بسم الله نبدأ وليفتح الله بيننا وقومنا بالحق دون أى بخس للتاريخ المضئ لهذا التنظيم أود أن أطرح بضع تساؤلات:-
اىحديث عن مستقبل للجبهة الديمقراطية ، لابد وأن يسبقه حديث عن الفكرة وعن التنظيم الماثل الآن، ما هى الجبهة الديمقراطية كتنظيم سياسى وعلى أى أسس تم بناء هذا التنظيم؟
الجبهة الديمقراطية تحالف استراتيجى بين الشيوعيين اعضاء الحزب الشيوعى ، والديمقراطيين الثوريين السودانيين الذين لاينتمون إلى تنظيم أو حزب آخر سوى الجبهة الديمقراطية. والجبهة الديمقراطية كما نظر لها الشيوعيون السودانيون وبالذات فى الوثيقة الغنية : الماركسية وقضايا الثورة السودانية- قد يقول البعض أنها نتاج ممارسة سودانية وليست نتاج تنظير لاعلاقة له بالواقع. وهذا قول قد يصدق ولكنه لن يخلق فرقا طالما نحن بصدد المستقبل_ هى تنظيم غير مركزى وغير عمودى وأسست هذه الفكرة استنادا على تفاوت مستويات التطور الإجتماعى فى السودان، الأمر الذى لايسمح بقيام تنظيم مركزى عمودى ذو قيادة واحدة يضم الديمقراطيين فى أنحاء القطر قاطبة ومن المنابت الإجتماعية كافة. ولكن أليس هو التفاوت الإجتماعى ذاته الذى تأسس فى ظله حزب الشيوعيين السودانيين؟ هذا سؤال ؛؛ يقول الشيوعيون ان تحالف الجبهةالديمقراطية هو بين الشيوعيين والديمقراطيين وليس بين الأخيرين والحزب؛ أى أن الشيوعيين يدخلون هذا التحالف بصفاتهم الفردية لا كممثلين للحزب، وذللك للإيهام بالمساواة فى اتخاذ القرار، ولكن ما هودور الفراكشن؟ أليس هو فرض أو تمرير موقف موحد هو موقف الحزب داخل التحالف؟ وعلى الديمقراطيين الذين لا يتوفرون على منبر لبلورة رأى مشترك؟أى غبن وغفالة؟ ثم ماهو الفرق بين الشيوعى والديمقراطى والذى يهيئ للشيوعيين إبتناء حزب مركزى ويمنع الديمقراطيين؟أظن أن الذى يستشفه القارئ لوثيقة الماركسية وقضايا الثورة السودانية أن الفرق يكمن فى كون الشيوعيون مسلحين بفلسفة قادرة على قراءة التاريخ مرة واحدة وإلى الأبد قراءة كلية وشاملة توصلت إلى المسار الحتمى للتاريخ نحو نهايته الشيوعية التى يمضى حزبهم نحوها، على عكس الديمقراطيين الفقراء إلى تلك الفلسفة ولكنهم يتشاركون الشيوعيين هدف تحقيق مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية او ما عرف بطريق التطور اللارأسمالى، ولكن هل يصمد هذا التفريق أمام ما يلى :_ أمن المقبول فى عصرنا الراهن تبنى مثل غائية الحتمية التاريخية التى ليست سوى نسخة من بهاية التاريخ؟ هل ثمة معسكر إشتراكى؟ فذلك ماتعتمد عليه نظريا وعمليا فكرة الطريق اللارأسمالى هل لايزال الشيوعيون يتحدثون عن مصدر وحيد وفلسفة وحيدة أم أنهم ينحون نحو الإنفتاح على مختلف المدارس الفكرية؟ يقوم التفريق كذلك على فكرة طليعية الطبقة العاملة، ودون نقاش لزيف هذه الفكرة، الم تحدث تحولات أكثر من جذرية فى طبيعة القوى المنتجة فى المجتمع ما بعد الصناعى؟ امام هذه الأسئلة ماذا تبقى من الهيكل، وهل من اساس وجدوى لذلك التحالف ؟ هذه فقط أسئلة ارجو ان نتمكن بها وبغيرهامن إثارة نقاش قد يفيد وشكرا لك ياسامح.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة