لست على يقين ولكن ظني يذهب إلى أن صاحب هذه العبارة (ألو أقسمت الحكومة بالطلاق هل أنتم مصدقوها) هو الاسلامي الدكتور حالياً والطالب حينها تجاني عبد القادر الذي جعلها عنواناً لمقال ساخن ضد حكومة مايو نشره بمجلة الجامعة التي كان يصدرها اتحاد طلاب جامعة الخرطوم الذي يسيطر عليه الاسلاميون، ويعتبر تجاني وقتها أحد أبرز منسوبيه وواحد من خطبائه المفوهين ومن أرصن كوادره الواعدة قبل أن تقلب له (جماعته) ظهر المجن ويطاله التهميش ويلفه النسيان بعد وصول (الجماعة) إلى السلطة على ظهر دبابة - السلطة التي طالما حلموا بها وعملوا لها حتى نالوا غايتهم منها ولا يزالون، ليتضح زيف ما كانوا يدعون عندما يرددون (الاسلام غايتنا والرسول قدوتنا) ويتكشف للناس أن الاسلام والرسول بريئون من كثير مما يفعلون، ولعل هذا ما جعل د. تجاني وآخرين ينأوون بأنفسهم مما يجري من هرج ويهجرون الديار يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، لينبروا بعد ذلك - ابراءً للذمة - للإدلاء بشهادتهم لله والوطن والتاريخ عن ما شهدوا وعايشوا وشاهدوا ورصدوا من اختلالات اكتنفت مسير حركتهم والانحرافات التي جرفتها عن مسارها حتى انتهت بها الى محض صراع على مغانم السلطة وما جرّه ذلك من مفاسد تكاد تعصف ان لم نقل قد عصفت بـ (الجماعة) الكبيرة التي آل أمرها إلى (عصبة) صغيرة نافذة ومتحكمة وحاكمة.... والقسم بالله والقسم بالطلاق شيمة شمولية وعادة تسلطية يكثر استخدامها عند الشموليين، فالأمر وقفٌ عليهم والسلطة بيدهم وحدهم، والرأى حكر لهم، والحكمة عندهم دون سواهم - أوتوها كلها - ولهذا دائماً ما يكون القسم بالله أو الطلاق حاضراً على طرف لسانهم رغم أن الذي يقسمون حوله ليس شأناً شخصياً بل أمر يخص البلاد ويهم العباد، مع أن القسم والجزم بنهائية وقطعية الأمور مكروه حتى في الشؤون الشخصية فليس ثمة شيء نهائي وقطعي في أمور الدنيا إلا ثوابت الدين قطعية الدلالة وحقيقة وجود الله فكل ما خلا ذلك محل أخذ ورد وقابل للتغيير والتبديل مادام الأمر أمر دنيا خاضع لتبادل الرأي وتداول الأفكار، ولنا هنا في رسول الله أسوة حسنة في كثير من الأمثلة والشواهد، فلم يكن صلى الله عليه وسلم يقطع بقسم أو يجزم بقول في كل ما يحتاج إلى تدبر وتفاكر واعمال العقل ولم يكن يُعطى رأيه الخاص أية وثوقية أو موثوقية وهو الذي يتنزل عليه الوحي من السماء، ولو قال هذا كلامي الذي لا معقب له لانصاع الناس واستجابوا طائعين... ما معنى أن تُقسم على شيء اليوم وأنت لا تدري ما تفعله تصاريف القدر غداً، بل لا تأمن أنت نفسك التي بين جنبيك على الثبات عليه، وما معنى أن تحلف بالايمان المغلظة وأنت لا تدري ماذا أنت فاعل غداً في قضايا متحولة ومتغيرة ومتحركة.... فلترفض ما شاء لك الرفض ولتستنكر بأقوى العبارات ولتعبر عن موقفك الراهن حيال أية قضية بما تريد من تعبيرات ومفردات فقط نرجو أن لا تقسم سيدي الرئيس... هذه ليست نصيحة هي عبرة التاريخ وسلوا عنها القذافي....
