أستاذة/سارة عيسى...للأهمية

Quote: ابنتي العزيزة الفاضلة ...........................سارة السلام عليكم .....ولك من أجمل التحايا وأدفأها أشكرك لك سؤالك عني كما شكرت قبلك في رسالة أخرى منفصلة الابنة الدكتورة سمية أحمد المصطفى من أبوظبي. في الحقيقة ان كان هناك من انسان يستحق أن يلام على تقصيره فهو عمر المؤيد, فقد غبت أنت ياسارة عن الساحة لفترة زمنية طويلة ولكن ورغم ذلك لم أقم بالسؤال عنك ولا عن أخبارك ولكن أرجو أن تلتمسي لي من العذر أقواه فالآم الظهر(الديسك) تعاودني وقد تقررت لي عملية جراحية في الشهر المقبل في مدينة دوربان في جمهورية جنوب أفريقيا. قد لاتعلمين يابنتي أني أرمل , ولذلك فمابين متابعة أحوال ابني وابنتي في الجامعة في لندن ومابين متابعة أعمالي التجارية بين أديس أبابا وكينيا والهند وسريلانكا وجنوب أفريقيا ومتابعة أخبار السودان ومستجداته وكثرة الأسفار يذهب معظم وقتي حيت أنه لا يبقى لي وقت للالتفات الى صحتي ولايبقى لي وقت للكتابة أو حتى المشاركة مع من هم من أمثالك من حاملي هموم الوطن . تحية تقدير واحترام واسمحي لي كذلك يابنتي أن أعلق على موضوع رأيته اليوم عبر المنبر العام وأرجو اذا لم يكن لديك مانع أن تقومي بنشره للتعليق عبر المنبر العام وأعتذر لتطفلي الدائم عليك اتحادي يرد : للاتحاديين والقوميين العرب آلمني جدا البوست الذي نشره السيد الطيب البشير والذي جاء عن المجزرة التي ارتكبتها قوات الأمن المصرية ضد اللاجئين العزل من أبناء الوطن . تساءل الأخ الطيب البشير عن مواقف عدد من الأحزاب السودانية وطالبها بوقفة قوية(وهو محق تماما ) وخص بالذكر الاتحاديين والقوميين العرب. ولأكون أكثر دقة وتوفيقا دعوني أقرر بأني لست من القوميين العرب ولن أكون فهذا لايشرفني أن أنتمي اليه. ولكني رجل ذا ميول اتحادية لاأخفيها, وبما أن السيد طه البشير طلب وجهة نظر اتحادية فانني أقول وبصدق: ماحدث مدان بمعنى الكلمة أشد الادانة وهو تصرف ليس مقبولا في بلد تزعم بانها الشقيقة الكبرى والأقرب الى السودان الحبيب , شخصيا وعن نفسي أطالب بفتح تحقيق قضائي ينتهي بمحاسبة المذنبين وتعويض المتضررين ودفع ديات الشهداء كاملة غير منقوصة. وأنا أدعو المحامين السودانيين الى تشكيل لجنة لمتابعة الموضوع من الناحية القانونية لبحث التعويضات وديات الشهداء في حال أنها مستحقة قانونا . ان ماحدث كان امتدادا لسياسات مصر تجاه السودان منذ فجر الاستقلال المجيد في الأول من يناير من العام ستة وخمسين , ان عقارب ساعات السلطات المصرية توقفت عند الساعة الثانية عشرة منتصف الليل في الحادي والثلاثين من ديسمبر من العام خمسة وخمسين. انني اتحادي الميول ولكني أعلم أن مصر لم تنفذ الشق الثاني من اتفاقية مياه النيل والقاضي باعطاء السودان حصته من الكهرباء المتولة من اسد العالي والذي بني بعد ماضحى السودانيون بأراض غالية في حلفا من أجل هذا السد. انني اتحادي الميول ولكني لن أنسى أن مصر أرسلت قواتها ولاتزال الى حلايب السودانية المحتلة , انني لاأنسى أن مصر تحاول ابتلاع منطقة نتوء وادي حلفا. انني اتحادي ولكني قبل كل ذلك لا أنسى أن مصر كانت تضحك علينا بفتح كليات حقوق وآداب في جامعة القاهرة مع العلم أن بلادا مثل السودان تحتاج أول ما تحتاج الى كليات الهندسة والزراعة والطب. انني اتحادي ولكني لم ولن أنسى الطيران المصري الذي ضرب الجزيرة أبا. انني اتحادي ولكني لن أنسى أنه لولا دار الوثائق القومية في الخرطوم لكانت مصر التي ترفض الجلوس للتفاوض معنا حول حلايب لكانت فقدت طابا . انني كاتحادي لن أنسى أننا سمحنا للمصريين بنشر بطاريات صواريخهم في حلايب خوفا على السد العالي. انني كاتحادي لن أنسى أن الجنرال عبدالناصر هو اول من أرسل القوات المصرية لاحتلال حلايب السودانية رغم ادعائه العروبة والقومية. اننا لاننسى حتى أصغر الأشياء , حتى الحكم المغرب لاراش انني كاتحادي لاأنساه ذلك . ان كان الحديث عن وحدة تكاملية مع مصر فهذا أمر قد يكون موضع دراسة مع الأخذ في الاعتبار أن العلاقة مع مصر لن تكون في شكل معادلة متساوية الأطراف ولكن في شكل متراجحة حسابية ومصلحية تميل كفتها وبوضوح لصالح السودان حيث أن حاجتهم الينا هي أكبر بكثير جدا جدا من حاجتنا اليهم. أما ياأخي طه البشير الحديث عن وحدة اندماجية فهذا كلام فارغ وتافه ولاطعم له ولا لون, وأعتقد أنه لم يصدر ولن يصدر من قادة الاتحادي (أكرر قادة الاتحادي ) أي كلام عن مثل هكذا موضوع. خذ في الاعتبار يا أخي طه أن من السهل جدا أن يأتي انسان ويقول أن السيد الزعيم الأزهري على سبيل المثال أخبره بأنه سيسعى الى الوحدة مع مصر ولكن هل ثبت بأن الزعيم الأزهري أو قادة الاتحاديين قد صرحوا بذلك أمام الملأ أؤكد لك أن الاجابة هي لا . ان جميع تصرفات التيار الاتحادي الذي قاد الاستقلال وبالطبع مع غيره من التنظيمات الوطنية تثبت وبما لايدع مجالا للشك أن قادة التيار الاتحادي لم يكونوان دعاة وحدة مع مصر على الاطلاق. أرجو ملاحظة أن هناك عدد مقدرا من المصريين يعتبرون أن اسماعيل الأزهري رحمه الله قد خدع الجنرال عبدالناصر وساقه الى أن يجد نفسه أمام استقلال السودان دون أن يستطيع أن يحرك ساكنا. أرجو أخذ ملاحظاتي وتعليقاتي بمنتهى التجرد والوطنية. قد نكون اتحاديون ولكننا وطنيون سودانيون في المقام الأول. يهمنا الوطن انسانا وأرضا, كل قطرة دم نزفت من سوادني بالأمس كانت ولاتزال عزيزة علينا,, أنا اتحادي وهذا هو رأيي.

Quote: جميعا هنا نحاول ان نتنفس

تقديري يا الغالي..