|
|
 عالم الآثار السويدي شارلس بونيه مكتشف آثار حضارة كرمة: حركة العمران ومشاريع التنمية خطر كبير عل
|
اصبح جزءاً من مجتمع كرمة.. سويسري الجنسية مكث اكثر من اربعين عاماً ينقب في آثار كرمة حتى اكتشف كثيراً من معالمها التي اضاءت بعض الفترات المظلمة في التاريخ السوداني لما قبل الميلاد.. تم تكريمه من الدولة ومنحته جامعة دنقلا الدكتوراه الفخرية ولكن الأهم من ذلك هو الاحتفاء الشعبي والحميمية التي ربطته بأهل المنطقة والثقة التي جعلته يعمل في جو مريح مكنه من مواصلة البحث والكشف عن معالم واثار هذه المدينة التاريخية التي وصفها باقدم حضارة في وادي النيل.. البروفيسور شارلس بونيه عبر هذا الحوار الذي تم داخل متحف كرمة الذي اشرف على مقتنياته الاثرية يكشف علاقته بالمنطقة ورحلة التنقيب عن الآثار وقد شارك في الحوار الخبير الآثاري ماتيو والدكتور صلاح المتخصص في الآثار الذي قام بالترجمة وكذلك شارك في الحوار الزميل عصام العولي من صحيفة «آخر لحظة». البحث عن السودان في السودان ü يقول شارلس بونيه متحدثاً عن علاقته بمدينة كرمة كنا ثلاثة اصدقاء نعمل في الآثار وقد قررنا بصورة عشوائية ان نأتي للسودان للبحث عن آثاره.. وبالفعل حضرنا واحببنا هذا البلد وبسرعة كونت صداقات مع المسؤولين عن الآثار.. ولكن الأهم من ذلك قد حضرنا للسودان للبحث عن الحضارة المصرية وظلالها في السودان ولكن اقتنعت بعد ذلك بفكرة البحث عن السودان في السودان وليس مصر في السودان وقد طلب منا مدير مصلحة الآثار السابق القيام بحفريات في قرية كرمة البلد وحدثت هنا قصة وهي ان امرأة في كرمة حفرت في منزلها ووجدت حجارة كبيرة وكانت خائفة من ان يكون المنزل مسكوناً وبعد ان حفرنا في منزلها اكتشفنا بئراً كبيرة أو مقبرة قديمة عمقها 6 امتار وبعد دراستها وضح انها تنتمي لأحد ملوك الفترة المتأخرة والمنطقة تبعد مسافة واحد كيلو متر والآن اعمل تحصينات لهؤلاء الملوك الذين حكموا هذه المنطقة قبل الجيوش المصرية.. وقد كان التنقيب في هذه المنطقة صعباً لأن قاع المقبرة كان مليئاً بالماء وكنا نستخدم طلمبة لرفع الماء فانطلقت اشاعة في القرية بأن السويسريين اكتشفوا بترولاً. في أول الطريق ü يواصل البروفيسور شارلس افاداته حول آثار المنطقة وامكانية اكتشاف آثار أخرى فقال نعم هناك ثروة هائلة في ما يتعلق بالحفريات وما زالت هناك فترات تاريخية حولها ظلام وبما اننا نجحنا في الحفريات السابقة سنبدأ البحث وكشف القصة الكاملة للحضارة السودانية قبل الميلاد ونحن الآن في أول الطريق وسنقوم بمزيد من الحفريات ولكن الشيء المحزن ان المناطق الغربية للنيل قد ضاعت منها كثير من الآثار بسبب الزراعة والسكن ويصعب العثور عليها ولكن كلما بعدنا عن النيل تجاه الصحراء فهناك امكانات كبيرة للكشف عن الآثار وهنا نطلق انذاراً وتحذيراً من أن الحراك الاقتصادي والتنموي والعمراني وحمى التطور في السودان اصبح ذلك خطراً على الآثار وحركة التنقيب ومعرفة الحضارة بالسودان ونحن نلفت نظر المسؤولين لأهمية مراعاة ذلك وان لا يضحوا بالتراث القيم للوطن من اجل بناء طرق او مصانع او خزانات فاهمال التراث والمقابر القديمة سيعصف بتلك الجهود الاثرية ونطالب الرأي العام والمواطن بالوعي والحكمة.. المجمع اضافة للحضارة الانسانية وعن الجمع الحضاري والمتحف الذي تم افتتاحه يقول شارلس لو قدر لهذا المجمع الاكتمال سيكون منارة حضارية في كرمة والسودان عموماً وسيكون بداية مؤسسية للاهتمام بالآثار السودانية ومجمعاً للعلماء والباحثين وسينشط حركة اكتشاف الحضارات السودانية من خلال حفريات في اتجاه درب الاربعين غرباً والبحر الاحمر شرقاً فالسودان فيه ثراء حضاري كبير فهذا المجمع يلعب دوراً كبيراً في خدمة السودان والحضارة الانسانية واضاف ونحن كعلماء آثار نشكر اللواء سر الختم الذي مهد لنا الطرق فلولا اصراره ومكافحته المستميتة لتوفير الغطاء الرسمي والمالي لما تم هذا العمل العظيم. ملوك قبل الجيوش المصرية ü دار الحديث بعد ذلك حول قدم هذه الحضارة وهل هي سابقة للحضارة المصرية فقال بونيه ما استطعنا معرفته ان هنا كانت تقيم حضارة قبل اربعة آلاف سنة وقد كانت المنطقة ملتقى تجارياً مهماً بين الغرب السوداني في كردفان والبحر الاحمر وبين الشمال في مصر واهم السلع في تلك الحقبة هي الذهب من البحر الاحمر وسن الفيل والعاج و الابنوس من الغابات النيلية والملك كان له حق احتكار السلطة والثروة وفي اكتشافاتنا عثرنا على وثائق وصكوك تؤكد ان هناك ادارة حازمة وصارمة في التبادل التجاري وكذلك هناك اهتمام بالحركة الدينية وقد كان قدماء المصريين يعتقدون ان السودانيين اكثر تديناً منهم وكذلك هناك سمعة ممتازة للمحاربين والجنود فقد كان الملوك من مصر يستجلبون الجنود من هذه المنطقة.. اما ما هي الحضارة السابقة فهو نقاش فيه شيء من الخطورة ولكن المعروف ان هناك حضارة في السودان كما توجد حضارة في مصر وهناك حضارات اخرى في السودان لم نعرفها بعد.. اريحية الشعب السوداني الاستاذ ماتيو افاد كذلك في ذات السياق انه عند الحديث عن التاريخ لا نضع في بالنا من الاقدم فالتاريخ حراك حضاري في الزمان والمكان ويواصل ماتيو ما تستطيع قوله لا بد الوضع في الاعتبار ان المناخ مختلف قبل 15 الف سنة وكانت المنطقة ممطرة والصحراء مخضرة والنيل اكثر اتساعاً واكثر ثراه على مستوى الحيوان والاشجار والثمار وقد كانت معروفة للمصريين بأنها منطقة ثرية وان منطقة السودان وكرمة كانت في بعض الفترات متفوقة على حضارة مصر.. اخيراً تحدث شارلس عن علاقته بأهل المنطقة بأنها مبنية على الصداقة والاحترام واضاف انا الآن اعمل دون أي محاذير واتداخل مع اهل البلد وأنا الآن استطيع ان ادخل لأي بيت في السودان وانا مقتنع بالترحيب ولكني لا استطيع ان افعل ذلك في سويسرا وهذه هي اريحية الشعب السوداني..
|
|
 
|
|
|
|
azz gafar
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست