|
سناء .. الوجه الآخر للمأساة
|
بشفافية
حيدر المكاشفي:
لامني بعض الاصدقاء على خلو هذا (العمود) حتى الآن من أية إشارة للقضية التي شغلت الرأى العام على مدى الأيام الماضية، ولا تزال تستحوذ على اهتمامه ومتابعته، ولم أكابر أو أحاول أن أدفع عن نفسي هذا اللوم، بل اعترفت بلا مواربة بتقصيري إزاء قضية بحجم المأساة الصادمة التي عاشتها سناء واهتزَّ لها كل وجدان المجتمع، ويكفي هنا فقط أن أقول (مأساة سناء) لأكون في غاية الاطمئنان من أن كل القراء الاعزاء يدركون تماماً عن ماذا اتحدث، وباحاطة ربما هي أكثر مما عندي من تفاصيل. ولهذا أجد أن الحصافة قد فارقتني عندما فارق هذا (العمود) إلى ما قبل هذا اليوم، مأساة في بشاعة ما تعرضت له سناء بحسابات الدوافع الأخلاقية والانسانية من جهة، والغياب عن قضية نالت كل هذا الصيت والشهرة في أوساط الرأي العام بحسابات الدفع الاعلامي، ولكن رغم ذلك كان عزائى أنني لم انقطع عنها كقارئ في أية لحظة منذ أن أثارها لأول مرة المحقق الصحافي المثابر التاج عثمان، وإلى أن (تدوَّلت) هذه القضية الآن، واحتلت مكانها بين غيرها من قضايانا (المدوَّلة) التي يدور حولها الحوار في كثير من أجهزة الإعلام، وحظيت بالاهتمام على أجندة المنظمات. لقد اطلعت تقريباً على كل ما كتب حول هذه المأساة، وفي كل الصحف، وبمختلف تخصصاتها. وتابعت ما تيسرت لي متابعته من نقاشات دارت حولها كما وقفت على وقائع الندوة التي نُظمت بشأنها. وقد أوفت جميعها هذه القضية، وتدارست حول كل أسبابها تقريباً المباشرة وغير المباشرة، والعوامل التي ربما تكون ذات علاقة ما بها، وناقشتها بإحاطة شاملة لا أظنها قد تركت فرصة زيادة لمستزيد، ولكن كشأن كل البحوث والمدارسات مهما كان إحكامها، فهناك دائماً ثمة جزئية على درجة من الأهمية تصلح لأن يتأسس عليها بحث كامل، يتوفر عليه آخر في حالة البحوث الأكاديمية والعلمية، وآخرون في حالة ملتقيات التفاكر والتحاور والعصف الذهني، مثل هذه الجزئية المهمة التي تشكل لوحدها موضوعاً لبحثٍ كامل، هي ما افتقدته في قضية سناء التي وجدت اهتماماً مضاعفاً بمأساتها الإنسانية، الأمر الذي أدى إلى إغفال الوجه الآخر من هذه المأساة، وهو للأسف (وجه) زوجها الجاني، وهو بالطبع وجه قمئ كان أحق بأن يُدلق عليه حامض الكبريتيك وليس وجه سناء الذي يشع سنى وبراءة، فقد جاء في إحدى فادات سناء وهي تحاول أن تصف زوجها، أنه كان يتمسح بمسوح الدين ويتدثر بردائه، ويتحلى باماراته ومظاهره من اللحية والسبحة، والى الهمهات والتمتمات ببعض قيم الدين وأحكامه، علاوة على أنه يعمل موظفاً بإحدى المؤسسات التي قامت على (هدى الدين). وكل هذه المظاهر الكذَّابة جعلته محل ثقة عند أفراد أسرتها، وعلى رأسهم والدها الذي أصرَّ على تزويجها له، بعد أن خدعته مظاهر التدين (الفالصو) وامارات الثراء الحرام، هنا تكمن القضية التي نعنيها، وهي لا تقتصر على هذا المخادع الضليل، بل ظاهرة عامة تصدق على كثيرين أنجبهم مشروع (إعادة صياغة الإنسان السوداني) كأفضل تعبير عن أحد إفرازاته العكسية والسلبية.. وتلك هي القضية التي لم تكن أحد أسباب مأساة سناء فحسب، بل مأساة ومعاناة مجتمع بحاله. __________________________________ الصحافة
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: سناء .. الوجه الآخر للمأساة (Re: Deng)
|
Quote: زوجها، أنه كان يتمسح بمسوح الدين ويتدثر بردائه، ويتحلى باماراته ومظاهره من اللحية والسبحة، والى الهمهات والتمتمات ببعض قيم الدين وأحكامه، علاوة على أنه يعمل موظفاً بإحدى المؤسسات التي قامت على (هدى الدين). وكل هذه المظاهر الكذَّابة جعلته محل ثقة عند أفراد أسرتها، وعلى رأسهم والدها الذي أصرَّ على تزويجها له، بعد أن خدعته مظاهر التدين (الفالصو) وامارات الثراء الحرام، هنا تكمن القضية التي نعنيها، وهي لا تقتصر على هذا المخادع الضليل، بل ظاهرة عامة تصدق على كثيرين أنجبهم مشروع (إعادة صياغة الإنسان السوداني) كأفضل تعبير عن أحد إفرازاته العكسية والسلبية.. وتلك هي القضية التي لم تكن أحد أسباب مأساة سناء فحسب، بل مأساة ومعاناة مجتمع بحاله. |
دينق.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|