|
بيض وطماطم ولبن وزجاج وهوس بلا حدود في احتفالات رأس السنة
|
وقت ليس ببعيد، كان الاحتفال برأس السنة يتم في نطاق الشلة، الاصدقاء والأهل.. في حفل ضيق تزينه شمعة على «تورتة» كبيرة، في ليلة ساهرة تنتهي بإطفاء الشمعة عند منتصف الليل في وداع واستقبال، وكل في ترقب ذاتي وجرد حساب بينه وبين نفسه مفاده كيف قضى عامه؟ ويعلق آمالاً على العام الجديد.. بداية العام أو «رأس السنة» أصبحت مناسبة لها طقوسها وبرمجتها عند الكثيرين لخصوصية احتفاليتها - حتى انه في كثير من الأحيان تشير الأخبار عن نية عدد من المشاهير والزعماء السياسيين في قضاء ليلة رأس السنة في احد المنتجعات، أو الفنادق أو حتى المدن.. ومع اقتراب موعد احتفالات رأس السنة تنتشر مظاهر الاحتفالات في المطاعم والفنادق ويبدأ الترويج عن استجلاب فنانين لإحياء حفل ذلك اليوم.. كما ان ذات اليوم يحرك الأسواق منذ وقت لاستجلاب الهدايا الخاصة بالاحتفالية والمتمثلة غالباً في «الدببة» البيضاء والورود الحمراء.. ولم يخف أصحاب المكتبات ومحلات بيع التحف والاناتيك عن مدى جاهزيتهم لهذا اليوم اذ انه يمثل أو يعادل البيع خلال العام كله خصوصاً في مجال «الدبدوب» الأبيض والورود الحمراء.. وتليها كروت المعايدات.. واوضحوا ان غالبية المشترين هم من قطاع الشباب اذ يشكل المراهقون وطلبة الجامعات أعلى نسبة شراء لهدايا رأس السنة.. وهوس رأس السنة في السودان خرج عن طور المعايدات وتبادل الهدايا الى احتفالية في الشوارع عند اطفاء الشمعة وصلت الى حد الفوضى والتراشق بالطماطم والبيض والحليب والزجاج! وان أدى لتحطيم زجاج العربات.. جماعة من الشباب اوضحوا ان هذا السلوك يبهجهم ويدخل السرور الى أنفسهم، وتحدثوا لـ «الرأي العام» في فرح ظاهر من تلك المظاهر التى يقومون بها.. وفي هذا السياق تحدثت الناقدة أروى الربيع واصفة ما يحدث بالفوضى وعدم الوعي والخواء الفكري.. وقالت ان ما يتم من احتفالية عبارة عن تقليد أعمى وليس به أدنى فهم اذ انه لو كان القصد منه الاحتفال فيجب ان يكون بفهم متقدم وتمنيات.. ما يتم ينم عن تخلف وعدم وعي يؤدى الى فوضى والتى بدورها تؤدى الى ردود أفعال.... مما يضر بالحريات واشارت الى ان التراشق لو كان بالورود بدلاً عن البيض لكانت المسألة مفهومة ومهضومة واشارت الى ان التقليد الأعمى للقنوات قد يتطور الى ارتكاب جرائم بشكله الحالي..! الاحتفالية بجانب شكلها الفوضوي.. اتخذت شكلاً آخراً مترفاً يتمثل في ما تقوله الملصقات عن أسعار الحفلات في الفنادق والنوادي الليلية، اذ ان ما يعلن عنه من قيمة تذكرة تعد سهرة لمن استطاع اليها سبيلاً..! واشارت أروى الربيع ان ارتفاع أسعار التذاكر مبرر في نظرها لأن رأس المال الخاص يستثمر وليس عليه لوم كما ان أسعار الفنانين تقتضي ذلك، وألمحت الى ان وزارة الثقافة يفترض ان يكون لها دورها في وجود مسرح جماهيرى يخفف أعباء غلاء التذاكر..
|
|
|
|
|
|