ولغات, ولكن يبدو أن الحياة بين الكتب لم ترق له طويلا, فآثر ان يتبع خياله الجامح وطموحه اللامحدود الذي أخذه بعيدا في اتجاه افريقيا والمشرق. فخلع عباءة الاستاذ الجامعي وبدلها بلباس البدوي,الجلباب والعمامة, متجولا على ظهر حمار, فقد كان رجلا ذو طبيعة ومزاج قلقان, ولكنه قلق مدروس وممنهج. انجلترا كانت هي محطته الاولى باتجاه المشرق وافريقيا, حيث درس العربية بجامعة كيمبرج, وهناك التحق بالجمعية الافريقية التي انشئت في ذلك الوقت, حيث عرض عليه ان يذهب في رحلة استكشافية لمنابع نهر النيجر. وفي سبيل الاعداد البدني لرحلته المتوقعة طفق يجوب الريف الانجليزي حافي القدمين, يتوسد الارض ويلتحف السماء, ويعيش على الماء والخضروات. في العام 1809 بدأ بوكاردت رحلته, وفي مالطا أطلق لحية كثيفة وانتحل هوية تاجر هندي مسلم, ثم انطلق في اتجاه مصر حيث عرف هناك باسم الشيخ ابراهيم بن عبد الله وهناك في مصر نال بوكاردت درجة العالمية في الشريعة الاسلامية.
من كتاب
Blue Nile, Alan Moorehead ,first edition 1962 ,Harper &Row ,N.Y
يتبع
(عدل بواسطة Marouf Sanad on 03-19-2008, 06:40 PM) (عدل بواسطة Marouf Sanad on 03-19-2008, 10:06 PM)
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ السويسري ابراهيم بن عبد الله "بوكارت" هل هو مؤرخ أم "صواط" (Re: خدر)
|
يا خدر
سلامات
بالعكس ياخ, شيخ ابراهيم ما نبذ الشوايقة وانما قال انهم ناس مضيافين وشجعان وان منطقتهم من اجمل المناطق علي امتداد النهر وان الكثير منهم متعلمين بمقاييس ذلك الزمان, وقال عنهم ان الضيف بينهم كائن مقدس وان المسافر اذا ما تعرض للسرقة في ديارهم, فان اعادة املاكه هي مسؤليتهم حتى لو كان السارق هو الملك نفسه.
الراجل ما قصر معاهم
اما لو كنت من بربر فعليك بلعن ابو خاش شيخنا ابراهيم
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ السويسري ابراهيم بن عبد الله "بوكارت" هل هو مؤرخ أم "صواط" (Re: Marouf Sanad)
|
يصف بوكاردت نظرات الرعب والقرف التي كانت نساء القافلة يلاحقنه بها بسبب بشرته البيضاء ولحيته الكثة. وبوصفه رجل فقير فقد ألحق بأسوأ أقسام القافلة, ولأنه كان يعلم ان مفكرته التي كان يدون علبها ملاحظاته قد تجلب عليه شكوك عظيمة, فقد كان يسبق القافلة قليلا ويختبئ بين الصخور لتدوين ما يبدو له حتى يدركه الركب. مقارنة بما يحمله الكشاف المحترفون, فقد كان متاعه في غاية البؤس, فهو يتألف من ساعة جيب معطوبة,أدوات للكتابة, مبرأة أقلام, كيس تبغ و قداحة, شحم اضاءة, سجادة للنوم, ابرة وخيط, قميص اضافي وبعض المواد التموينية. وحتى يمثل دور التاجر ,درءا للشكوك, فقد كان يحمل كميات قليلة من البضائع.وكذلك كان يحمل معه بندقية ومسدس وهي اسلحة يتعين على كل افراد القافلة حملها من اجل الحماية.الراحلة التي كان يستغلها كانت عبارة عن حمار, بالاصافة لبعير "مشترك" يضع فيه متاعه.اما ما كل كان يحتكم عليه من اموال فتتمثل في خمسين دولارا اسبانيا وبعض الشلنات. وقد كان عليه ان يتدبر امره بهذا القدر الضئيل من المال طوال الرحلة التي تمتد لعشرة أشهر والتي لم تكن نهايتها حتى حدود الفونج فحسب, وانما تمتد حتى مكة.
