|
عمودي اليوم بـ(صوت الأمة): نعم للمشاركة.. بشروط !!
|
ضد الأغلال نعم للمشاركة.. بشروط !! خالد عويس [email protected] - مجرد شائعات أحاطت بالإجتماعات المشتركة بين حزبي (الأمة القومي) و(المؤتمر الوطني)، أن حزب الأمة في طريقه إلى المشاركة في السلطة، أقول مجرد شائعات، فجرت غضبا هائلا داخل الحزب.موقف واضح صريح أن الحزب لن يشارك وليس ذلك هدفه، فالهدف:كيف يحكم السودان !! - وعلينا أن نقرأ هذا الموقف الذي أعتقد أنه استند إلى جانب رؤية قيادة الحزب، الرفض القاطع من طرف قواعد الحزب لمشاركة كهذه.على (المؤتمر الوطني) أيضا أن يقرأ ذلك بعناية ! - لا أحد ينكر أن الأزمات التي تحاصر الوطن، باتت تتطلب فعلا قدرا من الإجماع الوطني، وقدرا من الحكمة والعقلانية، لئلا نخسر كلّ شيء !! - قراءة (المؤتمر الوطني) لهذا الموقف مهمة جدا.فالمؤتمر الوطني يركز على المشاركة، وحزب الأمة أوضح رؤيته في شكل (كيف يحكم السودان) !! - وهذا ما يحدد مستقبل الوطن.فلا أعتقد أن حزب الأمة القومي سيعزف عن المشاركة في حكومة (قومية) حقا، تتوفر لها معايير أساسية، ليس أهمها على الإطلاق، من يكون وزيرا ولا من يكون واليا، وإنما، تسبقها - وهذا هو الأهم - تغييرات جذرية في الخدمة المدنية المجيّرة) لصالح المؤتمر الوطني، وفي البنى الاقتصادية، والأجهزة الأمنية، والقضاء، والنقابات والاتحادات الطلابية، وفي كيفية اتخاذ القرارات، وفي علاقة شريكي نيفاشا، وفي الأجهزة الإعلامية، خاصة التلفزيون والإذاعة، وكذلك في طبيعة عمل ووظيفة الرقابة !! - ليس المطلوب أن يتم توظيف مئتين كادر من حزب الأمة في مرفق مدني ما، ومثلهم من الحزب الإتحادي في مرفق آخر.لا، المطلوب شفافية و(نزاهة) تمكن أيّ شاب سوداني (نزيه) من الالتحاق بعمل يلائم خبراته ودراسته !! - المطلوب تغييرات جوهرية في بنية الدولة الراهنة، لأنها ما زالت إلى حد كبير، دولة الحزب الواحد، وما يزال الاقتصاد في معظمه، اقتصاد الحزب الواحد، وما يزال الإعلام في غالبه -المرئي والمسموع - إعلام الحزب الواحد: حزب المؤتمر الوطني !! - والمؤتمر الوطني يعد القوى السياسية بالفتات.والقوى السياسية تهرول نحو الفتات وتقتات عليه، وتدير ظهرها لجماهيرها وللشعب السوداني، دون أن تنجز أيّ تغيير ينعكس على حياة الناس !! - بل هي عاجزة حتى عن حماية كوادرها من الاعتقال، وعاجزة عن تأمين حرية الصحافة مثلا !! - مطلوب إنجاز كلّ هذه التغييرات الضامنة لاستعادة الحرية والديمقراطية والمشاركة الحقيقية، قبل الانتخابات، وإلا فإن القرار الأصوب أمام القوى الوطنية، أن تعيد النظر في إمكان مشاركتها في الانتخابات ! - وإلا، فإن السيناريو الأقرب في ظل ظروف السودان الحالية، هو أمر مماثل لما يحدث في كينيا الآن ! - إذا حدثت هذه التغييرات الجذرية في بنية الدولة و(ذهنية) قادتها، فلا مانع أن يشارك حزب الأمة في السلطة !! - هل هذه (الشروط الوطنية) المنحازة للشعب ولحريته وحقوقه صعبة ؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عمودي اليوم بـ(صوت الأمة): نعم للمشاركة.. بشروط !! (Re: emad altaib)
|
Quote: خالد عويس قال : وإلا، فإن السيناريو الأقرب في ظل ظروف السودان الحالية، هو أمر مماثل لما يحدث في كينيا الآن !
|
الصحافة/ خالد فضل التجربة الانتخابية الكينية: إياك أعني فاسمعي يا جارةQuote: ü حفلت تجربة الانتخابات الرئاسية الكينية الأخيرة بأحداث عنف دامية أثناء سير العملية وبعد إعلان فرز النتائج وفوز الرئيس الحالي السيد كيباكي لدورة جديدة، في وقت أظهرت نتائج الفرز الأولية، تقدّم مرشح المعارضة السيد أودينقا، مما حدا بأنصاره للإحتجاج العنيف وإندلاع موجة من الصراع والحرق والتحطيم والمواجهات الدموية مع الشرطة، ولعل في ما جرى بكينيا دلالة بالغة الأهمية يجب أن تقرأ جيداً في بلادنا، وهي تقبل على انتخابات شاملة في العام القادم، ولا يخفى التأثير والأثر الكيني العميق على مجرى الأحداث في بلادنا خلال العقدين الأخيرين، فاعتباراً من العام 1994، عندما ظهرت مبادرة الإيقاد لاحتواء الحرب الأهلية الطاحنة في جنوب البلاد، بدأ الدور الكيني ينشط في هذا الاتجاه، ومع استمرار تدفقات اللاجئين السودانيين إلى كينيا التي تمتلك حدوداً شاسعة الإمتداد مع الأطراف الجنوبية الشرقية لبلادنا، ولكون نيروبي قد أضحت في السنوات الأخيرة إحدى أهم العواصم الإقليمية في المنطقة، ومع الوجود الدبلوماسي والاستخباراتي الكثيف، ومقار العديد من المنظمات الدولية، إضافة لكون نيبروي قد احتضنت في السنوات القليلة الماضية معظم قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان، وبالتالي ارتبطت كينيا بعلاقات وثيقة مع قادة الحركة، وهي بعد موئل لأسر العديد من هؤلاء القادة، هذا علاوة على امتداد العلاقات الشعبية والتداخل القبلي والمصالح المشتركة، وغيرها من عوامل تجعل من المهم الاهتمام والانتباه لمجريات الأحداث وسير الوقائع في هذا القطر المجاور والمؤثر. ü وبالطبع يشعر المرء بالأسف لموجة العنف تلك، ويأسى للأرواح العزيزة التي فقدت وللممتلكات التي دمّرت، بيد أن أخطر ما في الأمر هو ما يبدو وكأنه اندلاع صراع إثني أو عنصري أو تناحر قبلي بين الكينيين، أي تحوّل الصراع من وجهته السياسية إلى وجهة أخرى أكثر بدائية وأشد ضراوة وعنفاً، ولأن قدر قارتنا الأفريقية وشعوبنا، أنها ما زالت رغم مرور عقود طويلة على رحيل الاستعمار الأجنبي، بيد أنها ما زالت ترزح تحت نير الولاءات الأدنى، وتبدو المجموعات الأفريقية التي يضمها وطن واحد أقرب لحالة الانقسام، وتسود علاقاتها حساسيات مفرطة تجعل منها قنابل موقوتة سريعة الإنفجار لأي سبب، وهنا تكمن خطورة ذيول الصراع الكيني الراهن وانعكاساته على التجربة السودانية في قادم الأيام. ü فمن المعلوم أن فترة حكم الإسلاميين في السودان، قد أفرزت واقعاً اجتماعياً مأزوماً للغاية، وأصبحت العلاقات بين المجموعات السودانية المختلفة تخضع لمؤثرات عالية الحساسية سواء على صعيد المعتقدات الدينية، أو المنحدرات الإثنية أو الثقافية، وبات من العسير وصف المجتمع السوداني في وضعه الراهن بأنه متماسك أو قريب من التماسك، فالحقيقة أن حالة الانقسام الوطني في البلاد قد تشعّبت، ولم تعد المسألة ثنائية شمال/ جنوب، التي ظلت تصاحب تطوّر البلاد منذ عقود طويلة، إذ الآن ثمة ثنائيات لا يمكن تجاهلها، ولو كانت هذه الثنائيات تدير علاقات تباينها بصورة سلمية ومتحضّرة لاعتبرت من ضمن عوامل تقوية المجتمع، ولكن من المؤسف أن هذه الثنائيات تدير علاقاتها بأسلوب التعبئة والتعبئة المضادة، وتسود بينها حزازات وبغضاء واقصاء ورفض تام للآخر، وبالطبع فإن برنامج المشروع الحضاري الذي اعتمده الإسلاميون كمشروع لحكم البلاد قد أسهم بشكل قوي في تغذية عوامل التباعد الوطني، إذ بدءاً ومن خلال تطبيقات هذا المشروع بات السودانيون ينقسمون إلى مسلمين/ وغير مسلمين، ذلك أن المشروع الحضاري في مضمونه يعنى بالحضارة الإسلامية، ويعلي بالتالي من قدر معتنقي الإسلام، وتمت عملية أسلمة آيديولوجية واسعة النطاق لمختلف أوجه النشاط البشري دون أن تتم مراعاة وجود غير المسلمين في البلاد كشركاء وطن وأصحاب حقوق إنسانية كاملة بحكم المواطنة، فنجد أن مناهج التعليم والتربية قد تم اخضاعها بالكامل لوجهة النظر الإسلامية وفق السنوات الباكرة تم النظر إلى المناهج القديمة وبعض محتوياتها نظرة عدائية، وقد تابعنا كيف أن وزيراً للتربية والتعليم مثل السيد عبد الباسط سبدرات قد بدا منتشياً للغاية وهو يشرح ما عده اكتشافاً علمياً أو اختراعاً تكنولوجياً، عندما يشير إلى أن (قصة طه القرشي) ضمن مقرر المطالعة الإبتدائية إنما قصد بها ذم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأن مريم الشجاعة قصد بها تمجيد المسيحية، إن تفكيراً مثل هذا قد انعكس في صياغة المناهج البديلة فتم حشوها تماماً بمفردات وأدبيات الدين الإسلامي وتم فرضها قسراً على جميع مدارس السودان، فما هو أثر ذلك القسر على الآخرين، لم يتم مراعاة ذلك، فقد اعتبر كل صاحب رأي أو معتقد آخر إما متمرداً أو طابوراً خامساً أو مشروع متمرّد يجب كبح جماحه فوراً، فورثت بلادنا أجيالاً من الشباب، تعقّدت ظروف حياتهم، وتم حشوهم بأدبيات إقصائية ضد الآخر، ورأينا تدافع الآلاف من هؤلاء الشباب لخوض الحرب الأهلية لصالح المشروع الحضاري، دون تدبر أو رؤية، فقد تم عسكرة الحياة، وافتتحت معسكرات التدريب العسكري عبر الدفاع الشعبي والخدمة الإلزامية وفي هذه المعسكرات أصبح واضحاً حجم الإنقسام الوطني، ففي دروس التوجيه المعنوي والمحاضرات الثقافية كانت تتم عمليات غسيل للأدمغة، ونشر العنف وثقافة الموت ورفض الآخر واعتباره عدواً يجب التخلّص منه بأعنف صورة، ونشأت كتائب تعتمر عُصابات حمراء سميت بالدبابين مهمتهم واضحة وهي سحق كل مخالف لمشروع السلطة خاصة إذا كان من الجنوبيين المتمردين، الكفرة الفجرة، كما كانت تقول الدعاية الحربية البائسة عبر أجهزة الراديو وبرامج التلفاز مثل برنامج (في ساحات الفداء) فما أثر ذلك الآن؟؟ لقد انفجرت الأوضاع في جبال النوبة، وفي جنوب النيل الأزرق وأبيي ودارفور وشرق البلاد، وحمل الناس هناك السلاح لمواجهة سلاح الإسلاميين الذي أراد إخضاع الكل لمشيئة برنامج تمكينه في السلطة والثروة وبالطبع استمال النظام بعض المجموعات والأفراد في هذه المناطق وهنا حدث بالفعل تنفيذ محكم لسياسة فرّق تسد فرأينا الصراع في دارفور يتخذ شكله القمعي وواجهاته الرديئة (عرب/ زرقة) جنجويد/ تورا بورا، وأصبح كل ينظر إلى الآخر نظرة عداء مستحكم ويتمنى استئصاله من الوجود. ü هذه الصورة القاتمة مع تعدد المسميات العسكرية التابعة فعلياً لتنظيم الإسلاميين عبر هيمنتهم على السلطة والموارد أوجد حالة من الاستقطابات الحادة وسط المجتمع السوداني، فقد سدت منافذ العمل السياسي السلمي، وأصبح المطروح على الساحة هو برنامج آحادي لا يقبل إلا الإخضاع والموالاة، وإلا فالحرب بمختلف صورها، مما فاقم من حدة الحساسيات الموجودة أصلاً، فأضحى الجلاّبة محل شك في مناطق ظلت تحترمهم تاريخياً، ثم أضحت بعض القبائل محل ريبة ومظنّة جلب الكوارث لدى مجموعات واسعة من السودانيين بل امتدت المواجهات والصراعات والإحن والضغائن حتى بين أصحاب الديانة الإسلامية الواحدة والأصل العرقي المشترك والثقافة المشتركة... إلخ إلخ. ü كل هذه العوامل مع ازدياد وتائر التطرّف الديني، ووجود جماعات إرهابية ترفض الاعتراف بالآخر المغاير، بل تجتر في خلاياها ومتفجراتها بما يكفي لنسف نصف العاصمة حسبما صرّح وزير الداخلية مؤخراً عقب مصادقة كشف مخبأ حي السلمة بالخرطوم، إضافة إلى وجود صراعات تقليدية حول المراعي والحواكير والأراضي، مما يعزز من المخاوف، بأن تكون تجربة الانتخابات القادمة بمثابة كارثة إنسانية فادحة الثمن، خاصة وأن كل المؤشرات لا تبشّر بأنها ستكون انتخابات حرّة ونزيهة وديمقراطية، إذ من الواضح أن المؤتمر الوطني يخطط لجعلها (دراما) تؤكد حكمه أكثر من كونها وسيلة للتحوّل الديمقراطي ومع تعدد الواجهات والمليشيات والاستعدادات وحالة التأهب، في ظل الانقسامات الحادة على مختلف الأصعدة فإن محاولات التزوير والتلاعب في الانتخابات لا بد أن تكون الشرارة التي ستطلق ناراً لن تبقي ولن تذر.. فهل يفاجيء المؤتمر الوطني، الوطن بسماحه بانتخابات حرّة وعادلة ونزيهة.. هذا هو الطريق الوحيد لتجنّب المأساة الكينية!!
|
| |
|
|
|
|
|
|
|