العرض العسكرى الذى قُدّم يوم أمس أجاب على كثير التساؤلات التى كانت تدور فى رؤوسنا وعلى عقولنا المنهكة ، فلطلما راودتنا الأسئلة المحيرة حول واقعنا الإقتصادى الغريب ، والذى لم ينجح إستخراج البترول فى تجميل وجهه البشع الدميم ، فلقد كنا وحتى يوم أمس القريب نتساءل عن "اين تذهب عائدات البترول" ، الذى ، وبحسب ميزانية الدولة وأوراقها الرسمية يشكّل نسبة تبلغ التسعون ونيفٍ من صادراتها ، فإذا قمنا بحذف ما تنفقه الدولة المترهلة على نفسها ، وحذفنا ما تأكله "سِباع" المال العام ونطائحه ، فإن ما يتبقّى يظل مبالغ طائلة كنا نتعجب عن أين هى ، ويوم أمس فقط ، عرفت الإجابة على السؤال اللّغز ، حين تهادت "قِطع" الأسلحة" الثقيلة على الطابور، من دبابة البشير ، والمدافع مش عارف كم ملّى ، والمصفّحة بنت الإيه والمضادات ، و.. و .. و !!!! .
تصور أن دولة يفتقر إنسانها لأبسط مقومات الحياة ، دولة لا تحظى بأنسياب لمياه شرب نظيفة وصحية ، دولة لا تتمتّع بكهرباء كافية ، دولة لا تملك دواءٍ ، ولا أجهزة طبية ، دولة يصطفّ فيها مرضى السرطان باللآلاف فى جهاز ، او جهازين للأشعة ، دولة يتراص فيها مرضى الفشل الكلوى أكداساً كلٍ لأخذ دوره على أجهزة عتيقة متهالكة للغسيل,,. ، دولة ترسل بعيناتٍ الفحص إلى جنوب أفريقيا و و و و وبرغمٍ تنتج الدبابات ، وآلات الحرب والدمار ، لا بل وتملك "مجمّعاً" للصناعات العسكرية الثقيلة ، (مجمّع إبراهيم شمس الدين) ، ومن أجل ماذا ، ولمن تقوم دولتنا الحكيمة بحشد وتصنيع السلاح ، ولأىّ يوم ، فعلى الحدود الشمالية يقع جزءٌ عزيز من أراضينا تحت (الإحتلال) ، وعلى الحدود الغربية ، ينتهك طيران الدول المجاورة مجالنا الجوى ، وأكثر ، فلمن هذا السلاح ذن ، ولأىّ غايةٍ تصنعه الإنقاذ ، وأين هم الأعداء ، ومن هم ؟ فمن يكون العدو الذى تجب محاربته إن لم يكن هو المُعتدى ، أو المتعدّى ، أم ياترى هو أقرب من ذلك فى نظر الإنقاذيين ، هو (المتآمرين) ، وجحافل (الطابور الخامس) وكلّ من رأى رأياً غيرهم ، مَنْ العدو ياترى ؟؟؟!!! .
البحرق كتيييير يا سلمى ، نحترق من حرّ مالنا ، قوت الناس ، مسغبتهم وأحزانهم التى تتحول ، وبقدرة قادر إلى مال ، وسلاح فى يد السلطة ورموزها ، الذين لا ينسون ، ولا يتعلّّمون ، لا من تجاربهم ، ولا من تجارب الدنيا الوااااسعة ، من السادات ، إلى شاوسيسكو ، من ماركوس إلى دوفالييه ، وقائمة بقدر تاريخ الممالك ، والدول والجمهوريات ، صاحبة ألقاب الموز ، السكر ، أو العاج .
أنتظر أوبتك ، و سنة بلا خذلان ، ولا خيبة يا سلمى .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة