|
Re: من يسأل عن إتجاه الكعبة فى مانهاتن ؟ (عودة الى مرافىء الغربة) (Re: جعفر عبد المطلب)
|
الأخ العزيز دكتور جعفر
معذرة إذا لحقت بركب القراء متأخرا وبالتالي عدم المشاركة معكم وأنت وصديقك تكتشفان أمريكا وتنقل لنا هذه الخواطر بأسلوبك السهل المتع.
من غريب الصدف أنني مررت بتجربة مماثلة لتجربتك ومعي صديق عزيز في طريقنا إلى نيويورك. جلسنا على المقاعد بعد (بهدلة) التفتيش بواسطة رجال الأمن الأمريكان (وليس الإنجليز) في مطار هيثرو بلندن. حتى حسبت أننا ضمن قائمة المتهمين بالإرهاب عندهم. ولم يتبق من موعد قيام الطائرة إلا وقت قصير حتى أخلي سبيلنا للسفر فحمدنا الله ولحقنا بالطائرة هرولة. كنا نلبس يدل كاملة (فُلْ سوت) مع ربطات عنق أنيقة اشتريناها من السوق الحرة ، بينما كان بقية الركاب يلبسون ملابس الصيف العادية (casual)من جينز وتي شيرت وخلافه ... لم نكد نأخذ أماكننا حتى جاءت كبيرة المضيفات السمراء وأشارت لنا أن نتبعها، فقلت لها: هل نحمل أغراضنا معنا فردت بالإيجاب ... تيقنت عندها أننا مطلوبان لأمن المطار الأمريكان مرة أخرى، ومعنى ذلك أن سفرنا لن يتم ... نحن يا سادتي دائما ينتابنا هاجس الأمن ونتشاءم من التعامل مع الشرطة والأمن والحكومة أيضا ... هكذا حالنا منذ أن كنا صغارا ومنذ أن عرفنا الشرطة والأمن ... سرنا نلعن الأمريكان في سرنا ونحن نتبعها حتى مقدمة الطائرة. وبين ذهولنا أشارت المضيفة لنا ليجلس كل منا في كرسي بعيدا عن الآخر ... هنا تنفست الصعداء فقد كنت قد مررت بظرف سابق عندما تمت ترقيتي من الدرجة السياحية للدرجة الأولى ، ليس لشيء إلا لأنني كنت ألبس "فُلْ سوت". وعندما تيقنت من الأمر سألتها إن كان في الإمكان أن نجلس متجاورين ، فاستأذنت من أحد الركاب وهيأت لنا مقعدين متجاورين. وبمجرد جلوسنا متجاورين نظرت إلى صديقي مزهوا وضغطت على جرس المقعد فجاءت المضيفة مهرولة فقلت لها : هل تسمحين لنا بكوبين من عصير البرتقال الطازج ؟ فنظر إلي صديقي في دهشة ... قلت له هذا حقك يا صديقي فنحن الآن من ركاب الدرجة الأولى !!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: من يسأل عن إتجاه الكعبة فى مانهاتن ؟ (عودة الى مرافىء الغربة) (Re: محمد مصطفى فرح)
|
الصديق العزيز (فرح ) لك الود القديم : الشىء بالشىء يذكر ، كنت مع صديق يضيف الى متعة السفر متعات اخرى .كان عندنا تذكرة من شركة (دلتا للطيران ) لمدة 40 يوما نتجول بين المدن الأمريكية ماشاء لنا التجول ! وبمااننا سواحا كنا نخطط لزيارة اكبر عدد من المدن الأمركية لاسيما مدن الساحل الغربى .وبما ان صديقى هذا يشغل منصبا مرموقا فى المراجعةالمالية فى إحدى شركات البترول الكبرى فقد تركت له امر ميزانية الرحلة كاملة وتفرغت لتسجيل الأنطباعات التى كان هو ايضا يسجلها اول باول .كنا نتاهب لتناول طعام الغدا فى مدينة (اتلاطنا) فقبل ان نذهب الى المطعم نبهنى هذا الصديق الى فكرة جهنمية استوحاها من خبرته الطويلة فى مجال المراجعة . فقال لي :لماذا لا نتناول طعام الغدا فى الطائرة فى الطريق الى ميامى ؟وقد كان ، واصبح من وقتها يوقت الوجبات الثلاثة بحيث نكون فى الطائرة بين المدن . لقد تعلمت منه أن فوائدالسفر تتجاوز الخمسة فوائد بكثير خاصة الإقتصادية منها !
