|
|
 قريبا من بيروت ... كتاب ( باب السنط ) للإخوة جبريل
|
منقول:
سيصدر قريبا في العاصمة اللبنانية بيروت كتاب ( باب السنط ) للأخوة جبريل , الكتاب هو عبارة عن : نصوص شعرية و مقالات أدبية وقصص قصيرة وأعمال مشتركة ..
من مقدمة الكتاب كتب عادل عثمان عوض :
باب السُنُط هو باب منزلنا بحي قلعة صالح جبريل، في منطقة ودنوباوي جنوب بمدينة أم درمان. يؤدي الباب إلى منزل فسيح ( حوش عوض جبريل ) تسكنه عدة أُسر. ويرجع تاريخ بناؤه إلى أوائل القرن الماضي. أبناء عوض جبريل الذين سكنوا الحوش هم محمد, جبريل, احمد, عثمان, زينب, فاطمة, عائشة, آمنة, كلثوم, رقية و صفية. وكعادة أهل أم درمان القديمة، كانت كل الأسر الممتدة تسكن في دار واحدة، مما كان له الأثر الإيجابي الأكبر في التنشئة الإجتماعية للأجيال اللاحقة. إرتبطت منطقة ودنوباوي إرتباط وثيق بكل التطورات الإجتماعية والثقافية والسياسية التي شهدتها مدينة أم درمان، والتي إنعكست بدورها على السودان ككل، بدءاً بالثورة المهدية واللواء الأبيض وحركة الإتحاد السوداني ونهايةً بكل فترات الحكم التي تعاقبت بعد إستقلال السودان..
عاصرنا باب السُنط في خريف عمره حيث تغيَّر لونه إلى الرمادي الداكن بفعل العوامل المناخية من أمطار وأتربة ورياح. ورغم ذلك إلا إنه كان يقف شامخاً يتحدى الزمن كأبو الهول تماماً. كيف لا وهو شاهد عصره لكل الأحداث التي مرّت على ( حوش عوض جبريل ) لفترة قاربت القرن الكامل من الزمان. ولهذا كان له الأثر السحري الذي لا يوصف على كل سكان الحي لعراقته. ولا يتفوق عليه في تلك المنزلة إلا باب السُنُط الأكبر حجماً لمنزل جدّنا توفيق صالح جبريل، حيث يعتبر من أعرق أبواب السُنُط وأقدمها في مدينة أم درمان حيث تم صنعه في بداية المهدية على يد ( ود السُنِّي ) الذي ينتمي إلى أسرة مدني السُنِّي الشهيرة والتي نسبت إليها مدينة ود مدني ..
وفي فقرات أخرى من تلك المقدمة :
باب السُنُط ! الرمز هنا ... وهذه النصوص هي رد جميل وعرفان وشكر لكل العائلة وعلى رأسها الجدة فاطمة والوالدين، وكل الأهل والأصدقاء وسكان حي القلعة وودنوباوي لما لهم من عظيم فضل ودين مستحق علينا، يصعب رد ولو جزء يسير من عظيم عطاياهم.
باب السُنُط الرمز... يعني الإلتصاق والإلتحام بالجذور دون غلو أو تعصّب .. يعني الإنتماء للوطن بكل ما يحمله من معانٍ من أرض وإنسان وسماء ونيل وتاريخ وثقافة وموروثات . مع الإنفتاح في نفس الوقت على كل ما هو جميل ونبيل في كل الإرث الإنساني. الوطن هو الدار الطيّبة والصدر الحنون، هو الأم والأخت والحبيبة. فالمهاجر رغم ما أغدقته علينا من نعم متعددة وفرص كثيرة إلا إن تكلفتها الإجتماعية والثقافية باهظة الثمن وتزداد جيل بعد جيل.
باب السُنُط ... هو الفردوس المفقود الذي نبحث عنه في دواخلنا ... في أحلامنا ... في ذكرياتنا في تواصلنا الحميم مع ثقافتنا مع جذورنا.... هو صرخة داويه ضد سلبيات غول العولمة الذي تحول إلى مهدد رئيسي لكل الثقافات المحلية على مستوى العالم.... هو مواجهة للهجمة اِلإمبريالية الأمريكية على منطقتنا وعلى أجزاء أخرى من العالم من أجل طمس هويتنا ونهب ثرواتنا.
