|
Re: هاشم كرار يكتب عن السودان وتشاد ..والحدود تدق طبول الحرب! (Re: Faisal Al Zubeir)
|
Quote: السودان ــ تشاد.. والصياد يملأ شبكته !
هاشم كرار – مشاهد -1 ديسمبر 2006
________________________________________ مرة أخرى، تزعزع الاستقرار في تشاد، وأصبح نظام ادريس ديبي، مهددا فعليا. المتمردون يجتاحون مناطق حدودية في الشرق.. وعما قريب سيدقون ــ كما المرة السابقة ــ أبواب أنجمينا العاصمة.. وليس في كل مرة، تسلم الجرة !
بالطبع، تشاد تتهم الخرطوم، بدعم المتمردين.. وبالطبع الخرطوم تنفي، وتتهم في ذات الوقت أنجمينا بدعم الفصائل الدارفورية، التي تأبت اتفاق أبوجا للسلام.
هكذا، عادت الدولتان ــ السودان وتشاد ــ إلى المربع الأول، وهو المربع الذي ما كان يمكن أن يكون، لولا تعقيدات، ومضاعفات أزمة دارفور.
قلنا مرارا ــ وسنظل نقول ــ إن تعقيدات دارفور، ستتجاوز هذا الاقليم السوداني، إلى تشاد، وربما تتجاوز التشاد، إلى غرب افريقيا، بأكملها.. وتأسيسا على ذلك، قلنا ــ وسنظل نقول ــ انه في غياب سلام دارفور، لن تسلم تشاد، والتاريخ يحدثنا، أن الأنظمة التي تعاقبت على ذلك الاقليم، كانت تتم (صناعتها) ــ في الغالب الأعم ــ في دارفور !
الدولة ــ أي دولة ــ لا تحميها سياساتها الرشيدة، والمنضبطة، ليس لها من حامٍ.. ومن هنا فليس في استطاعة التشاد، أن تحتمي في كل مرة بفرنسا، حتى ولو حلقت كافة طائرات الأخيرة، من فصيلة الميراج، فوق سمائها، لتوقف زحف المتمردين، كما حدث في المرة السابقة !
نظام ديبي، في خطر.
هذا ما يدركه ديبي نفسه.. وهذا ما تدركه فرنسا، التي لها مصالح ضخمة في التشاد.. ولأجل ذلك جاء اقتراح نشر قوات أممية، على الحدود بينها وبين السودان !
لا.لا، حتى القوات الأممية لن تستطيع حماية أي نظام في الدنيا.. ومن هنا، يصبح لزاما على نظام ادريس ديبي، ان كان حريصا على بقائه، أن يصل إلى سلام مع المعارضين. وبالطبع ذلك لن يكون متيسرا، إلا بالجلوس معا حول طاولة مستديرة.. تماما مثلما سعى إلى ذلك النظام في الخرطوم، مع متمردي دارفور ولا يزال يسعى !
في العسكرية ــ كما في الدبلوماسية ــ هنالك ما يعرف بالمعاملة بالمثل.. ومن هذه المعاملة الطلقة بالطلقة، ودعم معارضين بدعم معارضين.. ولئن كان صحيحاً ان نظام ديبي يدعم متمردين في دارفور، يبقى صحيحاً أيضا ان نظام الخرطوم يدعم معارضين تشاديين في شرق تشاد.. ولأن الصياد هو الذي يملأ شبكته، فإن كل المؤشرات تقول ان نظام الخرطوم، هو الذي سيملأ شبكته في النهاية !
سياسة المعاملة بالمثل، ستسقط في النهاية نظام ادريس ديبي، وذلك بسبب ان المسافة بين حدود تشاد الشرقية وأنجمينا العاصمة أقصر بكثير من المسافة بين حدود السودان مع تشاد والخرطوم.. هذا بالطبع إذا ما اغفلنا ما يقول به التاريخ.. وما يقوله التاريخ، ان الأنظمة في تشاد، تبدأ صناعتها في دارفور.. وهي من هنا ماركة كان يمكن أن تصبح مسجلة للسودان، لولا أن الانسان ما سمي انسانا إلا لأنه ينسى !
حل أزمة دارفور ــ من هنا ــ هو في مصلحة نظام ادريس ديبي، أكثر من أن تكون في مصلحة نظام الخرطوم (هذا بالطبع إذا ما تجاوزنا اعتباطا مصلحة نظام الخرطوم في استتباب الأمن والاستقرار في دارفور). هذا ما يدركه ديبي.. وما تدركه فرنسا، التي حرص وزير خارجيتها دوست بلازي في زيارته الأخيرة للخرطوم، أن يقول: ليس لفرنسا أي أجندة خفية في دارفور !
تشاد ــ إذن ــ كما السودان ــ في حاجة لمؤتمر سلام.. وفي ظني، ان هذا المؤتمر إذا ما انعقد في تمام الوقت الذي تنعقد فيه (أبوجا-2) مثلا مع بقية الفصائل الدارفورية، الرافضة لـ (أبوجا-1) فإن السلام، سيحل في غرب السودان، وفي شرق تشاد في وقت واحد.. وستسلم جرة ديبي.. ولن تكون هنالك حاجة لنشر قوات أممية، يرفضها السودان جُملة وتفضيلا في أي شبر في دارفور !
ليفكر ديبي..
وليمعن التفكير سريعا جدا، ويحاول أن يحل أزمته، لا بالتصدير.. ذلك لأن أزمته يمكن أن تطيح بنظامه، قبل أن يصل أي جندي أممي، إلى حدوده الشرقية !
|
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: هاشم كرار يكتب عن السودان وتشاد ..والحدود تدق طبول الحرب! (Re: Faisal Al Zubeir)
|
Quote: السودان والتشاد .. والحدود تدق طبول الحرب! هاشم كرار – مشاهد -4 ديسمبر 2007
ليس فقط لن تهدأ. الحدود المتفجرة أصلا بين السودان والتشاد، ستشهد تصعيدا خطيرا، ربما يقود إلى اندلاع حرب بين الدولتين الجارتين. ابحث عن ... السبب. ليست دارفور، بمتمرديها هي السبب الأساسي، هنالك أيضا، المتمردون التشاديون الذين يقاتلون نظام إدريس ديبي. الدولتان تتبادلان الاتهامات: تشاد قاعدة خلفية لمتمردي دارفور هذا مايقول به السودان. وفي المقابل: السودان قاعدة خلفية للمتمردين الذين يقاتلون التشاد .. هذا ما تقول به التشاد. في الدولتين متمردون. وبين الدولتين، حدود مفتوحة، لا يمكن لكل خوذات الدنيا، أن تحرس نصفها. وبين المتمردين، هنا .. وهناك، وراء الحدود البائسة، والمتربة، والغليظة بطون وأفخاذ .. وبين البطون والأفخاذ «مصير مشترك»، وما بين القوسين، دونه الدم. كتبنا ــ حين اندلعت أزمة دارفور ــ وقلنا، ان هذه الأزمة ستتجاوز ذلك الاقليم السوداني الغني جدا، والبائس جدا، إلى التشاد بل إلى دول غرب إفريقيا كلها. لم نكن وقتذاك، نقرأ في الكف .. أو الرمل، أو نتفرس في قعر فنجان. كتبنا ما كتبنا، ونحن نقرأ في ما بين سطور «البطون» التي تستصرخ بطوناً .. والأفخاذ التي تستنجد بأفخاذ .. والدم الذي يستغيث بالدم .. وكنا نقرأ، في الحدود، التي لا يمكن أن تكون حدوداً للقبائل الممتدة، والمتداخلة .. بل والمترابطة، في السر والعلن! أزمة دارفور، ما كان يمكن أن تطول ــ هكذا ــ و«تتأقلم» و«تتدول»، لولا ثقافة القبيلة أولاً .. ثم لولا الأطماع السياسية .. الأطماع الداخلية .. والخارجية. في مقابل أزمة دارفور، ما كان يمكن لأزمة التمرد في تشاد أن تطول .. وفي التشاد والسودان «خوذتان» .. وملامح فظة .. ونظامان من شيمتهما القمع! الخرطوم، قطعت شوطاً ليس بعيداً، في إحلال السلام .. وهو شوط يتقهقر ــ للأسف ــ ويتراجع .. والتشاد، التي «لملمت» إليها، قائد طلاب الديمقراطية والعدل، لم تلملم قطاعاً من قواته .. ولم تقطع شوطاً باتجاه السلام .. ولا شوطاً باتجاه العدل والديمقراطية! غرب السودان .. وشرق تشاد- إذن ــ «مكانك سر» .. والحدود التي تتعفن بالجثث المنتفخة، والدم المتخثر، لا تزال تفوح بالعفونة، والتوترات العظيمة .. قمة وراء قمة. وتلتمع الفلاشات، ويبتسم الرؤساء .. ويتبادلون المصافحة، والبوسات، والعناق .. والعفونة في الحدود، لا تزال تفوح: الدم يتخثر أكثر، والبطون تستصرخ البطون! ما حدث أخيراً، بين الجيشين التشادي والسوداني، كان متوقعا جدا، وما سيحدث من تصعيد، إلى درجة الحرب وارد جدا .. ومن لا يقول بذلك، لما يدرك أن الأزمة في السودان والتشاد، هي بالحوالة أزمة بين دولتين! غداً، ربما يطير الرئيسان ديبي والبشير إلى طرابلس .. ربما وحدهما، أو مع رؤساء آخرين، وتنتظم قمة، وتلتقط الكاميرات، المصافحات، لكن الحدود المتعفنة، ستظل تفوح برائحة جثث جديدة، تنتفخ .. ورائحة بدم جديد يتخثر! المسألة أكبر من البشير، ومن ديبي .. وأكبر من الوسيط الذي يبتسم في الوسط بين الاثنين .. ولا وسيط إلا القذافي!
|
| |
 
|
|
|
|
|
|
|