مشردو العاصمة : قسوة محلية ورحمة عابرة للقارات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 07:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-23-2007, 07:25 PM

samual hassan
<asamual hassan
تاريخ التسجيل: 07-11-2007
مجموع المشاركات: 245

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مشردو العاصمة : قسوة محلية ورحمة عابرة للقارات

    مشردو العاصمة : قسوة محلية ورحمة عابرة للقارات
    تقرير : السموءل حسن بشرى بدوى
    ليس في دارفور وحدها يكون الأطفال معرضين للقسوة والرحمة التي تأتي من قريب أو من بعيد . في المدن الكبيرة أيضاً ولا سيما عاصمة السودان الخرطوم يوجد أطفال كثيرون بعيدون عن أسرهم وتمر عليهم السنوات وربما العمر كله دون أن يستشعروا دفء الأمومة والأبوة .
    التشرد في العاصمة القومية الخرطوم ربما كان بسبب وجود الطفل بعيدا عن أهله الذين يسكنون في أطراف بعيدة من البلاد مثلما هو حادث "لكافي تية" الذي جاء من كادوقلي لأن له أصدقاء زينوا له بهاء الحياة في الخرطوم وربما كان بسبب الفقر المدقع الذي يجعل الأبناء مضطرين لترك المدارس التي لا يستطيعون على مصاريفها ثم البيوت التي ليس فيها ما يقنعهم بالبقاء مثلما حدث لدينق قرنق الذي يسكن أهله باللاماب "ويتكل" هو ليلاً ونهاراً في أمدرمان . وربما يكون الطفل متشردا لأنه ولد من أبوين "طفلين " مشردين!! وهذا هو ما يحدث للعشرات الذين يولدون في هذا المجتمع الذي يجاور مجتمع المدينة هذه ولا يتداخل معه إلا قليلا .
    يقول دينق قرنق أنه اختار أن يعيش بعيداً عن أسرته لعجز والده عن دفع مستحقات دراسية قدرها 65 ألف جنيه (حوالي الـ 33 دولاراً ) وكان ذلك قبل ثلاث سنوات . وكانت النتيجة أنه أصبح في خلال هذه الفترة عضواً محترماً في ما يسمى بمجتمع " الراندوك" . ويقضى مثله مثل البقية يومه في غسيل السيارات أو مسح الأحذية أو العمل في نظافة المحلات والمنازل وإن لم يجد فربما مارس النشل أو السرقة أو على أقل تقدير تحصل على وجباته من فضلات وبقايا المطاعم والكافتيريات ولكنهم لايتسولون على الإطلاق لأن التسول في اعتقادهم مهنة خاصة بالعجائز وكبار السن والمعوقين .
    في المساء ، يقول حمدان- الذي دخل مجتمع الراندوك قبل دينق بحوالي العام – ربما وجدوا إمكانية قضاء ساعات طيبة كل برفقة خطيبته التي تنتمي لنفس المجتمع . الليل مشكلة أخرى في مجتمعات الراندوك فسعداء الحظ هم من يجدون شخصا يسمح لهم بالمبيت قرب مكانه أو دكانه آمنين مقابل القيام بنظافة المحل في الصباح . وفي أسوأ الأحوال يضطرون إلى الالتجاء إلى ما أسموه بالصواريخ قبيل منتصف الليل والصواريخ في لغتهم هي المجاري !
    مصائر هؤلاء الأطفال ربما لا تكون قضية رأي عام في حجم وأهمية خلافات الشريكين وأرقام البترول وقضايا التحول الديمقراطي لكن بوسع المرء أن يتخيل ضآلة حجم وأهمية تلك القضايا إذا صار هؤلاء المشردون هم الغالبية المطلقة أو البسيطة ضمن سكان العاصمة وهذا خيال تعززه الإزاحات "المستدامة" التي لا تنمي أفقيا ولا رأسيا سوى حالة الفقر القومي العام . ولا تطور سوى من وضع التوزيع المختل للموارد ومن حجم هذا الاختلال!!
    فالدواعي التي جعلت تية وحمدان ودينق ينضمون إلى هذا الحزب المتنامي تتوفر بسخاء كل يوم . فضلا عن أن احتمالات أن ينضم أطفال سكان المدن إلى هؤلاء موجودة وزد على ذلك السهولة المفرطة والمتوفرة لهؤلاء لانتاج المزيد من المشردين على مدار الدقيقة .
    ولا حسد لمجتمع الراندوك على هذه البركة التي تفتقر إليها المجتمعات العليا لكن هناك أخلاق - من المفترض أنها تتحكم في تلك المجتمعات العليا - تمنعها من السماح لهذا الحال الخاطيء إنسانيا وبيئيا واقتصاديا وحتى أمنيا – وما أحداث الاثنين الأسود ببعيدة عن الأذهان – أن يستمر أو يسود .
    صديقة محمد أحمد باحثة إجتماعية تعمل في إحدى المنظمات الطوعية العاملة في مجال رعاية وتنمية الطفولة تقول إن منظمتها استطاعت أن تعيد بعض هؤلاء الأطفال إلى أسرهم كما أنهم قاموا بمساعدة كثيرين على الدراسة ولكن الحال يبدو أكبر بكثير من المجهودات المقدرة لمثل هذه المنظمات فقد حكت لنا سهام ، باحثة اجتماعية أخرى تعمل بذات المنظمة عن موقف طريف مر بها خلاصته أنها فوجئت أثناء وجودها في داخل حافلة ركاب قريبا من السينما الوطنية بأمدرمان بمجموعة من هؤلاء المشردين الذين كانت قد عملت معهم لسنوات يركضون خلف الحافلة وينادونها باسمها الأمر الذي أثار دهشة المارة والسائق والركاب ولم ينجل الموقف إلا بعد أن نادتهم بأسمائهم وأمرتهم بالذهاب إلى حال سبيلهم .
    هذا الموقف يشي بحقيقة بسيطة ومفجعة أن جهود هذه المنظمات أقل بكثير من الجهد المطلوب لاجتثاث هذه الظاهرة من الواقع . إن تحويل هذه الطاقات أو على الأصح استعادتها لتصب في صالح المجتمع الكبير تحتاج إلى أضعاف ما تقوم به منظمات رعاية وتنمية الطفولة الآن .
    وعلى الرغم من أن السؤال عن الطريقة التي تدعم بها منظمات الطفولة المحلية هذه المجهودات ربما يقودنا إلى تذكر آرش دي زوي إلا أن القسوة على هؤلاء المساكين تظل محلية الطابع وتظل الرحمة بهم – حسب الإجابة التي وجدناها لهذا السؤال – عابرة للقارات .

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de