باب السُنُط .... هو مسؤولية تاريخية لتوصيل أمانة الجدّة فاطمة لأحفادها الذين ولدوا ونشأوا في المهاجر المتعددة بعيداً عن وهج الأهل والديار. واجب علينا ربطهم بدينهم وثقافتهم على أكمل وجه، مع الاستفادة القصوى والإيجابية في أرض المهجر من فرص التعليم والعمل والتعرف على ثقافات شعوب أخرى إثراءً لذواتهم وتعميقاً للروابط الإنسانية الصادقة.
باب السُنُط .... هو محاولة متجددة ومستمرة للتواصل مع النبع الصوفي المتوهِّج في الأعماق... فحلقات الذكر وأصوات المنشديين وهدير النوبة والأعلام الخضراء ما زالت حيّة في قلب الذاكرة.... وهذه المهاجر رغم الغنى المادي الفاحش إلا إنها تعاني من خواء روحي مخيف.... وأوطاننا رغم فقرها المدقع إلا إنها غنية روحياً وتتمتع بترابط إنساني وإجتماعي متفرِّد.
باب السُنُط.... هو تحية وتقدير وإجلال لكل المهاجرين السودانيين في شتى أنحاء العالم لكل ما يبذلونه من جهد متواصل بعزيمة قوية مثابرة وكفاح لا يعرف الملل والقنوط . وذلك في سبيل خلق مستقبل أفضل لهم ولوطنهم الأم.
و نسطر تحية صادقة بكل حب و مودة للسودانيين في هولندة لما جمعنا بهم من أيام خالدة بحلوها و مرها فكانوا و ما زالوا لنا نعم الاخوة و الأصدقاء. و لا يفوتنا هنا شكر المملكة الهولندية فبالرغم من إنها تعتبر من اكثر بلدان العالم كثافة سكانية إلا إنها مدت لنا يدها و أصبحت لنا وطن ثاني و التحية موصولة لكل الأحزاب الساسية و النقابات و منظمات المجتمع المدني التي ظلت تدافع عن حقوق المهاجرين.
حقا لا نجد الكلمات التي نعبر بها عن امتنانا وخالص تقديرنا للأستاذة الأديبة الرائعة الدكتورة غريد الشيخ للمجهود الكبير الذي قامت به في إخراج هذا الكتاب و لولا وقفتها معنا في كل المراحل لما رأى هذا العمل النور فلها منا الشكر و الثناء أجزله. و لهذا نعتبر باب السنط إضافة لما يجمعنا بلبنان الشقيق علي كافة الأصعدة. أيضا شكرنا و امتنانا للفنان الصديق أبو شريعة والذي زينت لوحاته كثيفة المعني صفحات هذا الكتاب فكانت رسوماته مثل الجرتق لهذه النصوص.
و لا يفوتنا تسجيل الشكر و التقدير لكل من اسهم معنا بالنقد و التعليق و المراجعة في إخراج هذا العمل المتواضع و نخص بذلك العم احمد محمد سعيد الأسد و د. عبد الملك الهدية و الأستاذ محمد عبد الحميد والأخ جمال الأسد و الأخ الصديق عمر محمود علي.
أخيراً .. باب السُنُط.... هو شرفة بحرية نستمتع بهوائها العليل ... واحة نستظل بها في هجير الغربة... نغمة حلوة تائهة في الذاكرة نكررها ونعيدها... هو إستراحة ضرورية بعد عناء يوم عمل شاق في شتاء قارص في أرض يغطيها الجليد..... هو محاولاتنا الدائمة والمستمرة للتماسك والتوازن الروحي والنفسي والذهني...,. إختصاراً هو محاولة متواضعة لإعطاء حياتنا معنى حقيقي وقيمة راسخة.
الإخوة جبريل هم الأشقاء الثلاثة :
عادل عثمان عوض
محمد عثمان عوض
عوض عثمان عوض
إسم الكتاب : باب السنط
الناشر : دار النخبة للترجمة و النشر
المؤلف : الإخوة جبريل
لوحات الغلاف والرسوم الداخلية :
الفنان التشكيلي أبوشريعة أحمد
عدد الصفحات : 287 صفحة
|
|
 
|
|
|
|
رأفت ميلاد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست