Quote: على بعد أسابيع قلائل من انطلاق البطولة؛ قضي الأمر الذي اختلف حوله الكثيرون، وما عاد الاعتراض على المدير الفني لمنتخبنا الوطني، محمد عبد الله مازدا، أمرا مجديا، وما عاد أمام الجميع -مؤيدين ومعترضين- سوى مساندته "كل بما تيسر له"
Quote: لا بأس من أن يبدي واحدنا اعتراضه على اختيار مازدا مديرا فنيا لمنتخبنا المواجه بمباريات صعبة أمام منتخبات متمرسة، لكن هذا الاعتراض الآن لن يغير من الأمر شيئا، وليس من المعقول أن يكون مازدا وحده هدفا للانتقادات كلما خسر منتخبنا مباراة إعدادية، وكأن لاعبينا يمكنهم المنافسة على اللقب إذا تولى أمرهم السير أليكس فيرجسون
Quote: لست مطالبا مازدا بالمستحيل، ولست مطالبا إياه بإمداد لاعبينا بين ليلة وضحاها بعناصر السرعة والقدرة على التحكم في الكرة "تحت الضغط" والانضباط الخططي "طوال زمن المباراة"، لكني أطالبه فقط بالواقعية؛ وأعني بها من واقع معرفتي بقدرات لاعبينا والمعطيات الحالية: الاهتمام بالتأمين الدفاعي
Quote: أنا موقن بأن مازدا -وغيره من المدربين الوطنيين- ليسوا هم الخيار الأفضل مقارنة بمدرب أجنبي مقتدر، وقد قصدت التلميح لذلك مرتين، كانت أولاهما أول ما كتبته في هذا المقال. كان من الممكن تعيين ريكاردو أو غيره قبل وقت كاف، لكن هذا لم يحدث، وما عاد الوقت يسمح به
Quote: خسرنا مباراتنا الأولى أمام زامبيا بثلاثة أهداف، وشكلت كل هجمة زامبية على مرمانا خطرا داهما، ومع ذلك، كان بالإمكان أفضل مما كان!
Quote: خسر منتخبنا الوطني مباراته الثانية أمام نظيره المصري بثلاثة أهداف. خسارة لم تكن مستبعدة، لكن المحزن هو أنها جاءت مصحوبة بضعف فني بائن في كل خطوط منتخبنا ، وخاصة في الشوط الثاني الذي تسيده المصريون ولم يجدوا صعوبة في إضافة هدفين جاءا بذات الطريقة التي لا أظنني مبالغا إذا وصفتها بالمحبطة من واقع أن مهاجمي المنتخب المصري لم يجدوا أدني مضايقة رغم انطلاقهم بالكرة من وسط الملعب -تقريبا-، وكأن لاعبينا كانوا منهمكين في الهجوم الضاغط!
Quote: في مباراتنا مع الفراعنة، فاز المنطق الكروي ولا يمكن وصف فوزه بالمفاجأة، لكننا لم نثبت قدرتنا على التغلب عليه، ولم يظهر منتخبنا إجادة تنظيمية تصعب من مهمة المنافسين. ورغم التأخر النسبي للفوز المصري إلا أنه لم يكن فوزا صعبا، فقد ظلت الهجمات المصرية تشكل خطرا داهما على مرمانا، تماما كما كان الأمر أمام زامبيا
شكراً لك أخانا أحمد . جاء هو في الزمان الصعب . في كل الدنيا يبدأ الفريق القومي منذ 6 سنوات عُمراً وإلى الفريق الأول ، تتم رعايتهم في مدارس خاصة كي ينجحوا في الدرس وفي كرة القدم. هنالك صالات مقفولة للتدريب وللجودو والمساج وللسباحة وللكرة الطائرة والسلة.. وكافة المناشط التي تأهل اللاعبين ، وميادين على أحدث الطُرز ، وجهاز فني من جميعه على أكبر قدر من التأهيل العلمي المُحترف ....واستقرار إداري مؤهل بخطة لا يغيرها الأفراد..
نحن البلد الوحيد الذي يقيم فيه المدربون بأثر رجعي!
لم أشأ إبان كتابتي عن مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة الأمم الإفريقية أن أسهب في الحديث عن أن محمد عبد الله مازدا -وغيره من المدربين الوطنيين- لم يكن الخيار الأفضل لقيادة المنتخب فنيا في مواجهة منتخبات متمرسة، وفضلت التركيز على الكتابة عما أراها أفضل الطرق للتغلب على الفوارق الفنية التي ترجح كفة منافسينا.
الآن وقد انتهت مشاركتنا بتذيل مجموعتنا -وهو أمر لم يكن مستبعدا-؛ توجب علي أن أعود قبل وقت كاف من بدء التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا في مايو القادم، للمطالبة بضرورة تجنب سلبيات المرحلة الماضية، ومن بينها: عجز اتحاد الكرة أو إصراره على عدم الاستعانة بمدير فني أجنبي مجرب بديلا لمازدا.
من الحقائق المهمة أن مازدا يقود منتخبنا الوطني فنيا منذ إقالة البولندي وازاريك في منتصف عام 2004 "تقريبا"، أي لفترة جاوزت الثلاث سنوات ونصف. وبعيدا عن نتائج المنتخب وما حققه في الفترة الماضية مما سمي بالإنجازات؛ فإن الحقيقة الماثلة هي أن المستوى الفني لمنتخبنا في آخر مشاركاته وأهمها على الإطلاق لا يدل على استقرار تدريبي، والدليل -بكل بساطة- التغيير الكبير الذي ظل يطرأ على طريقة اللعب وتشكيلة اللاعبين بين كل مباراة والتي تليها، فضلا عن خلل تنظيمي بائن جعل شباك مرمانا هدفا سهل المنال لكل من خطب ودها!
نحن البلد الوحيد الذي يقيم فيه المدربون بأثر رجعي! فعندما ينتقد البعض حقيقة أن منتخبنا بدا فاقدا للهوية الفنية في غانا، فيما يعتبر انتقادا لمديره الفني "مازدا"، يسارع البعض للحديث عن أن هذا الأخير قاد المنتخب لتصدر مجموعته في التصفيات المؤهلة لغانا! وفي الوقت الذي يرفض فيه البعض أن يسلم بحقيقة أن ضعف منافسينا في التصفيات أسهم في ظهورنا في أكبر المحافل الكروية الإفريقية؛ يعود هذا البعض للحديث عن افتقار كرة القدم عندنا للتخطيط السليم كمبرر للإخفاق الأخير!
إن الصمت عن واقعنا الكروي عند تحقق الانتصارات ثم استرجاع كل جوانبه دفعة واحدة عند الإخفاقات يكشف عن قصور في التحليل الفني للمباريات، والذي يتعين على كاتبه أن يلامس عصب الحقيقة المجردة بغض النظر عن مآل نتيجة المباراة المتحدث عنها. ولذلك قل أن تقرأ عن مباراة لأحد فرقنا انتهت بتعادله أو فوزه خارج الوطن دون أن يسهب الكاتب عنها في تقريظ الفريق ولاعبيه، متجاهلا ذكر ضعف المنافس أو إضاعته لفرص تهديفية سهلة -مثلا-!
مازدا يرأس لجنة التدريب المركزية، وهي لجنة فنية تابعة لاتحاد كرة القدم من اختصاصاتها الإشراف العام على التدريب وتطوير مستوى كرة القدم والتدريب، إضافة لتقديم التوصيات والملاحظات والتقارير لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم في جميع الأمور الفنية المتعلقة بالتدريب والمنتخبات الوطنية (من النظام الأساسي للاتحاد هــنــا).
غني عن القول أني لست بصدد إلقاء مسؤولية ما كان من أمر منتخبنا في غانا على مازدا وحده، ولا أدعو لإقالته أو استقالته لأنه "فشل في قيادة المنتخب للفوز بكأس البطولة"! لكن المستوى المتواضع لمنتخبنا وافتقاره للتنظيم فضلا عن صلاحيات مازدا في "منصبـيه الاثنين" أمور تجعله شريكا في الإخفاق كما كان شريكا -مع آخرين وظروف أخرى- في ارتقاء المنتخب للنهائيات بعد 32 عاما من الغياب.
Quote: جاء هو في الزمان الصعب. في كل الدنيا يبدأ الفريق القومي منذ 6 سنوات عُمراً وإلى الفريق الأول ، تتم رعايتهم في مدارس خاصة كي ينجحوا في الدرس وفي كرة القدم. هنالك صالات مقفولة للتدريب وللجودو والمساج وللسباحة وللكرة الطائرة والسلة.. وكافة المناشط التي تأهل اللاعبين ، وميادين على أحدث الطُرز ، وجهاز فني من جميعه على أكبر قدر من التأهيل العلمي المُحترف ....واستقرار إداري مؤهل بخطة لا يغيرها الأفراد
سلامات يا عبد الله الشقليني
لا ينكر أحد أن واقعنا الرياضي يفتقر لروح المواكبة ومقوماتها، ومع ذلك فإن الطموح الجماهيري في مجال كرة القدم على وجه الخصوص يفوق كثيرا قدراتنا الحقيقية فيه، هذا الطموح المتخضم يزكي ناره إعلام رياضي احترف المبالغة في تناول الأحداث وفي بعض الأحيان خلقها من العدم.
أتجنب دوما الحديث عن الحلول طويلة الأمد لافتقاري لمقومات الحديث عنها، فضلا عن جهلي بهياكل التنظيم السني في البلاد التي تفوقنا مستوى وتنظيما. لذلك أكتفي ببذل رأيي في ما أراه من قصور وسلبيات لا بأس من أن تكون الدعوة لتجنبها في تواز مع دعوات خطط التطوير طويلة الأمد.
Quote: مازدا يرأس لجنة التدريب المركزية، وهي لجنة فنية تابعة لاتحاد كرة القدم من اختصاصاتها الإشراف العام على التدريب وتطوير مستوى كرة القدم والتدريب، إضافة لتقديم التوصيات والملاحظات والتقارير لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم في جميع الأمور الفنية المتعلقة بالتدريب والمنتخبات الوطنية (من النظام الأساسي للاتحاد)
يعتلي الدكتور كمال شداد ذروة السنام الكروي في بلادنا بوصفه رئيسا للاتحاد السوداني لكرة القدم، ويتولي محمد عبد الله مازدا مسؤولية الإدارة الفنية للمنتخب ويرأس لجنة التدريب المركزية التابعة للاتحاد. ومن المفارقات أن ما يسمى بالانجازات في عهد مازدا تحقق في عهد شداد، ومع ذلك فإن هذا الأخير لا يجد من الاحتفاء ودعوات التكريم مثلما يجده الأول من البعض بدوافع مختلفة، أشك -ولا أجزم- بأن القناعة بكفاءته جزء منها!
لست منكرا على من يدعون للاحتفاء مازدا دعوتهم بحكم أنه قاد المنتخب لنهائيات أمم إفريقيا بعد 32 عاما، لكن هذه الدعوة للتكريم "إن كان لا بد منها" يجب أن تشمل اتحاد شداد وباقي أفراد الجهاز الفني والإداري للمنتخب واللاعبين، فهم كلهم شركاء في ما سمي بالإنجاز، تماما كشراكتهم في إخفاق غانا 2008. وكما هو واضح، فإن دعوتي هذه "ذات المغزى الجدلي" لأن يشمل الاحتفاء وإسداء الشكر والعرفان "اتحاد شداد" ستقابل برفض قاطع من البعض بأسباب يجب أن تجعل الاحتفاء بمازدا ذاته في عداد المرفوض! ولذلك قلت إن مقومات تكريم مازدا = مقومات تجريم شداد!
ما سميت بالانجازات في عهد مازدا تحققت في عهد شداد، ولو كانت الإنجازات مقياسا للاحتفاء؛ لاستحقه شداد بدوره! وقبل أن يظن القارئ أني بصدد "الدفاع عن شداد" أقول إني أود فقط لفت الأنظار لضرورة أن تنبني مقومات التكريم ومقومات التجريم على قواعد صلبة، وهذا يماثل تماما ما ذكرته في تعليق سابق عن ضرورة أن يكون المستوى الفني لمنتخبنا هو معيار تقييم أداءه وليس النتائج وحدها، لأنها تتأثر بمؤثرات خارجية مثل مستوى المنافسين والتوفيق وأخطاء الحكام وغيرها مما قد يعكس صورة مزيفة عن المستوى الحقيقي. لذلك، فإن التقييم المنصف لأداء كليهما يكون بنظرة أكثر شمولا من تلك التي تقتصر على "ما يسمى بالانجازات".
لا تلوح في الأفق بوادر لتنحي الاتحاد العام الذي يسأل عن غياب النشاط المنظم للفئات السنية، ولا يبقى أمامي سوى تمني أن يتخلى قادته عن العناد لإصلاح "الحال المائلة"، وأن يواصل جهوده -إن كان قد بدأها أصلا- في إقناع الدولة بتوفير راتب مدرب أجنبي مقتدر، لأن استمرار مازدا -الذي أخذ فرصته كاملة في إدارة المنتخب فنيا- يبشر باستمرار التخبط، ويعني أن علينا الانتظار زمنا طويلا قبل أن نشاهد منتخبنا يخسر ونحن مقتنعون بأنه يلعب كرة قدم منظمة.
02-13-2008, 09:39 PM
Naji A.Moniem Naji A.Moniem
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 321
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالله الشقليني
Naji A.Moniem
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست