|
|
 للتوثيق وللاجيال القادمة ...احداث يوم اعلان الاستقلال لحظة بلحظة ..
|
اليـوم نرفـع رايــة اسـتـقـلالنــــا1/1/1956 م
نص الخطاب التاريخي الذي ألقاه رئيس مجلس الوزراء السيد اسماعيل الازهري في حفل رفع علم السودان بالقصر الجمهوري في صبيحة الاول من يناير 1956م وأعلن به الاستقلال
اللهم يا ذا الجلال يامالك الملك واهب العزة والاستقلال نحمدك ونشكرك ونستهديك ونطلب عفوك وغفرانك ونسأل رشدك انك انت الموفق المعين، ليس اسعد في تاريخ السودان وشعبه من اليوم الذي تتم فيه حريته ويستكمل فيه استقلاله تتهيأ له جميع مقومات الدولة ذات السيادة ففي هذه اللحظة الساعة التاسعة تماما من اليوم الموافق اول يناير 1956م 18 جمادي الثاني 1375هـ نعلن مولد جمهورية السودان الاولى الديمقراطية المستقلة ويرتفع علمها المثلث الالوان ليخفق على رقعته وليكون رمزا لسيادته وعزته اذ انتهى بهذا اليوم واجبنا في كفاحنا التحريري فقد بدأ واجبنا في حماية الاستقلال وصيانة الحرية وبناء نهضتنا الشاملة التي تستهدف خير الامة ورفعة شأنها ولا سبيل الى ذلك الا نسيان الماضي وطرح المخاوف وعدم الثقة وان نقبل على هذا الواجب الجسيم اخوة متعاونين وبنيانا مرصوصا يشد بعضه البعض وان نواجه المستقبل كأبناء امة واحدة متماسكة قوية ولا يسعنا في هذه المناسبة الا ان نمجد هذا الشعب الابي على حيويته وايمانه وجهاده الذي اثمر اطيب الثمرات وارى واجبا علي ّ في هذه اللحظة التاريخية ان ازجي الشكر الى جمهورية مصر وحكومة المملكة المتحدة اللتين اوفتا بعهدهما وقامتا بالتزاماتهما التي قطعتاها على نفسيهما في اتفاقية فبراير سنة 1953م وهما اليوم في هدوء وبنفس راضية تطويان علميهما اللذين ارتفعا فوق ارض هذا الوطن ستاً وخمسين عاما ليرتفع في مكانهما عاليا خفاقا علم السودان الحر المستقل ويهمني ان اسجل شكر السودانيين للهند والباكستان اللتين شاركتا في جهود لجنة الحاكم العام كما اسجل شكري للجنة السودنة وللدول السبعة التي قبلت مساندتنا ورضيت الاشتراك في اللجنة الدولية التي كان مقررا ان تشرف على اجراءات تقرير المصير ولا انسى ان اسجل شكري للدول التي سارعت بارسال ممثلين لها في السودان حتى قبل اتمام الاستقلال ويشرفنا ان يكون ممثلوها من ضباط الاتصال السابقين بيننا الآن ان شعبنا قد صمم على نيل الاستقلال فناله وهو مصمم على صيانته وسيصونه وما دامت ارادة الشعب هي دستورنا فسيمضي في طريق العزة والمجد والله هادينا وراعينا ومؤدينا وناصرنا وان ينصركم الله فلا غالب لكم والسلام.
اسماعيل الازهري رئيس الوزراء
الاعتراف باعلان تقديم الاستقلال
عقد مجلس النواب جلسته رقم 53 في دورته الثالثة في اليوم الاول من شهر يناير سنة 1956م.
وفي بداية تلك الجلسة التاريخية وقف السيد اسماعيل الازهري (رئيس الوزراء) قائلاً:
سيدي الرئيس
ارجو ان تسمح لي بتلاوة هذه الخطابات التي تسلمتها الان من مندوبي كل من الحكومة المصرية والحكومة البريطانية.
السيد رئيس وزراء حكومة السودان
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ان الحكومة المصرية عملاً بنواياها التي جاهرت بها وبمسعاها الذي جاهدت من اجله لتحقيق الحرية لشعب السودان وتعلن فوراً الاعتراف بالسودان دولة مستقلة ذات سيادة.
وقد اصدرت الحكومة المصرية تحقيقاً لهذا الاعلان المرفق كما اعتمدت نيابة السيد الاميرالاي اركان حرب عبد الفتاح حسن عنها لتقديم هذا الاعلان ولي عظيم الشرف بالاصالة عن نفسي وبالنيابة عن الحكومة المصرية في ان ازجي الى سيادتكم خالص التهنئة بهذا اليوم الخالد في تاريخ السودان وان ابتهل الى الله ان يسدد خطاه في حاضره ومستقبله.
وتفضلوا بقبول خالص مودتي واحترامي
جمال عبد الناصر
رئيس وزراء حكومة جمهورية مصر
القاهرة في اول يناير سنة 1956م
اعلان
استجابة للقرار الذي اخذه البرلمان السوداني في 19 و 22 من ديسمبر سنة 1955م والذي اعلن فيه ان السودان سيصبح دولة مستقلة كاملة السيادة وطلب فيه من دولتي الحكم
الثنائي ان تعترفا بهذا الاعلان.
فان حكومة مصر تعترف بأن السودان دولة مستقلة ذات سيادة اعتباراً من تاريخ اول يناير سنة 1956م
وتأمل حكومة جمهورية مصر في الوقت الذي تعترف فيه باستقلال السودان ان تستمر حكومة السودان في رعاية الاتفاقات والوفاقات التي عقدتها دولتا الادارة الثنائية نيابة عن السودان او اتفقتا على تطبيقها على السودان وسيكون دواعي سرورنا تأييد الحكومة
السودانية لذلك.
وترجو حكومة جمهورية مصر ان تتعاون معها حكومة السودان في كل الخطوات الضرورية لتصفية الادارة الثنائية في السودان.
الامضاء
جمال عبد الناصر
وزارة الخارجية
س ـ د ـ 1
29 ديسمبر سنة 1955م
ياصاحب السعادة
لي عظيم الشرف ان اخطركم انني قد انتدبت المستر دودز
باركر الوكيل البرلماني ليذهب الى الخرطوم ليسمعكم قرار حكومة صاحبة الجلالة ملكة المملكة المتحدة وشمال ايرلندا عن استقلال السودان وان يحضر الاحتفالات التي ستقام في اليوم الاول من شهر يناير ولي عظيم الشرف بان اكون مع خالص التقدير والاحترام.
خادم سعادتكم المطيع
(الامضاء) لوين لويد
وزارة الخارجية لندن
س. د. 1
اول يناير سنة 1956م
صاحب السعادة السيد اسماعيل الازهري
رئيس وزراء السودان
تسلمت حكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال ايرلندا قرار البرلمان السوداني الذي يعلن فيه ان السودان قد اصبح دولة مستقلة ذات سيادة والذي يطلب فيه من دولتي الحكم الثنائي الاعتراف بذلك الاعلان واجابة لهذا الطلب فقد خولتني حكومة المملكة المتحدة بأن احيطكم علماً بأننا نعترف منذ تاريخ اليوم بأن السودان قد اصبح دولة حرة مستقلة ذات سيادة.
وبينما تتقدم بهذا الاعتراف تثق حكومة المملكة المتحدة بأن حكومة السودان ستظل تنفذ الاتفاقيات والمعاهدات التي ابرمت نيابة عن والتي طبقت
على السودان بواسطة دولتي الحكم الثنائي ويسرنا ان تؤيدوا بأن هذه هي نية حكومة السودان وتأمل حكومة المملكة المتحدة ان تتعاون معها حكومة السودان في جميع الخطوات المؤدية الى تصفية الحكم الثنائي.
ولي عظيم الشرف بان اكون مع خالص التقدير والاحترام.
خادم سعادتكم المطيع
الامضاء ـ سلوين لويد
السيد اسماعيل الازهري رئيس الوزراء
سيدي الرئيس
اود ان اتقدم للمجلس والرأي العام بتعليق بسيط على ما قرأته الان وهو انه ابتداء من هذه الجلسة فقط نبدأ في ممارسة السلطات الخاصة بالشؤون الخارجية التي كانت من قبل وبمقتضى احكام دستور الحكم الذاتي السابق والاوضاع السابقة له من اختصاص الحاكم العام وسوف تتقدم للحكومتان البريطانية والمصرية بطلب تحديد تلك المعاهدات والاتفاقيات التي يشير اليها
خطابا الاعتراف قبل ان نعطي التزاماً عنها وسنعرض على المجلس الموقر بياناً بها.
السيد بابكر عوض الله رئيس مجلس النواب
ارجوا ان يسمح لي حضرات الشيوخ والنواب المحترمين ان اوجه اليهم كلمة قصيرة في هذا الاجتماع التاريخي لا مستهدفاً نظاماً او مستشهداً بلائحة ولكني مدافعاً بشعور الغبطة والفرح لهذا الحادث العظيم الذي انحسرت بموجبه قيود التبعية عن سوداننا الحبيب وتمت له فيه كل نعمته الحرية والاستقلال.
وانه ليشرفني اعظم الشرف ان يقع هذا الحادث العظيم ابان قيامي بمسؤولية الرئاسة لاول مجلس نواب سوداني وان يوكل لي بهذه الصفة واجب رئاسة هذا المؤتمر الوطني الفريد الذي كان ثمرة طيبة لتعاون ممثلي الامة حكومة ومعارضة وملتقى ميموناً لاحاسيسهم النبيلة ومظهراً صادقاً لعزمهم الاكيد على نيل الحرية وتوطيد حكم ديمقراطي سليم.
فهذا القسم الذي شهدناه اليوم تحت اركان ذلك الحكم في الداخل وبذلك الاعتراف الذي استمعنا اليه من الدولتين صاحبتي الشأن رفضت الوصاية الثنائية في الخارج فارتفع كل ما كان حائلاً دون ممارستنا للسيادة الكاملة في شؤوننا الداخلية والخارجية.
ان وضعنا الجديد كعضو في العائلة الدولية لهو مزيج من الحقوق والواجبات وبقدر اعتبارنا لالتزاماتنا بتكييف ذلك الوضع فالعضو في تلك الجماعة مثله مثل الفرد في المجتمع الانساني قد يحمد او يذم وقد يسفه او يحترم وقد يستظرف او ينبذ ولكنه في كل من هذه الحالات لن يوضع الا حيث وضع نفسه ولن يحكم عليه الا بقدر ما قدم على نفسه من دليل.
فلنذكر ذلك ابداً عندما نتحدث باسم السودان ولنذكره عندما نعمل باسم السودان ولنسأل الله ان يجعل من ضعفنا قوة وان يوفق خطانا ويلهمنا السداد انه سميع مجيب.
العلـــــم
عقد مجلس النواب جلسته رقم 53 في دورته الثالثة وذلك في يوم السبت 31 ديسمبر سنة 1955م وفي بداية الجلسة وقف السيد مبارك زروق زعيم المجلس قائلا :
سيدي الرئيس
ارجو ان اتقدم بالاقتراح التالي :
انه من رأي هذا المجلس ان يكون علم السودان بالاوصاف التالية :
(1) الالوان :
أ- ازرق - رمز النيل.
ب - اصفر - رمز الصحراء.
ج- اخضر - رمز الزراعة.
(2) الوضع :
اللون الازرق من اعلى.
اللون الاصفر في الوسط.
اللون الاخضر من الاسفل.
(3) المقاسات :
إ- الالوان الثلاثة يكون طولها بالتساوي.
ب- مقاس عرض العلم يكون نصف مقاس الطول وبذا يكون عرض كل من الثلاثة الوان ثلث مسافة عرض العلم.
واضاف :
سيدي الرئيس
لقد اجاز هذا المجلس في جلساته الماضية قرارات مهمة وخطيرة يعتبر كل واحد منها حدثا ذا مكانة عالية في تاريخ السودان السياسي فقرار الجلاء واللجنة الدولية والاستفتاء وقرار الاستقلال وغيرها كانت خطوات كبيرة في سبيل التحرير ولكن مقترحات اليوم اعني الاقتراح الذي امامنا والذي يليه تتصف بطابع جديد هو الذي يجعل لها اهمية خاصة لان جميع المقترحات التي سبقت كانت تتسم بانها تهدف الى ازالة الحكم الماضي والخلاص منه.
اما اليوم واليوم فقط بدأنا عهد البناء فنحن الآن نزيل علمي الحكم الثنائي لنضع لاول مرة في هذا القرن علما سودانيا خالصا في دولة سودانية خالصة، علم سوف يخفق منذ الغد في كل مكان من السودان وسوف يخفق قريبا في خارج الحدود الى جانب اعلام بريطانيا ومصر وغيرها من الدول المستقلة في المناسبات الهامة وفوق ابنية المؤسسات الدولية ان شاء الله، وعلمنا البسيط المثلث الالوان الذي يذكرنا بعلم الثورة الفرنسية ومبادئها الخالدة- الاخاء والحرية والمساواة- انما يرنو الى معالم االسودان الطبيعية المميزة ووحدته الاقليمية وهو بسيط الى الحد الذي يستطيع كل سوداني في كل مستوى ان يصنعه بنفسه وان يشارك به اخوانه في اعيادهم ومواسمهم الوطنية.
وفكرته بسيطة واضحة يفهمها كل انسان واني لست فنانا حتى استطيع ان احكم على ذوقه الفني ولكني فقط اقول ان جماله سيأتي من انه رمز عزتنا وسيادتنا ودليل كرامتنا وحريتنا وانه العلم الذي ارتضيناه لنعيش تحته في ظل جمهورية السودان الحرة الديمقراطية.
السيد/ محمد احمد المحجوب (زعيم المعارضة)
سيدي الرئيس
لا اعتقد ان وضع علم السودان سيكون موضع خلاف بين حضرات الاعضاء اذ اننا متفقون جميعا على هذا الوضع وعلى هذه الالوان الثلاثة التي اخترناها من واقع حياتنا فالازرق يرمز الى الماء اي النيل الذي هو شريان الحياة والاصفر الى الصحراء وبما فيها من قحل وجمال ايضا ثم الاخضر ويمثل خضرة الزرع التي عليها تتوقف كل الحياة.
ليس المهم ان تكون الالوان زاهية لتروق في نظر رجال الفن واصحاب الذوق المرهف انما المهم هو ان نقدس هذا العلم وان وان نرعاه وندافع عنه مادمنا قد اخترناه شعارا لانفسنا وعزتنا وكرامتنا.
اجيز الاقتراع بالاجماع
أهم الإحداث التي صاحبت الاستقـــــــلال
بين الحكومة المصرية وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمي وشمال ايرلندا بشأن الحكم الذاتى وتقرير المصير للسودان
لما كانت الحكومة المصرية وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال ايرلندا ( المسماة فيما بعد بحكومة المملكة المتحدة) تؤمنان ايمانا ثابتا بحق الشعب السودانى في تقرير مصيره وفي ممارسته له ممارسة فعلية في الوقت المناسب بالضمانات اللازمة فقد اتفقنا علي ما يأتي:
مادة (1
بغية تمكين الشعب السوداني من ممارسة تقرير المصير في جو حر محايد تبدأ في اليوم المعين بالمادة التاسعة الواردة فيما بعد فترة انتقال يتوفر للسودان فيها الحكم الذاتى الكامل .
مادة (2)
لما كانت فترة الانتقال اعدادا لانهاء الادارة الثنائية انها فعليا فانها تعتبر تصفية لهذه الادارة ويحتفظ ابان فترة الانتقال بسيادة السودان للسودانيين حتي يتحقق لهم تقرير المصير.
مادة 3)
يكون الحاكم العام ابان فترة الانتقال السلطة الدستورية العليا داخل السودان ويمارس سلطاته وفقا لقانون الحكم الذاتي بمعاونة لجنة خماسية تسمي لجنة الحاكم العام وتتضمن نواحي الاختصاص الواردة في الملحق الاول لهذا الاتفاق سلطات هذه اللجنة.
مادة (4)
تشكل هذه اللجنة من اثنين من السودانيين ترشحهما الحكومتان المتعاقدتان بالاتفاق بينهما وعضو مصري وعضو من المملكة المتحدة وعضو باكستانى ترشح كلا منهم حكومته ويكون تعيين العضوين السودانيين عرضة لاقرار لاحق من البرلمان السوداني عند انتخابه ويحق للبرلمان في حالة عدم موافقته تسمية مرشحين اخرين ويتم رسميا تشكيل هذه اللجنة بمرسوم من الحكومة المصرية
مادة (5)
لما كان الاحتفاظ بوحدة السودان بوصفة اقليما واحدا مبدأ اساسيا للسياسة المشتركة للحكومتين المتعاقدتين فقد اتفقتا علي الا يمارس الحاكم العام السلطات المخولة له بمقتضي المادة 100 من قانون الحكم الذاتى علي اية صورة تتعارض مع هذه السياسة.
مادة (6
يكون الحاكم العام مسئولا مباشرة امام الحكومتين المتعاقدتين فيما يتعلق بما يلي :
أ) الشئون الخارجية
ب) أى تغيير يطلبه البرلمان السودانى بمقتضي المادة 101(1) من قانون الحكم الذاتي فيما يتعلق بأي جزء من هذا القانون
ج) اي قرار تجيزه اللجنة يري فيه الحاكم العام تعارضا مع مسئولياته وفي هذه الحالة يرفع الامر الي الحكومتين المتعاقدتين وعلي كل من الحكومتين ان تبلغ ردها في مدي شهر واحد من تاريخ الاخطار الرسمي ويكون قرار اللجنة نافذا الا اذا اتفقت الحكومتان علي خلاف ذلك.
مادة (7
تشكل لجنة مختلطة للانتخابات من سبعة اعضاء ثلاثة منهم من السودانيين يعينهم الحاكم العام بموافقة لجنته وعضو مصرى وعضو من المملكة المتحدة وعضو من الولايات المتحدة الامريكية وعضو هندى ويكون تعيين الاعضاءغير السودانيين بواسطة حكومة كل منهم وتكون رئاسة اللجنة للعضو الهندى ويعين الحاكم العام هذه اللجنة بناء علي تعليمات الحكومتين المتعاقدتين ويتضمن الملحق الثانى لهذا الاتفاق نواحي اختصاص هذه اللجنة.
مادة (8)
رغبة في تهيئة الجو الحر المحايد لتقرير المصير تشكل لجنة للسودنة تتألف من :
أ) عضو مصرى وعضو من المملكة المتحدة ترشح كل منهما حكومته ثم يعينهما الحاكم العام وثلاثة اعضاء سودانيين يختارون من قائمة تضم خمسة اسماء يقدمها اليه رئيس وزراء السودان ويكون اختيار هؤلاء الاعضاء السودانيين بموافقة سابقة من لجنة الحاكم العام.
ب) عضو او اكثر من لجنة الخدمة العامة للسودان للعمل بصفة استشارية بحته دون ان يكون له حق التصويت . ويتضمن الملحق الثالث لهذا الاتفاق مهام ونواحي اختصاص هذه اللجنة
مادة (9)
تبدأ فترة الانتقال في اليوم المسمي اليوم المعين بالمادة الثانية من قانون الحكم الذاتي او مع مراعاة اتمام السودنة علي الوجه المبين بالملحق الثالث لهذا الاتفاق تتعهد الحكومتان المتعاقدتان بانهاء فترة الانتقال باسرع ما يمكن وينبغي علي اية حال الا تتعدي هذه الفترة ثلاثة اعوام وتنتهي هذه الفترة علي الوجه التالي:
يجيز البرلمان السودانى قرارا يعبر فيه عن رغبته في الشروع في اتخاذ التدابير لتقرير المصير ويخطر الحاكم الحكومتين المتعاقدتين بهذا القرار.
مادة (10)
عند اخطار الحكومتين المتعاقدتين رسميا بهذا القرار تضع الحكومة السودانية القائمة انذاك مسودة قانون لانتخاب جمعية تأسيسية تقدمه للبرلمان لاقراره ويعطي الحاكم العام موافقته علي القانون مع لجنته ويخضع لرقابة دولية الاعداد التفصيلي لعملية تقرير المصير بما في ذلك الضمانات التي تكفل حيدة الانتخابات واية تدابير تهدف الي ضمان الجو الحر المحايد وتقبل الحكومتان المتعاقدتان توصيات اية هيئة دولية تشكل لهذا الغرض
مادة (11)
تنسحب القوات العسكرية المصرية والبريطانية فورا عندما يتخذ البرلمان السوداني قرارا يعبر فيه عن رغبته في الشروع في اتخاذ التدابير لتقرير المصير وتتعهد الحكومتان المتعاقدتان باتمام سحب قواتهما من السودان في مدي فترة لاتتجاوز ثلاثة اشهر.
مادة (12)
تقوم الجمعية التأسيسة باداء واجبين الاول ان تقرر مصير السودان كوحدة لا تتجزأ والثانى وضع دستور للسودان يتواءم مع القرار الذي يتخذ في هذا الصدد كما تضع قانونا لانتخاب برلمان سوداني دائم.
ويتقرر مصير السودان :
أ) اما بان تختار الجمعية التأسيسية ارتباط السودان بمصر علي اية صورة
ب) واما بان تختار الجمعية التأسيسية الاستقلال التام
مادة (13)
تعهد الحكومتان المتعاقدتان باحترام قرار الجمعية التأسيسية فيما يتعلق بمستقبل السودان وتقوم كل منهما باتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذ هذا القرار.
مادة (14)
اتفقت الحكومتان المتعاقدتان علي تعديل قانون الحكم الذاتى وفقا للملحق الرابع لهذا الاتفاق .
مادة (15)
تصبح احكام هذا الاتفاق وملحقاته نافذة بمجرد التوفيع واقرارا بما تقدم وقع المفوضون المرخص لهم بذلك من حكومتيهما هذا الاتفاق ووضعوا اختامهم عليه .
حرر بالقاهرة في اليوم الثانى عشر من شهر فبراير سة 1953
عن الحكومة المصرية
توقيع (محمد نجيب)
لواء أ.ح ختم
عن حكومة المملكة المتحدة لبريطانيا وشمال ايرلندا
توقيع (رالف اسكراين سينفسون)ختم
وقد حررت منه صورتان تودع واحدة منهما محفوظات الحكومة المصرية وتودع الاخرى محفوظات حكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال ايرلندا.
خطاب السيد الرئيس/ اسماعيل الازهري للمواطنين بمناسبة اعلان الاستقلال
ايها المواطنون الاحرار
بني وطني الاعزاء الابرار
احمد الله العلي القدير الذي من علينا بنعمة الحرية والاستقلال احمده تعالى على هذه المنة العظيمة ونسأله تعالى ان يوفقنا في اداء الشكر عليها برعايتها والمحافظة عليها بالعمل المخلص الجاد لخير الشعب واسعاده وتمكينه من المشاركة بقسط واف لاسعاد البشرية جمعاء وتوطيد اركان السلام في الارض بفضل الله العلي القدير وبفضل وعي الشعب وكفاحه المخلص الجاد وتضامنه ارتفع اليوم علم السودان الحر وحيته جماهيركم الحاشدة تحية الولاء والاخلاص لانه رمز كفاحكم المجيد وعنوان مجدكم التليد.
ايها المواطنون الاحرار
بني وطني الاعزاء الابرار
اليوم يوم العيد الاكبر لشعب السودان ويوم العلم المظفر الذي خفق عالياً رفرافاً فاشرأبت لتحيته اعناق المجاهدين الابرار الذين بذلوا التضحيات من اجل يومه المشهود ووقفوا طيلة الاعوام الماضية في عزم وايمان وثقة بالله وبالوطن يتلقون كل ما ينزل بهم من ويلات الاستعمار ليشهدوا اشراق شمسه وينعموا بدفئها وتبرها الذي يبث الخير والبركة والاسعاد لقد كان هذا اليوم منذ اعوام قليلة حلماً من الاحلام بل كان ضرباً من المحال في عين الاستعمار الغاشم الذي كان يراه بعيداً ونراه قريباً واعتماداً على الله واعتماداً على قوة الشعب ووعيه وسلامة ادراكه وايمانه بحق وطنه في العزة والكرامة والمجد.
ايها المواطنون الاحرار
بني وطني الاعزة الابرار
اننا اذ نقف اليوم على عتبات الحرية نستدبر ماضياً كالحاً اغبر لنستقبل عهداً مشرقاً ازهر لابد لنا من نطوف عابرين بما انطوى من الصفحات الماضية نستخلص منها العبرة ونستمد منها القوة فان الخصائص التي مكنت هذا الشعب الاعزل من ان يصارع الاستعمار القوي ويصرعه لا بد لنا ان نعيها فننميها لتكون دائماً وابداً هي الدرع الواقي لحماية الاستقلال ولصيانته ورعايته والمحافظة وسيكون من اعظم مفاخر هذا الشعب على مر الاجيال انه استطاع بحكمة بنيه وبثباتهم وايمانهم ان يستخلص حريته وينقذ استقلاله وسيادته من براثن الاستعمار بأقصر الطرق واسلم السبل دون ان يتكبد ما تتكبده الشعوب عادة من جريان الدماء انهاراً لتصل الى حريتها وتفك عنه اغلال عبوديتها لقد ران الاستعمار على البلاد بكلاكله طوال 57 عاماً يستبد بقدراتها ويعصف بخصائصها ويميت جذوة الحيوية في نفوس ابنائها ويشيع الفرقة البغضاء في ربوعها ليتم له الاستقرار وطول البقاء بين ارجائها فابت قامتنا ان تلين ابت عزائمنا من ان تستكين وامتنعت عزتنا ان تستهين فوقفنا دونه ونحن عزل نصاوله وننازله ميداناً اثر ميدان حتى صيرناه وعقدت لنا الراية النصر ـ ففي عام 1924م اشتعلت ثورة السودان المسلحة وظن الاستعمار بأنه قد اخمد اناسها يوم طغت قوته على قوتها ولكن فاته انها يقظة الشعوب التي لا تتراجع وما هي الا بعض اعوام حتى لملم الشعب اطرافه وجمع صفوفه وكان بعثة الواعي في حركة مؤتمر الخريجين الذي وعى من الماضي درسه ومن ثورته استخلص عبرته فانظم البوادي والحضر ليحمل في اجماع الشعب سلاحه الذي لا يفل وثورته التي لا تخذل وما زال الشعب بتلك الرسالة يتنقل بها من ميدان الي ميدان حتى بلغ الغاية وارقى الى النهاية وعلى سواعد الفتية القوية ارتفع اليوم علم السودان خفاقاً يعلن عن مولد الدولة الجديدة وينبئ عن شروق شمس الحرية والعزة والكرامة.
ايها المواطنون الاحرار
بني وطني الاعزة الابرار
لقد انطوت صفحة الماضي البغيض واشرقت شمس المستقبل السعيد ونحن اذ نقف اليوم بين عهدين جديرين ان نعمل ما علق بنفوسنا من الادران وان ننزع الصدأ الذي ران عليها لنواجه تبعات المستقبل اعزة اقوياء فان الاستقلال نعمة وخير ولكنه محفوف بالمكاره ومخلط بالاشواك ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فكما اثبتم بالامس جدارتكم في مناوأة الاستعمار فجدير بكم ان تثبتوا بعد اليوم مقدرتكم في صيانة الاستقلال ورعايته ومحافظتكم عليه وانا واثق انكم ستعضون علي هذه المكاسب بالنواجذ وان لا تتراجعوا قيد انملة من ما حققتم منها وان هذا الشعب الابي سيمضي قدماً في طريقه لا تستطيع قوة على ظهر الارض بإذن الله بفضله الذي اجزله على هذا الشعب تمرد به القهقري او ان تصرفه عن حماية استقلاله والتطور به الى اسمى درجاته ومراتبه.
ايها المواطنون الاحرار
بني وطني الاعزة الابرار
انني اعلنها من فوق هذا المكان عالية مدوية بأنكم اصبحتم منذ اليوم احراراً في دياركم وسادة على ارضكم فاستثمروا في نفوسكم معاني الحرية وحرروا عقولكم من اغلال الجهل والعبودية وليست الحرية اعلاماً ترفع ولا هي صكوك توقع بل هي امان وعزة تملأ النفوس وتعمر القلوب.
بني وطني الاحرار الابرار
اليوم اكتمل استقلالكم اتم الله نعمته عليكم فدخلتم من باب الحرية الفسيح العريض مرفوعي الرؤوس موفوري الكرامة امة ذات تأريخ مجيد نفضت عنها غبار السنين وحطمت الاغلال متحفزة للنهضة الحقة لنقف مع دول العالم الحر في صف واحد لنؤدي واجبها كاملاً غير منقوص نحو تقدم البشرية وخير الانسانية وارسال قواعد السلام في الارض لهذا الشعب امكانيات عظيمة لا مثيل لها امكانيات تذخر بها ارضنا الفسيحة التي يشمل اتساعها مليونا من الاميال المربعة ان الله العلي القدير ادخر لكم في ارضكم الخصبة الحبيبة طاقة لا مثيل لها مما تكتنزه الارض من مختلف المعادن النفيسة ومن خصوبة الارض البكر ومن المجال الحيوي الذي يهيء اكتاف الرخاء والسعادة لملايين عديدة من البشر ان نستاثر بها في ارضنا ولكننا سنمد منها ظلالاً كريمة وارفة على جيراننا وعلى امم الارض المحبة والسلام ـ لقد قطعتم شوطاً موفقاً لنيل التحرير وامامكم اشواطاً انتم جديرون ان تحرزوا قصب السبق في مضمار التعمير فعلى كل مواطن منكم ان يشعر منذ اليوم ان ما يبذله من جهد ويضاعفه من كد لن يذهب هدراً وان يستأثر به ظالم غانم انما مرده الى وطنكم الحبيب العزيز يزيده عمراناً ويرفع من قدرته بين الامم شأناً فضاعفوا الجهد وتفانوا في الكد عن القصد.
مواطني الاحرار
بني وطني الاعزة الابرار
شكراً لكم اذا وليتمونا ثقتكم الغالية فعليها بعد الله كان اعتمادنا ولقد كانت المعارك سلاحنا وعتادنا استطعنا بفضلها في عامين ان نستخلص لكم الحرية وان نحقق للبلاد الاستقلال ونعاهدكم في هذه اللحظة الرهيبة هذه اللحظة التاريخية الخالدة ان لا نخون لكم عهداً ولا نخلف وعداً لن نربطكم باحلاف ولا معاهدات بل نصون هذا الاستقلال عن كل ما ينصه من الروابط وسنقف في هذا العالم ربوة عالية ومنارة هادئة تشع السلام والطمأنينة والرحمة سنظل دائماً كرماء لضيوفنا اعزاء اوفيا لجيراننا نبادلهم مودة بمودة واخاء بإخاء وصداقة بصداقة.
مواطني الاحرار
بني وطني الاعزة الابرار
سيروا مرفوعي الرأس واشعروا انكم اليوم امراء اسياد في بلادكم لا تهنوا ولا تضعفوا وانت الاعلون ولن يترك الله ولا الوطن اعمالكم وسنسير مهتدين بعد الله على ثقتكم وتأييدكم لا نرد الا لارادتكم وانما ارادتكم من ارادة الله فاهنئوا باستقلالكم وانعموا بحريتكم وسيادتكم والنصر لكم وما النصر الا من عند الله.
والله ولي التوفيق
التأريخ 1/1/1956
الموكب التاريخي فرحا بالاستقلال
انتهت تلك الجلسة التاريخية بتلاوة الرسائل التي تحمل اعتراف الدولتين باستقلال السودان وسيادته الكاملة وذلك في مطلع عام 1956م.
سار الموكب من دار البرلمان الى سراي الحاكم العام وفي طليعته رئيسا المجلسين يتلوهم الكتبة وانتظم في صفين متوازيين اعضاء الحكومة والمعارضة وفي مقدمتهم رئيس الوزراء والى جانبه زعيم المعارضة ومن بعدهم وزراء الحكومة وانصارها في المجلسين يقابلهم في الجانب الاخر وزراء الظل وانصار المعارضة وفي حدائق السراي وقف ممثلو الدولتين والزعيمين الجليلين وكبار موظفي الدولة لمشاهدة ذلك الحفل التاريخي.
وقام رجال البوليس من العاملين في السراي بانزال علمي دولتي الحكم الثنائي السابق وقد سلما الى مندوبي الدولتين.
واشترك السيدان اسماعيل الازهري رئيس الوزراء ومحمد احمد محجوب زعيم المعارضة برفع علم السودان بين تهليل الجماهير وهتافاتهم وتلك الدموع التي هطلت من عيني الزعيم الخالد المغفور له السيد عبدالرحمن المهدي جعلت الكثيرين يشاركونه وكم هي غالية دموع الرجال.
ثمـــــــــــــار دانيــــــــة القطوف
عقد مجلس النواب جلسته رقم 42 في دورته الثالثة وذلك في يوم الخميس 15 ديسمبر سنة 1955م.
تقدم السيد يوسف حامد بابكر (شمال الفونج) بالسؤال رقم 430 الى السيد رئيس الوزراء ونصه كما يلي :
هل تلقت حكومة المملكة المتحدة اي وعد من حكومة السودان بمنحها قاعدة جوية في السودان؟
السيد اسماعيل الازهري (رئيس الوزراء) كلا ثم كلا وتبودلت الاسئلة الاضافية التالية :
السيد بلن اليردي بيور (بور) هل (كلا) هذه تنطبق على الاتفاق الذي قيل انه ابرم مع بريطانيا وامريكا بشأن الدفاع عن الصحراء ومن ضمنها هذه البلاد.
السيد اسماعيل الازهري ان مهمة حكومتي محددة في اتمام السودنة وقد تمت واتمام الجلاء وقد تم، ثم في جمع كلمة السودانيين حول الاستقلال التام وقد تم هذا ايضا ولم يبق الا اعلانه من داخل هذا المجلس يوم الاثنين القادم ان شاء الله وارجو الا يفوت حضرات نواب هذا المجلس الموقر حكومة ومعارضة قطاف هذه الثمار الدانية وارجو ان يقدموا عليه ويقروه بكل شجاعة واؤكد ان حكومتي لم توقع اتفاقا او معاهدة مع اي شخص كان او حكومة ولم تتقدم حكومتي بشئ مثل هذا الى هذا البرلمان ولن تتقدم به في المستقبل ان شاء الله.
السيد داك داي (وسط النوير شرق) اذا لم يكن هناك اتفاق فعلا فلماذا لا زالت بعض الطائرات الحربية تحلق فوق سماء السودان بعد الجلاء.
السيد اسماعيل الازهري اما ان الطائرات الحربية لا زالت تحلق فوق سماء السودان فذلك راجع الى اختصاص معالي الحاكم العام الذي اراد ان يتمسك بالحق الذي منحته اياه الاتفاقية في قوانين السودان، ولكن من حسن حظ السودان فان الحاكم العام قد قدم استقالته وهو في انتظار من يعينه هذا البرلمان ليحل محله وعندها سيبارح السودان، وارجو ان يوفق البرلمان في يوم الاثنين القادم في اختيار لجنة قومية تصبح رأسا للدولة وتكون مستقلة تماما وليست عملية لاية دولة من دولتي الحكم الثنائي وبذا ينتهي الحكم الثنائي وتكون للسودان السيادة التامة وعندها يكون من حق تلك اللجنة ان تسمح للطائرات الحربية ان تحلق فوق سماء السودان او لا تسمح لها.
السيد يعقوب حامد بابكر (الفونج شمال) ذكر السيد رئيس الوزراء ان يوم الاثنين المقبل سيكون يوم اختيار اللجنة التي ستستلم سلطات الحاكم العام وانا اعلم ان بحثا يجري بين الاحزاب في هذا الموضوع، فهل نفهم ان الاتفاق عليها قد تم او انه يأمل ذلك؟
السيد اسماعيل الازهري ارجو ان تنتهي المفاوضات بين الاحزاب المتحدة ولا اقول المؤتلفة سريعا ويتم الاتفاق اليوم او غدا وتتمكن في يوم الاثنين القادم من اجازة قرار اجماعي ونحقق للسودان سيادته التامة.
الوقائع الكاملة للجلسة التاريخية لاعلان الاستقلال من داخل البرلمان
المقترحات الاربعة التي تم التداول حولها في البرلمان : الاعتراف بالاستقلال وفيدرالية الحكم بالجنوب ورأس دولة سوداني وجمعية تأسيسية منتخبة لوضع واقرار الدستور وقانون الانتخابات
نشـاط محمــوم
شهد يوم السبت 17 ديسمبر سنة 1955م نشاطا واسع النطاق على اثر التصرحات التي ادلى بها السيد اسماعيل الازهري في مجلس النواب في يوم الخميس 15 ديسمبر سنة 1955م بشأن تحقيق الاستقلال باعلان من داخل البرلمان في يوم الاثنين 19 ديسمبر سنة 1955م
اتفق الرأي على تقديم اربعة اقتراحات ليجيزها البرلمان مجتمعا.
الاول بان تعطي الجمعية التأسيسية الاعتبار الكافي لمطالب الاعضاء الجنوبيين لحكومة فيدرالية للمديريات الجنوبية الثلاثة.
والثاني يتعلق بالاعتراف باستقلال السوان فوراً.
والثالث بشأن قيام رأس دولة سوداني والرابع بقيام جمعية تأسيسية منتخبة لوضع واقرار الدستور النهائي للسودان وقانون الانتخابات للبرلمان السوداني المقبل.
وحددت المادة 99 من قانون الحكم الذاتي سلطات الحاكم العام فيما يتعلق بالشئون الخارجية وتنص الفقرة 5 (ج) على الحصول على موافقة الحاكم العام لاجراء مداولات واجازة قرارات عن الشئون الخارجية كان الحاكم العام يقضي اجازته خارج البلاد ولا بد من صياغة الاقتراحات بطريقة لا تتناقض مع احكام تلك المادة ولا تعترض الدولتان المتعاقدتان على نصوصها.
وفي اجتماع عقد في الساعة العاشرة من صباح يوم الاحد 18 ديسمبر سنة 1956م بسراي الحاكم العام اشترك فيه وليم لوس مستشار الحاكم العام والمستر ما فروقور داتو الخبير في صياغة القوانين والمستر دنكان سكرتير الحاكم العام وكاتب هذه السطور امكن صياغة الاقترحات الاربعة باللغة الانجليزية وقام بترجمتها الى اللغة العربية قادة الاحزاب في البرلمان في اجتماع عقد بمكتب السيد رئيس مجلس النواب في نفس
استكمال عناصر السيادة
وفي جلسة مجلس النواب رقم 48 في دورته الثالثة في يوم الاثنين 26 ديسمبر سنة 1955 قال السيد مبارك زروق (زعيم المجلس)
سيدي الرئيس
ارجو ان اتقدم بالاقتراح التالي:
(انه من رأي هذا المجلس ان يكون الاتية اسماؤهم أعضاء في اللجنة الخماسية لممارسة سلطات رأس الدولة بموجب دستور مؤقت يقره البرلمان الحالي:
السيد احمد محمد صالح
السيد احمد محمد يس
السيد الدرديري محمد عثمان
السيد عبد الفتاح المغربي
السيد سرسيو ايرو
واضاف:
لقد أوضحت في يوم 19 الماضي أهمية هذه اللجنة لاستكمال الاستقلال وضرورة سرعة تعيينها لكيلا يوجد فراغ دستوري في البلاد.
وانني اذ اطلب من المجلس بجانبيه أن يؤيد هذا الاقتراح بالاجماع فانما اود ان اعبر عن ضرورة التمسك بالتقاليد التي استنها هذا المجلس في اجازة قراراته في هذه المسائل التي تمس المشاكل الدستورية العليا بالاجماع.
واني مقدما اتمنى للاعضاء الخمسة كل توفيق في مسئوليتهم الضخمة واثقاً من انهم سيحققون الامل المعقود عليهم في احترام الدستور وصيانة الاستقلال ووضع أفضل التقاليد الدستورية لرأس الدولة في السودان المستقل الحر.
ولا بد لي من اوضح يا سيدي الرئيس نيابة عن هذا الجانب (جانب الحكومة) بانهم حاولوا ان يحلوا الخلاف بكل الطرق الممكنة واخيراً اضطرتهم اعتبارات المصلحة العليا وعدم تأخير تطور السودان الديمقراطي ان يقبلوا الاقتراح. بقيت نقطة مهمة وهي اني ارجو ان يسد الفراغ باسرع فرصة ممكنة من اجازة الدستور المؤقت الذي تمارس فيه اللجنة سلطاتها اذ لا يمكن ان يكون قيامها دستورياً الا بذلك وبعد اداء القسم كما يحدد صيغته وطريقته ذلك الدستور.
السيد عبد الله بك خليل (شرق دارفور):
يا سيدي الرئيس
انني أوافق السيد زعيم المجلس في كل ما قاله الا في نقطة واحدة وهي ان ذلك الجانب (جانب الحكومة) قد ضحى للوصول الى هذه النتيجة وهذا في رأيي غير حقيقي لان المعروف ان العمل كان بالاجماع وكانت التضحية من الجانبين.
وقد كنت عضواً في تلك اللجنة التي كانت تحاول الوصول الى النتيجة ولم أر أو الاحظ ان هذا الجانب اقل تضحية من الجانب الآخر ولكن الحقيقة انه كان اكثر تضحية من الجانب الآخر في كل المواقف.
السيد محمد احمد محجوب (زعيم المعارضة):
يا سيدي الرئيس
ان الوقت لا يحتاج الى الحديث عن التضحيات وكلما ارجوه هو ان يقر هذا المجلس الاقتراح بالاجماع لنسير في طريق الاستقلال والسيادة.
السيد حسن الطاهر زروق (الخريجين)
سيدي الرئيس
لقد كانت المسائل العامة التي تهم جميع المواطنين والتي يقرها هذا المجلس يتم الاتفاق عليها من كل الاحزاب وتنال ايضاً موافقة كل الهيئات غير الحزبية وقد سجلنا بذلك انتصارات شعبية كان للشعب نصيب فيها ولكننا في هذه المرة لم نسلك اشراك المواطنين في موضوع خطير جداً هو اللجنة الخماسية اذ لا بد لنا في امر كهذا من موافقة جميع الناس واجماعهم عليه.
اننا لا نريد ان نطمئن ازاء هذه المسألة فحسب بل على ما نحن مقدمون عليه من خطوات في المستقبل فالملاحظ ان المشاورات التي تمت في اقرار هذه اللجنة قد ابعدت عنها العناصر الوطنية المخلصة ولم تشترك في هذه المشاورات جماهير العمال والمزارعين الذين لا يمكن ان تمثل مصالحهم هذه الاحزاب وكذلك ابعد عن هذه المشاورات بطريقة غريبة حزب الجبهة المعادية للاستعمار المدافع دائماً عن حقوق طبقة العمال والمزارعين والذي كان ولا يزال في مقدمة المناضلين لالغاء منصب الحاكم العام فاذا كان هذا هو الموقف بالنسبة لهذه اللجنة فاعتقد أن الوزارة القومية التي نحن بصددها الآن اخشى انها لا تمثل كل الطبقات.
السيد الرئيس : اعتقد ان الوزارة القومية لا علاقة لها بهذا الموضوع.
السيد حسن الطاهر زروق: لم يكن غريباً يا سيدي ان تقدم الينا اسماء لا نوافق عليها جميعا ولا نقرها ففي القائمة التي قدمت لنا نجد اسمين. السيد محمد يس والاستاذ عبد الفتاح المغربي. فهناك يا سيدي الرئىس مقياس واحد نزن به الناس ونضعهم على اساسه في اخطر المناصب وذلك هو تاريخهم الوطني وجهادهم في سبيل حرية بلادهم على هذا وحده ينبغي ان نبني اختيارنا للاشخاص الذين نضعهم على المناصب الرئيسية المتعلقة باستقلال البلاد وكان الواجب يقتضي استفتاء الشعب في اختيار الذين يمثلون رأس الدولة.
السيد محمد احمد المحجوب: اعتقد ان العضو المحترم خرج عن الموضوع الذي امامنا فنحن نتحدث عن لجنة مؤقتة تمارس سلطات رأس الدولة وليست رأس الدولة المستديم.
السيد الرئيس: ليست هذه نقطة نظام لان العضو يتحدث عن وجهة نظره
السيد حسن الطاهر زروق فاذا كانت الظروف الخاصة لم تسمح باشتراك كل المواطنين في انتخاب هذه اللجنة فلا اقل من ان تشترك جميع الهيئات حتى نضمن تمثيل كل وجهات النظر السياسية والنقابية.
ولكن الامر قد تم بصورة غامضة في اجتماعات لا صلة لها بالشعب وحسب المقياس الذي وضحته في اختيار من يشغلون هذه المناصب المهمة ارى ان يوضع اسما الاستاذ احمد خير والاستاذ احمد مختار.
السيد الرئيس: اعتقد ان هذا التعديل جاء متأخراً وكان يجب ان يقدم قبل اليوم.
السيد حسن الطاهر زروق: لم نخطر بالوضع النهائي لتشكيل هذه اللجنة الا قبل دقائق من انعقاد هذا المجلس.
السيد الرئيس: هذا الاقتراح قدم يوم السبت الماضي واجلت الجلسة للنظر فيه الى هذا اليوم وعليه فاعتقد ان حديث العضو المحترم غير مطابق للحقيقة.
السيد حسن الطاهر زروق: انني اكرر يا سيدي الرئيس ان وضع اللجنة وضع لا تتوفر فيه القومية ولا الاجماع الذي كنا نحرص عليه ولهذا فان حزب الجبهة المعادية للاستعمار يجد نفسه مضطراً لان يعارض هذا الوضع ولا يوافق عليه.
اجيز الاقتراح بالاغلبية
تقـــديم الاقتراحــــات
بغرفة اللجان بمجلس الشيوخ في يوم الاحد 18 ديسمبر سنة 1955م اجتمع في الساعة 12 ظهرا السادة :
مبارك زروق
علي عبدالرحمن
محمد امين السيد
ابراهيم المفتي
خضر حمد
بوث ديو
عبدالله بك خليل
ميرغني حمزة
بنجامين لوكي
غوردن ايوم
محمد نور الدين
يوسف العجب
حسن الطاهر زورق
بعد ان اطلع الاجتماع على نصوص اقتراحات اعلان الاستقلال من البرلمان مجتمعا استقر الرأي تسجيدا للروح القومية وتدعيما للوحدة الوطنية ان يتقدم اعضاء من الصفوف الخلفية من جانبي المجلس بتلك الاقتراحات على ان يعقب على المداولة في كل اقتراح السيد محمد احمد محجوب زعيم المعارضة والسيد مبارك زروق زعيم المجلس.
الاقتراح الاول - الخاص بمطالب الجنوبيين لاتحاد فدرالي يقدمه السيد ميرغني حسين زاكي الدين (دار البديرية) يثني الاقتراح السيد بنجامين لوكي (ياي).
الاقتراح الثاني - طلب الاعتراف بالاستقلال فورا يقدمه السيد عبدالرحمن محمد ابراهيم دبكة (بقارة نيالا غولاب) يثني الاقتراح السيد مشاور جمعة سهل (دار حامد غرب).
الاقتراح الثالث - القيام رأس دولة سوداني يقدمه السيد حسين جبريل سليمان (دار مساليت جنوب) يثنى الاقتراح جشوا مالوال مث (غرب النوير الجبل).
الاقتراح الرابع - قيام جمعية تأسيسية منتخبة :
يقدمه السيد محي الدين الحاج محمد (تقلي جنوب) يثني الاقتراح السيد حماد ابو سدر (الجبال الشمالية شرق) انتهى الاجتماع الذي تأجل بناء على اقتراح من السيد عبدالله بك خليل في يوم الخميس الماضي في الساعة الواحدة بعد الظهر وكان السودان على موعد مع القدر لاتفاق كلمة ابنائه لاعلان الاستقلال.
في ذكراه الـ 52 هل اكتمل الاستقلال وانتهي دور البرلمان باعلانه؟
(اخبار اليوم) تعيد شريط الاستقلال في استطلاع واسع مع برلمانيين ورسائل مهمة في الذكري
الهندي: الاسـتقـلال كـان محل اجماع
د, الحـبـر : تحـقق الاستقلال وفشـلنا في التنمية
اعدا د: نجل الدين ادم
هل تحقق الاستقلال فعليا ام ان هنالك استقلالا ينتظره الشعب . وهل انتهي دور البرلمان باعلان الاستقلال داخل البرلمان في 19 ديسمبر 1955م ؟
وماهي الرسائل التي دفع بها ممثل الشعب في البرلمان في ذكري الاستقلال . وما المطلوب من الهيئة التشريعية للمحافظة على الاستقلال الذي تم ؟ كلها اسئله انطلقنا بها في الذكري 52 لاعلان الاستقلال الي نواب الشعب نواب المجلس الوطنى لاعادة الذكري والبحث عن اجوبة لتساؤلاتنا فكانت حصيلة ثرة:
تحقق الاستقلال وفشلنا في التنمية
عباره اطلقها البروفيسور الحبر يوسف نور الدائم البرلماني عن دوائر الاخوان المسلمين وهو يعيد شريط الاستقلال ذكراه بعد مرور 52 عاما .. قال أن الاستقلال درس ينبغي علي الناس اجمعين أن يلتفتوا اليه في كل مرة لانه باجماع الكلمة وتوحيد الصف يستطيعون انجاز الكثير ويضيف اننا استطعنا في فترة من الفترات في ذلكم اليوم المجيد ان نحقق انجازا ضخما ولكننا فشلنا في تحقيق التنمية وكان الشعار المرفوع هو التحرير قبل التعمير وانه لابد من السعي من اجل النهوض بالبلد ويؤكد د. الحبر في حديثه ان كثيرا من الدول التى نالت استقلالها بعد السودان استطاعت ان تنهض في مجالاتة التنمية ويري ان من الدروس والعبر المستفاده من الاستقلال هي أن تظل مسألة الوفاق الوطنى نقطة جوهرية كما نادوا به ويمضى د . الحبر في قوله ان الاستقلال الفعلي يتمثل في التوجه المستقل في الشخصية ذات النظره المستقلة ويشير هنا الي لا مخرج للامة السودانية الا عن طريق التعليم بكل ضروبه
الاستقلال بدأ من نيفاشا
ولكن العضو البرلماني حسن نور الدين عن كتلة سلام دارفور التى دخلت الحكومة اخيرا يري ان الاستقلال الحقيقي كانت الخطوة الاولي منه اتفاقية نيفاشا في العام 2005 وانها هى التى وضعت البنيات الاساسية لشكل الحكم المتوازن في السودان لكل مكونات الامة السودانية تشترك بعدالة في السلطة وتوزيع موارد الثروة بعدالة واضاف هي بداية نأمل ان نواصل فيها
الدول لا تعيش في فراغ سياسي:
الاستاذ صديق الهندي القطب الاتحادي وعضو البرلمان يري أن ماتم في الاول من يناير 1956 كان استقلالا حقيقيا ويقول لكن الدول لا تعيش في فراغ سياسى وقانوني وان الحرية والاستقلال تقاس بمدي استقلال الدول في امور عدة منها الاستقلال في قرارها وعدم وجود جيوش اجنبية ويشير الي أن الاتسقلال لم يكتمل بعد اعلانه في البرلمان الا عند جلاء قوات المستعمر وتحقيق السودنة في مؤسسات الدولة ويقول الهندي ان الاستقلال كان محل اجماع بالطريقة التى انجزت به وتابع لابد لنا ان نحيي في هذه المناسبة الاوائل واللاحقين اعضاء الحركة الوطنية بكل الوان اطيافهم لانهم ناضلو وقاتلوا وفكروا وقرروا ليأتي الاستقلال بهذه الصوره
هل مطلوب من آباء الاستقلال ان يحكموا حتى الان .
الهندي اطلق في هذه المناسبة سؤالا قال فيه .. هل مطلوب من آباء الاستقلال أن يحكموا من قبورهم ويصلحوا الحال ام انها مهمة الاحياء؟
الاجابة كانت حاضره , وهي ان هذه المهمة مهمة من حضر ويقول ان حالة الضعف التي انتابت الدولة والبلد كانت بسبب الانقلابات العسكرية والحركات الجهوية والتي ليست للشعب علاقه بها ويثبت الهندي بعض الحقائق ان الانقلابات التى حدثت كلها لم يكن للجيش السوداني علاقه مباشرة بها ان ما يحدث كانت خيارات حزبية الاستقلال جعلنا على الاقل نتفق على الثوابت نظريا والحديث للهندي وانه لابد من الاستفادة من التجارب الغنية في الانقلابات سواء كانت سلبية او ايجابية الهندي يقول هنا ان اكبر تضامن سياسى كان لحظة اعلان الاستقلال ويتفق معه في القول الاستاذ عبد الله بابكر من دوائر المؤتمر الوطنى ولاية الجزيرة ويوضح الهندي ان التضامن كان بحضور الازهري والسيد عبد الرحمن المهدي والسيد علي الميرغني واخرين في تلك اللحظات رغم الاختلاف حول ما اذا كان من الافضل الاستقلال الكامل او الاستقلال من الانجليز والبقاء علي الوحدة مع مصر.
العضو البرلماني حسن نور الدين من حركة تحرير السودان يعضد علي حديثه بان الاستقلال بدأ بنيفاشا بما تحقق من مكاسب حقيقية كان يطالب بها البعض من الفدرالية ويضف والحديث له الاستقلال يلزم عمل طويل وشاق مع كل القوي السياسية تجاه ارساء قواعد صلبه للفدرالية الحقيقية في اقاليم السودان والسعي لارساء نظام حكم يقوم بمسئولياته وتقوم الحكومة الاتحادية بمسئولياتها تجاه الاقاليم الاقل نموا لتكامل الاصداف الاقتصادية والسياسية حتى يرتفع اسم السودان في مصافي الدول العظمي
رسالة لنبذ الخلافات والتمزق
هذه الرسالة قدمها العضو البرلماني عن دوائر المؤتمر الوطنى ولاية الجزيرة بان يحافظ الجميع علي استقلال الوطن والبعد عن الخلافات والتمزق الذي قال ان الوطن يعيشه اليوم وان يلتف الجميع حول رايات الوطن الكبري والحفاظ علي ما تحقق بعد نضال كبير وشاق ويدفع عبد الله بابكر هنا بمناشدة خاصة الي القيادات السياسية على رأسها زعماء الاحزاب والتنظيمات بضرورة أن يجلسوا ويحافظو علي مكتسبات الامة وان يحترموا القوانين ويعملوا علي تعديل البعض منها لبسط الحريات في كافة المجالات يمضي عبد الله بابكر في حديثه بارسال رسالة خاصة لمواطنى الجزيره بضرورة الحفاظ علي وحدة الوطن ورتق النسيج الاجتماعي باعتبار انها اصبحت صمام الامان لوحدة الوطن حتي تصبح الحزيرة مكانا للاستقرار
دور مهم للبرلمان
العضو عبد الله بابكر دعا في احدي رسائله بمناسبة ذكري الاستقلال لزملائه في البرلمان بالمحافظة علي وحدة الوطن وان يلعب المجلس الوطنى دورا اساسيا في الحفاظ علي ما تحقق من مكاسب وان تكون مهمة التمثيل النيابى بعيدة عن المكاسب الشخصية والحزبية وأن تكون كلمة الوطن هى العليا وان يلتف الجميع حول ما يجمعهم لا ما يفرقهم وأن يسعي الجميع للممارسة البرلمانية الراشدة التى تقضي للحفاظ علي تماسك الجبهة الداخلية وان يكون نواب الشعب في مستوي راقٍ ومتقدم
هل انتهي دور البرلمان برفع علم الاستقلال
عبد الله بابكر يقول هنا أن دور البرلمان لم ينته باعلان الاستقلال الي رفع العلم ولكن هنالك دورا كبيرا يلعبه في مجالات التشريع ومراقبة الجهاز التنفيذي للوصول للحكم الراشد
بابكر يقول في رسائلة بمناسبة ذكر الاستقلال انه لابد للبرلمان من لعب دور في توحيد الجبهة الداخلية والالتفاف حول المصالح القومية للوطن في حالة تمزق يشهدها الوطن وبسبب الخروج عن القانون والبحث عن المكاسب الشخصية لتفويت الفرصة على المتربصين
الجنوبيون وخيارات الوحدة
الاستاذ جوزيف اجوانق احد القيادات الجنوبية البارزه والعضو البرلماني عن دوائر المؤتمر الوطني يقول اخواننا الجنوبيين كانوا قد طالبوا بالفدرالية ولان الجنوبيين بما تحقق وحازوه من مناصب وغيرها وحدويون اكثر من عناصر اخري في البلاد ورسالة الاستاذ جوزيف في ذكري الاستقلال هي ضرورة وقف صوت السلاح وان يسلك الناس مسلك الحوار ويضيف جوزيف في حديثه بالقول ان ذكري الاستقلال هذه لها طعم خاص سيما بعد الاتفاقيات التى تمت بعد صراع بين ابناء الوطن الواحد ويدعو هنا قطاعات الشعب والحكومة ان يعملوا علي لم الشمل وان يتجه الجميع للعمل سويا للمصالح العليا للبلاد وينبه اجوانق الي ان المستعمر عندما يدخل بلدا حتما سيكون له مصالح اقتصادية وسياسية واخري
بناء مؤسسات دستورية
الاستاذ صديق الهندي القيادي الاتحادي يري ان مرحلة النضال وتحقيق الاستقلال وبناء المؤسسات الدستورية في بدايات الحكم الوطني اكبر رسائل يمكن ان تبعث في هذه الذكري وهي دروس محل اهداف سامية لايجوز للمواطن والاحزاب المساس بها ومتطلباتها ويؤكد هنا ان الحاجة لها اليوم اكبر من أي وقت مضي في بناء الوحدة واعادة بناء النظام الديمقراطي وفي بناء الثقة وفي اعادة بناء الدولة كدولة نظاما ومجتمعا واتجاه نحو التنمية ويسترجع الهندي ذكري اعلان الاستقلال داخل البرلمان في التاسع عشر من ديسمبر 1955 وماتم من وفاق وقتها ويقول الهندي ان الاستقلال كان ثمرة نضال الشعب السوداني ويشير الي أن تقديم مقترح اعلان البرلمان كان فيه وفقا بين الاحزاب كافة في الجمعية التأسيسية عندما قدم احد الاعضاء مقترح الاستقلال وثناه اخر ووافق عليه الجميع بالاجماع ويري الهندي ان اكبر تحدٍ يعد اعلان الاستقلال داخل البرلمان كان انجاز الدستور المؤقت والاتفاق علي علم البلاد والسلام الجمهورية مشيرا الي أن كل هذه القضايا انجزت خلال ايام وتم اعلان الاستقلال في1/1/1956 بتضامن ضخم كان فيه زعماء الحركة الوطنية حضورا
هذه الذكري معلم بارز
الاستاذ محمد نور اسماعيل جميل احد قيادات الشرق وعضو البرلمان عن دوائر حزب المؤتمر الوطنى قال أن هذه العيد يأتي متزامنا مع كل الانفراجات التى حدثت في الساحة السياسية السودانية ويضيف ان من الاعياد التى خطي فيها السودان خطوات كبيرة وعظيمة لانه يحقق استقلاله تماما باتساع مساحة السلام وكذلك من الجانب الاقتصادي الذي حدثت فيه انجازات كبيرة ويؤكد جميل أن السودان يخطو الان خطوات جيدة نحو التقدم والازدهار ويضيف بالقول من هذا المنطلق فان هذا العيد معلم بارز في حياه الشعب السوداني وتمني ان تكون الاعياد التى تليه اكثر تقدما وانفراجا لكل مشاكل السودان
نعم استقلال حقيقي
قالها الاستاذ محمد نور عند سؤالنا له هل تحقق استقلال حقيقي ام أن هنالك استقلال ينتظر تحقيقه ويعضدد جميل حديث ان الشعب السوداني يملك الان قراره تماما من تصرف في موارده وامتلاكه لحياته السياسية ويضيف هذا الاستقلال حقيقي نحن نتطلع في العام المقبل ان تكتمل مساحة السلام في دارفور وبالتالي يكون قد تحققت للشعب السوداني امانية في الاستقرار والسلام والحياة الكريمة اما الرسائل التى دفع بها جميل في هذه الذكري هي ضرورة ان يتماسك الشعب السوداني ويتوحد ويقوي النسيح الاجتماعي بين افراده في الشمال والجنوب والشرق والغرب حتي يبني السودان ويسع الجميع فيه مستقبل باهر للاجيال القادمة ويؤكد جميل ان دور البرلمان لم ينته باعلان الاستقلال وأن عليه ان يعمل علي تقدم السودان وتطويره ويشير الي ان البرلمان يقوم بهذه الادوار كاحسن ما يكون ويقود الشعب السوداني نحو التقدم والازدهار وتعميق روح التعاون والانسحام الاجتماعي وتطوير الحياة السياسية.
52 عاما في التراكمات السالبة
هذه هي حصيلة الاستقلال
احمد عمرابي
كيف يمكننا اعادة بناء الاقتصاد الوطني ليكون اقتصاد وفرة وعدالة ونظام ديمقراطي متكامل يطغى فيه لدى القيادات الحزبية استشعار المسئولية الوطنية على ممارسة الحريات الاساسية ونظام تعليمي يخرج كفاءات ومهارات بمستوى نوعي عالمي وخدمة مدنية تتميز بالكفاءة والنزاهة.
هذه التحديات ليست حديثة العهد فهي تساؤلات عن عهود متصلة في الفشل والانهيار على هيئة تراكمات على مدى 52 عاما منذ اعلان الاستقلال في مطلع يناير 1956م.
