|
شهر عسـل في بيوت الاشبـاح
|
نقلا عن الرأي العام كمال حنفي: الى وقت قريب اذا كنت فى جلسة واسعة يملؤها الترحاب و الضحك البرئ و النقاش السياسى المحتدم ثمّ حدث تعارف بين الحاضرين فذكر أحدهم أنّه يعمل فى جهاز الأمن يتحوّل الحديث بعدها مباشرة الى تذبذب درجات الحرارة و تميّز ابقار الفريزيان عن الأنواع الأخرى و الأخطاء المطبعية فى كتاب (مسكننا) المقرر على تلاميذ الرابعة فى مدارس الأساس !
بدأ التطبيع الخفيف مع كلمة الأمن حين صار جهاز الأمن الوطنى يتحيّن الفرص لدعوة الفئات الاجتماعية و السياسية السودانية الى دعوات مفتوحة يتخللها النقاش الصريح و المفتوح و الكرم الأمنى المزوّد بفاخر الطعام حتى كاد البعض على الظن بأنّ هذا هو تعريف الأمن الغذائى !
ثمّ تسامع الناس حينا بعد حين أنّ جهاز الأمن يتلقّى الشكاوى فى قسم العلاقات العامة من الجمهور ... الشكاوى منه و ليست اليه .. أن يشتكى المواطن معاملة فرد أو أفراد من الجهاز له أو لقريبه حينما نزل ضيفا (عزيزا) على الجهاز!
و قبل عامين قرأ الناس اعلانا بالبنط العريض عن دعوة للتقدّم لامتحان فى القدرات للراغبين فى الانضمام لجهاز الأمن ... امتحان فى اللغات و الكمبيوتر و تحليل نظم المعلومات و الجغرافيا السياسية و التاريخ و الذكاء ... فتقدّم للامتحان حوالى ثمانية آلاف من الطلاب الذين يبحثون عن فرص الكسب الحلال و العمل المرتبط بالمستقبل الذى يحمل ألف وعد و وعد !
و بعد انجاز نيفاشا سمع الناس عن حفل صاخب لوفدى التفاوض متخم بالضحكات و المجاملات اللطيفة و العلاقات العامة و الفرح و الورود و الغناء الطروب ... و أنّ كل ذلك كان بمبانى جهاز الأمن العام !
و بعد زمن صار الناس يقيمون حفلات زواجهم فى النادى الوطنى ... و اذا مرضوا يبحثون عن العلاج فى مستشفى الأمل الوطنى ... و هم فى انتظار أن يقام مطعم بنجومه الخمسة : مطعم البروتين الوطنى ... و ربما ينتظر العرسان قضاء شهر العسل فى بيوت الأشباح !
قبل أيام ظهر خبر فى بعض الوسائط الاعلامية و الاعلانية عن استعدادات تجرى بجهاز الأمن لتكريم مبدعين و شعراء و روائيين و تشكيليين و موسيقيين ... أرجو أن نراجع حينها تعريف الأمن الثقافى !!
|
|
 
|
|
|
|