| |

|
|
|
|
|
|
Re: من يسأل عن إتجاه الكعبة فى مانهاتن ؟ (عودة الى مرافىء الغربة) (Re: جعفر عبد المطلب)
|
العزيز دكتور جعفر
سفرك لأتلانتا ذكرني بسفري مع صديقي بالطائرة من واشنطن لميامي وأورلاندو لزيارة ميامي بيتش الساحرة ويونيفرسال أستوديو بأورلاندو. فبينما كانت المضيفة الحسناء توزع وجبة الغداء والقهوة اهتزت الطائرة فسقط قليل من القهوة على قميص صديقي الذي لم يحرك ساكنا ، بينما بدا الانزعاج الشديد على المضيفة التي أبدت أسفها العميق وكررت الاعتذار مرات ومرات ... ثم جاءت كبيرة المضيفات لتقدم بدورها الاعتذار نيابة عن طاقم الطائرة ... وبدا التأثر على صديقي أمام هذا الاهتمام الذي لا يجد له مبررا. عادت كبيرة المضيفات مرة أخرى وسألت صديقي عن مقاس قميصه ، وسرعان ما ذهبت وعادت بباكتة ورد وقميص بنفس لون ومقاس صديقي من ماركة (فان هوزن) الشهيرة. (وللعلم لم نعرف أنها من الماركات الشهيرة إلا فيما بعد). وهي تكرر أسفها لما بدر منهم... ولكن صاحبي (شالته الجعلية) ورفض رفضا باتا استلام القميص ... وبعد إلحاح وترجي وابتسامات وتدخلي الشخصي لم يجد صاحبي بدا من قبول الهدية وباكتة الورد التي لم نعرف كيف نتصرف بها.
قال صاحبي وهو يغالب تأثره بهذه المعاملة الحضارية كما سماها: شوف ناس وين وناس وين ؟ قلت له اتفق معك ، ولكنك أضعت فرصة العمر ياصديقي وتعويضات بعشرات الآلاف من الدولارات... قال كيف؟ ... قلت ألم تكن القهوة ساخنة ؟ ثم ألم تصبك أضرار نفسية نتيجة الحرج (وبحلقة) الركاب ونظراتهم إليك في إشفاق؟ ثم أهم من ذلك كله فإنك بعد هذه الصدمة النفسية لن تتمكن من حضور الاجتماع الخطير الذي سيفقدك صفقة بملايين الدولارات .....
نظر إلي صديقي بانزعاج وإشفاق شديدين وهو يراني أهذي و(أخطرف) رغم علمه يقينا بأنني لا أتعاطي مسكرا ولا مخدرا ..... وطال الصمت بيننا زمانا وهو يتحاشى النظر إليّ مباشرة ويرمقني بنظرة بين الحين والآخر... وبعد حين أشفقت أنا عليه هذه المرة فقطعت الصمت وقلت له: لا تذهب بعيدا يا صديقي فقد قرأت عن حالة شبيهة بحالتك تم فيها تعويض المتضرر بأكثر من مئتيي ألف دولار ، بحجة الأضرار النفسية والمادية التي سقتها إليك ..... هنا استعدل صديقي في جلسته وقال : مش ممكن؟! ... قلت نعم يا صديقي هذه هي أمريكا بلد العجائب.
| |

|
|
|
|
|
|
|