|
|
 ندوة الاستاذ هاشم صديق عن المسرح .. احتفالات الجالية السودانية بدولة قطر بالاستقلال(1)
|
ملخص ندوة الاستاذ هاشم صديق عن "دورالمسرح في الحركة الوطنية " ضمن احتفالات الجالية السودانية بدولة قطر بالذكرى"52" لاستقلال السودان ، بقاعة جمعية قطر الخيرية الاحد 12 يناير 2008.
اعطني مسرحا ، اعطك امة
قديما قيل: اعطني مسرحا اعطك امة ، اما هاشم صديق فقد اعطى وعيا ، والمسرح السوداني تجاوز عمره قرن من الزمان بخمس سنوات ، ولعب دورا في الحركة الوطنيه في كفاحها ضد المستعمر ، فصديق لا عب بمهارت شاملة All Rounder ، وهو مصطلح في لعبة الكركيت التي تميز تعدد مهارات اللاعب ، فهو شاعر وكاتب وممثل ومخرج ، نال دبلوم المعهد العالي للموسيقى والمسرح بمرتبة الشرف ، تخصص نقد مسرحي ، ودراساته العليا كانت في التمثيل والاخراج بمدرسة لندن العالمية للسينما ، تحدث صديق في ندوة عن "دور المسرح السوداني في الحركة الوطنية" بقاعة جمعية قطر الخير ، فاعطى الحضور دفقا من نور ، ونفخ روحا من النضال تذكي الوجدان بتضحيات الرعيل الاول ، وادارها المسرحي محمد السني دفع الله ، وكان الحضور متميزا ، وفتحت كوة في عتمة "المجهول من تاريخنا" ، وان المسرح ورواده كانوا حضورا في ذاكرة النضال الوطني ، وصنعوا مجدا للدراما، ولعب المسرح في بدايته دورا في دعم التعليم ، ومحاربة الجهل ، وكانت تجربة ومسرح بابكر بدري ، رائد تعليم المرأة في السودان ، جديرة بالاهتمام منذ بدايتها في 1903 .
لماذا المسرح ؟
طرح صديق سؤالا : لماذا المسرح؟ ولخص اجابته في : هو تعبير وجداني وابداعي للسلوك الانساني وهو مدخل للفنون الاخرى ، وفيه الصراع الازلي بين السلبي والايجابي ، والخير والشر، ويورخ رائد تعليم المرأة مؤسس كلية الاحفاد الجامعية ، بابكر بدري للمسرح السوداني في كتابه "حياتي" ، الجزء الثاني ، تناول نشاطه المسرحي في رفاعة ، على النيل الابيض ، لخدمة التعليم في مدرسة رفاعة الابتدائية ، ويرتبط المسرح بالتعليم وبالتالي الحركة الوطنية ، وفي العام 1905 وردت إشارة اخرى في القطينة ، على النيل الازرق ، حيث قدم عبد القادر مختار ، مسرحية "المرشد" السوداني في فناء المسجد والطريق المؤدي الى المدرسة ، والبنا الدرامي حول الخير ويمثله تلميذ رفع وعيه التغليم والشر يمثله راعي دفعه الجهل لارتكاب جريمة في مكان شرب الخمر"انداية" ،وخلاصتها ان التعليم يفضي الى السلوك القويم وان الجهل يقود الى الجريمة .