وابتداءً ليس في الانصاف تحميل مسئولية الفشل والانهيار للانظمة العسكرية والاستبدادية وحدها ولا للحكومات الحزبية وحدها فهذه المسئولية التاريخية تتقاسمها العهود الدكتاتورية مع العهود
الديمقراطية الحزبية وايضا مع الفئات الشعبية سواء كانت قواعد جماهيرية للاحزاب او منظمات نقابية او الجماهير على اطلاقها خاصة في مناطق الحضر.
لقد جاء الاستقلال على عجل اذ لم نكن مستعدين لتحمل اعبائه ومسئوولياتها الوطنية وبينما وفر الاستقلال مع ذلك فرصة لبروز زعامة او زعامات من طراز بناة الامم من امثال جواهر لان نهرو وجمال عبدالناصر وكاسترو فانه لم يرتق الى هذا المستوى قائد سوداني واحد ليتبنى دورا تاريخيا جاهزا يبحث عن صاحب.
لكن الانكي والادعى للاسف ليس فقط غياب قيادات للبناء الوطني بل هو الفشل حتى في المحافظة على الميراث الذي خلفته الادارة الاستعمارية البريطانية.
اعلان الاستقلال كان مسبوقا بمرحلة حكم ذاتي وفقا لبرمجة سياسية متفق عليها سلفا بين دولتي الحكم الثنائي - بريطانيا ومصر- تجسدت في ما اطلق عليه «اتفاقية السودان» لعام 1953م حيث تولى «الحزب الوطني الاتحادي» بقيادة اسماعيل الازهري الحكم في مطلع عام 1954م بموجب انتخابات برلمانية.
هنا تلزمنا وقفة قصيرة لندرك ان اولى الاخطاء التاريخية الجسيمة التي ارتكبت بحق مستقبل الوطن تمثلت في برنامج «السودنة» اي الاستغناء عن الموظفين البريطانيين الذي كانوا يشغلون المناصب العليا في وحدات الخدمة المدنية بموظفين سودانيين كانت تلك خطوة سابقة لاوانها.. فلم يكن يتوفر آنئذ العدد المطلوب في الكفاءات السودانية وكانت النتيجة ان الطواقم العليا في وحدات الخدمة المدنية اصبح يشغلها سودانيون ليسوا اهلا لها باي معيار من معايير التعلم او التدريب او الخبرة النوعية.
تلك كانت الضربة القاصمة الاولى ضد الخدمة المدنية فهزتها من الجذور فمن بين وكلاء الوزارات الجدد لم يكن هناك سوى واحد تلقى دراسة جامعية كانت خلفية غالبيتهم العظمى انهم كانوا كتبة تنقصهم قدرات صنع القرار والابتكار، واذكر ان احدهم روى في سياق مقابلة اذاعية ان تعليمه النظامي انتهى عند مرحلة المدرسة الوسطى وكان يقول ذلك من قبيل التباهي الذاتي ليبرهن على «عصاميته».
الضربة القاصمة التالية للخدمة المدنية هي تلك الظاهرة التي يطلق عليها «الصالح العام» ويا له من اسم يتناقض تمام مع مضمونه.
بكلمة واحدة .. اسلوب «الصالح العام» هو طرد موظف عن منصبه دون سبب شرعي يتعلق بالكفاءة او النزاهة فالقرار في هذه الحالة سياسي او شخصي لا علاقة له على الاطلاق بالاداء الوظيفي المهني.
ومن الانصاف ان نقول ان الحكومات الحزبية لم تلجأ الى استخدام هذا الاسلوب اللا اخلاقي الا في بضع حالات نادرة جدا لكن مع ذلك فانها لم تقم بالغاء التعديل القانوني الذي بموجبه اقحمت مادة «الصالح العام» على قانون الخدمة المعاشية.
هذا التعديل ابتدرته حكومة «17 نوفمبر» العسكرية (1958 - 1964م) ورغم ان هذه الحكومة العسكرية استخدمت المادة في بضع حالات تعد على اصابع اليد الا ان عدد الضحايا بلغ في «حكومة اكتوبر» اليسارية العشرات وفي نظام نميري المئات .. وفي نظام «الانقاذ» الألوف.
لقد ادى تطبيق بدعة «الصالح العام » على مدى نصف قرن حتى اليوم الى افراغ الخدمة المدنية من ما يستعصى حصره من اصحاب الكفاءات ذوي الخبرة والاستقامة والغيرة المهنية لفتح المجال للعاجزين والفاسدين، وهكذا انتهى عهد الولاء المهني للوظيفة ليحل محله عهد الولاء الشخصي للنظام الحاكم.. فانهارت مستويات الاداء.
ويرتبط انهيار الخدمة المدنية ارتباطا وثيقا وعضويا بانهيار النظام التعليمي وتدهور الاقتصاد الوطني.
كأكبر مخدم في البلاد تعتمد الخدمة المدنية في تجديد كوادرها البشرية على ما تخرجه الجامعات والمعاهد والمدارس ولطبيعة الحال فانه حين يتدنى المستوى التعليمي للخريجين فان ذلك ينعكس تلقيائيا علي وحدات الخدمة المدنية.
عبر عقود متصلة شهدنا ونشهد كيف انتقل النظام التعليمي في البلاد من مرحلة «النوع« الى مرحلة «الكم» فصارت الجامعات والمعاهد والمدارس تخرج لنا افواجا تلو افواج في شبه الاميين الذين لا يحسنون كتابة جملة واحدة باللغة العربية الام دون خطأ في التركيب او الاملاء او النحو فضلا عن التعبير بلغة اجنبية.
لقد لاحظت في بلدان الخليج ان هناك «كفاءات سودانية في مجالات الادارة والقانون والهندسة والطب والاعلام يشغلون اعلى المناصب في مؤسسات كبرى تمارس اعمالها على نطاق عالمي ولكن نبهت احدهم الى ان هذه الكفاءات تمثل جيلا في الذين تخرجوا في عصر التعليم الفرعي في السودان، والمؤسف حقا انه جيل منقرض بعد حلول النظام التعليمي الكمي.
في الميدان الاقتصادي تأثرت الخدمة المدنية سلبا من ناحيتين رئيسيتين : اولا انهيار المستوى الادائي في المؤسسات الاقتصادية والمالية .. وثانيا انعكاس التدهور العام للاقتصاد الوطني على مستوى الدخل الشخصي للموظفين بكافة مراتبهم، كانت البداية في منتصف سبعينات القرن الماضي حيث اصبحت الرواتب الشهرية لا تفي بالمتطلبات اليومية لاي حد ادنى من المعيشة الا لبضعة ايام او اقل، وكانت النتيجة الحتمية هي ان من تبقى في كفاءات او شبه كفاءات لم يكونوا بحاجة الى «صالح عام» لاقصائهم من الوظيفة .. فقد اضطرهم الشظف المعيشي الى الخروج الطوعي من الخدمة ومن ثم الهجرة الى الخارج.
ولا يكتمل الحديث عن تدهور الاقتصاد الوطني دون التطرف الى عاملين اساسيين : الارتهان الى «صندوق النقد الدولي» وشروطه اللا انسانية هذا الارتهان ابتدره نظام نميري بارتضاء تطبيق الشروط التي في مقدمتها الغاء الدعم العسري الحكومي للسلع والخدمات الاساسية من ناحية خفض اسعار صرف العملة المحلية بحيث انهارت قوتها الشرائية الى حضيض بعد حضيض.
والانهيار الاقتصادي مرتبط بدوره بانهيار النظام الديمقراطي التعددي.
ان الانظمة الانقلابية الاونقراطية تتحمل بالطبع المسئولية بالدرجة الاولى لكننا لانستطيع اعفاء القيادات الحزبية من المشاركة في المسئوولية كما لا نستطيع اعفاء انفسنا كفئات جماهيرية.
الانظمة الاونقراطية بطبيعتها تصادر الحريات العامة وتلغي قاعدة سيادة القانون واستغلال القضاء لكي تجعل نفسها فوق المحاسبة، وحينما تكون خارج المحاسبة فانها تجنح الى ممارسات الفساد كنهج منظم.
ولكن ما كان لذوي التوجه الانقلابي ان يضعوا توجههم موضع التطبيق الا بعد ان ادركو في كل مرة ان النظام الديمقراطي يفقد هيبته بسبب الافلاس السياسي للاحزاب وقياداتها مما ينتج عنه استهتار بالديمقراطية من خلال مكايدات سلطوية غير موضوعية.
وكفئات جماهيرية لم يكن بمنأي عن هذا الاستنفار باساءاتنا استخدام الحريات التي يكفلها النظام الديمقراطي من ناحية وترحيبنا بادئ الامر بالحركات الانقلابية.
وبعد .. هذه هي حصيلتنا بعد اكثر من نصف قرن من الاستقلال وهي حصيلة في الضخامة والخطورة المصيرية بحيث انه لن تجدي في التعامل معها سوى رؤية قومية شاملة تشارك فيها كافة الصحف السيارة
اخبار اليوم
ا/1/2008
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
الكيك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست