سيناريوهات : عامل مجنون !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 11:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-29-2008, 08:48 AM

الفاتح يوسف جبرا
<aالفاتح يوسف جبرا
تاريخ التسجيل: 10-31-2006
مجموع المشاركات: 1617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سيناريوهات : عامل مجنون !!

    صحبفة الرأى العام
    عدد الجمعه الموافق 29 فبرائر 2008م

    موقع الكاتب www.alfatihgabra.com

    أشرقت الشمس كعادتها على ذلك الحى الشعبى ، بدأت (الديوك) بالصياح وبدا باعة (اللبن) ينتشرون ثم ما لبثت الشوارع أن إمتلأت بالمارة ، داخل منزل قديم متآكل يستأجره الأستاذ (عزام) الموظف بأحدى المصالح الحكومية وزوجته (عزيزة) بدأت الحياة تدب ، المشهد العام للمنزل من الداخل لا يوحى بالراحة فأثاثات المنزل القديمة المتسخة مبعثره هنا وهناك حيث يحتاج التمييز بين الثلاجة ودولاب الملابس إلى تركيز شديد لمعرفة ايهما يتدلى منه سلك الكهرباء ، ملابس (الأولاد) ملقاة في إهمال هنا وهناك تمتزج بأوراق الكراسات والكتب المهملة المبعثرة هنا وهناك فجأة إرتفع صياح طفلتهما (الرضيعه) مما جعل (عزام) ينقلب على سريره فى كسل وهو يخاطب عزيزة :
    - يا فتاح يا عليم .. يعنى الواحد أصلو ما ينوم ويصحى على راحتو؟
    - قوم يارااااااااااااجل هى الدنيا دى فيها راحة؟
    - (استدار إلي الناحية الأخرى وقد اعتاد على هذه الاسطوانة) : عليكى الله خلينا من (الحكم الصباحية) بتاعتك دى
    - حكم ما حكم قوم إمسك البت دى خلينى أمشى أشوف البيت (الفاضى) ده كان ألاقى ليا حاجه أعملا فطور للأولاد ديل
    - (عزام) وقد بدا في تحريك جفنيه : مالك يا (عزيزة) من الصباح ..؟؟!! الناس تصحي تقول صباح الخير وأنت طوااالى قايمة من الصباح (نقه) !
    - (عزيزة) وهى تقف حاملة الرضيعه التى لا زالت تبكى وتصرخ : أنا هسع قاعده (أنق) فيك دي آخرتها.. مش كده ؟ أقول ليك قوم جهز روحك أمشى الشغل أكون نقناقه مش كده ..يعنى أخليك تنوم عشان تمشى متاخر وبكرة يفصلوك من الشغل قدر (ماهيتك) التعبانه دى (قريشاتا) ما نلقاهن .... هسع سيد البيت ده قال لو ما حضرت ليهو إيجار الأربعه شهور المتأخر ح يرفع عليك قضيت إخلاء .. وناس النفايات أمس جابو ليك إنذار ليك تلاته شهور ما دفعت ليهم .. وولدك الكبير ده قالو ليهو لو ما جبت قسط (الكليه) ما بتمتحن والبت عاوزة رسوم الإمتحانات و(حماده) جزمة يمشى بيها الروضة ما عندو و(عباس) سيد البقاله رفض أمس يدينى (سكر) قال لمن تدفع ليهو القديم والجمرة قاطعه ليها يومين !!
    - (عزام) يقوم ببرود قاتلأً : عارف ... عارف .. عارف .. أها قمتا
    - (عزيزة فى زهج) : هسع ح تعمل مع الناس ديل شنو؟
    (عزام) ينهض متكاسلا من السرير (المتهالك) وهويردد :
    - أعمل شنو ؟ ودى حاله يعملو فيها حاجه ؟ يعنى أجيب ليهم من وين؟

    خرج عزام من منزله متجها إلى (موقف المواصلات) وهو يردد :
    - دى حالة ؟ هسه الواحد يعمل شنو؟ أجيب هسه للناس دى قروش من وين؟ ده يا دوبك الماهية تسدد قروش عباس سيد البقاله .. طيب و(حق الإيجار) و (قسط الولد) و(رسوم البت) والجمره وجزمت حماده !! .. لم تمض دقائق معدودة حتى وجد (عزام) نفسه دون أن يشعر يقف في (الموقف) فى إنتظار (حافلات الخرطوم).. طال إنتظاره إذ أن معظم سائقى الحافلات يفضلون (الخطوط الداخليه) عن الذهاب إلى الخرطوم نسبة لأن الحافلة فى تلك الأوقات الصباحية تعود (فاضية) من هنالك ، وقف (عزام) تحت أشعه الشمس الحارقه طويلا وهو يراقب (الحافلات) طال إنتظاره .. وتخطي المدة التي ينتظرها كل يوم بكثير.. بدأ (يلف) في المكان بين الجماهير الغفيرة التي تنتظر وهو يقف في منتصف الطريق حتى لا يسبقه احد إذا ما جاءت الحافلة بحيث تكون له أسبقية الركوب ..
    مرت الدقائق ثقيلة جدا.. قبل أن تدخل إلى الموقف (حافلة) ويتعالي صوت (الكمسارى)
    - إستاد .. خرطوم إستاد .. فجاه حدثت ألانتفاضه.. تحول الموقف بأثره إلي بركان ثائر... الجميع يجري صوب الحافلة كسهام مندفعة.. والكل يحاول أن يحجز له فيها مكان لا تمتد به الوقفه في هذا المكان طويلا..
    تدافعت الأيدي نحو باب الحافلة كايدي الإخطبوط الكل يحاول أن يتشبث بالباب.. . فنجح منهم من نجح وأخفق منهم من أخفق.. أما هو فقد تشبثت يده (بيد باب الحافلة) في اللحظة الأخيره وترك نفسه لجموع البشر التي دفعته إلي داخل الحافلة دفعا تحت تأثير التيار العاتي ..ولم يدر بنفسه إلا وهو في منتصف الحافلة.. حيث تشبث بمكانه في استماتة .. وهو يبتسم ابتسامه الظافر كمن حسمت له المسابقة.. تلك المسابقة التي يخوضها يوميا للحاق بالحافلة..
    ما أن تحركت الحافلة حتى بدأ الكمسارى فى فرقعه أصابع يده وهو يمسك بالأخرى على (الفكة)
    - تذاكر يا أستاذ
    - إنت معاى أنا؟
    - طبعا يعنى مع منو !
    أدخل الأستاذ عزام يده فى جيب البنطلون اليمين .. الخلفى .. الشمال .. القميص .. تذكر اخيرا أن (الفكة) التى هى كل ما يملك كان قد وضعها (تحت المخدة على السرير) مع (بطاقته الشخصية) !
    - والله ياخى الظاهر ...
    - الظاهر وإلا الباطن والله إنتو الحكايه دى عملتوها كتيرة ومسيخة
    - حكايت شنو؟ بقول ليك أنا ........
    - أنا بتاعت شنو إنت من الصباح الزول العشرين يقول كده بالله فكونا .. لو ما عندك ما تقول عديل ما عندى شنو نسيت وما بعرف شنو
    - يا زول أنا نسيت وبطل كلامك الفارغ ده !! إنت حيوان
    كانت (إنت حيوان) هى آخر عبارة نطق بها الأستاذ عزام قبل ان يفيق من (الغيبوبة) التى دخل فيها لعدة ايام نتيجه لتلقيه (بوكس) على راسه من قبل الكمسارى الذى إتضح أن كلمة (يا حيوان) التى قالها له استاذ عزام تسبب له نوعا من الجنون المفاجئ ..

    رحلة بحث :
    لم يعد (عزام) فى موعده فى ذلك اليوم .. إنتظرته عزيزة والاولاد فهو قد إعتاد أن يقوم بإحضار (رغيف الغداء) معه كل يوم فى طريق عودته من المصلحة .. عندما بدأ الليل يرخى سدوله بدا القلق ينتاب (عزيزه) إذ لم يعودها عزام على التأخر .. قامت بالذهاب إلى منزل زميله (مامون) الذى يعمل معه فى ذات المكتب بالمصلحه والذى يسكن فى الحى المجاور ..
    - والله (عزام) ده الليله من الصباح ما جاء المكتب .. أنا قلت يكون عندو ظروف!!
    - والله طلع فى مواعيدو ذى كل يوم قال ماشى الشغل .. هسه يكون مالو
    - ما تشفقى إن شاء الله يكون خير
    - أها ونسوى شنو؟
    - إحتمال يكون فى حاجه بسيطه خلينا كدى نفتش أقسام البوليس تكون حصلت مشكله ولا حاجه !!
    يومان قضاهما (مأمون) وبعض اقرباء (عزام) فى البحث عنه فى جميع اقسام الشرطه ولكن الحث لم يسفر عن شئ مما حدا بمأمون أن يخاطب عزيزة فى حزن :
    - والله بعد ده إلا نفتش فى المستشفيات

    فى إستقبال مستشفى (الحوادث) :
    - والله بنسأل لينا عن زول مختفى وما لاقنو ؟
    - إسمو منو ؟ وجاء متين ؟
    - إسمو (عزام أحمد عزام) زول أخدر نحيف كده عندو شويت جلحات كده ، إختفى قبل تلاته يوم كدا
    - (يقلب فى الدفتر الذى أمامه) : والله قبل تلاته يوم ما عندنا زول دخل بالإسم ده .. لكن بتذكر إنو فى واحد جابوهو بيشبه الوصف بتاعكم ده .. أخدر وعندو جلحات ونحيف لابس ليهو بنطلون (كحلى) وقميص (أبيض) .. مضروب فى راسو !!
    - وين هو هسع
    - فى (عنبر الجراحه) .. الطابف الاول بس تطلع السلم داك وتلف يمينك !!

    عزام فى العنبر :
    عندما دخل (مأمون) و(عزيزة) إلى العنبر ومعهما (حماده) فوجئ الجميع بعزام وهو ممدد على أحد الأسرة وهو يقوم بتحريك راسه فى صعوبه وعلى رأسه تلتف عددا من (الضمادات) بينما الممرضه التى تقف إلى جانبه تصيح مخاطبه الطبيب الذى كان يمر فى العنبر ::
    - المريض بدا يفوق يادكتور
    هرع الطبيب علي الفور بمجرد سماعه العبارة.. فاقترب من الفراش الذي يرقد عليه ... حيث كانت (عزيزة) تقف بجواره خنوع ودموعها تغرق وجهها والذى ما ان رآها حتى خاطبها فى وهن وضعف ظاهرين :
    - ( أنا وين...؟؟)... فقالت له زوجته .. (أنت هنا يا عزام أنا عزيزة مرتك )
    نظرإليها باستغراب شديد من تحت كومه الضمادات التي تحيط
    - وده (مأمون) زميلك .. وحماده ولدك
    - (بصوت خافت متسائلا) : ( عزيزة منو؟؟) ومأمون منو وحماده منو ؟
    ضربت ( عزيزة) صدرها بيدها صارخة في الطبيب ...
    - سجمى يا دكتور ... سجم خشمى يادكتور ده ما عارفني !!!!
    تبادل الطبيب والممرضة بعض الحديث الهامس راعى ألا يصل لمسامع زوجته ( عزيزة )
    - يكون فقد الذاكرة يا دكتور ؟
    داخل المستشفى فى حجرة عزام الذى كان ممددا على السرير بينما بعض الأسلاك والأجهزة موصلة برأسة الملئ بالضمادات كان الهرج يملأ (العنبر) إذ أن الوقت كان وقت زيارة فى صعوبه بالغة إستمعت الممرضه للدكتور قبل أن يغادر الغرفه وهو يقول لها :
    - ما تكلمى زوجتو أحسن تقوم (تجوط) لينا الدنيا لغايه لمن نتاكد من الكلام دة
    ينظرعزام الى زوجته نظرة تملؤها التساؤل ويدقق فى وجهها فى تركيز
    كانه لم يرها عمره ويقول لها :
    - قلتى ليا انتى منو؟
    تسمر وجهها عندما لم يعرفها ونظرت إليه كالمصعوقه وقد تجمدت ملامحها تماما
    وهوة ينظر اليها بدهشه غريبه كانه فعلا لا يعرفها ويقول لها :
    - انتى مالك بتعاينى ليا كده فى شنو؟ مالك؟
    وردت عزيزة :
    - معقولا يا عزام انت ما بتعرفنى ولا شنو؟ أنا مرتك يا خوى سلامت عقلك ما متذكرنى والا شنو؟
    يرد عليها عزام :
    - نعم؟ ... انتى بتقولى شنو؟ مرتى ؟ شوفى يا زوله أنا لا بعرفك ولا حاجه أنا أول مرة أشوفك؟ - مواصلا- كمان قولى ليا (حماده) القلتيهو دا ولدى !!

    خرجت (عزيزة) من الغرفة وهى فى حالة يرثى لها وهى تبحث عن الممرضة حتى وجدتها :
    - شنو الحصل للراجل دة ما ؟ ما عرفنى كلو كلو ؟
    - حاله نسيان مؤقته بإذن الله ح يخف بسرعه ما تقلقى عليهو
    - نسيان ؟ سجم أمى يعنى راجلى نسانى ! (تبدأ فى البكا) !!
    -كدى اهدى كدة الراجل ده ما ما عندو حاجه .. شويت الضربه الفى راسو دى وح يخف منها بس يوم يومين .. الإنتى بتعملى فيهو ده غلط
    - أقول ليكى راجلى نسانى .. ما عرفنى ... تقولى ليا غلط انتى عايزانى اعمل شنو يعنى؟
    - (وقد استنفذت كل ما لديها من ذوق) : يا ست كدة غلط ؟ المرضى الفى العنبر ديل عاوزين هدؤ
    ردت عليها عزيزة :
    - خلاص طيب أرجعى معاى الغرفه للدكتور بتاعك دة ... لمن اشوف عملتو لى فيهو شنو كضمتوهو ليا كده وخليتوهو ليا (طاشى شبكه) !!
    ما أن دخلت الممرضه ومعها (عزيزة) إلى غرفة (عزام) حتى وجدتا السرير (فاضى) ، وعزام غير موجود :
    - يا حماده أبوك مشى وين؟
    - طلع بالباب ده



    عزام تائه :

    خرج (عزام) الى الشارع الرئيسى وهو لا يعرف اى شئ من حوله كل ما كان يريده هو ان يخلص من من حكايت (المرا) والأولاد والدكتور والممرضه والمستشفى والدوشه .
    أخذ ينظر فى وجوه الباعة والمواطنين والعربات والزحمة فى بلاهه ، أمسك بأحد المواطنين وقام بسؤاله :
    - العربات والزحمة والناس الكتييييره و دى جايه من وين؟
    اجابه الرجل بدهشه :
    - إنت مش عارف إنو ساعات الشغل غيروها والناس بقت تطلع هسه يعنى الساعه اربعه ؟
    الناس دى راجعه بيوتا
    تعجب الرجل بشدة من سؤال (عزام) وضرب كف بأخر ومضى فى طريقه بينما كان (عزام) يقف مندهشا مما يفعله هولاء الناس فقد كان كل ما حوله جديد عليه تماما . . فهو لأول مرة
    يرى هذه المخلوقات (الكئيبة) التى تهرول في عجلة .
    - عليك الله يا ولدى (السوق المركزى) بى وين ؟
    - قلتى شنو يا حاجه؟
    - قلت ليكا (السوق المركزى)وين؟ مالك بتعاين ليا كده؟
    ظل محملقا في وجهها دون أن ينطق . . ما جعل المرأة بعد برهة تنتفض مبتعدة عنه و هي تقول :
    - أستغفر الله العظيم . . (سكران)؟؟ هى متين الواطا (فللت)
    تابعها بنظره مندهشا الى أن غابت في الزحام فالتفت ليكمل طريقه عندما ارتطم برجل ضخم الجثة الذى حدجه بنظرة غاضبه وهو يقول :
    - متعاين قدامك .. انت (مسطول) ؟!
    - (فى براءة) : لأ
    - شنو انت بتهظر ؟
    - (بمنتهى البراءة) : لأ والله
    أمسك الرجل بتلابيب عزام في مشهد (كوميدي) فالرجل ضخم الجثة بينما (عزام) يعانى (النحافة المفرطة)
    - مش تفتح عيونك ديل .. حركات النشالين دى إنتو قايلين نحنا ما بنعرفا ؟
    احساس شديد بالبلاهة يغمر ملامح (عزام) الآن . . خصوصا مع تجمهر الناس حوله وتعالي أصواتهم :
    - يا جماعة والله أنا ما من هنا وما قاصد (أخش) فى الزول ده وما شايفو
    - هسه زول طويل وعريض ذيى كده ما بتشاف ؟ يا حرامى يا نشال
    - (متطوع من الجمهور) : كدى يا إبن العم شوف قروشك فى؟
    - (وهو لا زال يمسك به يقوم بتفتيش المحفظة فى جميع جيوبه) : ما قلت ليكم الزول ده نشال .. أهو قروشى إتسرقت .. !!
    بينما كان الرجل الضخم يمسك بتلابيب (عزام) ويجره نحو القسم كانت جموع المتجمهرين تردد
    - ياهو ياهو .. النشال .. ياهو ياهو
    قال عزام بعض الكلمات التي لم يتبينها أحد بالطبع بسبب تعالي الصيحات و الاعتراضات و المطالبات بتسوية الموضوع بدلا من الذهاب إلى القسم والبهدلة كما قال أحد المتجمهرين ولكن بلا أي جدوى

    فى القسم :
    وجد عزام نفسه وجها لوجه امام ضابط القسم متهما بالنشل و ....نظر إليه الضابط من اعلاه الى اسفله وقام بالدوران حولة كم دورة ثم وقف قبالته وحدجه بنظرة معناها ( ما تعمل لينا فيها حركات أحسن تعترف وتتخارج) ثم خاطبه والشرر يتطاير من عينيه :
    -انت بتنشل براك ولا معاك ناس تانين ؟
    - أكيد الزول ده هو السرقو يا سعادتك .. ده الظاهر بتاع مشاكل شوف راسو مخيط كم غرزه ؟
    - نخليهو يعترف يا جنابو !! خمسه دقائق (الطيارة قامت) ويورينا سلم المحفظة لمنو؟
    ويجيب التاس المعاهو
    - لا يا (شاويش حسين) هو هيجيب المحفظة براهو !!
    هنا كانت الدموع بالفعل تترقرق في عيني (عزام) وهو يقول صارخا
    - والله يا جماعه أنا ما نشلت الزول ده .. أنا بس خبطتو وما كنت شايفو .. يكونو نشلوهو الناس الجو وقفو يعاينو
    - أيوه خبطتني ولميت الناس واصاحبك هم النشلونى إنت قايلنا ما بنعرف حركاتكم دى
    - ورينا الناس البنشلو معاك يا زول !!
    - (عزام وقد تقطعت انفاسه) : (أ أ أ ن ن نا يا يا جنابو لا بنشل ولا حاجة بس الزول ده ما شفتو وخبطت فيهو بس
    - خبطت فيهو وقام صاحبك ناشلو ؟ مش كده ؟ - مواصلاً – ما تضيع زمننا إعترف وما تتعبنا عشان ما نقوم (ندورك) هسه !
    - انا ح أعترف يا سعاتك بس قول عاوزنى أعترف ليكم بى شنو؟
    - شنو عاوز تعمل لينا فيها يعنى (مجنون) ؟
    - لا والله .. لا مجنون ولا حاجه أنا قلت ليكم ما نشال !!
    ينظر اليه الضابط وقد نفذ صبره مخاطباً :
    - طيب ما نشال شغال شنو ؟ رجل أعمال
    - أصلو .. فى الحقيقه .. يعنى
    - شنو إنت ح تقدم ليا برنامج ؟ إنت ما عارف شغال شنو؟
    - تصدق بالله يا سعادتك ؟
    - (بزفرة حادة) : الله يطولك يا رووووح .. طيب إسمك شنو ؟
    - (وهو يرتجف) : أصلو انا فى الحقيقه
    - اصل شنو وفصل شنو؟ كمان إسمك ما عارفو؟
    - فى الحقيقه يا جنابو انا اصلي ما عارف اسمي .. وما عارف ذاتو شغال شنو ..
    - (وقد بدأ يفقد اخر قطرة صبر) : أيوااا عاوز تعمل ليا فيها (أطرش) طيب (نشوووف) – مواصلا- يا شاويش دخل الزول العامل فيها مجنون ده الحراسه !!

    داخل الحراسة:
    كانت هناك اثنتين وعشرين كتلة بشرية داخل حجرة (حراسة القسم ) إضافة إلي بعض الكتل "الحشرية" الأخري والتي لا يستطيع جهاز (التعداد والأحصاء) معرفة أنواعها وأعدادها من ذباب مختلف الأشكال والألوان والأنواع وبعوض ونمل وصراصير ورغم اختلاف القضايا التي زج بسببها هؤلاء جميعا إلي هذا المكان إلا أنهم يشتركون تقريبا في نفس الملامح مع اختلاف أماكن هذه الملامح علي وجوههم ، امضى عزام ليلته في (حراسة القسم) وهو لا يعرف اين هو ولا كيف اتت به الاقدار إلى هذا المكان (الغريب) .. تفرس الوجوه التي حوله بتمعن وبدأ قلبه بالخفقان السريع حتى كاد جميع من في الغرفة سماعه :
    - مالك يا فرده ؟ متهم بى شنو؟
    قالها الرجل الذى يستند على (الحائط) ويفترش بعض الصحف القديمة وعلى وجهه آثار جروح و(غرز) قديمة :
    - لا مافى حاجه والله ما عملت حاجه
    - كلنا بنقول كده !! الأخ (هواء) وإلا (مويه) وإلا (كرب) ولا شيكات ؟
    كان (عزام) يستمع اهذه (المصطلحات) لأول مرة فى حياته لم يفهم معناها .. قبل أن يرد على سؤال الشخص الذى (يفترش الجرائد) كان قد إستغرق فى النوم فقد كان مجهداً !!

    عزيزة عاملة أيه:
    عزيزة في منزل والدتها ...تجلس وحولها اطفالها يتفننون في احداث اكبر قدر من الضجة كالعادة تبدو من هيئتها وعينيها المتورمتين انها كانت تبكي ...
    - ياعزيزة يابتي وبعدين معاك
    - لكن أسوى شنو يمه ما خليت حته ما سالت فيها .. للمشرحه مشينا !!
    - لاحول ولا قوة الا بالله يابتي
    - اهدي بس ان شاء الله ح يرجع !
    - يرجع كيف يمه وهو ما عارف أى حاجه ؟
    - شوفى يا بتى جارتنا (فوزيه) دى راجلا شغال ليهو فى واحده من (الجرائد دى) أحسن تمشى ليهو وتشيلى صورت راجلك دى وتخليهو يعمل ليكى (خرج ولن يعود)
    - تفى من خشمك يمه (لن يعود) دى شنو؟ إسمها (ولم يعد)
    - (لم يعد) لن يعد بس إنتى ودى ليهو الصورة وخليهو يعمل ليكى إعلان إحتمال زول يعرفو يوريكى بكانو وين !!

    بدت الفكرة لعزيزة (مش بطاله) قامت بالبحث عن صورة لعزام حتى وجدتها أخيراً باحد الأدراج ، فى اليوم التالى وعلى أحدى الصفحات الداخلية لأحدى الصحف ظهرت صورة عزام وعليها الإعلان التالى :
    خرج ولم يعد
    - المواطن عزام أحمد عزام البالغ من العمر 46 عاما من منزل اسرته ولم يعد يرتدى بنطلون كحلى وقميص أبيض وينتعل حذاء اسود ، يضع على راسه ضمادات من أثر جرح جديد ، فاقد للذاكرة الرجاء من يتعرف عليه تسليمه لأقرب نقطة شرطه .

    فى المحكمة :
    قضى عزام ليلته فى (الحراسة) وفى الثامنة من صباح اليوم التالى تم إخراجه ومعه جميع من فى الحراسة فى طابور طويل إتجه بهم إلى أمام غرفة القاضى التى تتوسط القسم
    - بالله دخل الزول العامل لينا فيها (مجنون) ده أول زول
    قالها (الشاويش حسين) وهو يخاطب (حاجب المحكمة) الذى كان يمسك بأوراق القضايا ، والذى سرعان ما قام بتنفيذ الامر وهو يقوم (بدفر) عزام إلى داخل غرفة القاضى الذى قام بوضع الصحيفة التى كان يقرأ فيها جانبا وقام بفتح يومية التحرى التى سلمها له المتحرى :
    - إسمك وسنك وعنوانك !!
    - أصلو .. فى الحقيقه .. يعنى
    - شنو؟ ما تتكلم .. كمان إسمك ما عارفو؟
    - يعنى فى الحقيقه أصلو انا
    القاضى يتمعن فى وجهه عزام مليا .. يقوم بفتح (الصحيفة) التى كان يطالع فيها .. ثم ينظر إليه من جديد ... ثم يهز رأسه ويمد يده بالصحيفه لعزام قائلا :
    - ده مش إنت ؟
    بينما كان عزام ينظر إلى صورته ويقوم بقراءة الإعلان كان القاضى يمسك بالقلم ويكتب حتى إذا ما إنتهى رفع رأسه قائلا :
    - لقد وجدت المحكمة المتهم (عزام أحمد عزام) بريئا ذلك لإصابته بفقدان فى الذاكرة على أن يتم تسليمه إلى ذويه !!
    لدهشة القاضى فقد خاطبه عزام قأئلا :
    - يا مولانا ده ما أنا !! واصل قضيتك بالله ..الواحد لو عاوز يتخارج من الحياة الصعبه دى ويعمل (مجنون) ما تخلوهو !!

                  

02-29-2008, 09:38 AM

الزبير صالح الزبير
<aالزبير صالح الزبير
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 2580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيناريوهات : عامل مجنون !! (Re: الفاتح يوسف جبرا)

    Quote: هواء) وإلا (مويه) وإلا (كرب) ولا شيكات ؟


    سلامات يا دكتور
    بالله فسر لينا وما توجز المصطلحات دي معناها شنو عشان من عرف لغة قوم أمن شرهم
                  

02-29-2008, 02:50 PM

مرتضي عباس
<aمرتضي عباس
تاريخ التسجيل: 01-14-2007
مجموع المشاركات: 182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيناريوهات : عامل مجنون !! (Re: الفاتح يوسف جبرا)

    [..الواحد لو عاوز يتخارج من الحياة الصعبه دى ويعمل (مجنون) ما تخلوهو !!]



    حله خالص تشكر
                  

03-01-2008, 06:46 AM

الفاتح يوسف جبرا
<aالفاتح يوسف جبرا
تاريخ التسجيل: 10-31-2006
مجموع المشاركات: 1617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيناريوهات : عامل مجنون !! (Re: الفاتح يوسف جبرا)

    Quote:
    بالله فسر لينا وما توجز المصطلحات دي معناها شنو عشان من عرف لغة قوم أمن شرهم


    حاااضر يا الزبير خلى بالك معاى :
    هواء = بنقو
    مويه = خمره (طبعاً ما بضم الخاء!)
    كرب = كسر منزلى
    والشيكات دى معروووووفه !!

    تحياتى !!
                  

03-01-2008, 06:52 AM

الفاتح يوسف جبرا
<aالفاتح يوسف جبرا
تاريخ التسجيل: 10-31-2006
مجموع المشاركات: 1617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيناريوهات : عامل مجنون !! (Re: الفاتح يوسف جبرا)

    Quote: حلوه خالص تشكر


    شكراً يا مرتضى ربنا يقدرنا نكتب المفيد !!
                  

03-01-2008, 08:17 AM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيناريوهات : عامل مجنون !! (Re: الفاتح يوسف جبرا)

    استاذنا .. جميعا
    و بلا استثناء ......الفاتح جبرا
    قد تحتمل كلماتى تأويل الاطراء ..
    لكنك تستحقه و أكثر
    تحمل قلما .. و ذهنا وقادا .. يشرحنا حتى النخاع (رغم انه من الصعب تشريحهو)
    "خرج (عزام) الى الشارع الرئيسى وهو لا يعرف اى شئ من حوله كل ما كان يريده هو ان يخلص من من حكايت (المرا) والأولاد والدكتور والممرضه والمستشفى والدوشه"
    و كانى أقراء كتاب حكايات عزام و عزيزة
    "يعنى أخليك تنوم عشان تمشى متاخر وبكرة يفصلوك من الشغل قدر (ماهيتك) التعبانه دى (قريشاتا) ما نلقاهن .... هسع سيد البيت ده قال لو ما حضرت ليهو إيجار الأربعه شهور المتأخر ح يرفع عليك قضيت إخلاء .. وناس النفايات "

    متعك الله بالعافية و الصحة كما تمتعنا بكل حرف تكتبه
                  

03-01-2008, 05:50 PM

الفاتح يوسف جبرا
<aالفاتح يوسف جبرا
تاريخ التسجيل: 10-31-2006
مجموع المشاركات: 1617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيناريوهات : عامل مجنون !! (Re: الفاتح يوسف جبرا)

    Quote: استاذنا .. جميعا
    و بلا استثناء ......الفاتح جبرا
    قد تحتمل كلماتى تأويل الاطراء ..
    لكنك تستحقه و أكثر
    تحمل قلما .. و ذهنا وقادا .. يشرحنا حتى النخاع (رغم انه من الصعب تشريحهو)


    والله العظيم كلامك ده كتير شديد عليا يا اسعد .. ربنا يخليك ويديك العافية
                  

03-03-2008, 05:34 PM

الرفاعي عبدالعاطي حجر
<aالرفاعي عبدالعاطي حجر
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 14684

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيناريوهات : عامل مجنون !! (Re: الفاتح يوسف جبرا)

    فوق لمزيد من القراءة
    مررت من هنا
    وعملت فيها مجنونا
    سلمت أستاذ الفاتح جبرا
    وانت تنشر الوعي عبر هذه المجموعات
    من المتاعبين دوما.
    ............................................................................حجر.
                  

03-03-2008, 07:03 PM

ismeil abbas
<aismeil abbas
تاريخ التسجيل: 02-17-2007
مجموع المشاركات: 10789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيناريوهات : عامل مجنون !! (Re: الفاتح يوسف جبرا)

    ألأخ/الفاتح جبرا

    الحمدلله الما كنت الفاتح من سبتمبر.بعد تغلبات العقيد القذافى السياسية التى جهجهت الشعب الليبى

    والشعوب العربية ..ولو كنت ليبى لعملت مجنون..ونحن والحمدلله فى نعمة..
    .........................................................................................
    تعجبنى كتاباتك ..وقلمك الجرىء الذى يلمس أشياء كثيرة فى موضوع واحد...................
    مشوار السبت///والمذيع المتألق/طارق كبلو..خليك مع الزمن..

    أنا قارىء جيد لك...
    لك الود والتحايا..............
    إسماعيل محمد احمد عباس..................................................

    (عدل بواسطة ismeil abbas on 03-03-2008, 07:04 PM)
    (عدل بواسطة ismeil abbas on 03-03-2008, 07:07 PM)

                  

03-08-2008, 02:55 PM

الفاتح يوسف جبرا
<aالفاتح يوسف جبرا
تاريخ التسجيل: 10-31-2006
مجموع المشاركات: 1617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيناريوهات : عامل مجنون !! (Re: الفاتح يوسف جبرا)

    العزيزان
    الأخ الاستاذ الرفاعى
    الأخ الأستاذ إسماعيل

    مثل كلماتكم الوضيئة هذى هى ما يدفعنا لبذل المزيد من الجهد فى محاولاتنا للتعبير عن هموم هذا الشعب ،،،، دمتما بألف خير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de