|
حين ميسرة .. يثير ضجة غير عادية بمصر
|
أشعل فيلم حين ميسرة لمخرجه خالد يوسف جدلا واسعا بشان قيمته الفنية ورؤيته الفكرية، وذلك على خلفية الطريقة التي تناول من خلالها مسألة الأحياء العشوائية في القاهرة ودلالاتها داخل المجتمع المصري.
يتطرق الفيلم الى حياة سكان العشوائيات استنادا إلى أربعة محاور، أولها الفقر من خلال عائلة عمرو سعد وهالة فاخر، والثاني يتعلق بالفتاة الريفية (سمية الخشاب) التي ترغم على العمل بائعة هوى وراقصة.
والمحور الثالث حياة أطفال الشوارع من خلال الطفل الذي أنجبته سمية الخشاب من علاقة بعمرو سعد وألقت به إلى الشارع لضيق ذات اليد، والمحور الرابع تعامل رجال الأمن مع أهالي العشوائيات في صراعهم مع الجماعات الإرهابية وتعذيبهم المواطنين دون وجه حق.
فقد اعتبر النقاد أن الفيلم قدم رؤية جيدة لقسوة الواقع، فيما رأى آخرون أنه تناول بشكل فج موضوع العشوائيات مركزا على الجوانب السوداوية وليس على البعد الإنساني لسكان هذه المناطق الفقيرة.
الناقد السينمائي سمير فريد اعتبر فيلم (حين ميسرة) "من أهم الأفلام التي أخرجها خالد يوسف كعمل يقدم الصورة الواقعية للحالة التي تناولها".
كذلك رأى المخرج السينمائي دواد عبد السيد أن "الفيلم أفضل من غيره من الأفلام من حيث تطرقه لموضوع العشوائيات"، مشيرا إلى أهمية لفت الانتباه للأزمات الاجتماعية التي يعانيها المجتمع المصري بدلا من الأفلام التي لا تحمل أي مضمون.
صورة نمطية غير أن نقادا آخرين رأوا صورة مختلفة، ومنهم طارق مصباح الناقد في أسبوعية العربي الناصرية، وأخذ على الفيلم فشله في تجسيد واقع الشخصيات المعاش وأحلامها المؤجلة، مشيرا إلى أن الفيلم قدم "صورة نمطية للبطل" الذي يدفعه الفقر والإذلال على يد الأجهزة الأمنية للانضمام الى الجماعات الإسلامية، كما أجبرت هذه الظروف الفتاة الريفية البسيطة على الاستسلام للانحراف.
واعتبر مصباح أن الفيلم استغل حالة إنسانية قدمها بشكل فج وعلى أساس تجاري منتقدا المشاهد ذات الإيحاءات الجنسية وغيرها التي تطرقت للعلاقات الشاذة.
وشاركته الرأي الناقدة منى الغازي التي تحدثت عن وجود فشل في النص السينمائي من حيث "القفزات الزمنية المفككة للحدث الدرامي وضعف روابطها إلى جانب تدني لغة الحوار التي تتناسب مع شخصيات مثل الشخصيات التي كتبها المؤلف".
في حين رفض الناقد سيد محمود "التسلسل التاريخي الذي اتخذه الفيلم من ربطه العشوائيات بالفترة الزمنية الأخيرة من حكم الرئيس المصري الراحل أنور السادات وخليفته حسني مبارك، مشيرا إلى أن العشوائيات وإضفاء الطابع الريفي على القاهرة كانت مسؤولية عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
من جانبها انتقدت الناقدة علا الشافعي "الرقابة على المصنفات الفنية لعرض فيلم بمثل هذه الفجاجة دون تحديد الفئة العمرية التي يمكن لها أن تحضره".
بيد أن مخرج الفيلم خالد يوسف اعتبر "حين ميسرة" من أهم أفلامه بل فيلمه الأول رغم اعتزازه بأعماله السابقة، فيما رأى كاتب السيناريو ناصر عبد الرحمن هذا العمل "بداية ثنائي يقترب من تجربة المخرج الراحل عاطف الطيب والكاتب بشير الديك"، في إشارة إلى أحد أهم التجارب الناجحة في السينما الواقعية في مصر. المصدر: قناة الجزيرة
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: حين ميسرة .. يثير ضجة غير عادية بمصر (Re: حسين محي الدين)
|
نواب البرلمان يطالبون بأعدام فيلم حين ميسره وخالد يوسف يعلق اللي زعلان علي سمعه مصر يروح يشوف أهل دايرته.
هاجم النائب علي عطوه عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطنى المصرى الفيلم المصري حين ميسره حيث أتهمه بالاحتواء على مشاهد عرى وإغراء وإغتصاب ويتعرض لقضية حساسة مثل قضية السحاق ويسعى للإساءة لسمعة مصر, وأن العالم كله يعانى من مشكلة السحاق ولكن لا أحد يطرحها علنا , وأن مشهد الإغتصاب الذى قدمته يسرا فى مسلسل قضية رأى عام لم يكن به إبتذال مثل الذى تم تقديمه فى فيلم حين ميسره دون استفزاز أو عرى وقال موجها كلامه لخالد يوسف( لو انت تقبله على عيالك هاقبله أنا ؟! ) فلا يصح للأسرة أن تشاهد مثل هذا الفيلم كما صرح النائب البرلماني محسن راضي المنتمي لجماعه الاخوان المسلمين أن إستغراق الفيلم فى وصف بعض الظواهر الشاذة يزيد من الأزمة ,ووصف المجتمع دون الحفاظ على القيم يجعلنا نخجل كعائلات من الذهاب لمشاهدة بعض الأفلام السينمائية من جانبه علق مخرج فيلم حين ميسره خالد يوسف موجها تسائله للنائب علي عطوه قائلا هل شاهدت الفيلم حتى تنتقده على هذا النحو؟! هل يمكننى أن أنتقد إستجواب لك فى مجلس الشعب عن السحاق دون أن أعرف ماذا يتضمنه هذا الإستجواب ! وقال خالد ( أنا عندى ولاد براعى ربنا فيهم ومستعد إن ولادى يشوفوا فيلم حين ميسرة , فضلت سنتين باحضر للفيلم والنائب المحترم مستخسر فيه ساعتين عشان يشوف الفيلم قبل ما يحكم عليه , أنا معنديش أى مشكلة فى أى إنسان ينتقد الفيلم بس يشوفه الأول ( هذا النائب اللى زعلان على سمعة مصر عنده ناس فى الدايرة بتسف التراب بدل ما هو بيهاجم فيلم من غير ما يشوفه خليه يحل الأول مشاكل ال خمستاشر مليون نسمه اللى ساكنين فى العشوائيات فى مصر ولا لاقيين أكل ولا شغل , وقد صرح خالد بأن الفيلم لا يناقش مطلقا قضية السحاق ولكنه يتعرض لقضية إختصار الإنسان فى جسد ينتهك وهو ما أكدته العبارة التى قالتها غادة عبد الرازق فى الفيلم عندما قالت لها سمية الخشاب هو انتم معندكوش غير جسمى تطمعوا فيه ؟! , فأجابتها غادة : هو انتى عندك حاجه تانيه يطمع فيها يا روح أمك , وأكد يوسف بنبره حاده: أرفض أن يزايد على أحد فى أمرين وطنيتى ودينى وهو الإسلام ,( اللى يقرب للإتنين دول باعمل حاجات مش كويسه ) ! , وأن الفيلم يكشف أن العشوائيات بمثابة بيئة صالحة لكل الموبقات مثل الإرهاب والدعارة والمخدرات أما سميه الخشاب فقد قالت مدافعه عن الفيلم ( احنا مش بنهزر ولا بنقدم اسفاف ياريت يا أستاذ على تشوف الفيلم الأول وبعدين تكلم خالد يوسف وتقوله رأيك , يمكن يكون إعلان الفيلم جرىء شوية لكن ده نتيجة ذكاء مخرج ,كأسلوب جذب الفيلم لكن الفيلم مافيهوش مشاهد بتخدش الحياء ومابتجرحش مشاعر حد , كنا بنضحك انا وغادة أثناء تصوير المشهد .., وبنقول يا نهار اسود هنعمل المشهد ده إزاى؟! أنا فضلت عيانه أربع أسابيع من وجودى فى العشوائيات أثناء تصوير الفيلم .. من التراب والدواب , وقالت سمية الخشاب واصفة الحالة المزرية التى يعانى منها سكان العشوائيات ( أثناء التصوير شفت حمار عطشان وجعان وصعب على الحمار وطلبت من عمرو سعد بطل الفيلم يشوف حد يأكله ويشربه عشان حرام .. فصرخ خالد يوسف أثناء التصوير قائلا : سيبى الحمار فى حاله وتعالى يا سميه عشان نصور أما مؤلف الفيلم ناصر عبد الرحمن فقد قال أنا مالييش أى ميول سياسية ولا أنتمى لحزب معارض ولكن كل قضيتى هى الناس .. احنا مش عايزين نغمى عيون الناس اللى عايشين حياتهم فى طوابير ومخنوقين من عيشتهم. منقووول
| |
 
|
|
|
|
|
|
خالد يوسف يبرر مشاهد الشذوذ في حين ميسرة (Re: حسين محي الدين)
|
أنزعج المخرج خالد يوسف من الانتقادات التي وجهها النقاد حول أحدث أفلامه السينمائية الجديدة "حين ميسرة " معتبرين أن الفيلم يدور حول علاقات الشذوذ الجنسي لدى بعض السيدات من خلال توقفهم عند المشهد الذي ظهرت فيه الفنانة غادة عبد الرازق كسيدة شاذه جنسياً تعتدي على " ناهد " الشخصية الفقيرة التي تقدمها الفنانة سمية الخشاب .
ولكن أعترض خالد عن هذا الرأي معتبراً أن قصة الفيلم تتبلور حول فكرة أعتماد بعض الشخصيات من الطبقة الفقيرة المهمشة في المجتمع على جسدهم كوسيلة للأسترزاق؛ لأنه ليس لديهم وسيلة غيرها وقد برهن خالد على ذلك من خلال ذكر نص الحوار الدائر بين سمية وغادة في المشهد عندما تقول سمية: " هو ما فيش غير جسمي تتطمعوا فيه "، وترد عليها غادة قائلة " هو أنتي حيلتك غير جسمك ".
كما وجه المخرج السينمائي خالد يوسف أنتقادات لازعه للدور الذي تقوم به الرقابة على الأفلام السينمائية، قائلا: " أن الرقابة قاتلة للأبداع ولابد أن تلغى ".
هذا وأكد خالد أن الرقابة هي بمثابة كسور في الفكر وليس لها منطق؛ لأننا نعيش حالياً في ظل عصر مفتوح كما أن وسائل الأعلام تحث على الحرية، مضيفاً أنني لو قمت بعمل ولم يرضي الجمهور فهو الوحيد القادر على أن يوقفني وليس غيره ".
كما أشار خالد " أن الجمهور حر وليس من حق أي أحد أن يحجر عليه ويلعب دور الواصي ويحدد له ما يجب أن يتلقى وما لا يجب أن يتلقاه، فنحن شعب تاريخه 7000 الأف عام وليس 200 عام مثل بعض الشعوب الأخرى ".
تجدر الإشارة إلى أن " حين ميسرة " يعرض حالياً بدور العرض السينمائي وتدور قصة الفيلم حول معاناه سكان احدى المناطق الشعبية من حيث الفقر والمعاناه والحرمان كطبقة مهمشة في المجتمع، والفيلم بطولة سمية الخشاب، والممثل الشاب عمرو سعد، والفنانة هالة فاخر، أميرة فتحي، وعمرو عبد الجليل، وفاء عامر، ومؤلف الفيلم ناصر عبد الرحمن.
| |
 
|
|
|
|
|
|
فيلم "حين ميسرة" لماذا تحول الى "معصرة" لفريقه ؟ (Re: حسين محي الدين)
|
الفيلم السينمائي "حين ميسرة " للمخرج خالد يوسف يفتح مرة اخرى ملفا شائكا ومخيفا حول حرية المبدع والفنان في ان يرتاد مناطق مظلمة في مجتمعاتنا التي يتلاشى نورها بالتدريج لصالح هذا الجزء المظلم . قبل ان يُعرض هذا الفيلم وتحديدا بعد إعلاناته وخصوصا المشهد الذي جمع الفنانة سمية الخشاب وغاده عبد الرازق " قامت الدنيا ولم تقعد حتى الان ، أي قبل عرض الفيلم تحت حجة المعيار الديني والخلقي وافساد المجتمع والشذوذ ،وتبنى هذا الرأي بعض رجال الدين ومنهم الدكتور عبد الصبور شاهين الذي طالب بأن يُعرض المخرج على النائب العام ،يعني اعتبر الفيلم جريمة يعاقب عليها القانون .
وبعد عرض الفيلم ظهرت مجموعة أراء أخرى ضد الفيلم ترفع شعار سمعة مصر وكرامة مصر وان الفيلم مخرب واشترك في هذه الرؤية ليبراليون وصحافيون ومصفقون . الغريب وانأ أتابع معركة الفيلم لم اجد ناقدا من الذين هاجموه ينكر وجود العشوائيات التي تناولها الفيلم او نماذج الشخصيات بأزمتها وانحطاطها وإنسانيتها أيضا ، او ان الشذوذ غير موجود ، او ان الفيلم منقوص القيمة الفنية ، ومبرر الاعتراض انه لايجب ان تخرج هذه النماذج على الشاشة لانها صادمة وسوداوية ، ولا يجب ان نظهر صورة مصر في فيلم سينمائي بهذه الصورة لأن هذا فضيحة .
هذا بيت القصيد هذه هي العقلية التي تمثل جزء من النخبة الناقدة او النافذة ،هذا العقلية التي دُجنت فأرادت ان تُدجن الآخرين منذ كتاب "الادب الجاهلي لطه حسين " حين مُنع وأُحرق الكتاب وتم تكفير مؤلفه ، مرورا بفيلم المهاجر ليوسف شاهين تحت حجة ان الفيلم يتناول قصة سيدنا يوسف ثم فيلم المصير ليوسف شاهين وخالد يوسف ايضا باعتبار الفيلم اساء الى شخصية المفكر الكبير ابن رشد ، ثم رواية وليمة لاعشاب البحر لحيدر حيدر " والتي أُحرقت في ميدان الازهر ومُنعت وكٌفر كاتبها، والروايات الثلاثة لكتاب شباب بحجة الجنس وكان المنع وقتها من قبل وزارة الثقافة المصرية نفسها في محاولة وقتها لغزل الاخوان في مجلس الشعب او هكذا فسرها البعض او لانها اصبحت مرعوبة بعدما حدث في وليمة لاعشاب البحر لانها هي التي اصدرتها ودافعت عن موقفها.
ولا ننسى طبعا ازمة الدكتور نصر حامد ابو زيد الذي كُفر وكانت هناك مطالبة بتفريقه عن زوجته فغادر الرجل مصر محتفظا بعقله وبزوجته ، ولا ننسى هنا ايضا ازمة الدكتور عبدالصبور شاهين حين صدر له كتاب "ابي آدم " وقامت حمله عليه كبيره جدا وصلت حد تكفرة وضرورة استتابته والدكتور عبدالصبور شاهين "الان يريد ان يسقي فريق الفيلم من نفس الكأس الذي شرب هو منه سابقا مع اختلاف الزاوية والموضوع .
والغريب وقتها انه سادت كلمة كانت نكته خصوصا بعد منع رواية " وليمة لاعشاب البحر وهي انا لم اقرأ الرواية لكن يجب ان تُمنع ،هذا ما حدث فعلا مع فيلم "حين ميسرة " فقبل ان يعرض كانت هناك دعوة بضرورة احالة مخرجة الى النائب العام ومنع الفيلم . حتى بالمفهوم الديني الحجة باطلة " البينة على من ادعى " كيف تكون هناك بينة لشيء لم يتحقق ؟لفيلم لم يُعرض وكتاب لم يُقرأ ومتهم لايدافع عن نفسه ، وبالمفهوم النقدي كيف يُقتطع الشيء عن سياقه ويُحكم عليه كعمل قائم بذاته " تماما مثل " لاتقربو الصلاة ......" فالمشهد الشاذ بين بطلتي الفيلم نكتشف بان المشهد لم يتخطى هذا الحوار الذي تابعناها في الإعلان الترويجي للفيلم يعني لم نرى لقطة "بورنو" ،حتى الذين دخلوا الفيلم بقصدية مسبقة للإثارة خرجوا متألمين على هذه الفتاة التي تُستغل من قبل رجال الطبقة الارستقراطية ونسائها وتتحول الى مجرد جسد تُنزع عنه إنسانيته ليبقى فقط محط نزوات أبناء الرأسمالية الجديدة التي توحشت مؤخرا في مصر
ايضا المبرر الأخر هو سمعة مصر . وأنا أتساءل كمصري أولا ؟ أي مصر يقصدون ؟ مصر مَن ؟؟ مصر الأغنياء ؟ أم مصر الفقراء ؟ ان كانوا يقصدون مصر الأغنياء والأثرياء مصر الرأسمالية والسيارات الفارهة ؟ مصر مرينا" والساحل الشمالي ، مصر القصور ؟ اذا كان كذلك ففعلا هذا الفيلم يسئ لهذه الطبقة التي من مصلحتها ان لا يأتي من يكشف اثار جرائمهم وبقايا ولائمهم التي نصبوها سرا ثم رموها فضلاتها فتراكمت لتصبح ظاهرة في مصر اسمها العشوائيات تتخطى العشرة ملايين حتى لا أكون مبالغا كما قيل لمخرج الفيلم خالد يوسف .
اما اذا كانوا يقصدون مصر العشوائيات والفقراء والعمال والصناعية، مصر عمال المحلة الذين بين يوم وليلة اكتشفوا انهم ضحية بيع وخصخصة ، مصر عمال الضرائب الذين ظلوا اكثر من أسبوع معتصمين في شارع القصر العيني ولم يخرج مسئول يقول لهم كلمة واحدة وراتبهم لا يتخطى الخمسين دولار ، مصر اطفال الشوارع ، مصر حواري نجيب محفوظ التي جاع حرافيشها اكثر من ذي قبل.
اذا كانوا يقصدون هذه " ال مصر" فهم اخطئوا ويخطئون بل يسيئون فهم الوطن ، لان ببساطة ليس العيب في الطبيب الذي وصف المرض حتى لو كان المرض ورم سرطاني، هكذا الفنان سلط الضوء على شريحة كبيرة جدا لا يستطيع احد ان ينكر عليهم مصريتهم، شريحة لفرط فقرها ضاع صوتها في وقت تم شراء كل الضمائر والذمم ، شريحة لا تملك دولار في الشهر وتسمع وتقرأ عن حيتان تسرق ملايين الدولارات وتهرب خارج مصر وحينما تعود وتسوى أمورهم يعاملون كأسياد ، وحينما تسمع هذه الطبقة ان هماك خمسة وعشرين مليون دولار تاهوا اثناء تسوية حسابات بيع إحدى شركات مصر .
فلنتخيل احساس هؤلاء حينما جاء مخرج وسلط أضواء كاميراته عليهمو سمح لهم في مساحة فيلم ان يقولوا نحن هنا ، انظروا الينا وإلا سننفجر فيكم ، المستفز جدا جدا أنني لم اسمع في حدود متابعتي لهذه القضية شخصا واحدا من الليبراليين الجدد او من رجال الدين او من النقاد ياتي على ذكر المشكلة الأساسية وهي هذه الشريحة الكبيرة في مصر، المطحونين، العشوائيات، العالقين على شبابيك المدينة ،والمتشبثين بحياة لا يمتون لها سوى بنفس يخرج ولقمة مغمسة بالذل والعار وواقع كله وحل، واقع ضاعت فيه معايير الخير والشر، كلهم طيبون ومجرمون، كل فظيع بالنسبة لهم عادي وبسيط ، مفاهيم الشرف اصبحت بالنسبة لهم ترف، لنكتشف في نهاية الفيلم ان هؤلاء الساقطين ملائكة لانهم ضحيتنا جميعا ، لنكتشف ان الوقوف عند مشهد ساخن هو مبكي وان ما هو مثير في عالمنا محزن في عالمهم . اذا كان هذا الفيلم جرح مشاعر الارستقراطيين والوطنيين الذين يفكرون دائما في سمعة مصر وصورة مصر وشعب مصر العظيم الذي بنى أعظم حضارة على الكرة الأرضية وأقدمها عليهم ان يتساءلوا ؟؟
ما الذي اوصل هؤلاء وغيرهم الكثير الى هذه الحالة ؟. ومن المسئول ؟ وكيف يمكن ان نعيد اليهم اعتبارهم المفقود او لا داعي لهذا الكلام الكبير! كيف يمكن ان نوفر لهم حجرة نظيفة وليس شقة لان هذا ترف ؟ نوفر لهم وجبة واحدة في اليوم ولا داعي لثلاث وجبات لان هذا تحميل للمسئولين اكثر مما يحتملون ! ان نجعل هؤلاء يحصلون على اقل حق في المعرفة ليس اعدادية ولا ثانوية ولا جامعة حاشى للله! لا نريد ان نثقل كاهل المسئولين المهمومين بسمعة مصر، فقط نجعلهم يعرفون الفرق بين الزواج والزنا ، وان الطفل يعرف ان له اب واحد . وان الرجل حين يعرف ان زوجته خانته فلايعاقب من خانه بأن يزوجه زوجته . اشياء كثيرة ،حدث ولا حرج لم يظهرها الفيلم، وانا اعرف ان خالد يوسف لم يقدم كل ما رآه في هذه العشوائيات ، لم يتطرق الى زنا المحارم ، ولا الى بيع الاطفال بعشرين دولار ولا تأجير وبيع العرض والشرف للأغنياء ورغم ذلك لم يسلم من التكفير والتخوين والتجريح والعمالة، وان الصهاينة خلف خالد يوسف ،وان هناك مؤامرة على مصر وعلى المصريين ، خلاصة هذه الحملة وغيرها إرهاب كل فنان مخلص يقرر ان ينحاز الى الفقراء والمطحونين . قصة فيلم حين ميسرة الذي تحول الى معسرة من العسر على هذه الطبقة المهمشة وتحول الى معصرة او مطحنة على صاحبه خالد يوسف وفريق العمل . هذا الفيلم يذكرني بقصة قديمة عن بلد دائما مدخله مظلم ورائحته نتنه وأهله اعتادوا المرور بتعثر وهم يغلقون أنوفهم يتعثرون أحيانا ،يسقطون أحيانا أخرى لكنهم تعودوا وتعايشوا حتى فكر احدهم لماذا لا يشعل نارا ليعرف فقط سبب هذه الرائحة؟ ولما فعل اكتشف ان هناك كما كبيرا من الجثث على ناصية هذا الطريق انزعج اهل البلد غضبوا ثاروا ولكن ضد الذي اشعل النور لأنه صدمهم ،أطلعهم على حقيقة لم يريدوا ان يعرفوها، بدل ان يسالوا عن حقيقة الجثث وعن الفاعل .! هذا ما حدث بالضبط مع خالد يوسف وفريق فيلمه الذين سلطوا الضوء على هذا الكم من الجثث بكل أزماتهم وقهرهم ، بكل سقوطهم ، فثار الناس ضد المخرج ولم يتساءلوا ولو صدفه عن الفاعل او الحل .
هذا العنوان "حين ميسرة " الذي أراده الكاتب والمخرج رمزا لانتظار الآمال المؤجلة لكل هؤلاء المطحونين، فكل شيء بالنسبة لهذه الشريحة مؤجل من شربة الماء مرورا بلقمة العيش وصولا الى المأوى، كله مرهون بالغد الذي تمثل في شخصية رضا" التي لا تعود حتى لو عاد ذات حلم في منامه أمه ، هذا العنوان بكامل رمزيته يتحول بقدرة ناقد أو رجل دين الى "معصرة "للذين صنعوا الفيلم.
لكن رغم كل هذا الجدل ،وكل ما يتعرض له فريق الفيلم تحرك الماء الراكد الذي من طول ركوده تعفن ونبتت فيه طحالب لم يعد الصمت ستارا كافيا لإخفائها . شكرا لفريق الفيلم الذين أعادوا لنا إنسانيتنا المفقودة أسفل أقدام مشاغل الدنيا وعرفونا على بعضنا المطحون والمقطع على موائد المسئولين المنشغلين بالبيع والخصخصة والارستقراطيين المنشغلين بنزواتهم،والمثقفين والصحفيين والإعلاميين الذين اختفوا خلف أناقتهم ومصطلحاتهم التي تضخمت حد عدم الفهم . العربية نت
| |
 
|
|
|
|
|
|
|