(عدل بواسطة Marouf Sanad on 03-19-2008, 10:09 PM)
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ السويسري ابراهيم بن عبد الله "بوكارت" هل هو مؤرخ أم "صواط" (Re: Marouf Sanad)
|
كماورد في الكتاب فان القافلة التي صحبها بوكاردت كانت لبعض التجار الذين يجلبون لأسواق السودان البضائع المختلفة مثل السكر والصابون والحلي والملابس والمرايا والاسلحة البدائية, بينما يحملون معهم في رحلة الذهاب شمالا ما تذخر به اسواق السودان من منتجات, كالصمغ العربي وريش النعام والعاج والرقيق الاسود والذهب. يصف بوكارت سلوك افراد القافلة بأنه صورة مماثلة لسلوك كابتن "Kidd " وقراصنته أيام تهديدهم للساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية " the Spanish Main "فقد جعلوا معاناة الرحلة تبدو اضعافا , فسلوكم تجاه بعضهم البعض تحكمه البربرية واللانسانية, يسرقون ممتلكات بعضهم ويتخلون من الضعفاء والمرضى منهم للموت في عرض الصحراء.بعد ثلاثة اسابيع من السفر المتواصل كانوا اخيرا على مشارف بربر,,,,,
يتبع
(عدل بواسطة Marouf Sanad on 03-19-2008, 10:15 PM)
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ السويسري ابراهيم بن عبد الله "بوكارت" هل هو مؤرخ أم "صواط" (Re: Marouf Sanad)
|
في الثالث والعشرون من مارس 1814 دخلوا بربر, يصف بوكاردت المدينة بأحيائها الاربعة المتسخة بأكوخها المخروطية الشكل, يصفها بأنها تبدو في بؤسها ذاك في صورة أقل كثيرا من صورة الفردوس الموعود في دين الاسلام, ولكنها كانت تبدو في عيون تجار القافلة المنهكين كذلك وأكثر, فدخلوها فرحين مهللين. يصف بوكاردت أهل بربر(من منظور السويسري البروتستانتي المختبئ في جبة الشيخ ابراهيم بن عبد الله ) يقول عنهم: لم أرى في حياتي أناس يذلك السؤ, الخمر والفسوق يحكمان حياتهم, قوم كذابون ومنافقون. ولكنه يقر بأن الجواري الحبشيات المنتشرات في المدينة يتميزن بالجمال والمرح , وان هواء الصحراء اكسبهن المرح والنقاء, رغما عن ان اهالي المدينة كانوا يعاملوهن كحيوانات. زغاريد الفرح انطلقت من افواه الجواري ترحيبا بالقادمين. وبعد دقائق معدودة انتشر الرجال بين الاكواخ كل واحد منهم انتقى خليلة له, تعد طعامه وتدلك جسمه وتصاحبه في جلسات الخمر.
يتبع
(عدل بواسطة Marouf Sanad on 03-19-2008, 10:17 PM)
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ السويسري ابراهيم بن عبد الله "بوكارت" هل هو مؤرخ أم "صواط" (Re: Marouf Sanad)
|
من بربر انطلق بوكاردت باتجاه شندي حيث اقام هناك زمانا. وتعتبر دراسته لمدينة شندي قطعة نادرة من البحث الانثربولوجي, كما يقول الكتاب فقد كان وصفه للمدينة يمثل صورة مصغرة للحياة في اواسط السودان حتى عشية الغزو التركي للبلاد. يقول الكاتب ان هنالك ميزة اساسية كانت تنفرد بها تلك البقعة من النهر وهي انها كانت تمثل بداية حزام الامطار شمالا, ولكن الحرارة كانت قاسية معظم ايام السنة,مما يجعل سكان المنطقة في حالة اقرب الى التطرف السلوكي, اما الكسل والفسوق, أو الزهد والتقشف كما وصف بوكارت أهالي الدامر القريبة من نهر عطبرة, حيث القباب والشيوخ الذين اقاموا أحكام الاسلام وحرموا أنفسهم مباهج الحياة.
يتبع
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ السويسري ابراهيم بن عبد الله "بوكارت" هل هو مؤرخ أم "صواط" (Re: Marouf Sanad)
|
يستطرد بوكاردت في وصفه لمنطقة شندي,,,, علي مبعدة قريبة من النهر لم يكن هنالك ما يرى غير صخور صلدة منتشرة في سهل واسع من الرمل والحصباء, وارتعاشات السراب في قيظ الظهيرة, وفي احيان كثيرة ترى سحب الجراد, وعواصف الرمال الخانقة التي تنتظم السهول.مما يجعل المرء يبحث عن أدنى مبرر يدفع بستة آلاف نفس ( يشير الكاتب لتعداد سكان شندي في ذلك الوقت)للعيش في منطقة بهذه الصفات! وسرعان ما اكتشف بوكاردت الاجابة, اْنه سوق شندي الاسطوري, يومي الجمعة والسبت من كل اسبوع , وعلى بعد آلاف الاميال من أقرب منطقة يمكن أن توصف بالتحضر و في ساحة مفتوحةوسط المدينة تنتظم ثلاثة صفوف من الاكواخ بوسع المرء أن يشتري منها أشياء مثل البهار وعود الصندل من الهند, الانتمون لكحل العيون, الادوية ,السيوف والامواس الألمانية, السروج والمشغولات الجلدية من كردفان, ورق الكتابة من جنوة وفينيسيا, الملابس وأدوات الفخار وكل الاشياء من جميع الاصناف, الصابون من مصر, القطن والملح والذهب الاثيوبي, الخيول من دنقلا, عروض القرود المدربة على القيام بالاعمال البهلوانية,ما تشتهر به شندي نفسها من أواني خشبية والتي اكتسبت لونها الداكن بتعريضها للنار.بالاضافة للابل التي تحمل كل هذه الخيرات عبر الصحراء.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ السويسري ابراهيم بن عبد الله "بوكارت" هل هو مؤرخ أم "صواط" (Re: Marouf Sanad)
|
يواصل بوكاردت في وصفه لسوق شندي,,,,الاكشاك التي تعرض عليها البضائع كانت بحالة بائسة للغاية, أكواخ صغيرة بارتفاع ستة أقدام وعرض أربعة أقدام, معروشة بحصائر من القش. كان الدولار الاسباني هو العملة الرئيسية للتعامل,,, لم يكن هنالك فرق كبير بين الاغنياء والفقراء من ناحية المستوى المعيشي, فالجميع أغنياءهم وفقراءهم يفترشون الارض ليلا, بملابس بائسة وظيفتها الوحيدة هي ستر العورة. لم تكن هنالك تسعيرة محددة للسلع وانما هي المساومة أو بمعنى آخر, الخداع الصرف في وضح النهار.لم يعرف مجتمع شندي الزراعة الا على نطاقات ضيقة, لذلك فقد كانت التجارة هي المحور الاساسي الذي تدور حوله حياة أهل شندي,الباعة يمثلون خليطا من جميع الاعراق , أعراب وزنوج, مسلمون بعمامات ووثنيون عراة, خليط مدهش من الاجناس التي كانت تعج بها منطقة الشمال الشرقي لافريقيا في ذلك الزمان.في الظهيرات القائظة المتربة يتقرفص الباعة أمام أكشاكهم ويغرقون في الجدال والمساومة الازليين حتى ساعات متأخرة من الليل, ودائما هنالك قافلة قادمة وأخرى مغادرة, أما وسائل الترفيه فلم تكن تتعدى انادي المريسة وبيوت المومسات. وعندما تطلع بوكاردت الى سماء شندي رأى أسراب ضخمة من اللقالق المهاجرة في اتجاه اوروبا,,,
| |
 
|
|
|
|
|
|
|