|
الكونفدرالية ازمة جديدة
|
الازمات السياسية بين شريكي الحكم في السودان نجد اورها وغبارها دايما علي صفحات الصحف اليومية والفضائيات ومواقع النت ولكن سرعات ما تهدا الاحوال وتعود المياه الي مجاريها وبعد انسحاب وزراء الحركة الشعبية من وزارا تهم ومن ثم العودة ظهرت قبل ايام ازمة جديدة وهي تصريحات مالك عقار نائب رئيس الحركةالشعبية خلال احتفالات مدينة الكُرْمُك بالذكري الثالثة لتوقيع اتفاق نيروبي للسلام- والتي دعا فيه الي تطبيق (الكونفدرالية )بوصفها نظام حكم في السودان حسب تعبيره. وبالطبع وجدت دعوة الحركة الشعبية الي الكونفدرالية رفضا تاما من المؤتمر الوطني وعدد من الاحزاب واذا نظرنا او رجعنا الي مفهوم الكونفدرالية كما يفهمها ويعرفها السياسيون هي اتحاد كونفدرالي بين دولتين مستقلتين ذات نظام سياسي متشابه سواء كان جمهوريا أم ملكياً ..وهذه من النظم التي يمكن تطبيقها في بلاد معينة ولا يمكن تطبيقها في بلاد أخرى بحسب الظروف الجغرافية السياسية والعرقية وكذلك المعتقدات والافكار الدينية والعقائدية . وهنالك نوع من الدول هي ( الكونفدرالية confederation ) وهذه تختلف عن الدول الفدرالية حيث أنها تتألف من دول مستقلة و لكنها تتفق فيما بينها لتأسيس Confederation الكونفدرالية ، أي حلف لحماية مصالحها و تتخذ قراراتها الكونفدرالية بالأجماع ، بينما الدولة الفدرالية هي دولة واحدة بالرغم من توزيع الصلاحيات عموديا و افقيا . من قراءة معاني الكونفدرالية نجد انها شراكة بين دولتين مستقلتين واذا نظرنا الي واقعنا نجد ان حكومة الجنوب غير مستقلة وغير منفصلة ولا زالت تخضع لقانون الحكومة السودانية ولذلك فان شرط الكونفدرالية لا ينطبق عليها والا نفهم ان يكون الانفصال واقعا ومن ثم تاتي الكونفدرالية لتحفظ ماء وجه الوحدة ان امكن بين الشمال والجنوب ورسالة الحركة من هذه الخطوة تقول ان الانفصال قادم لامحال وان توفرت معطيات للوحدة ستكون عبر كونفدرالية يتفق عليها مع الشمال . ما اريد ان اقوله هنا ان الحركة الشعبية لو احتمكت الي نفسها ومصالح الجنوبيين فلن تجد غير سبيل الوحدة مهما كان نقاط الاختلاف بين الجنوبيين والشماليين ولكن فان احتمكت الي اجندة خفية خارجية فانها ستسعي الي ما يقود الي الانفصال .
تخريمة قبل ايام جمعتني الصدفة باحد الاخوة الجنوبيين الذي يعمل ترزيا وما دفعني للحوار معه حسن اهتماهه بالواقع السياسي في السودان واثنا حديثه عن الحركة الشعبية ونشاطه السياسي معها منذ زمن بعيد او منذ ان كان العمل سريا قال محدثي بانه وصلته دعوة من الحركة للتوجه الي الجنوب للعمل هناك او العودة الطوعية للجنوب وما لفت انتباهي من حديثه انه قال هو جاهز للذهاب الي الجنوب ولكن قبل ذلك يجب ان تنفذ له بعض المطالب منها اولا انه سيذهب بنفسه ليري ماذا يحدث وقبل ذلك توفير ما يكفي ابنائه من مال اثناء غيابه وتوفير مال له شخصيا اثناء تواجده في الجنوب وبعد ذلك سيقيم الوضع ومن ثم الحكم عليه وذا لم يتم توفير هذه الشروط فانه سيظل في الشمال وحسب تعبيره( نقعد مع عرب ديل عرفونا وعرفناهم واولادنا في مدارس ما دايرين أي حاجة ) وفهم من حديث الاخ جيمس انه هناك مال جري بين ايادي الجنوبيين ولابد ان ياخذ هو حقه من هذا المال والا سيظل في الشمال كما كان وهذه العبارات تؤكد ان المال بالنسبة للجنوبيين اصبح هاجسا واصبح حلم للكثير منهم وان كان هو حق مشروع لهم لكن فهم ان هناك من اخذ حقه واخرون لم ينالوا شئيا فهذا ستصعب الامر عليهم.
|
|

|
|
|
|