|
Re: أحداث 10 مايو في ما بين السائل والمجيب (Re: SARA ISSA)
|
Quote: من أسخف التفسيرات التي سمعتها عن هذا الإختراق هي الرواية التي تقول أن النظام كان يعلم بتحرك الدكتور خليل إبراهيم ، لكنه سمح لهم بالدخول إلي أمدرمان حتى يسهل إصطيادهم ، فبدلاً من محاربة جيش العدل والمساواة في الوديان والغفار ، وهم مكشوفين من الغطاء الجوي ، من الأفضل محاربتهم في أمبدة ، وفي المناطق المكتظة بالسكان في مرزوق والعشش وابو سعد ، من يروج لهذه النظرية يجب محاسبته وتحميله ثمن كل الدماء التي سفكت ، فهي نظرية سخيفة ومقيتة فيها إستخفاف بعقول الناس ، وهي تعكس تفكير رجل المليشيا الذي لا يملك جيشاً على الأرض ، بل يتخفي بين المدنيين ويستخدمهم كدروع بشرية . |
الأستاذه ساره عيسى .. دعيني اختلف معك اختلافا جذريا فيما بلغتيه من تحليل للجزئية أعلاه.. فأنت به تدسين في ذهن المتلقي تبريرات تسعي لتحريف رؤيته وتغبيش حقائقها الجلية .. بدى ذلك من إيرادك لتشبيه السفير للعمل الذي قام به د. خليل بحادثة برجي التجارة.. كأنما الهدف المختبئ خلف ذلك يسعى لقتل الشكوك التي طفحت الي السطح فيما أن كان .خليل ينفذ أجندة سياسية خارج إطار الأهداف المشروعة لقضية دارفور .. إن علم النظام بل علم بعض الكيانات السياسية المعارضة بتحركات د. خليل قبل بلوغه أمدرمان.. معلومة لها من القوة والثبات ما لا تملكين القدرة علي إبراز نقيضها .. فلو تجاوزنا تصريحات المسئولين في الدولة التي أكدت هذا العلم .. فإن ضرب هذه القوة وهي في طريقها بواسطة الطيران دليل كافي بعلم الدولة المسبق .. فضلا عن بيانات النفى التي كانت تصدرها الحركة عند مواجهتها بنيتها التحرك نحو الخرطوم .. إن المعلومات التي رشحت الي الآن.. تفيد أن قوة د.خليل كانت ضعفا مضاعفا لتلك التي بلغت امدرمان .. غير أن إصطيادها من قبل الطيارين قلل حجم خطورتها .. بمعني أن القوة التي بلغت امدرمان كانت تمثل البقية التي لم يصبها الطيارون .. ولعل ما يدعم فرضية المصيدة مستشف من الأسلوب والطريقة التي واجه بها النظام قوة د. خليل .. فإن كانت الحكومة ترغب في إدارة معركتها خارج أسوار المدينه لفعلت.. لعلمها المسبق ورصدها الدقيق لتحركات مجموعة د. خليل .. ولعل من أقوى الادلة الداعمة لفرضية الإستدراج نحو المصيدة.. توقف العمليات الجوية الهجومية عقب تجاوز من بقي من المهاجمين حدود كردفان .. فأ صبح في حكم الموثوق أن القوة المتبقية لن تلجأ للتراجع لتتعرض للقصف من جديد.. ومادامت آلة الموت من خلفهم فخير لها التقدم الي الأمام وبلوغ الهدف بأي شكل كان .. وهذا ماحدث .. دخلت القوة وحالة مجنديها تبعث للإشفاق بسبب طول الرحلة بجانب ما تعرضوا له من هجوم مبكر بالطيران زاد من رهقهم وخوفهم .. فضلا عن جوعهم كما افادت العديد من شهادات شهود العين .. يستشف من ذلك ايضا أن الغارات التي تعرضوا لها أصابت واتلفت مؤنهم الضرورية فدخلوا المدينة جوعي وعطشي .. وهذه إستراتيجية معلومة تتبع في الحروب لاضعاف القوة البدنية والروح المعنوية للجنود .. عند بلوغ القوة وعبورها لوسط المدينه بدأت عمليات الهجوم والإصطياد.. لا من قبل القوات المسلحة بل من قبل قوات الدفاع الشعبي والمليشيات ورجال الأمن والشرطة .. هذه الواقعة تثبتها الصور التي بثها التلفزيون للجماعات التي تصدت للهجوم .. حيث كانت أزياؤهم متنوعه وغير موحده فضلا عن ظهور الكثيرين بملابس مدنية يحملون مسدسات فقط .. ولعل التصدي بهذا الشكل المموه اربك حسابات المهاجمين .. فليس أمامهم جيش نظامي بأسلحته الثقيلة وزيه المميز يمكنهم التعرف عليه ومواجهته .. فالأسلحة التي دخل بها المهاجمون كانت صالحة للعمل بكفاءة في حال مواجهتها من قوات الجيش .. وضعيفة في حال مواجهتها من قبل قوات غير نظامية واسلحة خفيفة .. واسلوب حرب المدن .. أتفق معك أن الأسلوب الذي إنتهجته الدولة هو أسلوب حرب المدن والتخفي بين المدنين .. وهو أسلوب معيب ومستنكر ومدان حين تلجأ اليه الدولة لكونه يعرض حياة مواطنيها للخطر .. فضلا عن ذلك كانت الملشيات عارفة بطبيعة الارض واختارت مواقع المواجهة الإستراتيجية وكمنت فيه لتباغتهم.. فنجحت في حسم الهجوم لصالحها في سويعات .. وبعثرت افواج المهاجمين وقتلت من قلت قبل أن تمتد أياديهم لاسلحتهم .. لم يعد محلا للشك أن قوة د. خليل وتجهيزاته العسكرية التي دخل بها المدينة .. كانت اقل من ربع القوة التي بدأ بها رحلته من نقطة الإنطلاق .. ولو ترك ليبلغ المدينة بكامل قوته تلك لما نجحت الملشيات والشرطة وحدهما في حسم المعركة.. ولكان الجيش مضطرا للنزول لساحة المعركة .. من ثم وقوع خسائر لا تحصي في أرواح المدنيين وممتلكاتهم .. لهذا سعت الدولة لتقليص قوة د. خليل قبل بلوغه المدينة الي الحد الذي يمكن للقوات الشعبية والشرطة والأمن مواجهتها وسحقها .. تلك كلها أدلة إيجابية لا تجعل من تلك التفسيرات محلا للسخف كما تفضلتى .. نقطه أخري أود الإشارة إليها فهي تسهم بدوورها في تغبيش الرأي العام وتضليله ولا تقل بحال عن هذا التفسير التشبيهي الذي اوردتيه في هذا البوست .. تتعلق بالهدف والمراد من هذه الحملة .. إذ يري البعض بأن هدفها االقصاص بسبب الأسلوب الأهوج الذي تعالج به الحكومة خصوماتها سواء مع دولة تشاد او مناضلي دارفور .. آخرون يرونها رد فعل طبيعي لما تعرضت له تشاد.. استغلها د. خليل لتحقيق أفضلية علي بقية الحركات الدارفورية في الساحة .. فضلا عن اكتساب وضع تفاوضي أفضل في حالة حدوث حوار .. بينما يذهب رأي داخلي أن الهدف هو إسقاط حكومة الخرطوم تنفيذا لأجندة سياسية بعيدة كل البعد عن الغاية القريبة المعلنة المتعلقة بعدالة القضية الدارفورية.. ويبدو هذا الرأي الداخلي أكثر تماسكا من غيره للأسباب التالية : 1- نقل الحرب من دارفور الي العاصمة مطلب أعلن عنه وحرض عليه علنا احد قيادات حزب سياسي معارض .. 2 – تاريخ د. خليل السابق وانتمائة الأيدلوجي والتنظيمي السابق يجعل من تصور إستجابته لذلك النداء والشروع في تنفيذه امرا ممكنا ومقبولا .. 3 – عدم إشراك د. خليل الحركات الدارفورية الأخري في هذه الحملة يعزز الإفتراض .. 4 – عدم إدانة المؤتمر الشعبي لما قامت به حركة د.خليل في الوقت الذي أدانتة الدول والمنظمات العالمية وربما الأمم المتحده حسبما رشحت به الأخبار بدوره يعزز الإفتراض.. 5 – تدريب د. خليل وتجربته السابقة ك (دباب ) ورئيسا لتنظيمات المجاهدين علي أيام الأنقاذ الأولي .. تجعله أكثر إستعدادا من قيادات الحركات الدارفورية الأخري للقيام بمثل هذا العمل .. 6 – خاضت الحركة الشعبية حربها ضد الحكومات المتعاقبة .. وكانت تملك القوة أضعاف ما تملكة حركة العدل والمساواة .. مع كل ذلك - لم تسعي لإخراج عملياتها العسكرية خارج حدود الإقليم طوال سنوات النضال.. ذلك لأنها لم تكن تنفذ سوي هدفها المعلن المتعلق بحقوق الإقليم وإنسانه .. بل لم تجرؤ الحركة الشعبية علي ضرب مناطق خارج الإقليم.. الا بعدم أن إنضم لها معارضون من خارج الإقليم .. وتوسعت أكثر بعد انضمامها للتجمع الوطني المعارض .. تذكرت الآن مقوله من بدايات عهد الإنقاذ منسوبة للدكتور الترابي .. إذ قال فيما معناه أن الحركة الإسلامية غرست جذرها في الساحة السياسية السودانية .. وأنها لن تشهد بعد الأن من ينازعها .. وإن وجد فسوف يأتي من داخلها !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحداث 10 مايو في ما بين السائل والمجيب (Re: محمد على طه الملك)
|
الأخ محمد الملك مع أن هذا المقال غير مخصص للنقاش في المنبر العام ، هو مخصص للمواقع الخارجية وأنا أكتبه هنا ثم أنشره في بقية المواقع ، لذلك تجدني غير حريصة على رفعه ، فشكراً على المرور والتعقيب ، وكما أسلفت سوف تبقى الكثير من الأسئلة بلا إجابة ، فهناك من مات وهناك من يشعر بالحرج ، لم تدور معارك خارج العاصمة والدليل على ذلك التبرير الذي ساقه عبد الرحيم حسين عندما قال : ان الجيش السوداني يستخدم طائرات من الحرب العالمية الثانية ..كما أن إعلام الإنقاذ لن يتردد في بث صور المحرقة في سودري وشمال كردفان ، لم تدور معارك في هذه المناطق ، لأن طائرة واحدة أنتنوف كانت قادرة على دك هذا المتحرك ، لكن في الفترة الأخيرة ، لو لاحظت أن في عتاد المهاجمين مدافع مضادة للطائرات .. وقد حرصت حركة العدل والمساواة على التدرب على سلاح المدفعية المضادة للطائرات ، فلو سقطت طائرة واحدة في هذه المعارك لها أثر كبير على الحكومة أكثر من سقوط مدينة أمدرمان ..وهناك من يقول أن حزب المؤتمر يريد أن يكسب تعاطف أهل الشمال ويجندهم ضد أهل دارفور ..حتى يغير الخريطة السكانية لمدينة أمدرمان ..ليس عن طريق الأجهزة الرسمية بل عن طريق المواطنين أنفسهم ..لذلك سمح لحركة العدل والمساواة بدخول أمدرمان ..وإذا نظرنا إلي حملات الإعتقال وحملات التهجير والإعدام في الشوارع على الظنة ، سوف نجد أن هذا السيناريو هو الأقرب إلي الواقع .
| |
|
|
|
|
|
|
|