الصحافة 5/3/2007
03-06-2007, 05:31 AM
الكيك
الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
عذرا للزميل المكاشفى لاننى غيرت العنوان .. والسبب اننى اول ما انتهيت من هذا المقال الشجاع تذكرت هذا المثل البلدى عندنا فى الشمالية .. يقال ان رجلا اراد ان يصل الى ذروة المجتمع فى القرية وكانت فى ذلك الوقت مناصب معينة ومحدودة فى كل القرى ... وهم العمدة وممرض الشفخانة والخليفة ... اى خليفة السيد على الذى عليه الاشراف على شؤون الطائفة الختمية وبما انه الاسهل لديه فانه سعى سعيا حثيثا ليتبوا هذا المنصب الهام ... رغم ان الكثيرين يرون انه غير مؤهل لهذا المنصب لاسباب لانه ودون اهل القرية كثير اللجاج والحليفة بسبب ودون سبب .. وعندما سمعت احدى النساء بتنصيبه خليفة قالت قولتها المشهورة تلك ...مافى خليفى بى حليفى ... ومافى سياسة بى حليفى .. ومافى موقف قوى ومحترم بى حليفى ..
03-07-2007, 05:03 AM
الكيك
الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
الزميل فيصل محمد صالح كنب من قبل فى هذا الشان .. وقال ان قضايا الدولة والشان العام لايحق لاحد شخصنتها بطريقة السماسرة فى السوق او بما معناه الذى ذكره ايضا اخونا المكاشفى .. وقوة هذا المقال تاتى بعد ان شاهدنا الاخوان المسلمين ولاول مرة فى تاريخ السودان والبشرية جمعاء يستخدمون سلاح الحليفة والقسم فى الشان العام الذى يخص العامة فى الدولة .. وفى بداية الانقاذ استنت اللجان الشعبية او لجان الانقاذ فى الاحياء تلك السنة فى تسجيل عدد افراد العائلة فى البطاقة التموينية .. وكان يطلب من رب الاسرة الحلف على المصحف بصحة المعلومات التى يوردها عن افراد اسرته وعددهم ..وكان هذا مثار استغراب جميع افراد الشعب السودانى الذى ما تعود على مثل هذه المعاملة منذ تاريخه والتى تشكك فى صدقيته .. وهو يعيش فى ارض الصدق التى اوصى الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته للهجره اليها .. وامتدت بعد ذلك الحليفة والقسم الى كل شان الحياة الى ان وصلنا الى مجابهة المجتمع الدولى بها .. ويعتقد الاخوان من مثل هذا السلوك ان الكل كاذب الى ان يثبت العكس منطلقين من سلوكهم الشخصى الذى بنوه على الكذب من اول يوم اعتنقوا فيه هذا الفكر المدمر ..اواصل
03-08-2007, 07:14 AM
الكيك
الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
فى ايام الانقاذ الاولى قاطع الشعب السودانى النظام الجديد ولم يتعاونوا معه بالمشاركة فى مؤسساته السياسية فلجا الانقاذيون الى الانتهازيين وصعاليك الاحياء وبقايا الاتحاد الاشتراكى المندحر ليكونوا هم فى طليعة اللجان الشعبية الجديدة والتى اطلق عليها اسم لجان الانقاذ .. ووجد هؤلاء ضالتهم التى كانوا يبحثون عنها ومارسوا السياسة بمستواهم الاخلاقى المتردى ومنها نظام الحليفة وشيئا فشيئا وصلت الحليفة الى جهاز العاملين بالخارج والضرائب والزكاة وعند استلام محصول المزارع الغلبان وعند تسليم الجازولين..وما على المزارع الا ان يحلف بحجم المساحة التى يريد ان يزرعها وعند استلام الضرائب وتقديرها لابد من ان تحلف بان عدد النخيل الذى تملكه كذا والبهائم كذا وهكذا الخ .. هذا النظام اوجد وفرخ الكذب وعدم احترام للاديان وضاعت هيبة وقدسية كتاب الله امام حوجة الفقر مما اضعف الوازع الدينى والاخلاقى امام الفقر الذى تم فرضه على الجميع ..مما ساعد على انتشار الفساد واصبح التدين الحقيقى تهمة وساد التدين المظهرى فانتشرت اللحى الوهمية وزبيبة الصلاة الاصطناعية التى تقود الى الثراء السريع فانتشرت مقولة دعونى اعيش المبنية على شكل معين من اصحاب اللحى الجديدة التى تواكب الحال البائس .. اواصل
03-08-2007, 09:40 AM
Imad Khalifa
Imad Khalifa
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 4394
اللأخ/ الكيك تحية طيبة شكرا على امتاعنا بمقال حيدر المكاشفي وبعنوانك الذكي الذي أعطي المقال نكهة من الواقع المعاش. حيدر المكاشفي من الأقلام الجسورة التي لم تكسرها حملات الارهاب والقمع في هذا الزمن الردئ، فهو يكتب ما يمليه عليه ضميره المهني وحسه الوطني العالي وانفعاله بقضايا المسحوقين من ابناء هذا الشعب (حمال المصائب). فالتحية عبرك للأستاذ حيدر المكاشفي.
Quote: هذا النظام اوجد وفرخ الكذب وعدم احترام للاديان وضاعت هيبة وقدسية كتاب الله امام حوجة الفقر مما اضعف الوازع الدينى والاخلاقى امام الفقر الذى تم فرضه على الجميع ..مما ساعد على انتشار الفساد واصبح التدين الحقيقى تهمة وساد التدين المظهرى فانتشرت اللحى الوهمية وزبيبة الصلاة الاصطناعية التى تقود الى الثراء السريع فانتشرت مقولة دعونى اعيش المبنية على شكل معين من اصحاب اللحى الجديدة التى تواكب الحال البائس ..
يقال أن هناك دجال بالسوق الشعبي الخرطوم أخذ يرتزق من عمل زبيبة الصلاة بملعقة محماة علي الجمر ومسحوق الكحل الأسود (والسعر طبعا يحدد حسب حجم الزبيبة). لا أدري أخي الكيك الى أين يقودنا هذا النظام الفاجر؟ لك تحياتي مرة أخرى.
عماد خليفة
03-08-2007, 11:31 AM
الكيك
الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
الاخ عماد خليفة اشكرك على المشاركة .. وازيدك والقارىء شوية معلومات وذكريات للتاريخ .. بعد تفشى ظاهرة اللحية الوهمية تلك والكسب الذى تقدمه لصاحبها سواء كان ذلك كسب وظيفى واجتماعى ... طالبت القوات النظامية ... الجيش والشرطة... بالسماح لهم بتربية اللحية بحجة انها سنة وان النظام العلمانى الذى كان يتبع السياسة الانجليزية قد ولى الى غير رجعة ..بعدها راينا الشرطى بذقنه الجديدة وضابط الجيش بلحية كثة وغير مهذبة وشيئا فشيئا تولى هؤلاء او اصحاب الدقون الجدد مواقع مهمة ورتب جديدة .. وامنوا بذلك موقفهم من الفصل للصالح العام الذى ساد فى تلك الايام ..اواصل
03-11-2007, 02:55 PM
الكيك
الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
كما ذكرت اصبحت اللحية احدى المؤهلات الجديدة التى تقود صاجبها الى درب الوظيفة الجديدة واستدرك الاذكياء ذلك وعملوا على تاكيد هذا المؤهل الجديد ولكن المنافقين منهم كانوا الاكثر فائدة ماليا ووظيفيا .. مصحوبا بترديد كلمات تنظيمية للاخوان المسلمين يرددونها دون خشوع واصبحت تنظيمية اكثر مما تحمل من معانى دينية سمحة ..مثل جزاك الله كل خير ..اجعلها فى ميزان حسناتك .... الله اكبر ...اواصل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة