|
معالم في الطريق جملة نعتز بها ونفتخر -محجوب عثمان
|
في كتابه هذا محمدة للاستاذ محجوب عثمان وهو يسطر كلمات وفاء لابن عم لنا رحل .. وشكرا لابن عمي مصطفي البطل الذي نبهني الي هذا الكتاب
Quote: معالم في الطريق جملة نعتز بها ونفتخر محجوب عثمان كُتب في: 2008-01-06
استقلال السودان الذي احتفلنا بذكراه الثانية بعد الخمسين قبل يومين لم يكن من صنع أحد ، ولكنه جاء إثر تراكمات نضالية تمت عبر السنين – العمال كان لهم دور خصوصاً عمال السكك الحديدية ، والزراع كان لهم دور ولتذكروا تنظيماتهم في الجزيرة وفي الدبة والغابة وفي أروما وغير هذه وتلك وكذلك كان للمتعلمين دور متميز. ورغم هذه الحقيقة فأنني أروي اليوم قصة أرى ان من حقنا في (الأيام) ان نفخر ونعتز بها . كان ذلك في اليوم الأخير من ديسمبر عام 1991م . وصلت بعد مغيب ذلك اليوم الى حلفا التي وصلتها بعد مسيرة يوم كامل بعد ان قضيت نحو خمسة أسابيع أتنقل بين صحراء مصر الجنوبية الغربية وبحيرة النوبة أملا في ان أتسلل الى مصر رافضاً منع السلطات المصرية لي من الوصول للقاهرة وهذا اجراء منافٍ للقانون الدولي والعرف الانساني (إعادة لاجئ هارب من ظلم بائن ورفض لجوئه كان أمراً محرماً دولياً) وتلك قصة درامية سأكتبها يوماً إذا سمح العمر والصحة . المهم وصلت حلفا أبحث عن مكان يأويني حتى أنظم العودة سراً للخرطوم وبحثت عن منزل أسرة العم المرحوم ابراهيم احمد فدلوني عليه وهناك في ذلك البيت العظيم واهله الكرام استقبلني المرحوم عبد الحميد الذي رحب بي رغم انه لم يكن يعلم من أنا وثيابي وشكلي كلاهما يعكس البؤس ويدعو للرثاء . وبعد ان اطمأنيت له حدثته من أنا فوقف الرجل مشدوها وقال (أيه اللي حصل لك وليه انت في هذه الحالة . إنكم انتم في الايام من صنعوا استقلال السودان) هكذا قالها بكل بساطة وكان لها وقع السحر في نفسي – عجباً ان هناك في اقاصي ريف السودان من يحفظ لنا ذلك الفضل . وما زالت حتى يومنا هذا تتردد كلمات عبد الحميد الراحل في ذهني لتنعش الامل وتجدد الثقة في كل عمل وطني خير – لم نحقق نحن في (الأيام) الاستقلال ولكنا كنا في ركب شرفاء مناضلين حققوا ذلك الهدف. ويحق لنا ان نفخر ونعتز بما قاله عبد الحميد عليه رحمة الله ورضوانه. |
|
|
|
|
|
|