الطيب مصطفي يكتب : بين الشراكة والمسخرة‮!!‬

Quote: بين الشراكة والمسخرة‮!!‬ كتب الطيب مصطفي Tuesday, 22 January 2008 ومن جوبا تأتينا تصريحات جديدة هذه المرة من السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت يتهم فيها القوات المسلحة - التي سماها بجيش الخرطوم - من داخل كنيسة جوبا بأنها طلبت من الجيش الشعبي التحرك لمسافة 50 كيلومتراً داخل حدود الجنوب حتى بلدة أويل، مضيفاً بأنهم (يريدون أن يبعدوا الجيش الشعبي لتحرير السودان حتى إذا جاءت لجنة الحدود تقوم برسم الخط حيثما يوجهها حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم)!! هذا الخبر جاء نقلا عن وكالة »رويتر« التي كانت تشير إلى تصريحات كير التي أدلى بها يوم الأحد الماضي والتي قال خلالها إن الجيش الشعبي رفض مطالب الشمال بإعادة نشر جنوده إلى مدينة أويل. هل تذكرون تصريح كير الذي نشرناه قبل أيام قليلة بأنهم لن يتنازلوا عن شبر واحد من أرض الجنوب؟! هذه التصريحات المتتالية من كير ترمى إلى توحيد الجنوبيين خلفه من خلال تهييج مشاعر الكراهية التي كثيراً ما يلجأ إليها الزعماء الجنوبيون اعتقادا منهم ان الوسيلة الوحيدة لتوحيد الجنوبيين ووقف المعارك أو التحرشات أو الخلافات الدائرة بينهم هي حشدهم كجنوبيين ضد الشمال والشماليين (الجلابة) الذين أتمنى أن ينتبهوا إلى الحقيقة المرة.. حقيقة أن الرجل الذي يُعتبر نائباً أول لرئيس حكومة السودان هو في الحقيقة يقدّم منصبه الآخر كرئيس لحكومة جنوب السودان على منصبه القومي المحتقر عنده ويقدم شعبه الجنوبي على ما يفترض أنه شعبه الشمالي كما يقدّم الانفصال الذي يجعله يرفض التنازل عن شبر من أرض الجنوب على الوحدة التي كان ينبغي أن تجعله يعتبر أرض الشمال والجنوب وطناً واحداً يتولى منصب النائب الأول لرئىسه، ويصبح تلقائياً رئيساً له عند غياب الرئيس كما هو الحال في هذا اليوم الذي يغادر فيه الرئيس البشير إلى خارج السودان!! تُرى أيحق لسلفاكير والحال كذلك أن ينافس في انتخابات رئاسة الجمهورية ويطلب التصويت له من المسيرية أو من شعب السودان الشمالي الذي لم يشعر في يوم من الأيام بأن الرجل الثاني في الدولة يعنى بمشكلاته أو يرغب في زيارة أي من مناطقه، في الوقت الذي يقضي معظم وقته في جوبا أو في التنقل بين مدن وولايات الجنوب؟ تُرى أيحق لأى كائن أن يتحدث عن الوحدة وهو يرى هذا النموذج البشع للوحدة، وبربكم هل هذه شراكة ام مسخرة!! كير قال في تصريحاته التي أدلى بها في كنيسة جوبا عن المسيرية الذين يرحلون في العادة جنوباً لرعي أغنامهم في موسم الجفاف (إنهم رفضوا نزع سلاحهم)، وقال (إن الجيش الشعبي لن يسمح لهم بالتنقل جنوباً إلا إذا كانوا لا يحملون سلاحاً) وقال (ان القوات المسلحة السودانية والمؤتمر الوطني يريدان ان يسمح للمسيرية بدخول الجنوب بأسلحتهم ولكننا سنحاربهم إذا دخلوا بأسلحتهم)!! إذن، فإن كير سيحارب المسيرية لأنهم يريدون أن يحتفظوا بسلاحهم أسوة بالجيش الشعبي.. كير الذي يُفترض أن المسيرية جزء من مواطنيه الذين يتولى منصب النائب الاول لرئيسهم سيحارب مواطنيه وبالرغم من ذلك يطمع أولاد قرنق بقيادة باقان أموم في أن يحصلوا على أصوات الشماليين للفوز برئاسة الجمهورية واستئصال دولة الجلابة الذين يعتبرون المسيرية جزءاً لا يتجزأ منهم!! ثم يتهم كير الجيش السوداني بتسليح المسيرية بقوله (إن الأسلحة الكثيفة التي يحملها المسيرية تثبت أن جيش الشمال أمدهم بالسلاح)، وأضاف (نعرف أن كل الأسلحة التي يستخدمها الجيش السوداني هي التي يستخدمها المسيرية ولن نقبل أن يفرض هذا الأمر علينا)!! عجيب والله أن يتحدث النائب الأول عن المسيرية باعتبارهم عدواً له، وهو الذي يرأسهم وأن ينحاز مثل هذا الانحياز لجيشه الشعبي ويطلب نزع سلاح المسيرية حتى يختل ميزان القوى ويميل لصالح الجيش الشعبي، وأعجب من ذلك أن ينأى الجيش السوداني الذي يُفترض أن يحمي المسيرية الذين يواجهون جيشاً معادياً ومدججاً بالسلاح.. أن ينأى بنفسه عن المعركة بدلاً من أن يعلن على رؤوس الأشهاد انه لن يكون محايداً في هذه المواجهة غير المتكافئة .. وانه حتى إذا لم يحارب بنفسه فإنه على الأقل سيوفر السلاح للمسيرية حتى لا يُستأصلوا من قبل جيش يقوده النائب الأول لرئيس جمهورية السودان!!

Quote: ولكن لاعجب ان ياتي هذا منه وهو العسكري القادم من الغابة الي الحضارة في القصر الجمهوري ..

Quote: ولكنه لم يكن متمردا

Quote: إذن، فإن كير سيحارب المسيرية لأنهم يريدون أن يحتفظوا بسلاحهم أسوة بالجيش الشعبي..

Quote: هل وضح لك ألآ فرق بين الحالتين، فإن كان سيلفا كير متمرداً، فعلى البشير أن يعترف له بالأقدمية، لأن تمرد البشير قد حدث من بعد تمرده ، ولا شنو يا الصادق أخوى .