|
|
 انفلوانزا الحكومة
|
كتب هشام عباس
في موقع www.kermaonline.com
احيانا كثيرة اقف مع نفسى محتارا كيف يكون للبشر كل هذه القدرة على الخداع ؟؟ واذا قلنا ان الخداع والكذب والنفاق صفات من صفات البشر فالمسألة عادية ولكن ما بال من حملوا مسؤولية الاخرين ؟؟
كيف بمسؤول هو مسؤؤل اما الناس وامام الله ان يمارس صفات الاندال ؟؟
وهذا يقودنى الى سؤال اهم من اين اتى هؤلاء ؟؟؟
الشعب الوحيد فى الدنيا الذى لا يعلم امره هو الشعب السودانى .. وصلت الديكتاتورية ما وصلت ولكنها لم تصل مرحلة حجب المعلومة عن الانسان فما بالك بمعلومة تخص حياة المواطن .. حرمتنا الحكومة من كل شئ حيث بات المواطن لا يعلم شيئا عن حر ماله من النفط اين وكيف يصرف .. لا نعلم عن اتفاقيات توقع وحوافز تعطى وبيع وشراء ذمم .. وقلنا امر متوقع من حكومة فاشية اتت فى الظلام وتعيش فى الظلام وتعمل فى ظلام ...
ولكن ان يصل الامر الى صحة وحياة البشر فهذا يفوق الوحشية نفسها ...
قبل عام اندلعت موجة ما يسمى بانفلوانزا الطيور وعاش العالم كله فى اضطراب وكنا نعيش فى سلام قبل ان يسرى خبر اكتشاف حالات فى السودان ...
توقعنا ان تمارس الحكومة دورها الطبيعى فى توعية ونقل المعلومة للمواطن مع حداثة المرض .. كما تفعل مثلا الحكومة المصرية التى تشابه السودانية فى ديكتاتوريتها ولكنها تراقب المرض وتنقل الحالات الى المواطن عبر وسائل الاعلام المختلفة .. فكم مرة سمعنا عبر الجزيرة عن وفاة مصريين بالمرض ..
لكن جماعتنا جزاهم الله عنا كل خير دخلوا فى صراع بينهم عن وجود المرض من عدمه ... فبينما اعلنت وزارة الصحة عن حالة طوارئ وعينت مجموعات ابادة وتحويط كانت الحكومة تعلن العكس وتطالب المواطنيين بممارسة حياتهم العادية ...
فبينما اتيام من وزارة الصحة تبيد كل الدواجن امام نظر الجميع بمزارع الحاج يوسف اعلن والى الولاية عن دعوة مفتوحة لوسائل الاعلام جميعها لوجبة من الفراخ والبيض منقول على الهواء بتلفزيون السودان ورأينا العجب .. الوالى الهمام وبعض الجائعين يلتهمون الفراخ مع ابتسامات توزع للكاميرات .
هل هذا تصرف انسان مسؤول ؟؟ وما دخل الوالى بالامور الصحية وهناك جهات مختصة هذا عملها ؟؟ ثم كيف تسمح حكومة محترمة لاحد اعضائها بتخطى دولاب العمل والتغول على شؤون الغير ؟؟؟
ثم اذا اعتبرنا هذا العمل سليما فانه يوضح غباء المسؤولين وسذاجة هذا الوالى ... لان الانفلونزا معروفة كيفية تنقلها وببساطة عبر التعامل المباشر مع الطيور لانها كالانفلونزا البشرية تنتقل عبر الهواء اى التنفس .. والوالى كما نعلم لم يدخل حظيرة دواجن ولم يذبح ولم يشوى ما التهمه مع جماعته بل التهم شئ جاهز فكيف يعتبر ذلك دليلا على عدم وجود المرض ...؟؟؟ انشاء الله ما ينفعك .
اما المضحك فهو ما صدر من حكومة الولاية الشمالية اذ سمعنا عبر الاذاعة بيانا من الوالى _ برضو والى _ ان انتشار المرض فى مصر غير مقلق لانهم يراقبون الحدود جيدا _ بالله _ ...
لا ادرى كيف يتعامل والينا الهمام مع سرب من الطيور مثلا متجهة من مصر ؟؟؟ يا سيدى حدودنا مع مصر يجتاحها يوميا قطعان من الجمال المهربة فاتق الله فى الناس ؟؟ كيف لحكومة لا تتحكم فى قطعان اكبر الحيوانات التى خلقها الله ان تتحكم فى زرزور ؟؟ روح يا شيخ .
اما هذه الايام فاننا نرى العجب العجاب ... صدقونى والله العظيم اننى وجدت فى صحيفة واحدة عنوانها الرئيسى يقول ( وزير الثروة الحيوانية : لا وجود للحمى النزفية بالبلاد ) ثم العنوان الذى يليه مباشرة تنقل حديثا لوزيرة الصحة عن انتشار المرض بشكل مخيف ووجود عدد من الوفيات !!! هل تصدقوا ان هذه حكومة محترمة ؟؟؟
ثم خرج علينا ذات الوالى الذى التهم الفراخ بتصريح قال انه لن يضحى ويريد ان يبرأ ذمته اما الشعب _ يا ود يا ابو ذمة انت _ اصلو هو بتاع لحوم بيضا ..
ليخرج علينا وزير الثروة الحيوانية عبر وسائل الاعلام وهو يلتهم فخدة كاملة وبالتأكيد ابتسامة كبيرة وعلى طريقة عادل امام ( ايه موضة الاكل فى البلد دى ؟؟) ولن اعيد للوزير ما قلناه فى الوالى عن طريقة انتقال المرض لانه لا احد يضمن لنا ان الوزير تناول كبشا بدون ان يفحص فمن سيفحص للمواطن ؟؟؟ ..
ثم ادعى وزير الثروة الحيوانية انهم ارسلوا عينات الى معمل مشهور بجنوب افريقيا وعندما ذهب مراسل قناة الجزيرة الى هناك حاملا سؤاله لمدير المعمل عن نتيجة العينات ولدهشته اكد المدير انه لم تأتيهم اية عينات من السودان !!! وعندما طلب منه المراسل تاكيد ذلك على الهواء وافق واعلن على الملأ ان وزارة الثروة تكذب على المواطن ؟؟؟ الله يفضحكم .. كان مالنا ومال دة كلو ؟؟
كيف يصدق المواطن ؟؟ من يصدق ومن يكذب ؟؟ كيف يحترم المواطن وكيف يثق فى حكومة تمارس الخداع حتى فى حياته ؟؟ ثم اين الحكومة من هذه الفوضى التى تمارس من وزراء ؟؟ اين رجال الدين الذين يفتون فى صحة الغناء فى بيوت العزاء ؟ ؟؟
كان الله فى عون الوطن والمواطن وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست