|
بوتو بغيظكم!منقول من الشرق الوسط واهداء الى عبدالمنعم سليمان!
|
Quote: بوتو بغيظكم!
تداعيات اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بي نظير بوتو لا تزال تتواصل، فها هي الحكومة الباكستانية تقدم بيانا توضيحيا، بأن سبب وفاة بوتو ناتج عن اصطدام رأسها بسقف السيارة، نافيا تعرضها لإطلاق النار أو إصابتها بالشظايا. وكذلك أظهر البيان أن شخصية قيادية كبيرة في تنظيم «القاعدة» تبنت مسؤولية تنفيذ هذه العملية، وأنها كانت تتلقى التهاني في مكالمة تم اختراقها وتسجيلها (وهذا أسلوب قديم يذكرنا بتبني «أبو عدس» تلك الشخصية الغامضة والمجهولة) لعملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
تخبط كبير يفتح الباب على سلسلة لا تنتهي من نظريات المؤامرة البديلة. الأنظمة الهشة تخشى من شخصيات العودة، فقد سقط النظام في باكستان فور إعلان بي نظير بوتو عن عودتها، تماما كما حدث حين عاد أكينو القائد المعارض إلى الفلبين، واغتيل على أرض المطار، وأدى ذلك إلى سقوط نظام كارلوس، أو كما تم مع شاه إيران الذي سقط نظامه فور الإعلان عن عزم الخميني عودته إلى إيران. ولكن أحداث باكستان تتوالى وتسفر عن أن المأساة الأساسية لا تتغير، وأن الاستبداد يولد الاستبدادَ، وها هو منصب رئاسة حزب الشعب كما ورِّث إلى بي نظير بوتو من والدها ذو الفقار علي بوتو، يورثُ ويؤولُ الآن إلى ابنها بيلاول، وهو نجل آصف زرداري، المتهم في قضايا الرشوة والفساد.
وبيلاول، 19 عاما، تقع على عاتقه مسؤولية أقل ما يمكن وصفها بالمستحيلة. وباختياره هذا، ستكتب نهايته السياسية قبل أن تبدأ، مهما كانت النوايا والغايات حسنة لاختياره بهذه الطريقة. إنه التوريث في الأنظمة الجمهورية الذي يولد الأحقاد ويخلق الفتن ويؤكد تنامي الاستبداد وسطوته.
الدرس الباكستاني لم ينته بعد بالتصادم الأكبر بين التيار الفكري الأصولي الذي رفض أن يحكم من «امرأة»، وأن تتبوأ الولاية العامة في بلاده، وهو يرفض أن يوالي رئيساً يوالي «الكفرة والنصارى والصليبيين». أما الجيش، فهو يرفضُ أن تأتي إلى البلاد زعاماتٌ ذات حضور وثقل شعبي لافت وتبدأ عبر الطريق الديمقراطي في أخذ الحصة تلو الأخرى من الرصيد الحاكم والنفوذ والسلطة، وبالتالي فالصالح لهذين الطرفين هو الخلاص من الدخلاء.
وتبقى المواجهة الكبرى المنتظرة بين التطرف الدامي والعسكري المستبد، وباكستان هي ساحته بامتياز. لسنوات طويلة تجرعت المدارس والمساجد في باكستان الخطاب المتطرف الذي جاءها من الخارج وترعرع فيها وتطور. ولسنوات سمح للجيش بأن يستمر في قوته واستبد وزاد نفوذه وتوسعت سلطاته لتخترق كل القوانين والأعراف. بوتو قد تحكم من قبرها كما فعل والدها، ولكن الدور الأخطر سيظهر للمنتصر في المواجهة الكبرى بين الجيش والمتطرفين في باكستان اليوم. [email protected]
|
العنوان بوتو بغيظكم للصحفى حسين شبكشى جنى
|
|

|
|
|
|