|
الحج السياحى .....يوقف دولاب العمل فى السودان
|
كان دولاب العمل وحركته شبه متوقف فى الايام الماضية فى السودان والسبب شعيرة الحج .. وهذا الشىء الغريب الذى نتفرد به من دون المسلمين اتانا بعد استلام الاخوان للسلطة ومعهم ظهر الحج السياحى او المظهرى الذى تتفضل به جهات عديدة فى الحكومة على بعض الناس .. ولها فى ذلك مارب اخرى .. الا ان حج هذا العام كان متفردا اذ ذهب معظم المسؤولين للحج تاركين عمل الدولة متوقفا عليهم الى ان يعودوا .. واصبحت نغمة المسؤول فى الحج انما تدل على الاهمال والاستخفاف بالعمل وامر الدولة الرسمى .. وكثير من المعاملات المهمة والاستثمارية والاقتصادية وقرارات مصيرية ظلت معلقة لان كبار المسؤولين فى الحج وشكا لى الكثيرون من هذه الظاهرة التى لامعنى لها والتى تجعل المسؤولين يهاجرون بمجموعهم نحو الاراضى المقدسة كل عام لا يكتفون بواحدة او اثنيين وانما ثلاث ورباع وخماس وان شئت سداس وسباع والماعاجبو يشرب من البحر وباموال الدولة كمان .. الزميل مرتضى الغالى دائما ما يلمس و ما يحس به جمهور القراء فكتب فى هذا الشان ما يلى ... الايام العدد رقم: الاحد 8695 2007-01-07 مسألة
مرتضي الغالي
الهيئات التي تحرص على إصدار الفتاوى (في الهينة والقاسية) ليتها توضح لنا رأيها في جواز قيام أولياء الأمور بالحج من أموال الدولة (إذا كان الأمر كذلك) أو من أى موارد أخرى في حين ان البلاد تمتلئ بالمجاعات والفقر وحالات الطرد من الدراسة للطلاب المعوزين بسبب العجز عن سداد الرسوم وتأخر سداد المعاشات والمرتبات .. الخ ولعل الأنباء قد تناقلت رفع جلسة مجلس الوزراء بسبب تغيب غاليبة أعضائه في رحلة الحج وبطبيعة الحال فإن الناس يتحدثون ويقولون إن أى وزير لا محالة يصطحب معه مجموعة صغيرة أو كبيرة من المرافقين واذا كان ذلك كذلك فإن هذا الأمر لا ينسجم مع حالة البلاد العامة (ومعاتبتنا للمانحين في أوسلو) ومن حيث الفقر العام والأولويات الملحة العاجلة دعك من الضرورات السياسية التي تلزم بقاء المسئولين على مقاعدهم لمواجهة الأخطار والتحديات اليومية خاصة الأمنية في جميع إنحاء البلاد علاوة على الجرح الدارفوري المفتوح. والمسألة الأنكى ان حج السادة المسئولين هذا في معظم أحواله يدخل في (باب النافلة) وليس فرض العين : أولاً لما هو معلوم من مهمة المسئولين في إدارة شئون البلاد ، وثانياً لأن الحجة الثانية والثالثة للمسئولين الكبار في مثل ظروف السودان الحالية لا تدخل في باب الضرورة ولا القدوة الحسنة التي تشاطر الحالة العامة للمواطنين الفقراء ..! هذه هي ذات الحالة التي فك شفرتها الإمام علي بن أبي طالب حين أجاز تمتع الناس بأطايب الرزق الحلال ولما قال له أحدهم وأنت يا أمير المؤمنين لماذا إذن تلبس الخشن وتأكل الجَشَبْ وهو الطعام البائس القليل فماذا قال لهم الإمام علي ؟ قال لهم إن الله إفترض على إئمة العدل ان يقدروا أنفسهم بالعوام لئلا يُشنع على الفقير فقره ..!! ( الله .. الله .. من يريد الإقتداء) ؟! في أيام العيد وفي سرادق عزاء لفت أنظار الحاضرين أحد أبناء المدينة من الذين يشكون من بعض الاضطراب النفسي حيث وقف يتحدث بصوت جهوري ناعياً على المسئولين ذهابهم الجامعي للحج (كما قال) في حين لا يجد العاملون بمستشفى أم درمان مستحقاتهم المالية وهم على أعتاب عيد الأضحى وقد إنتبه له الحاضرون وهزوا رؤوسهم استحساناً لحديثه ، وعلى كل حال فإن كثيراً من الحق يصدر عن ممن يعدهم الناس (خارج الشبكة) وهناك من يقول إن أصحاب الشرود الذهني والأطفال هم الذين يقولون الحقيقة سافرة لأنهم لا يأبهون لتبعاتها خاصة في المجتمعات التي تختفى منها الشفافية ويصبح فيها ( قول النصيحة) من الأمور (غير محمودة العواقب) فيا بؤسنا إذا انتظرنا الحقيقة من شفاه الاطفال أو أصحاب الإضطراب النفسي والجنون المؤقت والمستديم .. وعلى الله التكلان ..!!
|
|
|
|
|
|