فرقة سودانية
وسرد صديق اثر مسرح الجاليات: المصرية – السورية – الانجليزية – الايطالية " 1905- 1915" ، وكانت انديتها للاعضاء فقط ، وكان الضابط علي عبد اللطيف ، احد قادة اللواء الابيض 1924، من الصفوة في قوة دفاع السودان ، ودعاه صديقه المصري لحضور مسرحية، وكان مسرح الجاليات تأثيره، وفي 1930 كانت للجالية المصرية في كلية غردون فرقة مسرحية ، فشاهدها السودانيون وطفر الى اذهانهم السؤال : لماذا لاتكون لدينا فرقة مسرحية ؟ واستجابت الكلية للطلاب السودانيين تكونت فرقتهم باشراف شاب من الشام ، وكانت تهتم بالتراث العربي والاسلامي، وظهر وقتذاك عبيد النور ، الذي درس في الجامعة الامريكية ببيروت ، وعمل بكلية غردون ، ورعاية الفرقة المسرحية السودانية ، وكتب مسرحية " الابن العاق" ، حيث كان الاب كثير السفر ليجد ابنه يعاقر الخمر ودار حوار بينهما لينتهي الى سب الابن للدين ، فقام الاب بردعه حتى تاب ، هذه المسرحية اقامت الدنيا ولم تقعدها، حيث ثار رجال دين ضدها، وافتوا بتكفير مؤلفها، لانه جاء بشارب للخمر وساب للدين على خشبة المسرح، وطالبوا ابوالقاسم هاشم ، شيخ علماء السودان بفتوى تكفيرية، لكنه عندما التقى عبيد وسأله عن المسرحية ، قال" محاكاة الكفر على خشبة المسرح ليست كفرا"، وسمح له بعد ذلك بعمله المسرحي . وهنا يتبدى الصراع بين العقل والسلطة الدينية .كما فكر عبيد في تناول قضايا الناس في "المامور ورجل الشارع" ، ومس بذلك السلطة السياسية ، ممثلة في قلم المخابرات البريطاني مستر بيني ويعاونه إدوارد عطية ، حيث وجها له لوما وزجراه. بهدها توقفت تجربة الفرق المسرحية في كلية غردون حتى نهاية العشرينيات وبداية 1930 حيث جهابزة الحركة الوطنية ، ومنهم صديق فريد وعرفات محمد عبد الله ، وكان لنادي الخريجين دورا في الحركة الوطنية ، فكان اتجاه المسرحيين في هذه الفترة نحو المسرح الغربي والعربي "خرافة البندقية" و"رفاعة العربي" كما برزت حركة نقدية ، وتفوقت مقالات عرفات محمد عبد الله على نقاد هذا الزمن ، واتجهوا ايضا نحو التراث الاسلامي بذكاء بالغ حتى لايحدث صدام مع السلطة السياسية المستعمرة، فكانت مسرحية"صلاح الدين الايوبي" ،وكان اول عرض عام عام 1921 بطله طه صالح المهندس وعام 1923 و بطله صديق فريد ، واعتبرها الاستاذ حسن نجيلة في كتابه "ملامح من المجتمع السوداني" انها هيات الرأي العام لثورة 1924 ، وكان البطل على عبد اللطيف قد جهز السيوف والملابس للمممثلين، وكان صديق فريد بصوته الجهوري يؤدي دور البطل صلاح الدين الايوبي ، فثار الجمهور، وبكى لمجد الاسلام والعروبة الذي عاد ، واوشكت ان تخرج مظاهرة ، وكانت المسرحية قد قدمت لبناء مدرسة كتشنر الطبية. واحس المستعمر البريطاني بخطورة المسرح ، وبدا التضييق عليه ن وهنا علا صوت الشعر ، واصبح يتداول بين الناس حتى في الخفاء، لان المسرح ظاهرة ديمقراطية ، يقدم تحت امام الاضواء الكاشفة وليس تحت الارض ، لكن الشعر يستطيع ذلك .
خالد ابو الروس
ظهر على خشبة المسرح ، صبيا يافعا ، لم يكمل العشرين من عمره ، وهو من الرواد الذين استلهمو التاريخ والاسطورة ، وقدم مسرحا سودانيا، يلامس وجدان الشعب ، ويستدعي التراث السوداني، في الحكاية الشهيرة "مصرع تاجوج" و"تاجوج والمحلق" ، فقد كانت العامية لغة الشعر ، ولغة اواسط السودان حيث انصهرت القبائل ، وحيث كان الثائر محمد احمد المهدي ، ابوالروس كتب مسرحية "مصرع تاجوج" وهي مجاراة لـ"مصرع كليوباترة" لاحمد شوقي ، وقدمت المسرحية لصالح بناء مدرسة الاحفاد، ولكن لم يكشف عن اسمه ، ولاقت نجاحا وطالب الجمهور برؤية كاتبها، فكان الممثل ابو الروس يمثل دور إمراة بكل زينتها التقليدية من الجورسية وماشابه ، وكان قلم المخابرات البريطاني ملم بكثير من خبايا المجتمع السوداني ، وابتدع معاونه إدوارد عطية ، "الرقابة المسرحية" بان يعرض النص على شيخ الحارة ثم المفتش ثم رئيس قلم المخابرات واخيرا المامور ، فاختار ابو الروس مسرحية "خراب سوبا" لكنها رفضت من الشيخ الى المامور الذي ارسل لطلبه من ابي روف ، حيث انزعجت اسرته واهل الحي ، وذهب ابو الروس مبكرا منذ السادسة صباحا ، راكبا الترماج اتلى منزل المامور في الخرطوم في العاشرة، ووجده متابطا ملف المسرحية ، فساله بلغة ركيكة لماذا اخترت مسرحية "خراب سوبا" ، وماذا يريد ان يقدم بدهدها، فقال ابو الروس "علي دينار" ، وتابع فسأل المامور: بتعرف العامية ، او المسرحية قرئت لك ؟ فكان رد المامور: بعرف السحلية والمكمامة، وعندما عاد لابي روف استقبله جمع غفير وروى لهم ما دار مع المامور .
مسرح منتظم
ابراهيم العبادي ، شاعر درجة اولى ، خريج كلية غردون ، يضع الجملة المناسبة لسن الشخص ، استلهم التاريخ القريب في الصراع بين البطاحين والشكرية ، في مسرحية "بامسيكا" ، وقدم بناء دراميا من خلال ودكين وريا ، والفرق بينه وابو الروس في ان الاخير ، جارى احمد شوقي ، واستلهم الحكاية الشعبية ، والعبادي استلهم الحكمة في قصة سيدنا يوسف ، وسار على درب ابسن رائد الواقعية ، حينما صفعت إمراة الباب فارتجت اركان اوروبا . ، واستدعت كل اشكال التطور منذ مطلع القرن العشرين، واهم ملامح الثورة المسرحية :
-ارتباط المسرح بالذاتية السودانية في محنتها امام المستعمر .
- فتحت الباب لدعم التعليم الذي ضيق عليه الاستعمار.
- بشرت بمسرح ملتصق بهموم الناس ولا يعرض خارج الحلبة.
ظهرت اول حركة مسرحية منتظمة في 1967وظهر نفس رواد الثلاثينات ، ابراهيم العبادي في"الك نمر" ابو الروس في "ابليس" ثم تيار الواقعية ورائدها حمدنا الله عبد القادر ثم بدر الدين هاشم ، ثم جاء المسرح الشعري والتيار الحديث "نبته حبيتي"و"المهدي في ضواحي الخرطوم"و"مأساة الحلاج" و"توفيق الحكيم" و"وجه الضحك المحظور" ، صلاح عبد الصبور ، يوسف عيدابي ،فضيلي جماع، علي عبد القيوم ، مكي سنادة، وهل يملك الاخير الشجاعة ، كمدير للمسرح القومي، ان يقدم اليوم مسرحية"نبته حبيبتي" في عصر الانقاذ وذلك الصراع الذي ادى الى الرابع من رمضان . فقد ضاقت صدور الحكام الشموليين بالمسرح كما ضاق مستر بين رئيس قلم المخابرات البريطاني ومساعده الشامي ادوارد عطية .
خارج النص
تحدث هاشم صديق عن الرقابة فيعهد الانقاذ فضحك الجميع عندما روى ان مدير التلفزيون اوقف عرضا للحياة البريه بدعوى ان النعامه اردافها موحيه ، وفسرها بأن النعامه عندما تركض يتطاير ريشها منها الى الاعلى فتبين اردافها وتظهر كمثل الفتاة التى ترفع فستانها ... فتخيلوا معى مثل هذه العقليه .
هذا ما استطعته ، فإن كان التلخيص ليس مستوفيا ، فالمداخلات تكمل ما نقص .
تابعونا !
ليلة الشعر بصالون ابنوسة .
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: ندوة الاستاذ هاشم صديق عن المسرح .. احتفالات الجالية السودانية بدولة قطر بالاستقلال(1) (Re: Faisal Al Zubeir)
|
حقيقة المسرح مهضوم فى السودان والحركة المسرحية ضعيفة
قيل ان المسرح ابو الفنون لكن غاب هذا المسرح فى السودان
كنت اجهل الكثير عن لمسرح الى ان اعتلى هاشم صديق
المنصة سرد واقع وتاريخ وطموح المسرح فشدنا الية بحديثة السلس
الجذاب واستطرد وافاض فادهشنى وتمنيت ان لا تنتهى تلك المسرحية
مسرحية الرجل الواحد وان استمع واستمع الى ان استمع
اتمنى عرضها هنا كاملة تلك الندوة حتى اعيدها ثانية وثالثة ورابعة
شكرا فيصل على هذا النشاط الجم ادامك اللة زخرا للوطن
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Faisal Al Zubeir
عمر سعد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست