|
الفنانة ندى القلعة بعيداً عن القصر الجمهوري
|
الفنانة ندى القلعة بعيداً عن القصر الجمهوري
لا أظن أن الفنانة الكبيرة ندى القلعة سوف توافق على طلبي وتقبل الترشح لرئاسة الجمهورية ، وتقبل طائعة مختارة بأن تكون ملكة الدر السودانية ، فالمقال السابق كان رمزياً قصدت به مخاطبة النجباء الذين يطالعون ما بين السطور ، وهو الإعتداء الصارخ على حقوق المرأة في السودان وحرمانها من حقوقها الدستورية ، ولم أكن أعتقد أن مثل هذا المقال الرمزي سوف يولد لها " معارضة فنادق " منذ أول يوم ، ويبدو أنني أرتكبت غلطة فظيعة عندما عرضت عليها المنصب ولم أطلب منها أن تضع حساباً لأصحاب الثأر الذين رفضوا هذه الفكرة وهي كانت مجرد خيال ، وقد جادت قريحة معلم الطب النفسي ، الدكتور سراج من بريطانية ، بما أنتهت إليه الطباع السودانية في الوقت الحالي وهو الرفض من أجل الرفض ، أن نرفض خيال الشعراء عندما يكذبون في شعرهم ، نقف ضد رقة المغنين وأحساسهم المرهف بكل ما هو جميل ويشد الناس إلي الحياة ، نرفض مشاعرهم وخيالهم لمجرد أنهم شكلوا خطراً على مشاريعنا الحضارية ، أو أن هؤلاء الناس تعدوا حدودهم عندما طالبوا بالتغيير ، وقد حكى الدكتور السراج قصة الطبيبة التي رفضت أن تشد " قدرة الفول " في السودان ، لكنها تحولت إلي بائعة ليمون في بلاد العم سام ، ربما لا يعلم الدكتور السراج أن التحول في المهن من أعلى إلي أسفل بدأ في عهد الإنقاذ ، فهناك معلمات تحولن لبائعات " كسرة " ، ومن نفس المنطلق ، وفي عهد الإنقاذ يُمكن أن يتولى قائد قبلي ، أمي ، منصب مستشار في القصر الجمهوري ، و من جانب آخر ، يُمكن أن نرمي بمتاع عالم جليل وهو البروفيسور محمد هاشم عوض في الشارع ، نطرده من بيته في وضح النهار مع تشريد أسرته وهو العالم الفذ الذي درّس الأجيال ، وواصل العطاء حتى أعطبه المرض ، هذه هي الحياة الإجتماعية الجديدة في السودان ، أناس مجهولون صعدوا إلي قمة هرم حياتنا الإقتصادية والإجتماعية ، بينما هناك أناس كثر ، يحملون مؤهلات علمية عالية ، تجدهم إما يبيعون الصحف أو يسترزقون من عمل " الرقشة " ، فكان إقتراحي بترشيح الفنانة ندى القلعة لتولي منصب رئاسة الجمهورية هو قناعتي بأنها قدمت للشعب السوداني ، ولجمهورها ، شيئاً مميزاً ، قدمت له الفن السوداني الأصيل ، جعلت هذا الشعب يعيش لحظات فرح فقدها في السابق وهو يشاهد ثقافة الموت في " ساحات الفداء " ، فهي كمثال لا يُمكن مقارنتها بتلك الطبيبة بائعة الليمون ، فالفنانة ندى القلعة ذات صوت شجي وتعمل في مجال مهنتها ، وهي راضية عن أدائها الفني ، ونقلها من عالم الفن إلي عالم السياسة هو جريمة سوف تُؤدي حرمان الملايين من صوتها الشجي ، وسوف يكره الناس صوتها عندما يسمعونها وهي تبرر للفساد الحكومي ، أو تدعى أن ضحايا العنف في دارفور وصل عددهم إلي عشرة آلاف فقط ، وبعد أيام سوف نصطاد أخطائها وعدم معرفتها بقواعد اللغتين العربية والإنجليزية ، وسوف ينكر الناس عليها تعيين أقاربها في وزارة الخارجية ، هذه هي السياسة السودانية ، مستنقع فاسد تعيش في قاعه الطفيليات التي تتغذى على دم الشعب السوداني ، وقد أرتكبت غلطة فظيعة عندما رشحتها لمنصب رئاسة الجمهورية ، وهو منصب يقتل الناس من أجله ، يخوضون من أجله الحروب ، لا يستنقذهم منه سوى القبر ، وليتقبل القراء إعتذاري للمرة الثانية ، خاطب سيدنا معاوية بن أبي سفيان قوماً : أيها الناس لا تردوا على مقالاتي ..قولوا خيراً أو أصمتوا ، فردوا عليه وأغلظوا له في الرد فقال : مه ..ما أسرع الناس إلي قريش بالشر . سارة عيسي
|
|
 
|
|
|
|