عبدالوهاب الأفندي يقراء الفاتحة على الحركة الإسلامية

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 03:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-16-2008, 07:05 AM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبدالوهاب الأفندي يقراء الفاتحة على الحركة الإسلامية

    قبيل قراءة الفاتحة علي روحها
    الحركة الإسلامية في السودان: تأملات وذكريات


    في ايلول (سبتمبر) من عام 1975، وبعد أيام من الانقلاب الفاشل ضد الرئيس نميري الذي قاده المقدم حسن حسين عثمان ذلك الشهر، طرق بابي في مقر إقامتي بالخرطوم 3 الصديق العزيز عبدالرحيم محمد حسين (وزير الدفاع السوداني الحالي) الذي كان كثيراً ما يسعدني بزياراته، فمنعته من الدخول وطلبت منه ألا يأتي لزيارتي في ذلك المنزل بعد ذلك. وقد كان من نتيجة ذلك أن حرمت من رؤية الأخ عبدالرحيم إلي أن التقينا لأول مرة في القصر الجمهوري بعد ذلك بخمسة عشر عاماً.

    سبب ما حدث كما شرحته للأخ عبدالرحيم حينها هو أن الأخ عباس برشم، أحد القيادات الطلابية من منسوبي حزب الأمة، وأحد قيادات الحركة الانقلابية (أعدم فيما بعد مع ثلة من رفاقه رحمهم الله جميعاً)، كان قد اختبأ في المنزل مع أحد أصدقائه الذي كان يشاركنا السكن في يوم الانقلاب وبقي فيه حتي حل الظلام قبل أن ينتقل إلي مخبئه الذي اعتقل فيه في أم درمان في مساء نفس ذلك اليوم. وعليه فقد كان هناك خطر من أن تكتشف الأجهزة الأمنية علاقته بنا فتراقب المنزل أو تداهمه. ولأن الأخ عبدالرحيم كان قد التحق حديثاً بسلاح المهندسين في الجيش، فقد تعرضه زيارتنا للخطر.

    كنت شخصياً أتخوف من أكون ملاحقاً من الأجهزة الأمنية لأكثر من سبب آخر، حتي قبل الانقلاب. فقد كنت باعتباري المسؤول الإعلامي في المكتب التنفيذي للاتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم أتولي الإشراف علي أوجه نشاط عدة في الجامعة من أبرزها أضخم معرض فني ثقافي كانت الحركة تنوي إقامته في ذلك الشهر. وكان ممن تطوع لمساعدتي في تنظيم ذلك المعرض الأخوين الزبير محمد الحسن (وزير المالية الحالي) ومحمد الحسن الأمين (نائب رئيس المجلس الوطني). وبينما كان يقومان بنقل بعض المواد الإعلامية الخاصة بالمعرض من داخلية الطالبات إلي داخلية الطلاب الرئيسية البركس ، برفقة أخ ثالث لا داعي لذكر اسمه هنا، اعترض طريقهم بعض رجال الأمن وقاموا باعتقالهم. وبمجرد استجوابهم اعترف الأخ الثالث الذي كان حديث عهد بالعمل السياسي، بأنني الذي كلفتهم بنقل هذه المواد.

    بعد يومين من الانقلاب استيقظنا في الفجر لنجد داخليات الجامعة محتلة بالآلاف من رجال الجيش والشرطة المدججين بالسلاح كأنهم ذاهبون إلي محاربة إسرائيل، وقد بدأوا بعملية تفتيش منهجية لمساكن الطلاب. وكانت غرفتي أقرب غرف مسؤولي المكتب إلي الباب الخارجي، وكانت خزانة ملابسي تئن من حجم الوثائق السرية. وقد بعث إلي الأخ الصديق التجاني عبدالقادر يطلب مني أن أسارع بإخفاء الوثائق ومغادرة الغرفة. ولم يكن هناك مكان لإخفاء الوثائق سوي بوضعها تحت مرتبة السرير، وقد أسرعت فغادرت الغرفة وأنا ما زلت أرتدي البيجاما ودون أن أحمل معي أي وثائق ثبوتية. وقد تجمعنا مع حشد كبير من الطلاب في ميدان في وسط البركس. وقد ظلت الأجهزة الأمنية تفتش المساكن سحابة ذلك اليوم قبل أن تنصرف وتستمر في محاصرة المداخل. وفي مساء ذلك اليوم نشرت أجهزة الإعلام الحكومية كذباً أن كميات من الأسلحة قد وجدت في المساكن الطلابية، وأعلن عن إغلاق الجامعة إلي أجل غير مسمي.

    واجهتني شخصياً مشكلة كبري، بسبب مسؤوليتي عن كمية ضخمة من الكتب واللوحات والملصقات التي أعددناها للمعرض. وكان رجال الأمن يحاصرون مداخل السكن الجامعي ويفتشون الحقائب. وعليه فقد قمنا بتوزيع المعروضات في كميات صغيرة حملها متطوعون ضمن أمتعتهم. وكان من نتيجة ذلك ضياع الكثير منها للأسف. ومازال الأخ كابتن شيخ الدين يلومني ـ محقاً ـ علي ضياع نصف مكتبته التي كان قد تبرع بها للمعرض لأن من اؤتمنوا لها لم يتمكنوا من إعادتها لأسباب لا علم لي بها.

    وبذكر اللوحات فإنني أذكر هنا حادثة طريفة ذات دلالة مهمة في تطور الحركة الإسلامية السودانية. فبينما كنا نعد للمعرض انتدبت طائفة من طلاب كلية البيطرة لمساعدتي في التحضير له (لسبب إجرائي، وهو أن الامتحانات في كلية البيطرة انتهت مبكراً). وعندما حضروا للمساعدة وشرحت لهم فكرة المعرض، خاصة فيما يتعلق بجانب الفنون واللوحات، نظر بعضهم إلي بعض مستنكرين. وكانت كليتا البيطرة والزراعة في الجامعة مشهورتين بأنهما كانا معقل التيار السلفي في الحركة. ثم سألني أحدهم: هل حظي هذا المعرض بموافقة الإخوة المسؤولين؟ فقلت للأخ إنني أنا المسؤول وأنا أؤكد له إن المعرض يحظي بموافقتي. ويبدو أنهم ذهبوا بعد ذلك لاستفتاء أهل العلم قبل أن يقبلوا في المساهمة في البدع التي كنا نجترح.

    بعد إغلاق الجامعة واعتقال عدد كبير من الناشطين، تم إجراء تعديلات في المكتب التنفيذي وتقليصه إلي خمسة أشخاص فقط، وأسندت إلي بموجب تلك التعديلات مهمة الأمين العام ومسؤول الشؤون المالية، وهو المنصب الثاني بعد المسؤول الأخ محمد حسن الباهي. وكنت المسؤول في ذلك الموقع عن الأماكن الآمنة لإخوتنا وعلي رأسهم رئيسا الاتحاد التجاني عبدالقادر والمرحوم داوود بولاد، وأمينه العام ابن عمر محمد أحمد، والإخوة غازي صلاح الدين وسيد كمبال وغيرهم. وكانت مسؤولياتي تشمل أيضاً تأمين قنوات الاتصال بالمعتقلين، وقد كلفت بمهام أخري لا أستطيع حتي هذا اليوم التحدث عنها.

    ويجب أن أعترف هنا أنني كنت بسبب مزيج من السذاجة والتنطع لا أستحل لنفسي أخذ أموال من التنظيم حتي لأغراض الأكل والمواصلات، رغم أننا كنا من المفترض أن نكون متفرغين، وكانت الجامعة أغلقت أبوابها، مما حرمنا من السكن ووجبات الطعام. وقد وجدت نفسي بسبب هذا الموقف ذات يوم سجيناً في المنزل لقرابة يومين. فقد كنت فارقت الأخ الباهي عصر يوم الخميس في بري ولم يكن في جيبي من مالي الخاص سوي عشرة قروش، كانت بالكاد تكفي لأن توصلني إلي المنزل. وقد بقيت ليل الخميس ونهار الجمعة وأنا لا أستطيع الخروج.

    وفي صباح السبت جاء لزيارتي في نفس المنزل أستاذي الحبيب إلي نفسي الأخ حافظ السيد، (الذي عنيته حين وصفته مرة بدون تسمية بأنه أقرب من عرفت إلي القديسين ـ ولا يزكي علي الله أحد)، فتبرع لي (بدون أن يكون علي علم بورطتي) بمبلغ من المال تقبلته شاكراً. ولوكنت من المتصوفة لقلت إن شيخنا حافظاً كان من أهل الكشف. وقد كنت عنيت الأخ حافظ وأمثاله حين قلت أن حكام السودان ما كانوا ليكونوا شيئاً مذكوراً لولا مجاهدات الحركة الإسلامية التي تركوها وراءهم ظهرياً.

    وبذكر الأخ حافظ فإنني أذكر أننا ذهبنا للاختباء بمنزله في حي الدكة ببربر بعد المظاهرة التي قمنا بها تضامناً مع انتفاضة شعبان الجامعية عام 1973. ولابد من الاعتراف بأننا لم نكن ننوي التظاهر حينها ولم نكلف به. فقد وصلتنا منشورات لتوزيعها، وأذكر أنني والأخ العزيز صلاح شبرين جئنا إلي المدرسة قبل الدوام بأكثر من ساعة حيث وزعنا المنشورات في كل الفصول ثم عدنا إلي بيوتنا. ثم قمت أنا بعد نهاية استراحة الإفطار بإلقاء خطبة في الطلاب أندبهم فيها للإضراب تضامناً مع إخوانهم في الجامعة. ولكن الطلاب كانوا أكثر حماساً مني فأصروا علي الخروج في مظاهرة، وبالفعل خرجت المظاهرة، وطفنا علي بقية المدارس ندعوهم للخروج فلم يفعلوا (خرجوا في اليوم التالي). توجهت المظاهرة إلي سوق مدينة بربر، حيث ألقيت أنا في الحشد خطبة ثانية علي مرأي ومسمع من الشرطة التي كانت احتشدت لفض التظاهرة. وقد تحمست أكثر من اللازم في الخطبة، ولم ألحظ أن الشرطة كانت تستعد للانقضاض حتي جاء الأخ مامون ابراهيم خوجلي يجر بثيابي لأنزل من علي العمود الأسمنتي الذي كنت تسنمته منبراً قرب موقف التاكسي، فسارعنا إلي منزل الأستاذ حافظ للتشاور وانصرفنا منه إلي مكان آمن آخر بعد الغداء.
    وفي نفس ذلك اليوم قامت الشرطة بحملة اعتقالات، وجاءوا إلي منزلي لاعتقالي فلم يجدوني. وفي اليوم التالي كنت في طريقي إلي المحكمة لتسليم مذكرة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين حين تم اعتقالي، وعلمت بعدها أن بعض الطلبة قد اعترفوا للمحققين بأنني كنت المحرض والقائد للمظاهرة. وقد حبست في زنزانة انفرادية بينما كان بقية المعتقلين وعددهم ستة وعشرون معاً في زنزانة مجاورة. وكان الأخ مأمون يتذرع بالذهاب إلي الحمام ليمر من أمام زنزانتي ثم يقول بالانكليزية: أنكر كل شيء! وبعد الفراغ من استجوابي تم ضمي إلي بقية المعتقلين، حيث استمتعنا بأكبر وجبة طعام في حياتنا، إذ أن أسرة كل واحد من المعتقلين أحضرت طعاماً يكفي الجميع. ولهذا لم نكن سعداء حين تم إطلاق سراحنا بعد أن وقع أولياء الأمور تعهدات بحسن السير والسلوك نيابة عنا. وقد أغلقت المدرسة بعد ذلك لأشهر، وكان هذا الدوافع لمغامرتي الليبية التي تحدثت عنها في مقالة سابقة، والتي انتهت بمغامرة أخري تمثلت بالعمل في جريدة الصحافة التي كانت في وقتها في أزهي عصورها تحت قيادة أستاذنا محمد الحسن أحمد عجل الله شفاءه (والذي لم تكن تربطني به أي صلة أو معرفة سابقة، لذا لزم التنويه).

    ولعلي أنتهز هذه الفرصة للإشادة بالزملاء الكرام الذين عاصرتهم وسعدت بالعمل معهم في الصحافة، وعلي رأسهم الأساتذة محمد سعيد محمد الحسن وشريف طمبل وعبدالله جلاب وأحمد طيفور ومحمد صالح فهمي وحسن مختار والفاتح محمد الأمين وآمال مينا وغيرهم ممن تعلمنا علي يديهم. وقد كنا نختلف معهم في الرأي، ولكنهم كانوا جميعاً من أصحاب المبادئ، وكانوا يؤيدون ثورة مايو علي قناعة. ولم يحدث قط أثناء عملي في الصحافة أن فرض علي شيء يتعارض مع قناعتي أو كتبت شيئاً أخجل منه. وكان ذلك يعود تحديداً للرعاية الكريمة من أستاذي محمد الحسن أحمد ومن الأخ محمد سعيد الذي تبناني وخصني برعاية كادت تخنقني من فرط أبويتها.

    حين قررت مؤقتاً ترك الجامعة للعمل في الطيران في مطلع عام 1976، اعترض بعض الإخوة في التنظيم، وعلي رأسهم الأخ الباهي وتمنوا علي البقاء، وفعل مثل ذلك أساتذتي في الجامعة وعلي رأسهم الدكتور كمال شداد متعه الله بالصحة والعافية، استنكروا تركي الدراسة وأشفقوا علي ضياع مستقبلي الأكاديمي الواعد في عرفهم. ولكني كنت قد حزمت أمري، ولم يكن القرار سياسياً، فليس هناك ما يفرض علي من يريد أن يخدم الإسلام أن يبقي في موقع معين، بل حتي ليس من شروط ذلك الانضمام إلي تنظيم معين. بل بالعكس إن قناعتي أصبحت تزداد بأن العمل التنظيمي قد يكون معوقاً لواجب قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خاصة حين يصبح احترافاً. وقد كنت دائماً أحرص علي الاستقلال الاقتصادي عن أي جهة سياسية، وهي سنة الأئمة والفقهاء ممكن كانوا يرفضون التكسب بأداء الواجب الديني.

    ومن عجائب الأمور أن بعض محترفي النفاق قلب الأمور وجعل حرصنا علي أن نكسب رزقنا من عمل يدنا منقصة وسبة، حيث كانوا يرون أن واجب الناشط الإسلامي هو أن يجلس عند أقدام شيخه وينتظر التعليمات (والعطايا) مثل أتباع الطرق الصوفية أو حاشية السلطان، سوي أن هؤلاء كانوا من أوائل من تنكر لشيخهم حين لم يعد يتحكم في الرزق، فتبعوا الرزق وتركوا الشيخ، ثم قاموا يتهموننا بالانتهازية! يا سبحان الله!
    وقد جعلنا بعض ما قرأنا مؤخراً نتمني لو كان بعض ما ينشره بعض المتقولين عنا حقيقة، ونتمني لو كنا كما زعموا من المهمشين والانتهازيين والمؤلفة قلوبهم. لأنه لو كان ما يوردونه من ساقط القول هو المعبر عن الحركة الإسلامية اليوم، فإنه لا يشرفنا الانتماء لمثل هذا الكيان. ويكفينا أن نحتفظ بالذكريات الحميمة عن إخوتنا سابقاً. ولعل من أبزر آيات السقوط هذا الاعتقاد بأن نشر الأكاذيب والتهم قد يحط من مقام منتقديهم ويرفع من مقامهم، فكانت هذه دلالة إضافية علي فقدان العقل بعد التعري من الخلق. ذلك أن غاية ما فعلوا هو أنهم كشفوا أن ما كان يسمي بالحركة الإسلامية أصبحت كياناً خرباً، يتناقل كثير من أفراده الغيبة والكذب وهم يعلمون، ويأكلون لحم إخوتهم أحياء، ويتغدون ويتعشون علي البهتان، ويعترفون بأنهم كانوا يظهرون لإخوانهم خلاف ما يبطنون، ويكذبون عليهم كما كذبوا علي الأمة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أجرنا في مصيبتنا هذه وأبدلنا خيراً منها.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de