العميد عبد الرحمن خوجلي يروي مرة أخرى عن الإنقلابات العسكرية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 10:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-22-2008, 07:45 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العميد عبد الرحمن خوجلي يروي مرة أخرى عن الإنقلابات العسكرية

    سنوات الإستقلال المضطربة خلقت المناخ السياسي للإنقلابات العسكرية

    يعود العميد أ. ح. معاش عبد الرحمن خوجلي لرواية موضوع عن استقلال السودان
    والتمهيد لدخول العسكر دائرة العمل السياسي في السودان.
    موضوع شيق ومتشعب عن فترة حرجة من تاريخ السودان، أتمنى
    أن يجد اهتمامكم و تعليقاتكم.

    جمال الدين بلال

    فلنت – متشجان أواخر شتاء 2007
    سنوات الإستقلال المضطربة خلقت المناخ السياسي للإنقلابات العسكرية
    بقلم: عميد أح "م" عبدالرحمن خوجلي

    مدخل:
    في الذاكرة عن الاستقلال تأتي مدينة أم درمان بزخم شديد فهي قد أعطت السودان طليعة قادة الحركة السياسية في السودان وفي أحياءها العريقة تجد كل تراث الوطن الحضاري فاستحقت عن جدارة أسمها "العاصمة الوطنية" والحديث هنا يطول ويحتاج لمتسع من الوقت.... بالنسبة لي ارتباط الاستقلال في ذهني وأنا في السنوات سن التميز الأولي بذكرى أول انتخابات سودانية في 1954 وقد تابعتها في تلك السن المبكرة في منزل الوالد بحيّ البوستة ... فوالدي كان من طائفة الختميّة وفي رجال البازار وكان سياسياً في صدارة الوطني الاتحادي في حيّنا وكان يؤمن إيماناً راسخاَ بوحدة وادي النيل ومجريات تطور الأحداث بعد ذلك في السوداني جعلت والدي يبتعد عن السياسة عندما قرر الأزهري الاستغناء عن مشروع وحدة النيل وكان يكرر لي دوماً على مسمعي ياابني ابتعد عن السياسة فهذه البلد ضيعها الأزهري وإضاعنا معها ولم أفهم ما رمى إليه إلا في شتاء 1994 عندما اطلعت على كتاب محسن محمد الكاتب المصري "مصر والسودان الانفصال بالوثائق البريطانية والأمريكية وهو مرجعي الأساسي لهذا المقال في مصر أم الدنيا بالإضافة إلى أنني أعدت قراءة كتاب إستاذي في الكلية الحربيّة الدكتور محمد سعيد القدال "تاريخ السودان الحديث" و كذلك كتاب الأستاذ حسن نجيلة "ملامح من المجتمع السوداني"، وكتاب الأستاذ محمد السيد المحجوب "الديمقراطيّة في الميزان" ، بالإضافة لجلسة استماع لحديث الإستاذ بابكر عوض الله لبرنامج الواجهة في تلفزيون السودان وخرجت بهذا الإيجاز عن استقلال السودان وانا أكتب عن الانقلابات العسكريّة لابد في التعرض للمناخ السياسيّ لاستقلال السودان بظروف ومعطيات ولقد كان لمصر أثراً كبيراً على مجريات الأحداث، و سأتعرض لهذا بشئ من التحليل


    نواصل......
    عمبد أ. ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

01-23-2008, 07:15 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد عبد الرحمن خوجلي يروي مرة أخرى عن الإنقلابات العسكرية (Re: ELTOM)

    الأعزاء والعزيزات البورداب
    يواصل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي كتاباته عن السنوات التي سبقت استقلال السودان ودورها للتمهيد لما نعيشة
    من عدم استقرار سياسي وانقلابات عسكرية أطاحت بكل اَمال السودانيين في وطن خير ديمقراطي.

    جمال الدين بلال



    استقلال السودان الظروف والمعطيات:
    لإسباب متعددة كان على رأسها تأمين منابع النيل قرر محمد علي باشا بأن نهضة مصرتعتمد على تأمين عمق مصر الاستراتيجي الممتد جنوباً للسودان فاختار ابنه إسماعيل باشا لتنفيذ هذه المهمة في 1820 وتحقق انجازها وبسط نفوذه على كل السودان... ولكن ذلك لم يدم طويلاً حيث انتفض الشعب السوداني بقيادة محمد أحمد المهدي في 1881 والذي استطاع السيطرة التامّة على السودان باستيلاءه على عاصمة البلاد الخرطوم في 1885. توفى المهدي في العام نفسه وتولي بعده مقاليد الحكم الخليفة "عبدالله التعايشي".
    ثم استعيد فتح السودان بحملة بريطانيّة مصريّة مشتركة معظمها من المصريِّين بقيادة كتشنر وتم رفع العلمين البريطاني والمصري وعقدت اتفاقيّة الحكم الثنائي في 19 يناير 1899 ولم يكن لمصر رأي فيها غير التوقيع عليها وأطلق هذا الاتفاق "وفاق بين حكومة جلالة ملكة بريطانيا (وكانت الملكة فكتوريا) وحكومة الجناب العالي خديو مصر وكان وقتها عباس حلمي الثاني وتم التوقيع على ذلك الوفاق دون استشارة مصر والسودان في هذه المعاهدة للحكم.
    وطوال فترة هذا الإحتلال استمرت مقاومة الشعب السودانيّ ضد هذا الاستعمار متزامناً مع تطور الأحداث في مصر .. واتخذت مقاومة الشعب السوداني نماذج مختلفة فكانت انتفاضة ود حبوبة وجمعية الإتحاد السوداني واللواء الإبيض وحركة 1924 ثم حركة الطلبة. كل هذه الأحداث ارتبطت بالتطورات السياسيّة في مصر بزعامة سعد زغلول رئيس حزب الوفد في تلك الفترة.
    وتبلور هذا الإرتباط في شكل الأغنية الوطنيّة التي صاغ كلماتها ولحنها الشاعر والمغني والمبدع خليل فرح:
    نحن ونحن الشرف الباذخ دابي الكر شباب النيل
    نحن برانا نحمي حمانا نحن نموت ويحي النيل
    مافيش تاني مصري سوداني نحن الكل أولاد النيل
    وتجلى هذا التلاحم حينما شيعت مدينة أم درمان العاصمة الوطنيّة مأمورها المصري عبد الخالق أفندي حسن في مظاهرات حاشدة نظمتها جمعية اللواء الأبيض قدر مشاريكيها بعشرين ألف شخص تقديراً لأداءه الحسن. أثناء مراسيم الدفن هتف حاج عمر دفع الله تاجر العطور بسوق أم درمان "يسقط الإنجليز .. تحيا مصر" وكان ذلك بترتيب من جمعية اللواء الأبيض فرددت الجماهير الهتاف ثم سارت المظاهرة إلي أم درمان. اعتقل الشيخ عمر وحكم عليه بالسجن لمدة شهرين والغرامة خمسة جنيهات فكان أول من نادى بسقوط الإنجليز كما روى لي والدي. كان الشيخ عمر يسكن بجوارنا في حي البوسته قلب أم درمان النابض . في 12 فبراير 1938 شكل في السودان مؤتمر الخريجين ووجد الدعم من الإنجليز باعتباره تياراً مناهضاً للزعماء الدينيين والطائفيين وأيضاً رأوا فيه حركة سودانية بعيدة عن مصر. ظل مؤتمر الخريجيين يلعب دوراً في الحياة السياسية ومع ذلك نجد أن الصراع الطائفي وجد طريقاً لصفوفه, غير أن لم يكن للإنجليز دوراً في تأسيسه.
    تأسست الأحزاب السودانية وغلبت عليها تيارات الحركة الاتّحادية والتى تنادي بوحدة وادي النيل تحت التاج المصري. كان للأحزاب الاتحادية موقف واضح ضد الاستعمار البريطاني ومستقبل السودان. كانت تمثل الطبقة الوسطى في السودان وهي ارتبطت بالحركة السياسية المصرية في مراحلها المختلفة. في رأي يعزى ذلك للمصالح المشتركة اقتصادياً واجتماعياً والعدو المشترك ولم تكن تمثل حزباً سياسياُ واحداً ، فقد أسس إسماعيل الأزهري أول حزب سياسي في السودان وهو الأشقاء في سنة 1943، بينما يشير الدكتور فيصل عبد الرحمن علي طه في كتابه أن حزب الأمة هو أول الأحزاب التي تأسست في السودان وهذا ليس صحيحاً وفقاً للوثائق البريطانية. استطاع اللواء محمد نجيب قائد ثورة 23 يوليو توحيد كل من أحزاب الإتحاديين برئاسة حماد توفيق، حزب الأحرار الإتحاديين بزعامة الطيب محمد خير، وحزب الجبهة الوطنية ويمثل الطائفة الختمية برئاسة القاضي الدرديري محمد عثمان وحزب وحدة وادي النيل برئاسة الدرديري محمد إسماعيل وكون الحزب الوطني الإتحادي برئاسة إسماعيل الأزهري و سكرتارية محمد نور الدين وهذا وقد دعمت ثورة 23 يوليو الحزب الوطني الاتحادي الوليد دعماً غير محدود مما مكنه من اكتساح أول انتخابات في السودان .
    أما الأحزاب الاستقلالية فهي كانت تميل للتعاون مع الإدارة البريطانية وكان هذا التيار يرى الاستفادة من كل المؤسسات الدستورية التي أنشأها البريطانيون في السودان للوصول لحكم وطني سوداني مستفيدين من فلسفتهم في الحكم وكان أبرز أحزابها "حزب الأمة" الذي أسسه السيد عبدالرحمن المهدي في 1945 برئاسة ابنه صديق عبد الرحمن المهدي، وسكرتارية الإميرال معاش عبدالله خليل الضابط السابق في قوة دفاع السودان وحزب القوميين برئاسة الصحفي أحمد يوسف هاشم والحزب الجمهوري الإشتراكي الذي تأسس في 1951 الذي لعب الإنجليز دوراً مؤثراً في تأسيسه من رجال الخدمة المدنية والإدارة الأهلية وهو حزب معادٍِ لمصر وكان شعاره السودان للسودانيين وهذا الشعار صار أكثر تميزاً بعد عام 1951 أذ فرض واقع الحال تصوراً أكثر ميلاً نحو الأستقلال الوطني بعيداً عن الارتباط بأي تيار خارجي. وفي هذا الاتجاه برز تيار آخر ينادي بالاستقلال.

    نواصل....

    العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

01-24-2008, 08:36 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد عبد الرحمن خوجلي يروي مرة أخرى عن الإنقلابات العسكرية (Re: ELTOM)

    نواصل رواية العميد أ. ح. عبد الرحمن خوجلي عن الأنقلابات العسكرية في السودان

    جمال الدين بلال

    أما الأحزاب الاستقلالية فهي كانت تميل للتعاون مع الإدارة البريطانية وكان هذا التيار يرى الاستفادة من كل المؤسسات الدستورية التي أنشأها البريطانيون في السودان للوصول لحكم وطني سوداني مستفيدين من فلسفتهم في الحكم وكان أبرز أحزابها "حزب الأمة" الذي أسسه السيد عبدالرحمن المهدي في 1945 برئاسة ابنه صديق عبد الرحمن المهدي، وسكرتارية الإميرال معاش عبدالله خليل الضابط السابق في قوة دفاع السودان وحزب القوميين برئاسة الصحفي أحمد يوسف هاشم والحزب الجمهوري الإشتراكي الذي تأسس في 1951 الذي لعب الإنجليز دوراً مؤثراً في تأسيسه من رجال الخدمة المدنية والإدارة الأهلية وهو حزب معادٍِ لمصر وكان شعاره السودان للسودانيين وهذا الشعار صار أكثر تميزاً بعد عام 1951 أذ فرض واقع الحال تصوراً أكثر ميلاً نحو الأستقلال الوطني بعيداً عن الارتباط بأي تيار خارجي. وفي هذا الاتجاه برز تيار آخر ينادي بالاستقلال التام.
    وبعيداً عن مصر وبريطانيا برزت أحزاب ومنظمات أخرى وهي تشكل تياراً وطنياً تمثلت في الحزب الجمهوري الذي أسسه الأستاذ محمود محمد طه 1945 وكانت يتطلع إلى تأسيس جمهورية سودانية بعيدة عن التأثير البريطاني المصري.
    الحركة السودانية للتحرر الوطني- حستو- تأسس في صيف 1946 وهي تمثل أول تنظيم شيوعي في السودان، وهي تأثرت بالتنظيم الشيوعي المصري- حدتو- الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني كانت تدعو للنضال ضد الاستعمار البربطاني وتقرير المصير مع دعم فكرة الكفاح المشترك كبديل لشعار وحدة وادي النيل ... في صيف 1947 عندما تغيرت قيادة الحركة السودانية –حستو- و ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالتنظيمات العمالية والمزارعين وحركة الطلبة مما أكسبها زخماً قوياً ضد الوجود الأجنبي في السودان، إلى جانب ذلك برزت التنظيمات الشعبية الداعية للاستقلال مثل الحركة الطلابية التي أسست اتحاد طلاب المدارس العليا في فبراير 1941 وحركة العمال والمزارعين التي تأسست في 1946.
    في أبريل 1940 تقدم مؤتمر الخريجين بمذكرة للحاكم العام تضمنت مطالب كثيرة كان أهمها أن تصدر مصر وبريطانيا بياناً مشتركاً يؤكد حق السودان في تقرير مصيرة وتم رفض هذه المذكرة من قبل الحاكم العام. بعد الرد على مذكرة الخريجين قررت الإدارة الاستعمارية تعيين مجلس استشاري لشمال السودان في يناير 1943. قاطع حزب الأشقاء هذا المجلس لأنه كان يمثل شمال السودان فقط. عقد أول اجتماع لهذا المجلس الاستشاري في 1944 في مقر الحاكم العام بحضور السيدين المهدي والميرغني الذين اختيرا عضوين فخريين. هذا ولم يجتمع هذا المجلس الاستشاري سوى ثماني مرات خلال المدة من 1945-1948 وضمت عضويته 28 عضواً.
    أصدر الحاكم العام قانون الجمعية التشريعية لشمال السودان في 1948 بعد أن وافق عليها المجلس الاستشاري. تتكون عضويتها من 79 عضواً. جرت انتخابات الجمعية التشريعية في 15 نوفمبر 1948 وقاطعها الاتحاديون وكان الأعضاء داخلها من أعضاء حزب الأمة. أول اجتماع لها كان في 15 ديسمبر 1948 وقد شهد ذلك اليوم مظاهرات عنيفة احتجاجاً على قيام الجمعية التشريعية وأهم حدث ناقشته هذه الجمعية الاقتراح الذي تقدم به محمد حاج الأمين لإصدار تصريح بحكم ذاتي للسودان وفازهذا الاقتراح بأغلبية صوت واحد، ولكن الحاكم العام اعتبر أنها أغلبية غير مريحة ولم يوافق على ذلك.
    أصدرت الجمعية التشريعية قرارين في 6 و 9 من ديسمبر 1950 بعد دعوة الحاكم العام لتعيين لجنة لاعادة النظر في قانون المجلس التنفيذي والجمعية التشريعية وقد أطلق عليها لجنة تعديل الدستور، ووافق الحاكم العام على التعديل المقترح. لأن الإنجليز هم أصحاب الفكرة على تشكيل اللجنة وأصدر قراراً بذلك في 16 مارس 1951. تشكلت اللجنة من 15 عضواً ويرأسها قاضي المحكمة العليا السودانية ستانلي بيكر، وهو بريطاني – وقاطع الأشقاء هذه اللجنة.


    عميد أ. ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

01-25-2008, 11:34 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد عبد الرحمن خوجلي يروي مرة أخرى عن الإنقلابات العسكرية (Re: ELTOM)

    الأستاذ جمال الدين بلال
    العميد أ.ح عبدالرحمن خوجلي
    عاطر التحايا
    ومتابعين
                  

01-26-2008, 05:58 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد عبد الرحمن خوجلي يروي مرة أخرى عن الإنقلابات العسكرية (Re: ELTOM)

    الأخ أبو ساندرا

    لك تحياتي وتقديري وشكراً
    على طلتك البهيية وبالتأكيد أخونا
    عبد الرحمن خوجلي بيكون قرأ
    كلماتك المشجعة.
    لك ولجميع الأصدقاء في الدوحة
    الدافئة تحياتي.

    جمال الدين بلال
                  

01-27-2008, 02:11 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد عبد الرحمن خوجلي يروي مرة أخرى عن الإنقلابات العسكرية (Re: ELTOM)

    نتابع هذا التوثيق باهتمام
    ونتعلم منه يادكتور
    فشكرا للعميد عبد الرحمن خوجلي
    وشكرا لك علي البث
                  

02-27-2008, 08:05 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد عبد الرحمن خوجلي يروي مرة أخرى عن الإنقلابات العسكرية (Re: ELTOM)

    نواصل رواية العميد أ. ح. عبد الرحمن خوجلي عن الأنقلابات العسكرية في السودان

    الأعزاء البورداب

    يسعدني أن أنقل لكم الجزء الأخير من مقال العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي.

    الأخ العزيز الموصلي

    تشكر على المرور والأشادة بجهود العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
    في توثيق هذه الفترة من تاريخ السودان.

    جمال الدين بلال


    قررت حكومة السودان التمهيد للمرحلة القادمة من الحكم الذاتي، وجدت الأحزاب الاتحادية تقاطع كل الانتخابات التي تجريها الحكومة ولايشترك فيها إلا حزب الأمة.
    ألغى مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر في 8 أكتوبر 1951 اتفاقية الحكم الثنائي وأعلن فاروق ملكاً على مصر والسودان وفي أعقاب ذلك برز حزب سياسي باسم الحزب الجمهوري الإشتراكي وتولى منصب السكرتير العام له إبراهيم بدري ولكن اتضح فيما بعد أن هذا الحزب كون على عجل بإيعاز من الإنجليز وضبطت رسائل تحمل ذلك المعنى عند تفتيش منزل إبراهيم بدري 1954 . أدان الحزب الوطني الإتحادي الحزب الجديد وهاجمه، في مذكرات الأزهري أن مكتب السكرتير الإداري البريطاني كان وراء الحزب الجديد بانتصار ثورة 23 يوليو 1952 تنازلت عن التاج المشترك ووقفت مع بريطانيا اتفاقية في 12 فبراير 1953 لقيام الحكم الذاتي ثلاثة سنوات، ويقرر السودان بعدها، إما الإرتباط بمصر بطريقة ما، أو الاستقلال التام. أوفد مجلس قيادة ثورة 23 يوليو الصاغ صلاح سالم عضو مجلس الثورة المصري والوزير المسؤول عن السودان، فعمل في فترة وجوده على بلورة وتشجيع فكرة وحدة وادي النيل فعمل على مساعدة الحزب الوطني الإتحادي ومساندته مادياً ففاز الحزب رافعاً شعار الإتحاد مع مصر، اطمأن المصريون إلى أن الوحدة قادمة وأحس السودانيون المؤمنون بوحدة وادي النيل بأن رئيس وزراء السودان وزعيم الحزب الوطني الإتحادي سيحقق الوحدة أو على الأقل الإتحاد، وعندما جريت الانتخابات في السودان كانت نتائجها الآتي:
    فاز الحزب الوطني الإتحادي بواحد وخمسين مقعداً من مجموع مقاعد مجلس النواب وعددها 97 وحزب الأمة 22 مقعداً. والمستقلون 12 و الحزب الجنوبي الذي دعا له سلويين لويد 9 مقاعد والحزب الجمهوري الإشتراكي ثلاثة مقاعد والجبهة المعادية للاستعمار، الشيوعيون فازت بمقعد واحد.
    وفي مجلس الشيوخ نال الحزب الوطني الإتحادي 22 مقعداً من 30 وحزب الأمة 3 مقاعد والمستقلون مقعدين والقانون ينص على أن يعين الحاكم بموافقة لجنة عشرين عضواً في مجلس الشيوخ وتقرر بعد مناقشة مع الحزب الوطني الإتحادي أن يعين من كل حزب عدد من الإعضاء يتناسب مع مقاعدة التي فاز بها في الإنتخابات وبذلك عين 10 من الحزب الوطني الإتحادي فاصبح له 32 عضواً في المجلس المؤلف من خمسين عضواً وعين من حزب الأمة 4 ومن الجنوبيين 3 والمستقلين 2 والحزب الجمهوري الإشتراكي عضواُ واحداً.
    لم يرحب حزب الأمة بهذه النتيجة وأصدر بياناً في أعقابها هاجم فية مصر ولجنة الانتخابات وأعلن رفضه لنتيجتها وأن سيتخذ قراراً بشأنها، عرف في الخرطوم أن الحزب سييسحب نوابه من البرلمان ويقاوم الوضع كله.
    انتخب مجلس النواب السوداني في أول اجتماع له إبراهيم المفتي المحامي رئيساً وهُزم مرشح المعارضة عبد الفتاح المغربي، ولكن الحاكم العام بموافقة لجنته رفض ذلك لأنه ينتمي للحزب الوطني الإتحادي وانتخب بدلاً عنه القاضي بابكر عوض الله رئيساً لمجلس النواب وكان من الطبيعي أن يسافر اللواء نجيب لمشاركة الإتحاديين فرحتهم بانتصارهم الكاسح في الانتخابات في أول مارس 1954 وحشد حزب الأمة أنصاره لمعارضة زيارة محمد نجيب معترضاً على مسألة الوحدة وكانت الهتافات "لا مصري ولا بريطاني السودان للسوداني" واستخدم السلاح الأبيض في هذه المظاهرات فقتل قائد الشرطة البريطاني ومساعده السوداني وبلغ عدد القتلى من الشرطة ثمانية والجرحى 64 وقتل عشرون من الأنصار وجرح 33 وبذلك يعتبر حزب الأمة هو أول حزب سياسي يلجأ إلى العنف في العمل السياسي بجلب جماهيره من الريف فكان هذا عنف الريف الأول أما الثاني كان في أعقاب حل الحزب الشيوعي السوداني، لقناعة حزب الأمة بالدور المصري في هذا النصر، ولم يلجأ الحزب للاحتجاج على نتائج هذه الانتخابات بالطرق السلمية علق خضر حمد سكرتير عام الحزب الوطني الإتحادي على حوادث أول مارس فقال: "إنها العقبة الأولى التي وضعها الاستعمار أمام الحكم الوطني باعتبار أن ماتم كان للإنجليز دوراُ في تحريكه"

    كانت لهذه المظاهرات دوراُ كبيراُ في تفكير الأزهري، فأدرك أنه فاز برئاسة الوزارة عن طريق الديمقراطية والدستور يجب عليه أن يحتاط في اختياره هدفه النهائي خاصة وقد تبين له قوة الحركة الاستقلالية، وأن البلاد قد تتعرض للفوضى فطن إلى ضرورة أخذ رأي المعارضة في المسائل القومية وأخذ رأيها في الاعتبار بالنسبة لمستقبل السودان.
    زار الأزهري لندن في نوفمبر 1954 وهناك التقى بالملكة أليزابيث وونستون تشرتشل رئيس الوزراء وتمت عدة دعوات له وزار الطلبة السودانيين وتناقش معهم حول وحدة وادي النيل وكان الرأي السائد في الحركة الطلابيية مع الاستقلال وفي هذه الزيارة نصحه تشرتشل بالاستقلال وكان يأمل في عقد معاهدة صداقة وتحالف بين بريطانيا والسودان واعتذر الأزهري عن ذلك بأنه ليست لديه صلاحية ودستورية لتقرير ذلك.
    التقى إسماعيل الأزهري بجمال عبدالناصر في 23 يوليو 1955 فقال له أن تطور الأحداث في مصر كان له أثره في تحول السودانيين نحو الاستقلال وكان يعني بذلك إبعاد اللواء محمد نجيب في 5/12/1954 دون أن يذكر اسمه وبالتأكيد اللواء نجيب كان يمثل أمال وحدة وادي النيل وبأبعاده تحطمت فكرة الوحدة نهائياً وكان ذلك يعني لمعسكر جماعة الاستقلال سقوط رمز وأمل الوحدة ولقد فطن لذلك الصاغ صلاح سالم وتحدث عنه مسهباً. وقد عبر عن ذلك الشاعر السوداني الكبير أحمد محمد صالح الذي اختير في أول مجلس سيادة بالسودان بقصيدة إلي محمد نجيب في علياءه:
    إذا كان مثلك يانجيب فما هو الضمان بأن لا تهون ونهضم
    فهل ينتهي أمر الرئيس إلى هنا ومستقبل الأحزاب في مصر فبهم
    فليس في مصر اليوم حر وليس في دارنا أمر بالحق والعقل يحكم

    وقال نجيب عن ذلك في كتابه "كنت رئيساً لمصر" وكان قرار تنحيتي عن رئاسة الجمهورية هو في نفس الوقت قرار انفصال السودان عن مصر.
    هاجمت الصحافة السودانية هذه الخطوة التي قام بها مجلس قيادة الثورة المصري ضد اللواء نجيب وجاء أقوى الانتقاد من الصحف الموالية للحكومة والمستقلة.
    وعلى سبيل المثال صحيفة المورننج نيوز هاجمت كلا من صلاح سالم ومجلس قيادة الثورة المصري في مقالين رئيسيين قويين وصف أحد المقالين الزعماء المصريين بأنهم فاشيون وانتهى يقول "ونفرض أن وحدة تمت بشكل ما بين وادي النيل فما هي الضمانات التي تكون لدى زعمائنا وأي فرص لهم مع هؤلاء المتنمرين المتعطشين للسلطة"
    أعرب حزب الأمة عن أسفه لتنحية محمد نجيب وأنه يعكس عدم استقرار الأوضاع في مصر وفيه درساً للتيار الداعي لوحدة وادي النيل.
    الحزب الوطني الإتحادي كان يرغب في مناقشة هذه المسألة في أروقة البرلمان ولكن الحاكم العام اعترض على ذلك وفقاً لدستور الحكم الذاتي فصرف النظر عن ذلك ولكن أرسل وفداً لمصر برئاسة محمد نور الدين واجتمع هذا الوفد بعبد الناصر وصلاح سالم وصدر بيان عقب ذلك أيد مجلس قيادة الثورة المصري في قراره تنحية نجيب وتم الاتفاق على عدم تقديم نجيب للمحاكمة وهذا ترك أثاراً متفاوته ومتباينة في وجهات النظر وسط الإتحاديين.
    كما ذكرنا سابقاً الحزب الوطني الإتحادي كان يمثل تكتل أحزاب الوسط الداعية لوحدة وادي النيل بوجهات نظر مختلفة، ولم تتوحد وتتبلور الرؤية السياسية لذلك. في إطار موحد متجانس فبدأ التصدع فيه عند أول تعديل وزاري أجراه الأزهري وأدخل بموجبه أربعة وزراء من حزب الأشقاء القديم، مما أثار هذا التعديل حفيظة الختمية، واحتج على ذلك وزير الدفاع خلف الله خالد وهو من الختمية واعتبر ذلك إضافة أعباء على خزانة الدولة واقترح أن يتبرع الوزراء بثلث مرتباتهم لمساعدة البلاد إبان زيارة الأزهري إلى لندن قرر أن يخلفه في رئاسة مجلس الوزراء مبارك زروق ورافق في زيارته وزراء من حزب الإشقاء وهذه فاقمت شرخ التصدع في داخل الحزب الوطني الإتحادي إذ كان ميرغني حمزة يعتقد بأنه أحق خاصة وهو يشغل منصب نائب رئيس الوزراء و تضامن معه في هذا الموقف وزير الدفاع خلف الله خالد وأحمد جيلي وزير الدولة من الختمية واستمر هذا الخلاف وتقوى بمواضيع أخرى كان على رأسها مسألة وحدة وادي النيل ... انتهى هذا الاحتكاك بتنحيتهم من الوزارة وكونوا لهم حزباً جديداً باسم "حزب الاستقلال الجمهوري" ولم يستطيعوا حشد نواب الختمية إلى جانبهم الذين بقوا داخل صفوف الحزب الوطني الإتحادي .. وكان امين عام حزب الأمة عبدالله خليل استغل هذا الأحتقان لإرباك الحزب الحاكم بدفع الأموال لنواب الختمية وعموماً مسألة قبض الأموال هذه شائعة في أواسط الساسة السودانيين وتناولتها الصحافة السودانية والمصرية وتطرقت إليها الوثائق البريطانية في تلك الحقبة ومعروف كيف توظف الأموال لخدمة العمل السياسي بطرق مشروعة وغير مشروعة وفي ذلك اطلعت على كثير من التفاصيل ولا أرى أن الحديث عنها يمكن أن يكون مفيداً للقارئ.
    وإزاء هذه المواقف المتداخلة في موضوعات متعددة وأهمها مسـألة وحدة وادي النيل .... رأى الأزهري أن يجاري الإتجاه العام نحو الاستقلال التام. فأعلن رأيه في حديث صحفي مطول لجريدة الأيام المستقلة التي أفردت ملحقاً خاصاً له في يوم عطلتها في 26 ديسمبر 1954 عندما سأل الأزهري الأستاذ بشير محمد سعيد عن رأيه في نوع الإتحاد الذي ينشده مع مصر. وأوضح رأيه في حديث مطول وأكد أن سيتم عرضه على لجنة الحزب التنفيذية لإقراره أو تعديله أو العمل به وكان أبرز ما فيه الآتي:
    أ. أن يكون السودان جمهورية برئيسها ومجلس وزرائها كما أن مصر جمهورية.
    ب. أن يكون الإتحاد أو الرباط مع مصر هو مجلس أعلى يضم مجلس الوزراء السوداني ومجلس الوزراء المصري، يجتمعان معاً مرة أو مرات كل عام لبحث المسائل المشتركة، كالدفاع والسياسة الخارجية ومياه النيل.
    جـ. تعرض قرارات المجلس الأعلى على البرلمان لإقرارها أو نقضها أو تعديلها ووجد هذا البيان ترحيباً في السودان من قبل الأحزاب الإستقلالية ورأت فيه مصر ردة سياسية ونكوصاً عن وعود وحدة وادي النيل وهكذا استقر الحال السياسي أخيراً في مسألة حسم تقرير المصير نحو الاستقلال التام. ولم يكن الختمية أصلاً مع شعار وحدة وادي النيل خاصة أن التجاوزات في المعاملات التي حدثت في عهد الخليفة عبدالله إبّان حكمه أضرت كثيراً بهم مما دفعهم لدعم الحكم الثنائي والتعاون بإخلاص مع الإنجليز في بدايات الحكم الثنائي في السودان ولكن عند صعود نفوذ السيد عبدالرحمن المهدي وتقاربه مع الإنجليز كان السيد الميرغني ينظر لذلك بشك، ونجده في سبتمبر من عام 1924 والعلاقات البريطانية السودانية لم تكن مستقرة وتتجه نحو التأزم قال الميرغني للإنجليز "أن المهدي يسعى ليكون ملكاً على السودان وأني أفضل المصريين بدلاً من في أن يكون السودان تحت حكم الملك المهدي" هذا هو الموقف الذي دفع الختمية سياسياً للإنخراط في تيار أحزاب وحدة وادي النيل وهذا الاعتقاد بأن السيد عبدالرحمن المهدي لديه طموحات ليصبح ملكاً للسودان ظل قائماً مما اضطره إلى أن ينفى ويعلن أنه يؤيد قيام نظام حكم جمهوري في السودان في 19 أغسطس 1953 عندما وقعت بريطانيا اتفاق في 12 فبراير 1953 مع مجلس قيادة الثورة المصري لقيام حكم ذاتي في السودان لثلاث سنوات وبعدها يقرر مصيره، إما بالاندماج في وحدة مصر أو الاستقلال التام ... وبالتأكيد ثابت تاريخياً أن الإنجليز عرضوا على السيد الميرغني أن يكون ملكاً على السودان وأشار إلى ذلك الأستاذ حسين نجيله في كتابه ملامح من المجتمع السوداني الجزء الثاني تحت عنوان السيد الميرغني وعرش السودان ص122 وهو يؤكد إلى أن الدكتور يوسف نحاس وهو من أقطاب الحركة الوطنية في مصر قد أورد ذلك في كتابه "ذكريات سعد عبد العزيز ماهر ورفاقه عن ثورة 1919" بأن سجل في ص 85 من تلك الذكريات بأن في 29 و 30 أبريل 1919 عرض البريطانيون على الحسيب النسيب السيد علي الميرغني أن يقيموه سلطاناً على السودان فأبى، وقد تكرر هذا العرض من جانب الإنجليز عند زيارة اللورد اللنبي للسودان عام 1922 وقد كتب عن ذلك فكري أباظة في جريدة اللواء مقال بعنوان "مولاي صاحب الجلالة ميرغني الأول ملك السودان" والمقال موجود في كتابه مقالات فكري أباظة وهو من اعضاء الحزب الوطني وقد رفض هذا العرض السيد الميرغني الذي كانت لديه بعد نظر ولقد أمن على ذلك الأستاذ حسن الذي سأله مباشرة عن صحة هذه المعلومات فأكد له ذلك، وأنه رفض هذا العرض الذي في اعتقاده يجعله دمية في يد الإنجليز وبالتأكيد هذا العرض له ما يبرره وفقاً للمصالح البريطانية في المنطقة هذا هو المناخ السياسي العام بين تيار الوحدة والاستقلال ومع ذلك لم يكتف الصاغ صلاح سالم بدعم تيار الوحدة في أواسط الحركة السياسية الداعية لذلك بل تجاوز ذلك بالعمل لإيجاد موطأ قدم قوية لهذا الإتجاه داخل الجيش ولقد كان أول من نبه لذلك وزير الدفاع السوداني خلف الله خالد وهو قد كان مقدم في قوة دفاع السودان بأن أشار علناً "إلي أن مجلس الثورة المصري يوحي للعسكريين بتقليده والإستيلاء على السلطة في السودان كما حدث في مصر وهذا التصريح كانت له آثاراً بعيدة المدى في السودان وعلقت عليه الصحافة السودانية وهاجم حزب الأمة الحكومة عن صمتها إزاء هذه التصريحات المشبوهة.

    ويهتم الإنجليز بهذا الأمر ويسأل كنير بك مساعد لوس في مكتب الحاكم العام اثنين من أقارب السيد الميرعني هما الخليفة حسين محمد ويحيى عثمان فيطمئنانه قائلين "الضباط الغاضبون الموالون لمصر خمسة فقط وهم بلا نفوذ وأغلبية ضباط قوة دفاع السودان من الختمية وخاضعون لنا وتحت اشرافنا ويشير كيز بأن المقدم "البكباش وقتها" خلف الله خالد وزير الدفاع أبلغ المصريين امامى بأن محاولتهم اختراق الجيش السوداني تعتبر عملاً غير ودي" وصرح بذلك للصحافة كتحذير للمصريين.

    ولقد ذهب خلف الله خالد لأبعد من ذلك عند أول زيارة له لمصر لمناقشة مستقبل قوة دفاع السودان – القوات المسلحة السودانية

    بأن طلب من مجلس قيادة الثورة المصرية أن يكبح صلاح سالم وأدلى بتصريحات متعددة في الخرطوم أوضح فيها أن الحكومة السودانية لن تقبل أبداً السيطرة المصرية وينبغي أن يصبح السودان دولة ذات سيادة.
    حرصت على إبراز هذا الجانب الذي يؤكد في وضوح تام إلى أن الصاغ صلاح سالم هو كان وراء فكرة تأسيس الضباط الأحرار في السودان في بداية فترة الحكم الذاتي 1964 فالتركيبة الإجتماعية للضباط في تلك الفترة أتاحت سهولة الحركة للصاغ صلاح سالم.
    ولابد لي في هذا الحيز من استعراض بعض وجهات نظر رواد الحركة الوطنية في تلك الفترة من تاريخ السودان الحديث وأقدم بعض مما ذكره الأستاذ محمد أحمد محجوب والذي كتب عرضاً مسهباً لسنوات تلك الفترة مشتملاً على كثير من التفاصيل على مجريات الأحداث في السودان المنطقة وكان فيه الكثير من المادة الثرة ة والتأملات في أحداث عصره التي شارك فيها ودوره السياسي البارز في تلك الفتره في كتابه الديمقراطية في الميزان الذي جاء شاملاً متكاملاً في معطياته وأراءه عن تلك الحقبة فقد ذكر الأستاذ محجوب بأن استقلال السودان لم يكن ممهوراً بالدم وتحدث عن سنوات الاستقلال المضطربة في القسم الخامس من كتابه ونوجز منها الآتي:

    أن قصة استقلال السودان في مطلع الأول من يناير 1956 هي قصة الإلتباس السياسي المحزنة وغير الناجزة فلقد أمن بأنه كان في ميدان السياسة السودانية تكتلان سياسيان رئيسيان متمثلين في حزب الأمة الذي كان متحالفاً مع الأنصار أتباع السيد عبدالرحمن المهدي وحزب الوطني الإتحادي المدعوم من السيد علي الميرغني وطائفة الختمية ولقد اكتسح الحزب الوطني الإتحادي أول انتخابات في السودان وترأس الأزهري حكومته ويرى الأستاذ محجوب فى أن مشاكل السودان بدأت مع الاستقلال لأن الأحزاب التي أيدت الاستقلال أو عارضته وجدت نفسها بعد الاستقلال بدون أي أهداف محدودة وكانت تتصارع من أجل تلبية احتياجات البلد الحديث العهد.
    وكان يتوقع منها أن تنجز الكثير لم تستطع لأنها لم تكن تملك رؤية واضحة وخطط طموحة للمستقبل غياب البرنامج
    وكان هناك اتجاه عام لتكوين حكومة ذات تمثيل عريض تضم الجميع لوضع دستور دائم للبلاد ولم ينجح هذا المسعى وظلت الإحزاب مختلفة في توجهاتها وتحيك الدسائس ضد بعضها وفي ظل هذه الظروف أعلن الزعيمان الطائفيان عبد الرحمن المهدي وعلي محمد عثمان الميرغني في بيان مشترك قيام تحالف بين الأنصار والختمية رتبه ابن شقيق المهدي عبدالله الفاضل المهدي في رأي محجوب أن التحالف بين المهدي والميرغني كان أعظم كارثة مني بها تاريخ السياسة السودانية ففي هذا التحالف سعى عدوان لدودان مدى الحياة بدافع الجشع والتهافت على السلطة والغرور والمصالح الشخصية إلى السيطرة على الميدان السياسي ففي يوليو 1956 نتيجة لهذا اللقاء سقطت حكومة الأزهري وتشكلت حكومة ائتلافية برئاسة الأمين العام لحزب الأمة السيد عبدالله خليل وكان محجوب يعتقد أن عقدة السياسة في السودان أن التركيب القبلي يجعل من المستحيل أن يتمكن أي حزب من تأمين أكثرية مطلقة في البرلمان لذا ظلت السلطة متداولة بالشراكة بين ثلاثة أحزاب الأمة، والوطني الإتحادي، وحزب الشعب الديمقراطي، وانتهت سنوات الاضطراب السياسي الأولية هذه عندما استولى الجيش على مقاليد السلطة في السودان في 17 نوفمبر 1958، وتابعت واستمعت بشغف إلى الأستاذ بابكر عوض الله في برنامج الواجهة الذي كان يقدمه الأستاذ أحمد الطيب البلال في تلفزيون جمهورية السودان والذي كان على مدار أربعة حلقات وفي أحدى هذه الحلقات تحدث عن الاستقلال وابرز الكثير من الحقائق والآراء وكان حديثاً شيقاً فيه الكثير من التفاصيل بحكم موقفه ودوره في تحريك ملفات تلك الفترة واكتفى بإبراز بعض مما جاء في حديثه الوافي الشامل عن تلك الحقبة وأبرز الحقائق الآتية:
    في أثناء زيارة الأزهري إلى لندن نصحه رئيس الوزراء البريطاني تشرتشل باتخاذ قرار الاستقلال التام وذكر أنه اطلع على ذلك في الصحف وتوجه بالسؤال عن هذا الموقف الجديد لزعيم حزب الوطني الإتحادي للسيد مبارك زروق فأكد له صحة هذا الأمر ويعتقد أن الاستقلال مسالة ملائمة للسودان وذكر بابكر عوض الله بأنه رجع للسيد علي الميرغني وسأله عن سبب هذا التراجع في سياسة الوطني الإتحادي الذي اكتسح الانتخابات تحت شعار وحدة وادي النيل فأكد الميرغني أنه يعطي الأسبقية للاستقلال لأن الإتحادي مع مصر مسألة ملحوقة والمعروف عن السيد بابكر عوض الله أنه من المؤمنين بوحدة وادي النيل وقد أفاض في الحديث عن وجهة نظره هذه والتي يؤمن بها الكثيرون من أهل السودان وقد كان والدي واحداً منهم. وذكر أنه في 19 ديسمبر 1955، تمت جلسة البرلمان التاريخية التي أعلن فيها الاستقلال، أما جلسة البرلمان في مطلع يناير 1956 فكانت عبارة عن مؤتمر بين مجلس الشيوخ والنواب برئاسة مجلس النواب وكانت جلسة عادية أعلن فيها الاستقلال التام للسودان ورأى السيد بابكر عوض الله عن فترة الديمقراطية الأولى بأنها لم تكن بها إنجازات تذكر وأن النواب في البرلمان يغيرون مواقفهم وتحركاتهم وفقاً للأموال المستخدمة في تلك الفترة وكانت تحاك الكثير من الدسائس والمؤامرات في دهاليز السياسة السودانية.
    وذكر حادثة هامة كانت السبب المباشر في حركة 17 نوفمبر 1958 وهي أنه عندما التقى الشيخين علي عبد الرحمن الضرير ومحمد أحمد المرضي في القاهرة وتم توافق على رأب الصدع في الحركة الإتحادية برعاية الرئيس جمال عبد الناصر وكان هذا يعني فض الائتلاف بين حزب الأمة وحزب الشعب الديمقراطي. أرسل هذه المعلومات سفير السودان الأستاذ يوسف مصطفى التني في مصر لرئيس وزراء السودان في ذلك الوقت إلى الأميرالاي "معاش"، حالياً عميد عبدالله خليل الذي رتب لتحرك 17 نوفمبر 1958 لمنع تداول السلطة. وفي رأي الأستاذ بابكر عوض الله أن مسألة حكم السودان عملية في غاية الصعوبة لأن ما في زول يقبل بالآخر. وبالتأكيد مذكرات الأميرالاي عبدالله خليل التي ستنشر في عام 2020 حسب وصيته ستكون حافلة بكثير من الموضوعات التى قد تكون مثيرة للجدل عن تلك الحقبة من تاريخ السودان الحديث، ونسأل السودان إلى أين؟ ؟ وقد مضت اثنان وخمسون عاماً على استقلاله ما الحصيلة، سنوات من الفوضى السياسية والإقتتال فهل يستفيق أهل السودان من هذه الدوامة الطاحنة وتستقر الأوضاع السياسية ليكون المستقبل أكثر إشراقاً. أم يبقى الحال على ما عليه ويكون المصير في طي المجهول.


    عميد أ.ح. (م) عبد الرحمن خوجلي السيد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de